Skip links
صبي صغير يقوم بوضع اصبع يده في فمه

السلوكيات المُتعلّقة بالشدّة النفسية لدى الأطفال

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » السلوكيات المُتعلّقة بالشدّة النفسية لدى الأطفال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي السلوكيات المُتعلّقة بالشدّة النفسية؟

تشير إلى الأنماط السلوكية التي تنبعث عن التوتر والضغوط النفسية التي تواجه الأطفال، ويمكن أن تكون هذه السلوكيات عبارةً عن ردود فعلٍ طبيعيةٍ للتحدّيات والضغوط العاطفية، أو قد تكون مؤشراً على صعوباتٍ أكثر عمقاً تواجه الطفل.

سلوك مصّ الإبهام

هو سلوكٌ شائعٌ يمكن أن يكون مرتبطاً بالشدّة النفسية لدى الطفل، حيث يُعتبر مصُّ الإبهام أو الأصابع طريقةً للتهدئة، وتخفيف التوتر والقلق عند الأطفال، وفي الغالب يكون للشدّة النفسية دورٌ في استمرارية هذا السلوك. [1]

ما هي أسباب لجوء الطفل إلى سلوك مصّ الإبهام دون غيره؟

بعض الأسباب تكمن في:

1- الراحة والأمان

مصُّ الإبهام يوفر للطفل شعوراً بالراحة والأمان، فيعتبر الطفل الإبهام مصدراً مألوفاً ومريحاً يساعده في التهدئة والاسترخاء.

2- ردُّ فعلٍ طبيعي

يُعتبر مصُّ الإبهام ردَّ فعلٍ طبيعي لدى الأطفال الصغار منذ ولادتهم حين يكتشفون قدرتهم على الامتصاص والمصّ، وهذا السلوك يأتي بشكلٍ طبيعي لتلبية احتياجاتهم الفموية والعاطفية، وقد يتفاقم الموضوع عند شعور الطفل بالضغط النفسي، والحاجة إلى العاطفة والحنان.

3- التهدئة وتخفيف التوتر

يُعتبر مصُّ الإبهام وسيلةً للتهدئة، وتخفيف التوتر عند الطفل، ويمكن للشدّة النفسية أن تزيد الحاجة للتهدئة، وتجعل الطفل يعتمد على هذا السلوك كوسيلةٍ للتخفيف من التوتر.

4- الاعتماد الذاتي

مصُّ الإبهام يُعزّز الاعتماد الذاتي لدى الطفل، لأنه يجعل الطفل يشعر بالقدرة على التهدئة والراحة بنفسه، مما يُعزُّز ثقته واستقلاليته.

5- الملل أو الضجر

قد يلجأ الطفل إلى مصّ الإبهام في حالات الملل أو الضجر، ويمكن لهذا السلوك أن يشغل وقت الطفل، ويوفر له نوعاً من التسلية.

كيف يمكن للأهل معرفة السبب الكامن وراء مصّ الطفل لإبهامه؟

إن فهم السبب الكامن وراء مصّ الإبهام لدى الطفل يعتمد على المراقبة الواعية، والتواصل الجيد مع الطفل، وهناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لمساعدة الأهل على فهم السبب وراء هذا السلوك: [1]

1- الملاحظة

قيام الأهل بملاحظة عادات الطفل، والظروف التي يلجأ فيها إلى مصّ إبهامه. هل يحدث ذلك عندما يكون الطفل في حالة توترٍ أو قلق؟ هل يحدث عندما يشعر بالملل أو الضجر؟ يجب الانتباه جيداً للعوامل المُحفّزة لهذا السلوك.

2- التواصل

محاولة التواصل مع الطفل بشكلٍ فعّال، وتفهُّم احتياجاته ومشاعره، وجعله يشعر بأنه محطَّ اهتمام الأهل، وأن هذه العادة ليست مدعاةً للحرج، وقد يكون من المفيد الحديث مع الطفل بشكلٍ هادئٍ ومشجّعٍ لفهم ما يشعر به، وما يحتاج إليه.

3- العوامل المؤثرة

قد تكون هناك عوامل معينة تؤثر على سلوك مصّ الإبهام لدى الطفل، مثل: التغييرات في البيئة المحيطة، أو التوتر العائلي، أو التغيرات في حياته اليومية، وعلى الأهل محاولة تحديد هذه العوامل، وربطها بسلوك مصّ الإبهام.

4- الحوافز البديلة

عن طريق تقديم بدائل للطفل عن مصّ الإبهام للتهدئة والراحة، مثل: تقديم ألعابٍ مرنةٍ للمضغ، أو الأنشطة الهادئة التي تساعد الطفل على التهدئة، وتخفيف التوتر.

5- الاستشارة الطبية النفسية

في حالة عدم القدرة على تحديد السبب الكامن وراء سلوك مصّ الإبهام للطفل أو في حالة استمراره لفترةٍ طويلة، وتأثيره على حياته اليومية، قد يكون من المفيد استشارة طبيب الأطفال أو مختصٍّ في التنمية النفسية للحصول على المشورة والدعم المناسب.

سلوك قضم الأظافر

سلوك قضم الأظافر لدى الأطفال قد يكون مرتبطاً بالشدة النفسية والتوتر، حيث يقضم الطفل أظافره كوسيلةٍ لتخفيف التوتر في حالات القلق، وهناك أسباب أخرى مُحتملة، مثل: [2]

1- الفضول والاستكشاف

يمكن أن يكون قضم الأظافر جزءاً من استكشاف العالم المحيط بالطفل، فقد يكون مهتماً بتجربة مذاق الأظافر أو الشعور بملمسها.

2- عدم الاهتمام بترتيب الأظافر

إذا كانت أظافر الطفل طويلةً أو حادة، فقد يشعر بالرغبة في قضمها لتقصيرها أو تنعيمها.

3- نموُّ الأسنان

قد يكون قضم الأظافر جزءاً من طبيعة نموّ أسنان الأطفال الصغار، فيكون لديهم حاجة طبيعية للقضم، لتحفيز نموّ الأسنان والفكين.

4- النسيان أو التشتُّت

قد يكون الطفل يقوم بقضم أظافره دون وعي، ولأسباب غير معروفة، ببساطة قد يكون مشغولاً بنشاطٍ آخر أو غارقاً في أفكاره، أما عن السبب الناجم عن التوتُّر النفسي للطفل، فيمكن أن يلجأ الطفل لقضم أظافره كوسيلةٍ للتهدئة، وتخفيف التوتر والقلق الناجم عن تجارب جديدة، مثل: الانتقال إلى روضة، أو مدرسة أخرى، أو تغييرٍ في البيئة المحيطة، وهذا السلوك يمكن أن يوفر للطفل شعوراً بالراحة، والتحكُّم في المشاعر في خضم هذه الضغوطات.

لماذا يخفّف قضم الأظافر من التوتُّر عند الأطفال؟

عند القضم، يتحرك الفك العلوي والسفلي معاً، مما يمكن أن يساعد في تحرير التوتر والطاقة السلبية، كما أن التركيز على القضم بالفم يعمل على تحويل الانتباه من المشاعر السلبية أو الضغط إلى نشاطٍ جسدي يمكن التحكُّم فيه، وأيضاً للقضم أثرٌ في تهدئة الجهاز العصبي، حيث يُفرز الدماغ الأندورفينات (Endorphins)، والإندولامينات (Indolamines)، والتي تعمل على تخفيف الألم وتحسين المزاج، وهذا يمكن أن يؤدي إلى شعورٍ بالارتياح، وتخفيف التوتر النفسي.

ومع ذلك، يجب ملاحظة أن قضم الأظافر قد يكون سلوكاً ضاراً بالطفل، وقد يؤدي إلى تلف الأظافر والجلد المحيط، وزيادة خطر العدوى والمرض، لذلك يجب توجيه الطفل، وتقديم الدعم له للتعامل مع التوتر والضغط النفسي بطرقٍ أكثر صحة وفعالية، مثل:

1- التعبير عن المشاعر

تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره بطرقٍ صحية، مثل: التحدث مع شخصٍ موثوق، أو استخدام الرسم والكتابة للتعبير عما يشعر به.

2- تقنيات التنفُّس والاسترخاء

تعليم الطفل تقنيات التنفُّس العميق والاسترخاء، لمساعدته على التحكم في التوتر والقلق، لتهدئة الجسم والعقل.

3- التحرك والنشاط البدني

تشجيع الطفل على ممارسة النشاط البدني المفيد، مثل: اللعب، والركض، والقفز، إذ أن النشاط البدني يساعد في تحرير الطاقة السلبية، وتحسين المزاج.

4- توفير بيئةٍ مريحة

تقديم بيئةٍ هادئةٍ ومريحة للطفل، ليشعر بالأمان والاسترخاء، وقد تكون الموسيقى الهادئة، أو التدليك اللطيف، أو العناق طرقاً فعالةً لتهدئة الطفل. [2]

في النهاية يمكننا القول إن تجربة الشدة النفسية للطفل قد تكون مؤثرةً ومهمةً في تطور صحته العاطفية والعقلية، وقد تظهر على الطفل علامات وأعراض متنوعة عند تعرُّضه للشدّة النفسية، بما في ذلك التغيُّرات في السلوك والمزاج، والتي تؤدي إلى سلوكياتٍ غير مرغوب فيها، مثل: قضم الأظافر، ومصّ الإبهام، وغيرها، ومن الضروري التعامل مع هذه السلوكيات بحكمةٍ وهدوءٍ لمساعدة الطفل على التخلص منها، والعودة لتوازنه النفسي السليم.

المراجع البحثية

1- Van Norman, R. M., & Van Norman, R. A. (1999). Helping the thumb-sucking child. Avery. Retrieved December 14, 2023

2- What to Do When Bad Habits Take Hold: A Kid’s Guide to Overcoming Nail Biting and More (What-to-Do Guides for Kids Series) Paperback – Illustrated. (2008). Retrieved December 14, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.