Skip links
شاب يجلس على كرسي متحرك

الشلل النصفي – أعراضه، أسبابه وما هي طرق علاجه؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يمكن للشلل العضلي أن يتظاهر بإصابةٍ مُتوضّعةٍ في طرفٍ واحد، ويسمّى شللاً أحاديَّ الجانب في طرفٍ وحيد (Monoplegia) أو شللاً يشمل طرفين ضمن مستوى معين من الجسم، كالشلل الذي يشمل كلا الطرفين السفليين، ويُعرف بالشلل السفلي (Paraparesis) أو الشلل الذي يشمل أطراف الجسم الأربعة على المستويات كافة، ويُعرف بالشلل الرباعي (Quadriplegia)، وفي بعض الإصابات الأخرى قد يلاحظ المريض عدم القدرة على التحكُّم العلوي والسفلي بنفس الجانب، وهذه الحالة تُعرف بالشلل النصفي (Hemiplegia).

عادةً ما تنتج أشكال الشلل المختلفة عن إصاباتٍ في النخاع الشوكي وجذع الدماغ، وكلما كانت منطقة الإصابة أقرب للدماغ كانت الإصابة أشدّ وأعراضها أكبر، وتشمل أجزاءً أوسع من الجسم، وتتطلب تدابير داعمةً لتحسين حياة المريض. يُذكر أن مستويات الشلل وانتشاره تختلف بحسب العامل المُسبّب مع ملاحظة أن العديد من الأمراض تسبّب أعراض شللٍ دائمة أو أعراض ضعف توصيلٍ عصبي عضلي مشابهةً لحالات الشلل الكامل.

وفي حالة الشلل النصفي، فإن يشمل مستوياتٍ مختلفة، والإصابات غالباً ما تكون في مستوياتٍ عليا في الدماغ، وتدبيرها قد يكون مُعقّداً في بعض الحالات.

ما هو الشلل النصفي؟

يُشير الشلل النصفي إلى الفقدان الشديد أو الكامل للوظيفة الحركية على جانبٍ واحدٍ من الجسم، ويتمُّ تصنيفه أيضًا على أنه شلل نصفي أيمن أو شلل نصفي أيسر. عادةً ما يحدث بسبب تلفٍ في الدماغ موضعي في نصف الكرة المُخّية المقابل للجانب المصاب، على سبيل المثال: إصابة الجانب الأيسر من الدماغ تسبّب الشلل النصفي الأيمن، والعكس صحيح، وذلك بسبب التعصيب المُتصالب الحسي الحركي، أي أن الألياف العصبية الواصلة للنصف الأيسر من الجسم تبدأ من النصف الأيمن من القشرة المُخّية.

في حالاتٍ أقل شيوعًا، قد تظهر آفات جذع الدماغ، واضطرابات الجهاز العصبي المحيطي، وإصابة الحبل الشوكي الرقبي، وغيرها من الحالات على شكل شللٍ نصفي. إذا ظهر الشلل النصفي قبل الولادة، أو أثناء الولادة، أو خلال أول عامين من الحياة، فإنه يُعرف باسم الشلل النصفي الخلقي (Hemiplegia congenital)، وإذا تطور الشلل النصفي في وقتٍ لاحقٍ من الحياة، فإنه يُعرف باسم الشلل النصفي المُكتسَب.

وهو مرضٌ لا يترقّى بمجرّد ظهوره، أي أنه بمجرّد ظهور الشلل بشكلٍ كامل، لا تُصاب أعضاء أو عضلات أخرى. من المصطلحات المُتداخلة فيما بينها بالنسبة للشل النصفي نذكر الخزل النصفي (Hemiparesis)، والذي يختلف بكونه لا يشمل شللاً تاماً إنما ضعفاً عضلياً عصبياً نتيجة إصابة الدماغ بآفاتٍ تسبّب اضطراب النقل العصبي، إلا أن المريض يستطيع تحريك الطرف المصاب بشكلٍ ضعيف،

وعلى العكس من الشلل العصبي، فإن الخزل الشقّي عادةً ما يترافق مع آفاتٍ وأورام، وليس مع الكسور والرضوض على الدماغ والنخاع الشوكي، والأعراض تكون مترقّية، والضعف العضلي يزداد مع تقدُّم المرض. [1] [2]

الفرق بين الشلل الوجهي النصفي والشلل النصفي النخاعي

في حالة الشلل النصفي النخاعي، والذي يُعرف بشكلٍ عام على أنه الشلل النصفي نلاحظ أن عضلات الوجه عادةً تبقى سليمةً على كلا الجانبين، وفي حالاتٍ أخرى يعاني بعض المرضى من شللٍ في أحد جانبي الوجه، والذي يتظاهر بشلل العضلات التعبيرية المسؤولة عن إظهار المشاعر، كالضحك، وهذه الحالة تُعرف بالشلل النصفي الوجهي، والتي تكون فيها الإصابة الدماغية شاملةً للأعصاب القَحْفية المسؤولة عن تعصيب عضلات الوجه، والتي تختلف عن الألياف العصبية المسؤولة عن تعصيب باقي أنحاء الجسم، ويمكن لبعض الإصابات أن تتسبّب بشللٍ نصفي كامل يشمل كلاً من عضلات الوجه والأطراف، إلا أن هذه الإصابات عادةً ما تكون نادرة. [2]

ما هي الأعراض المُرافقة للشلل النصفي؟

بالإضافة للعرض الواضح، وهو الشلل العضلي في نصف الجسم المقابل لجهة الإصابة في الدماغ، العديد من الأعراض الأخرى قد تكون مرافقةً نتيجة الأذيات المُرافقة للبُنى العصبية الهامة في الدماغ، إضافةً لشلل العضلات الهيكلية. المظهر السريري الرئيسي للشلل النصفي هو فقدانٌ شديدٌ أو كاملٌ للوظيفة الحركية في جانبٍ واحدٍ فقط من الجسم، ويمكن أيضًا فقدان الإحساس كليًا أو جزئيًا في الجانب المصاب من الجسم، وتتراوح العلامات والأعراض الأخرى بين الأفراد، وتعتمد إلى حدٍّ كبيرٍ على شدة كل حالة.

عادةً ما تتأثر المهارات الحركية الكبرى، أي المشي، والجري، والسباحة، والمهارات الدقيقة (أي ربط أزرار الملابس وفكها، والكتابة، والعزف على الآلات الموسيقية)، وفي حالاتٍ أقل قد يعاني الأفراد من صعوبةٍ في التحدُّث، وغالبًا ما يتمُّ وصفها بأنها كلام غير واضح، كما قد يعاني صعوبةً في البلع والتنفُّس، كما أن أعراضاً أخرى قد تترافق مع الإصابات الدماغية الرضّية الشديدة منها: [1] [2]

– مشاكل في الذاكرة.

– صعوبةٌ في التركيز.

– اضطراباتٌ في النطق.

– تغييرات السلوك.

– النوبات الصرعية.

مُسبّبات الشلل النصفي

بشكلٍ عام تترافق حالاته مع حالات الرضوض الدماغية الشديدة، والسبب الأكثر شيوعًا للشلل النصفي هو أمراض الأوعية الدموية، والتي تشمل السكتات الدماغية، وتمدُّد الأوعية الدموية والنزيف الدماغي. الأسباب المؤلمة، مثل: التمزُّقات الدماغية، أي الجروح العميقة داخل أنسجة المخ، وتمزُّقات الحبل الشوكي، على سبيل المثال: متلازمة براون سيكوارد، والأورام الدموية تحت الجافية، شائعة جدًا أيضًا.

يمكن أيضًا أن تسبّب التهابات الجهاز العصبي، مثل التهاب الدماغ، والتهاب السحايا، وخرّاج الدماغ، والأورام الخبيثة، مثل: الأورام الدبقية، والأورام السحائية، وأمراض إزالة الميالين في الجهاز العصبي المركزي، مثل: التصلُّب المتعدّد، فقدان الوظيفة الحركية. مرض السكري هو حالةٌ متعدّدة الأجهزة قد تؤدي أيضًا إلى شللٍ نصفي نتيجةً لتلف الأعصاب، مثل: الاعتلال العصبي السكري، والأوعية، مثل: تصلب الشرايين. [1]

علاج الشلل النصفي

ينطوي تدبيره على تدابير من عدة اختصاصات، وذلك يشمل الأخصائيين في أقسام الجراحة، والأطباء النفسيين، بالإضافة إلى المُعالجة الفيزيائية السلوكية، وتهدف التدابير المُتّبعة إلى تحسين القدرات الحسّية والحركية حتى يتمكن الأفراد من أداء أنشطتهم اليومية بأكبر قدرٍ ممكن من الاستقلالية؛ وكذلك علاج أية أمراضٍ مرافقة قد تكون السبب في إحداث الشلل أو الخزل العضلي.

وفي كثير من الحالات الرضّية قد يكون التداخُل الجراحي السريع كافياً لعلاج حالة الشلل، واستعادة المريض وظائفه العضلية بشكلٍ كاملٍ إذا تمّت في الوقت المناسب، وفي حال كانت الإصابة تشمل الأعصاب المحيطية فقط مع سلامة الجهاز العصبي المركزي. [1] [2]

المراجع البحثية

1- Professional, C. C. M. (2024, May 1). Hemiplegia. Cleveland Clinic. Retrieved October 28, 2024

2- Yetman, D. (2020, January 27). Hemiplegia: causes and treatments for partial paralysis. Healthline. Retrieved October 28, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.