Skip links
شخص يلبس بدلة رسمية ويصرخ ويقوم بتوجيه اصبعه لأحدهم

اضطراب الشخصية المُعادية للمجتمع

الرئيسية » المقالات » علم النفس » اضطراب الشخصية المُعادية للمجتمع

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو اضطراب الشخصية المُعادية للمجتمع؟

هو أحد أنواع اضطرابات الشخصية، ويتمثل في الشخصية العدوانية، والميل للاعتداء على ممتلكات الآخرين، ومحاولة انتهاكها باستمرار، إضافةً إلى سلوكيات الغدر، والكذب، والنفاق التي يقومون بها، ويتجنّبون انتهاء أي موقفٍ بسلامٍ كامل إذ لابدَّ من النزاع، والبُغض تجاه الآخرين.

يواجه أصحاب هذه الشخصية مشكلةً في تعاطي المخدرات والكحول، فمن الصعب عليهم الابتعاد عنها وتركها، وهذا ما يشجعهم أكثر على الكره، وانتهاك معايير القانون، وعدم إظهارهم لمشاعر الذنب، أو الشعور بالنقص، أو الندم على شيء، وهم لا يعتقدون أساساً أن سلوكهم خاطئ، لذلك لا يطلبون العلاج، ويستمرون في الأعمال السيئة. [1]

ما هي أسباب اضطراب الشخصية المُعادية للمجتمع؟

من المؤكد أن العوامل البيئية والوراثية تلعب دوراً كبيراً في تشكيل هذه الشخصية، وخاصةً إذا كانت البيئة داعمةً لسلوكيات القتل، أو الانتهاكات، أو إذا كان أحد أفراد الأسرة لا يتعاملون بشكلٍ سويٍّ مع بعضهم، وسلوكهم قائمٌ على النفاق ،والكذب، ومن الوالدين حصراً في بعض الأوقات.

يُلاحظ نمط تربية الوالدين من كلامهم أو العنف الذي يتبعونه مع الأولاد، والذي يحصل أن الأولاد تنمو في عقولهم هذه الأفكار، وتُخزَّن في ذاكرتهم، وبشكلٍ غير مسؤولٍ تأخذ أفعالهم منحى الشتم، والضرب، والسرقة، في الوقت الذي لا يدركون فيه التصرفات الصحيحة من الخاطئة، ويؤثر عليهم في سنوات المراهقة وتشكيل الشخصية.

تلعب تجارب الحياة سبباً في الاعتلال الاجتماعي، وبشكلٍ عام يكون الذكور أكثر عرضةً للإصابة بهذا الاضطراب من الإناث، وذلك نظراً لأفكارهم القتالية في بعض الأوقات، وكذلك البعض منهم يشعر بالمتعة حين يمارس سلوكاً خاطئاً، نظراً لوجود هرمون السيروتونين والدوبامين، وهذه الهرمونات مسؤولةٌ عن السعادة، والرضا النفسي، والمتعة، وأي خللٍ بهذه الهرمونات يؤدي للفشل العاطفي.

يرتبط اضطراب الشخصية المُعادية بالتعلُّق غير الآمن سواءً بفكرة، أو معتقد، أو بيئة، حيث من الممكن أن يفشل مقدّم الرعاية الخاصة في توفير الرّاحة، والطمأنينة، وتلبية الاحتياجات بشكلٍ كامل. [2]

ما هي أعراض الشخصية المُعادية للمجتمع؟

1- الابتعاد عن الصّواب والوقوع في الخطأ.

2- النفاق والكذب لتلبية المصالح، واستغلال الآخرين.

3- تجاهل مشاعر الآخرين وعواطفهم.

4- زيادة مشاعر التّكبر، والغرور، والتمسُّك الشديد بالرأي.

5- التعرُّض لمشاكل نتيجة الاعتداء على القانون، وممارسة السلوك الإجرامي بحقّ أفراد المجتمع.

6- الطّباع الصّعبة والحادة، والعنف الشديد.

7- عدم التحسّس والشعور بالذنب حيال مشاعر الآخرين.

8- القيام بأعمالٍ خطيرةٍ دون مراعاة قواعد سلامة الآخرين أو النفس.

9- عدم الالتزام بالمسؤولية تجاه الآخرين، وعدم الوفاء بالقول أو الفعل، وحتى بالالتزامات المادية أو الأعمال الخاصة. [3]

وفي بعض الأحيان يظهر هذه الاضطراب على البالغين قبل سن 15 عاماً.

الاضطرابات السلوكية الخطيرة

1- العدوان تجاه النّاس والحيوانات، وحتى في بعض الأوقات جلد الذات.

2- سرقة الممتلكات والعبث بها.

3- جرائم الاغتصاب، والتحرُّش الجنسي.

4- التعدّي على قواعد سلامة المجتمع، وتعمُّد الحوادث.

5- الشّجار وإظهار القوى الجسدية، والضّرب بقوة. [3]

ما هو علاج اضطراب الشخصية المُعادية؟

في بعض الأوقات يكون الهدف من العلاج هو: [4]

1- مساعدة الفرد على التحكم والسيطرة على انفعالاته وأفعاله السلبية.

2- تدعيم وبناء مهارات التواصل الجيدة مع الآخرين، وفهم كيفية تأثير الكلام والتصرفات عليهم، ومدى انعكاسها على الآخرين.

3- تعليم سلوكيات ضبط الذات والانفعالات التي من الممكن أن تؤدي للاعتقال أو الأذى.

ما هو علاج الشخصية المُعادية للمجتمع؟

1- العلاج المعرفي السلوكي

تتضمن محاوره مساعدة الفرد على تحديد أنماط السلوك، والتفكير غير القابل للسيطرة، أو غير المناسب للحدث، وغير السوي والصحي، ومع مرور الزمن وبإشراف وتوجيه المُعالج يتمُّ تعليم الشخص أنماط وعادات التفكير، والسلوكيات الصحيحة، وتغيير المعتقدات والأفكار السلبية إلى سلوكيات أكثر إنتاجاً وصحة ونجاح.

بالنسبة للأشخاص المصابين باضطراب الشخصية المُعادية من المفيد اتباع العلاج المعرفي السلوكي معهم، حيث يساعدهم في تطوير ذواتهم، ومعرفة كيفية تأثير سلوكهم على الآخرين ووقعها عليهم، ومن الممكن تقديمه كعلاجٍ فردي أي الشخص والمُعالج فقط، أو جماعي حيث يكون في العلاج مجموعةٌ من الأشخاص من نفس الفئة العمرية، والمشكلة (الاضطراب الشخصية المُعادية) أو علاجٍ عائليٍّ مُقدّمٍ من أفراد الأسرة.

2- العلاج القائم على العقلية

يعاني المصابون بهذا الاضطراب مشكلةً في إدراك الحالة العقلية لأنفسهم وللآخرين أيضاً، لذلك يُركّز هذا العلاج على التفاعل بين الشخص والمُعالج، ويكون تركيز المُعالج على الحاضر، وليس على الماضي، وسيعمل جاهداً لتحسين الاستيعاب العقلي للأحداث والوقائع، وتعزيز التعرُّف العاطفي، والتواصل، وإجراء المهارات الفاعلة، والتي هي من اختصاص المُعالج حصراً. [4]

ما هي الأدوية الموصوفة لاضطراب الشخصية المُعادية؟

1- الأدوية

 المضادة للذهان، مثل: كيتيابين، أو ريسبيريدون.

2- مضادات الاكتئاب

وهي التي تنظم مستويات السيروتونين في الدماغ، مثل: فلوكستين.  

3- مثبتات المزاج

والتي تساعد في تنظيم التقلبات المزاجية، مثل: الليثيوم، وتيجريتول. [5]

هل يمكن الوقاية من اضطراب الشخصية المُعادية للمجتمع؟

بالتأكيد لا توجد طريقة لمنع هذا الاضطراب، ولكن إذا تمّ اكتشافه في سنٍّ مبكرة أو في مرحلة الطفولة، فمن الممكن أن يمنع العلاج تطوّره، وخاصةً في مرحلة البلوغ. [5]

المراجع البحثية

1- Antisocial personality Disorder: often overlooked and untreated. (n.d.). Retrieved September 22, 2023

2- Personality Disorders – HelpGuide.org. (n.d.). HelpGuide.org. Retrieved September 22, 2023

3- Antisocial personality disorder – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2023, February 24). Mayo Clinic. Retrieved September 22, 2023

4- Jones, H. (2022). How antisocial personality disorder is treated. Verywell Health. Retrieved September 22, 2023

5- Professional, C. C. M. (n.d.-b). Antisocial Personality Disorder (ASPD). Cleveland Clinic. Retrieved September 22, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.