Skip links
فتاة صغيرة تتسلق الجبل وترتدي المعدات الرياضية كخوذة الرأس

الرياضات الخطيرة على الأطفال – ما هي وكيف تختار المناسب لطفلك؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدُّ الرياضة من الأنشطة الحيوية التي تساهم بشكلٍ كبيرٍ في تعزيز الصحة الجسدية والعقلية للأطفال، فهي لا توفر لهم فقط فرصةً للتسلية والترفيه، بل تُعتبر وسيلةً فعّالةً لبناء شخصيةٍ قوية، وتعزيز روح التعاون والانضباط، لكن هل كل الرياضات متاحة للأطفال؟ وهل جميعها تفيد أجسادهم الصغيرة؟

ما هي الرياضات الخطيرة على الأطفال؟

سنبدأ باستعراض بعض الرياضات التي قد تكون خطيرةً على الأطفال، وهي تلك التي قد لا تتناسب مع أعمارهم، أو تطورهم الجسدي والعقلي، أو التي قد تضع ضغوطاً زائدةً على أجسامهم ونفسياتهم في سن مبكرة. من أبرز هذه الرياضات:

1- رياضات رفع الأثقال

رفع الأثقال أو أي تمارين تعتمد على الأوزان الثقيلة قد تؤدي إلى ضغطٍ كبيرٍ على المفاصل والعظام التي لم يكتمل نموها بعد، وبالطبع هذا يُمكن أن يؤثر سلباً على تطور الطفل، ويزيد من خطر الإصابة بإجهاد العضلات أو إصابات الظهر.

2- رياضات التحمُّل المكثّفة

مثل: الماراثون أو السباقات التي تتطلب مجهوداً بدنياً كبيراً تعدُّ غير مناسبةٍ للأطفال، لأن أجسامهم ليست مهيأةً لتحمُّل مثل هذه الأنشطة الشاقة التي تؤدي لإجهادهم بدنياً ونفسياً.

3- رياضات القتال العنيفة

مثل: الملاكمة والفنون القتالية المختلطة، فرغم أنها قد تعلم الانضباط والدفاع عن النفس، لكنها تعتمد على الضرب والاحتكاك الجسدي الشديد، فتتسبّب لهم في إصاباتٍ بالغة خاصةً في الرأس.

4- رياضات القفز من المرتفعات

مثل: القفز بالحبال التي تنطوي على أخطار عالية والقفز من المرتفعات، فهي لا تناسب الأطفال إذ تؤدي إلى إصاباتٍ جسديةٍ خطيرة، وتؤثر سلباً على نموُّهم النفسي بسبب إمكانية تعرضُّهم للخوف أو الصدمات.

5- رياضات ركوب الأمواج العالية

هذه الرياضات تتطلب مستوياتٍ عالية من المهارة، وتدفع الطفل لمواجهة أخطار كبيرة بسبب الأمواج والظروف البيئية الصعبة، مما يجعلها غير مناسبة لهم لصعوبة قدرتهم على التعامل مع هذه الظروف.

6- سباقات السيارات والدراجات النارية

وتحتوي على أخطار كبيرة نظراً للسرعات العالية، والمخاطر التي قد تنشأ نتيجة فقدان التحكم بالمركبات، لذا لا تعتبر مناسبةً للأطفال حتى مع وجود تدابير السلامة.

7- الرياضات ذات الحركات عالية السرعة

مثل: التزلج على الجليد في المنحدرات الخطيرة، إن الرياضات التي تتطلب السرعة والتحكم الدقيق خاصةً في الظروف البيئية الصعبة غير آمنةٍ للأطفال، حيث يمكن أن تؤدي إلى إصاباتٍ خطيرةٍ جداً لهم.

8- الغوص العميق

الغوص إلى أعماق كبيرة يتطلب القدرة على التحكم في التنفُّس، وتحمُّل الضغط الكبير على الجسم، وهو أمرٌ قد يكون خطيراً على الأطفال بسبب تأثيره على صحتهم العامة، وقدرتهم على التكيُّف مع تغيرّات الضغط.

9- رياضة كرة القدم الأمريكية

تعدُّ من الرياضات التي تنطوي على تصادماتٍ قويةٍ بين اللاعبين، مما يزيد من خطر الإصابات خاصةً إصابات الرأس والارتجاجات.

10- ركوب الخيل

بالرغم من فوائد هذه الرياضة إلا أن السقوط من أعلى الخيل يمكن أن يؤدي إلى إصاباتٍ مفجعة، مثل: كسور العظام أو إصابات الرأس.

11- الرياضات الاحترافية المبكرة

أي رياضة تتمُّ ممارستها بشكلٍ احترافي وبضغطٍ تنافسي شديد في سنٍّ مبكرة قد تكون غير مفيدةٍ للأطفال. هذا يشمل كرة القدم، التنس، أو الجمباز، فعندما يتمُّ التعامل معها بطريقةٍ تنافسية مكثّفة ستؤدي إلى ضغطٍ نفسي وجسدي غير صحي.

الرياضات المفيدة للأطفال

هناك عددٌ من الرياضات المفيدة للأطفال، والتي يُنصح بممارستها نظراً لأهميتها في تحسين اللياقة البدنية والصحة النفسية للطفل، ومن أبرزها:

1- السباحة

تعدُّ السباحة من أكثر الرياضات أماناً وفائدةً للأطفال، فهي تقوّي جميع عضلات الجسم، وتساعد في تحسين القدرة على التحمُّل والتنفُّس بشكلٍ أفضل.

2- ركوب الدراجات الهوائية

يُعتبر نشاطاً ممتعاً ومفيداً للأطفال يساهم في تعزيز قوة عضلات الساقين، وتحسين التنسيق بين الحواس، كما يمكن تجنُّب أخطار هذه الرياضة باستخدام خوذةٍ واقية، وتجنُّب الطرق المزدحمة.

3- كرة القدم

على الرغم من أن كرة القدم يمكن أن تتضمن بعض المخاطر إلا أنها تُعتبر عموماً آمنةً إذا كانت القواعد واضحة، وكانت المباريات مناسبةً لأعمار الأطفال، فهي تساهم في تعزيز اللياقة البدنية والروح الرياضية لديهم.

4- كرة السلة

تُعتبر كرة السلة رياضةً جماعيةً ممتازةً للأطفال تساعدهم على تحسين التنسيق الحركي والتركيز، ومع وجود رقابةٍ جيدة ومعداتٍ مناسبة تكون الإصابات المحتملة خلال ممارستها في الحدّ الأدنى.

5- التنس

وهي رياضةٌ ممتعةٌ غير خطيرة تساعد الأطفال على تطوير التنسيق بين الحواس والسرعة والقوة البدنية، كما أنها رياضة يمكن أن تكون فردية، مما يعزّز الثقة بالنفس، والانضباط لدى الطفل.

6- الجري

يعدُّ الجري نشاطاً طبيعياً ومفيداً للغاية للأطفال يعزّز صحة جهاز الدوران، والقدرة على التحمُّل، ويمكن للأطفال ممارسته بسهولة في الحدائق أو الملاعب.

7- اليوغا للأطفال

رياضة اليوغا تعلم الأطفال الاسترخاء، التركيز، وتحسين المرونة، كما تُعتبر من الرياضات اللطيفة التي تساعدهم على تعلم الهدوء والتوازن.

كيف نختار الرياضة المناسبة لأطفالنا؟

1- عمر الطفل ومستوى نموُّه البدني

يجب أن تتناسب الرياضة مع المرحلة العمرية للطفل، على سبيل المثال: الرياضات التي تتطلب القوة أو التحمُّل الكبير قد لا تكون مناسبةً للأطفال الصغار، في حين أن الأنشطة البسيطة التي تعتمد على الحركة يمكن أن تكون أكثر ملائمة، كذلك بعض الرياضات تحتاج إلى مستوى معين من المرونة أو التنسيق الحركي، والذي قد يتطور بشكلٍ مختلفٍ من طفلٍ إلى آخر.

2- اهتمامات الطفل وميوله الشخصية

من المهمّ أن تكون الرياضة ممتعة للطفل، وأن تتناسب مع اهتماماته، فإذا كان الطفل مهتماً برياضةٍ معينة سيكون أكثر حماسةً للمشاركة والتعلم، وعلى العكس، فإن فرض رياضة لا يحبها قد يؤدي إلى فقدانه الاهتمام بالرياضة، وشعوره بالإحباط.

3- قدرات الطفل الجسدية والمهارات الأساسية

ينبغي مراعاة القدرات الجسدية الطبيعية للطفل، فبعض الأطفال قد يكونون أكثر قدرةً على تحمّل الأنشطة البدنية المكثّفة بينما قد يحتاج آخرون إلى رياضاتٍ أقل كثافة، لذلك فإن اختيار الرياضة المناسبة لمستوى لياقة الأطفال الجسدية يساعدهم على الاستمتاع دون شعور بالإجهاد.

4- المخاطر والإصابات المحتملة

من الضروري التأكد من أن الرياضة آمنة، وأن هناك تدابير وقائية لتجنُّب الإصابات، كارتداء المعدات الوقائية المناسبة، مثل: الخوذ، واقيات الركبة، أو الأحذية المخصصة، وهذا كله يقلّل من أخطار الإصابات أثناء ممارسة الرياضة.

5- التوازن بين التعليم والرياضة

يجب ألا تؤثر الرياضة على التحصيل الدراسي للطفل، ومن المهمّ إيجاد توازنٍ بين الأنشطة الرياضية والواجبات المدرسية لضمان حصول الطفل على وقتٍ كافٍ للتعلم والاستراحة.

6- المرونة والتنوع

من الجيد أن يتاح للطفل تجربة أكثر من رياضة بدلاً من التركيز على رياضةٍ واحدة منذ سن مبكرة، فهذا يساعده على تطوير مجموعةٍ متنوعةٍ من المهارات، وتجنُّب الشعور بالملل أو الإرهاق من ممارسة رياضة واحدة فقط لفتراتٍ طويلة.

7- التدريب والإشراف الجيد

يجب أن يتمّ التدريب والإشراف من قبل مدربين مؤهلين يتمتعون بالخبرة في التعامل مع الأطفال، فالمدرب الجيد يساعد الطفل على تطوير مهاراته بشكلٍ آمنٍ وفعّال، ويعزّز ثقته بنفسه.

8- الاستمرارية والالتزام

يجب التأكد من أن الرياضة التي يختارها الطفل تتناسب مع روتين الأسرة اليومي، والقدرة على الالتزام، فإذا كانت الرياضة تتطلب تدريباً متكرراً أو سفراً مستمراً، فقد يكون من الصعب الالتزام بها بشكلٍ منتظم.

9- التحفيز والتشجيع

يجب أن يشعر الطفل بدعم وتحفيز الأسرة والأصدقاء، فالتشجيع والمكافآت الصغيرة تدفعان للاستمرار في ممارسة الرياضة.

10- التكيف مع التغييرات

إذا لاحظ الأهل أن الطفل لا يستمتع بالرياضة، أو يعاني من الإرهاق، أو الإصابات يجب أن يكونوا مرنين ومتفهمين، وأن يساعدوه في اختيار رياضةٍ بديلةٍ تتناسب مع احتياجاته.

في الختام: الرياضة ركيزة أساسية في تنمية الأطفال، وتطوير قدراتهم الجسدية والعقلية، واختيار الرياضة المناسبة يعتمد على عدة اعتباراتٍ مهمة، فحينما تمارس الرياضة بالشكل الصحيح وتحت إشراف مدربين مؤهلين، فإنها لا تسهم فقط في تحسين الصحة البدنية، بل تزرع في الطفل قيماً نبيلة، مثل: التعاون، الانضباط، والإصرار، وبذلك تصبح الرياضة وسيلةً لبناء جيلٍ متوازن، واثق، وطموح، يواجه تحديات الحياة بروحٍ رياضية. [1]

المراجع البحثية

1- Gotlin, R. S. (n.d.). Sports Injuries Guidebook. Retrieved October 15, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.