Skip links

الشذوذات التطوُّرية للأسنان – العدد، الشكل والحجم

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تطوُّر الأسنان هو عمليةٌ بيولوجيةٌ منظّمةٌ بشكلٍ دقيقٍ ينتج عنها سلسلةٌ من الخطوات المحددة والمنظمة بعناية. تتكون الأسنان من العديد من البُنى الداخلية والخارجية المختلفة التي تنشأ من أصولٍ جنينية متنوعة.

إذا حدث اضطرابٌ في أيٍّ من هذه العمليات التطوُّرية أو تمّ المبالغة فيها، يمكن أن تحدث تغييرات في بنية الأسنان المتطورة، ويمكن أن تكون هذه التغييرات بسيطة، مثل: المبالغة في التشكيل لسنٍّ واحدٍ إلى الفقد التام للنسيج السنّي في التطوُّر النهائي.   

يعتمد التطوُّر الناجح للأسنان على تفاعلٍ معقّدٍ متبادلٍ بين ظهارة الأسنان والنسيج المتوسط تحت الظهارة، يمكن لاضطراب التفاعلات بين الظهارة والنسيج المتوسط أن يغير بشكل كبير التكوين الطبيعي للأسنان، مما يؤدي إلى شذوذاتٍ تطورُّيةٍ في الأسنان.

يعبّر مصطلح الشذوذ عن كل ما يكون مختلفاً عن الطبيعي، واعتمادًا على مرحلة النمو التي حدث فيها التغيير، يمكن أن تحدث شذوذاتٌ مختلفة، مثل: شذوذات في العدد، الشكل، الحجم، والبنية. [1] [2]

الشذوذات المتعلّقة بعدد الأسنان

الأسنان المؤقتة (اللبنية) عددها 20 سنًا، والأسنان الدائمة عددها 32 سنًا. تشمل الشذوذات المتعلقة بالعدد ما يلي: [3]

1- غياب الأسنان (Anodontia)

الاسم نفسه يعطي المعنى بأنه غياب خلقي للأسنان في تجويف الفم. يمكن تصنيفه إلى:

الغياب السنّي الجزئي (Partial anodontia)

هو غياب بعض الأسنان في الفم، وهو أكثر شيوعًا من الغياب السنّي الكلي، ويُسمّى أيضًا بنقص الأسنان (Hypodontia) أو قلة الأسنان (Oligodontia). الترتيب الشائع لغياب الأسنان هو الأرحاء الثالثة، القواطع الجانبية العلوية (الرباعيات)، والضواحك الثانية العلوية والسفلية في الأسنان الدائمة. في الأسنان اللبنية يعدُّ غياب الأسنان نادراً إلا أنه قد يحدث، وقد يشمل القواطع الجانبية العلوية، والقواطع الجانبية السفلية، والأنياب السفلية.

الغياب السنّي الكلّي (Total anodontia)

حالةٌ نادرة لا تنمو فيها أي أسنان في تجويف الفم، وتشمل كلاً من مجموعتي الأسنان (المؤقتة والدائمة). المرضى الذين يعانون من الانعدام السنّي الكلي لديهم حالة جهازية عامة، مثل: خلل التنسُّج الأديمي الظاهر.

الغياب السنّي المُحفّز، الزائف، الكاذب (Induced / false / pseudo anodontia)

شائعٌ عند كبار السن، ويكون نتيجةً لخلع الأسنان، ويُستخدم مصطلح الكاذب كذلك للأسنان (المُنطمرة) التي لم تبزغ بعد.

2- الأسنان الزائدة (Supernumerary teeth)

في هذه الحالة يكون عدد الأسنان أكثر من الطبيعي، ويتمُّ تكوين بعض الأسنان الزائدة من براعم الأسنان الزائدة من الصفيحة السنّية، بناءً على مكان البزوغ تشبه الأسنان الزائدة السن الأصلي باستثناء أنها أصغر حجمًا بناءً على موضعها في القوس السنّي، وتتواجد الأسنان الزائدة:

– بين القواطع المركزية: السن الوسطي (Mesio-dens).

– خلف الأرحاء العادية.

– في منطقة القواطع الجانبية.

في الأسنان اللبنية تكون مورفولوجيا الأسنان الزائدة عادةً مشابهةً للأسنان أو مخروطية الشكل، ولكنها تأخذ أشكال شائعةً في الأسنان الدائمة:

– مخروطية الشكل (Conical).

– أنبوبية الشكل (Tuberculate).

– ورمية الشكل (Odontoma).        

الشذوذات المتعلّقة بشكل الأسنان

1- تضاعف الأسنان (التوأمة)

هو تكوين ما يعادل سنّين من نفس الجُريْب، تُوصف التوأمة أيضًا بأنها أسنان مزدوجة، وتتواجد عادةً في المنطقة الأمامية العلوية، وتكون بشكل سنٍّ واحدٍ مع تاجين منفصلين تمامًا، أو تاجٍ كبيرٍ غير منفصلٍ تمامًا يحتوي على جذرٍ واحدٍ وحجرةٍ لبّيةٍ واحدة، والتي يمكن تأكيدها بالأشعة، يكون للسن الشاذ بُعدٌ أنسي وحشي أكبر من الطبيعي، ويُحسب كسنٍّ واحد، والعدد الإجمالي للأسنان في القوس السنّية يكون طبيعيًا.

من الناحية السريرية تسبّب التوأمة في منطقة الأسنان الأمامية مشاكل تجميلية، وعدم تناظرٍ في القوس السنّية. وجود أخاديد عميقة على السطح يجعلها عرضةً للتسوُّس ومشاكل اللثة من خلال تسهيل تراكم اللويحة البكتيرية، وقد تعوق أيضًا بزوغ الأسنان المجاورة.

2- الالتحام (Fusion)

هو الاندماج بين العاج والميناء لسنّين، وقد يكون هناك اتحادٌ كاملٌ لسنّين، اتحاد التيجان أو اتحاد الجذور فقط. يحدث هذا الشذوذ التشريحي غالبًا في الأسنان اللبنية، وخصوصاً المنطقة الأمامية، ويمكن أن يكون الالتحام كاملًا (التحام كلي / حقيقي) أو غير كامل (التحام جزئي / متأخر).

اعتمادًا على مرحلة التطور، إذا بدأ الالتحام قبل مرحلة التكلُّس، تتحد الأسنان بالكامل، ويضمُّ التاج المينا، والعاج، والملاط، واللب لكلا السنّين، يحدث الالتحام غير الكامل في مرحلةٍ لاحقة، وقد يظهر السن الناتج تيجانًا منفصلة، ويقتصر على الجذر فقط مع قنوات لبٍّ مُدمجةٍ أو منفصلة.

قد يسبّب الالتحام مشاكل جمالية واضطراباتٍ في الإطباق بسبب التزاحم والشكل غير المنتظم. وجود أخاديد عميقة قد يجعلها عرضةً للتسوُّس أو أمراض اللثة.

3- الالتصاق الجذري (Concrescence)

يُعرَّف الالتصاق الجذري بأنه اتحاد الملاط بين أسنان متجاورة دون اندماجٍ للعاج تحتها، حيث تظهر الحجرة اللبّية والقنوات الجذرية مستقلة، قد يحدث أثناء أو بعد اكتمال تكوين الجذر. إذا حدثت الحالة أثناء التطور تُسمّى بالالتصاق الجذري الحقيقي، وإذا حدثت بعد تكوين الجذر فتُسمّى بالالتصاق الجذري المُكتسب، وقد يكون ناتجًا عن استجابةٍ التهابيةٍ مزمنةٍ لسنٍّ غير حي.

يتمُّ تأكيد التشخيص لهذه الحالة بالأشعة، قد يؤثر على قلع الأسنان المجاورة، وقد يحدث كسرٌ في العظم أو ضررٌ في الجيب الفكي العلوي. في مثل هذه الحالات، يجب تقطيع السن أثناء القلع لتقليل النتائج السلبية.

4- انحناء الجذر (Dilaceration)

وهو انحرافٌ أو انحناءٌ في العلاقة الخطّية بين تاج السن وجذره، عادةً ما يحدث انحناء الجذر في الثلث الذروي من الجذر في الأسنان الأمامية، وفي الثلث الأوسط في الأرحاء الأولى، وفي الثلث التاجي في الأرحاء الثالثة. سريريًا، تُظهر القواطع العلوية انحرافًا لسانياً بينما تميل القواطع السفلية نحو الشفة. وتسبّب مشاكل في القلع وصعوباتٍ في معالجة الأقنية الجذرية.

5- اللؤلؤة المينائية (Enamel pearl)

هي كتلة مركّزة من الميناء تقع أسفل اتصال الميناء بالملاط، وتسبّب تراكم اللويحة، والقلح، ومشاكل لثوية.

6- الأخدود الحنكي اللثوي (Palato-gingival groove)

هو شذوذٌ تطوُّريّ يوجد عادةً على الجانب الحنكي لجذر القاطع العلوي، يبدأ عادةً في منطقة الحفرة المركزية، ويمتدُّ فوق الحدبة الحنكية، ويستمر نحو قمة سطح الجذر.

7- الأسنان الثورية (Taurodontism)

هو تغييرٌ في شكل السن ناتجٌ عن فشل غشاء غمد هيرتوينج الظهاري في الانغلاق بالمستوى الأفقي الصحيح. تتميز هذه الحالة بحجرةٍ لبّيةٍ واسعة، ونزوحٍ ذرويٍّ لأرضية اللب، وعدم وجود تضييق عند مستوى اتصال المينا بالإسمنت، وبالتالي جذور قصيرة، وتسبُّب صعوباتٍ في المعالجة اللبّية.

8- الجذور الزائدة

جذرٌ زائدٌ في الأرحاء السفلية، يقع عادةً في الجانب الوحشي اللساني أو في الجانب الأنسي اللساني. [2] [4]

الشذوذات المتعلّقة بحجم الأسنان

قد تظهر الأسنان أكبر أو أصغر من الحجم المعتاد، لتشخيص ذلك بشكلٍ أفضل، يجب مقارنة حجم الأسنان بحجم الفك. هناك نوعان رئيسيان من التشوُّهات في الحجم:

1- كبر الأسنان (Macrodontia)

هو حالةٌ تظهر فيها الأسنان أكبر من الحجم الطبيعي. هناك ثلاثة أنواع من كبر الأسنان:

كبر الأسنان المُعمّم (Generalized macrodontia)

هذه حالة نادرة، وغالبًا ما ترتبط بزيادة هرمونات الغدة النخامية، حيث تكون جميع الأسنان أكبر في الحجم مقارنةً بالحجم الطبيعي.

كبر الأسنان المُعمّم النسبي (Relative generalized macrodontia)

تحدث هذه الحالة نتيجةً لوجود أسنان أكبر قليلاً أو بحجم طبيعي في فكٍّ أصغر نسبيًا، وغالبًا ما تكون حالةً وراثية.

كبر سنّ واحد (Single tooth macrodontia)

هي حالةٌ غير شائعة، حيث يكون سنّ واحد أكبر من بقية الأسنان، ويمكن أن تحدث في المرضى الذين يعانون من تضخُّم نصفي للوجه. السن بشكلٍ عام طبيعي باستثناء الحجم.

2- صغر الأسنان (Microdontia)

هو حالةٌ تكون فيها الأسنان أصغر من الحجم الطبيعي، يتمُّ تصنيفها أيضًا إلى ثلاثة أنواع:

صغر الأسنان المُعمّم (Generalized microdontia)

جميع الأسنان تكون أصغر في الحجم مقارنةً بالحجم الطبيعي، وهي حالة نادرة تحدث نتيجة لقصر القامة الناجم عن نقص هرمونات الغدة النخامية.

صغر الأسنان المُعمّم النسبي (Relative generalized microdontia)

تكون الأسنان أصغر أو بحجم طبيعي، ولكن الفك أكبر نسبيًا، مما يجعل الأسنان تبدو صغيرةً نسبياً. قد يكون السبب مرتبطًا بالتنوُّع الجيني، إذا تمّ توريث مورفولوجيا الأسنان من أحد الوالدين وحجم الفك من الآخر.

صغر سن واحد (Single tooth microdontia)

يكون سناً واحداً في القوس السنّي بأكمله أصغر مقارنةً ببقية الأسنان. مثال على ذلك: هو القاطع الجانبي الذي يكون أصغر من الحجم الطبيعي. [3]

المراجع البحثية

1- McKinney, R., & Olmo, H. (2023, July 17). Developmental disturbances of the teeth, anomalies of structure. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved November 27, 2024

2- Shrestha, Ashish & Marla, Vinay & Shrestha, Sushmita & Maharjan, Iccha. (2014). Developmental anomalies affecting the morphology of teeth – A review. Retrieved November 27, 2024

3- Aliuddin, Syed. (2022). DENTAL ANOMALIES. Retrieved November 27, 2024

4- Ahmed, H. M. A., & Dummer, P. M. H. (2017). A new system for classifying tooth, root and canal anomalies. International Endodontic Journal, 51(4), 389–404. Retrieved November 27, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.