Published in: الرهاب

الرّهاب المُحدَّد

Author أ. بتول ندة

Published on: 5 نوفمبر، 2023

أ. بتول ندة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

هو أخذ كافة المواقف والأمور التي تحدث في الحياة الطّبيعية على محمَل الجدّ، والخوف بشكلٍ مفرطٍ منها سواءً أكانت تدعو للقلق والخوف أم لا. والرّهاب تماماً هو عكس القلق الذي يكون زمنه قصير، ونشعر به عند إجراء اختبارٍ معين، أو إلقاء خطابٍ أمام الجمهور، بالإضافة إلى أنَّ حالات الرّهاب تدوم لفتراتٍ طويلة، وفي بعض الأحيان يستمر الرّهاب مدى الحياة في حال لم يتمّ العلاج منه.

ومن الممكن أن يُسبّب الرّهاب استجاباتٍ جسديةٍ، وعاطفية، وعقلية غير سوّية، حيث يؤثر على الحياة اليومية والمواقف الاجتماعية، وفي العمل أيضاً، فهو شائعٌ بين الإناث أكثر من الذكور، وليس من الضروري علاج كافة أشكال الرّهاب إلا إذا أحدث تغييراً في الحياة اليومية، وأضاف أموراً سلبية، وأثر في التفكير والمعتقدات، وكمية المخاوف أخذت بالتزايد حينها يتطلب إيجاد علاجٍ له، وبشكلٍ سريع. ^[1]

ما هي أنواع الرّهاب؟

1- رهاب الحيوانات: على سبيل المثال: الخوف من القطط، أو الكلاب الشّرسة، أو الصّراصير، وهذا النّوع أكثر شيوعاً.

2- رهاب البيئة والطّبيعة: على سبيل المثال: الخوف من الأمطار، وصوت الرّعد، أو الصّواعق، ومن البحر، والمرتفعات.

3- الرهاب الموقفي: على سبيل المثال: الخوف من ركوب الطائرة، أو قيادة سيارة، والخوف من الأماكن المغلقة، مثل: المصاعد.

4- رهاب حقن الدم: يتضمن الخوف من رؤية مشاهد العمليات أو الدم، ومن عمليات حقن الإبر، وإجراء التحاليل التي تتضمن سحب الدّم من الجسم.

5- يوجد أنواع أخرى من الرّهاب، وتتضمن رهاب سماع الأصوات العالية أو الذهاب للمهرجانات التي تتضمن حفلاتٍ تنكرية، والخوف من النّار، والحرائق وأفلام الرّعب، وغالباً ما تؤدي مشاهدة هذه الأفلام للمصابين برهابٍ شديد إلى حالات إغماء، وتسرُّع ضربات القلب، والتوتر، وهبوطٍ في ضغط الدم . ^[2]

ما هي أعراض الرّهاب؟

وتشمل الأعراض العقلية التي تؤثر على طريقة التّفكير والشّعور: ^[3]

1- القلق الشديد.

2- الهروب فور الإحساس بالخطر بسرعة ومن دون وعي للنفس.

3- الشعور دائماً بالخوف والخطر بشكلٍ مباشر.

4- مشاعر الانفصال عن الجسد أو مسح، وتبدُّد الشخصية، والإحساس بأنه غير موجود.

ما هي الأعراض الجسمية للرهاب؟

1- الغثيان والأوجاع في المعدة.

2- عدم القدرة على النّوم والأرق، والتّعرُّق بشكلٍ مفرط من أصغر المواقف.

3- الإحساس بالاختناق، وعدم القدرة على التّنفس، وألم في الصّدر.

4- ارتعاش الجسم ورجفانه دون وعي.

5- الشعور بالدّوار في الرأس، وأغلب الأوقات فقدان في توازن الجسم.

6- شحوبٌ في الوجه.

ما هي الأعراض السلوكية للرهاب؟

من الممكن أن تتغير أو لا تتغير من ناحية نمط الحياة والعادات: ^[3]

1- تجنُّب الذّهاب لطبيب الأسنان بشكلٍ منتظم، وذلك بسبب الخوف من الأدوات التي يستخدمها ومن الإبر أيضاً.

2- الانتقال من المدن التي تطلع على السّاحل، والانتقال للسكن في الأرياف خوفاً من تسونامي أو أعاصير.

3- عدم الاكتراث لتغيرات الحياة، وخاصةً التي تكون إيجابية حتى لا يواجه المخاطر مثال: تجنُّب قضاء عطلة الصيف في بيتٍ يطلُّ على البحر بسبب الخوف من المياه، أو السباحة، والغرق.

ما هي أعراض الرّهاب عند الأطفال؟

من الممكن أن يصاب الأطفال أيضاً بفوبيا، ومن أعراضها: ^[3]

1- البكاء الشديد.

2- نوبات الغضب والإحباط.

3- عدم القدرة على الحركة، والسكون في أغلب الأوقات.

4- عدم الانفصال عن الأشخاص الذين يشعرون بجانبهم بالأمان والحب.

ما هي أسباب الرّهاب؟

1- التجارب المؤلمة

يمكن لهذه التجارب أن تؤثر على حياة الشخص، وتؤدي لتشكيل قلقٍ ومخاوف نفسية ناتجةٍ عن التّعرُّض لحوادث مؤلمة أو صدماتٍ عنيفة.

2- نقل المعلومة

قد يتشكل الرّهاب من أشياء تمَّ تعلمها بشكلٍ مُسبق، وتكررت في الحياة نتيجة التجارب أو أشياء تمَّ سماعها ورؤيتها ثم حصلت بالفعل.

3- الوراثة

الدور الوراثي يؤدي لتأثيرٍ كبير في النمط المعيشي للشخص، وخصوصاً إذا كان أحد الأقارب مصابٌ بأنواع معينة من الرّهاب. ^[2]

ما هي معايير التشخيص للرهاب المُحدَّد؟

1- خوفٌ مستمرٌّ تجاه شيءٍ مجهول، وغير مدروس، وتوقُّع أن يحدث أو لا.

2- يؤدي التّعرض لموقفٍ مخيفٍ أو حادثٍ صادمٍ إلى استجابةٍ سريعةٍ وقلق، وبالتالي حدوث نوبة هلع، وعند الأطفال يتمُّ التعبير عنها بمشاعر الغضب، والعصبية، والبكاء الفوري.

3- معرفة الشخص أن هذا الخوف الشديد ليس له سبب، وهو غير متناسبٍ مع التهديد الحقيقي الذي يُسبّبه.

4- يؤثر على الحياة الطبيعية بشكلٍ كبير، ويستمر الرّهاب لمدة ستة أشهر، كما أنه يتعارض مع الأنشطة الاجتماعية، ويعيق تنفيذها. ^[4]

ما هو علاج الرّهاب المُحدَّد؟

الغاية من العلاج هو مساعدة الشخص على متابعة حياته بشكلٍ عفوي وطبيعي دون أن يسمح لتلك المخاوف بالتغلب عليه من خلال ما يلي: ^[5]

1- العلاج المعرفي السلوكي: الذي يساعد في تغيير المعتقدات، والأفكار السلبية إلى إيجابية.

2- العلاج القائم على التّعرض: يتضمن توهُّم حدوث أجزاء من الرّهاب، حيث تعمل من الأقل خوفاً إلى الأكثر، ويفيد التعّرض للمخاوف ومواجهتها في المساعدة على التّغلب عليها.

3- يمكن تناول بعض الأدوية التي غالباً ما تستخدم في علاج الاكتئاب، فهي مفيدةٌ جداً لهذا الاضطراب، فهي تعمل على التخفيف من الرّهاب، ومنع التأثر الكبير به، ومن الأفضل تناولها كل يوم، وعدم قطعها دون استشارة طبيب نفسي.

4- يمكن أيضاً وصف مهدئات أو منومات، ولكن يجب ألا تؤخذ هذه الأدوية دون إشراف طبيب، وينصح الطبيب بتناولها بكمياتٍ محدودة، ولا ينبغي استخدامها كل يوم، ويمكن تناولها عندما تصبح الأعراض شديدةً للغاية بإشراف مختصٍّ حصراً.