Skip links
امرأة حامل تجلس على الأريكة وتضع يد على خصرها واليد الأخرى تضعها أسفل بطنها

الصحة النفسية للحامل – كيفية الحفاظ على الصحة النفسية للحامل

الرئيسية » الصحة النفسية » الصحة النفسية للحامل – كيفية الحفاظ على الصحة النفسية للحامل

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعتبر الحمل فترةً فريدةً من نوعها في حياة المرأة، حيث تحدث تغيراتٍ جسديةٍ، وهرمونية، وعاطفية شديدة، وتلعب العوامل النفسية دوراً كبيراً في تأثير الحمل على الحامل، ويمكن أن تكون لها تأثيرات إيجابية وتحديات. ففي البداية، قد تشعر الكثير من النساء بالسعادة، والحماس، والترقب، لقدوم المولود الجديد، وتكون فترةً مليئةً بالأمل والتفاؤل، وقد يتعزز الشعور بالمسؤولية والنضج العاطفي.

ومع ذلك، يمكن أن تواجه العديد من النساء تحدياتٍ نفسية أثناء الحمل، فيعاني البعض من تغيراتٍ مزاجية، وتقلباتٍ عاطفية بسبب التغيرات الهرمونية، والتحولات الجسدية التي تحدث، لذلك تعدُّ صحة الحامل النفسية أمراً مهماً للغاية، نظراً لتأثير العامل النفسي على صحة الحمل والجنين.

ما الذي يؤثر سلباً على صحة الحامل النفسية؟

1- التغيرات الهرمونية

يحدث تغيرٌ كبيرٌ في مستويات الهرمونات خلال فترة الحمل، وهذا التغير الهرموني قد يؤثر على المزاج والعواطف لدى الحامل، ويزيد من احتمالية حدوث تقلبات مزاجية، والشعور بالضعف العاطفي.

2- القلق والتوتر

قد يشعر العديد من النساء بالقلق والتوتر بشأن صحة الجنين وسلامته، وعملية الولادة ذاتها، كما قد يكون للمشاكل المالية، والعملية، والعائلية أيضاً تأثيرٌ سلبيٌّ على صحة الحامل النفسية.

3- التغيرات الجسدية

تحدث تغيرات جسدية كبيرة خلال الحمل، مثل: زيادة الوزن، وتغيرات في الشكل والحجم، لذا قد يشعر البعض بعدم الراحة من تغيرات جسدهن، وهذا يمكن أن يؤثر سلباً على صحتهن النفسية.

4- الضغوط الاجتماعية

قد تتعرض الحامل لضغوطٍ اجتماعية من العائلة، أو الأصدقاء، أو المجتمع بشأن رعاية الجنين، وقد تشعر بالضغط لتلبية توقعات الآخرين، هذه الضغوطات تؤثر على صحة الحامل النفسية، وتسبّب التوتر والقلق.

5- الصعوبات العاطفية

قد تواجه الحامل صعوباتٍ عاطفية، مثل: الاكتئاب، أو القلق العام، أو الهلع، هذه المشاكل العاطفية يمكن أن تؤثر على صحة الحامل النفسية، وقدرتها على التعامل مع التحديات، والاستمتاع بفترة الحمل. [1]

ما هي تأثيرات هذه العوامل النفسية السلبية على صحة الحامل وجنينها؟

تأثيرات العوامل النفسية السلبية على صحة الحامل وجنينها يمكن أن تكون متعددة، وتشمل ما يلي: [1]

1- صحة الحامل

زيادة خطر الاكتئاب والقلق

قد تزيد التوترات النفسية، والضغوطات السلبية من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق لدى الحامل.

اضطرابات النوم

يمكن أن تسبّب المشاكل النفسية صعوباتٍ في النوم، والراحة الجيدة للحامل.

زيادة مشاكل الصحة الجسدية

قد تؤثر العوامل النفسية السلبية على الجسم، وتسبّب مشاكل صحية، مثل: ارتفاع ضغط الدم، وتقلصات العضلات، وآلام الظهر.

نقص في العناية الذاتية

قد تتأثر الحامل بالشعور بالتعب والاكتئاب، مما يؤدي إلى انخفاض الرغبة في ممارسة العناية الذاتية الأساسية، مثل: النظافة الشخصية، والتغذية السليمة.

2- صحة الجنين

اضطرابات النمو الجنيني

التوتر الشديد والقلق المستمر لدى الحامل يمكن أن يؤثر على تدفق الدم إلى الرحم والمشيمة، مما يمكن أن يؤدي إلى تأثير سلبي على نمو الجنين.

اضطرابات في النمو العقلي والعاطفي

تشير بعض الأبحاث إلى أن حالات الاكتئاب والقلق الشديدة لدى الحامل قد تكون مرتبطةً بزيادة خطر التأثيرات السلبية على النمو العاطفي والعقلي للجنين.

انخفاض وزن الولادة ومشاكل التطور

قد تؤدي العوامل النفسية السلبية إلى زيادة خطر ولادة أطفال بأوزانٍ منخفضة، ومشاكل في التطور الجنيني.

كيف نحافظ على الصحة النفسية للحامل؟

إن الحفاظ على الصحة النفسية لدى الحامل أمرٌ مهمٌّ لضمان رفاهيتها ورفاهية الجنين، وفيما يلي بعض النصائح للحفاظ على الصحة النفسية أثناء فترة الحمل: [1]

1- العناية الذاتية

تخصيص وقت لنفسها

على الحامل أن تحاول تخصيص وقت يومي للقيام بالأنشطة التي تستمتع بها، وتساعدها على الاسترخاء والاستجمام.

النوم الجيد

أي الحفاظ على نمط نومٍ منتظمٍ وكافٍ للحصول على الراحة، واستخدام وسائل مريحة للنوم، وتجنُّب الأنشطة المحفزة قبل النوم، كشرب المنبهات.

2- التواصل والدعم الاجتماعي

التواصل مع الشريك والأصدقاء

أي أن تشارك الحامل مشاعرها وأفكارها مع الشريك والأصدقاء المقربين الذين قد يكون لديهم تجارب مماثلة، ويمكنهم الاستماع لها، وتقديم الدعم.

الانضمام إلى مجموعة للحوامل

وذلك عن طريق البحث عن مجموعات أو منتديات للحوامل، حيث يمكن للحامل التواصل مع نساءٍ أخريات يشاركنها نفس التجارب.

3- الاهتمام بالتغذية السليمة

تناول وجبات متوازنة

من خلال الحرص على تناول وجبات صحية ومتوازنة تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية لصحة جيدة.

تجنُّب الإفراط في تناول الكافيين والسكريات

قد يزيد الكم الزائد من الكافيين والسكريات من التوتر والقلق.

4- ممارسة الرياضة المعتدلة

استشارة الطبيب

على الحامل استشارة طبيبها قبل بدء أي نشاطٍ رياضي، والتأكد من أنه مناسبٌ لحالتها الصحية وفترة الحمل.

المشي والسباحة

من الأفضل اختيار أنشطةٍ رياضيةٍ معتدلة، مثل: المشي، والسباحة، فهي تعزّز الشعور بالراحة، وتقلّل من التوتر.

5- البحث عن الدعم النفسي

استشارة مقدم الرعاية الصحية

على الحامل ألا تتردد في التحدث مع مقدم الرعاية الصحية المختص للحصول على الدعم، والمشورة النفسية.

الاستفادة من الخدمات النفسية

في بعض الأحيان قد يكون من الضروري الحصول على الدعم النفسي من محترف، مثل: الأخصائي النفسي أو الاستشاري.

6- الاسترخاء وتقنيات التنفس

وذلك بتعلم تقنيات التنفس العميق والاسترخاء، مثل: اليوغا، والتأمل، وهذه التقنيات يمكنها تخفيف التوتر، والقلق، وتعزيز الاسترخاء العام.

7- القيام بالأنشطة الممتعة

من المفيد أن تستمتع الحامل بالأنشطة التي تحبها وترفع معنوياتها، مثل: القراءة، الرسم، الكتابة، الاستماع للموسيقى أو مشاهدة الأفلام.

في الختام، يمكننا أن القول إن الصحة النفسية للحامل جزءٌ أساسي من رعاية الحمل الشاملة، والاهتمام بالصحة النفسية، يمكّن الحامل أن تعيش فترة الحمل بشكلٍ أكثر سعادةً ورفاهية، وتحسن من تجربتها، وتأثيرها على جنينها، فالحمل فترة تحمل العديد من التحديات والتغيرات.

لكن مع الرعاية النفسية الصحيحة والدعم المناسب، يمكن للحامل أن تتجاوز تلك التحديات بسلاسةٍ وثقة، لذا على السيدة الحامل ألا تتردد في العناية بنفسها، والبحث عن الدعم اللازم من أحبائها ومقدمي الرعاية الصحية، وأن تتذكر دائما أنها تستحق الراحة والسعادة خلال هذه الفترة المميزة. فالاهتمام بصحتها النفسية يعزّز صحتها العامة، ويمنح جنينها أفضل فرصةٍ للنمو، والتطور بصورةٍ صحيةٍ وسليمة.

المراجع البحثية

1- Simkin, P., Whalley, J., Keppler, A., Durham, J., & Bolding, A. (2018). Pregnancy, Childbirth, and the Newborn: The complete guide (5th ed.). Da Capo Lifelong Books. Retrieved February 21, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.