Skip links
ولد صغير يرتدي ملابس التخرج السوداء مع قبعة وخلفه لوح عليه رسومات

الذكاء عند الأطفال

الرئيسية » المقالات » التعلم » الذكاء عند الأطفال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

الذكاء هو مفهومٌ متعدّد الأبعاد يشير إلى القدرة على التعلّم، وفهم المعلومات، وحلّ المشكلات، والتفكير الابتكاري، وعندما نتحدث عن الذكاء عند الأطفال، فإننا نشير إلى قدرتهم على استيعاب المعرفة، وتطبيقها في حياتهم اليومية.

هل يعدُّ ذكاء الطفل أمراً وراثياً أم مُكتسباً؟

إن الذكاء عند الأطفال يُعتبر نتيجة تفاعلٍ معقّدٍ بين العوامل الوراثية والبيئية، حيث يرث الأطفال بعض العوامل الوراثية المرتبطة بالذكاء من آبائهم، وتشمل هذه العوامل الوراثية الجينات المسؤولة عن تشكيل الهيكل الدماغي والتطور العصبي، والتي تؤثر في القدرات العقلية والذهنية للطفل.

كما أن عوامل البيئة تؤثر أيضاً بشكلٍ كبيرٍ على تطور الذكاء لدى الأطفال، وهذه العوامل البيئية تشمل التغذية، والتحفيز الذهني، والتعليم، والتفاعل الاجتماعي، والرعاية الصحية، والمحيط الثقافي والاجتماعي الذي يعيش فيه الطفل، فهذه العوامل تتفاعل مع الجينات لتشجيع أو تقييد نمو الذكاء لدى الأطفال. إن الوراثة تلعب دوراً في تحديد الإمكانيات الأساسية للذكاء، في حين أن البيئة والتجارب يلعبان دوراً حاسماً في تحقيق وتطوير الذكاء لدى الأطفال. [1]

في أي عمرٍ يمكن تحديد نسبة ذكاء الطفل؟

يمكن تحديد نسبة ذكاء الطفل في أي عمر، ولكن هناك اختلافات في الأدوات والاختبارات المستخدمة حسب المرحلة العمرية، بالنسبة للأطفال في سنواتهم الأولى يستخدم اختبار بيليه للذكاء Bayley Scales of Infant and Toddler) Development) الذي يقوم بتقدير نمو الطفل، وتطوره العقلي والحركي.

وعادةً ما يستخدم اختبار الذكاء المعتاد (IQ) لتقدير نسبة الذكاء لدى الأطفال الأكبر سناً، ويمكن تطبيقه على الأطفال في سن المدرسة الابتدائية وما بعدها، ويتضمن هذا الاختبار مجموعةً من المهام العقلية التي يتمُّ تقييمها، مثل: المنطق، والقدرة اللغوية، والرياضية.

ومن المهمّ أن يتمّ استخدام هذه الأدوات والاختبارات من قبل محترفين متخصصين في تقييم الذكاء وتطور الطفل، مثل: الأطباء، والمعالجين النفسيين، والأخصائيون في التربية الخاصة الذين يقومون بتحليل النتائج، وتقديم التفسيرات المناسبة لتقدير نسبة الذكاء، وتقديم الإرشادات، والدعم الملائم لتنمية قدرات الطفل.

من الجدير بالذكر أن اختبارات الذكاء ليست قاعدةً مطلقةً لقياس الذكاء بشكلٍ شامل، فهي تركز على بعض الجوانب المحددة، مثل: القدرة اللغوية، والرياضية، والمنطقية، لكن قد يكون للأطفال قدرات ذكاءٍ مميزة في مجالاتٍ أخرى لا تغطيها هذه الاختبارات.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتغير مستوى الذكاء لدى الأطفال مع مرور الوقت، وتأثير العوامل المحيطة بهم، لذلك يجب التعامل مع نسبة الذكاء كمعيارٍ نسبيٍّ وليس مطلقاً، وينبغي أن يتمّ التركيز على تشجيع ودعم كل طفلٍ لتحقيق إمكاناته الكاملة، وتطوير قدراته الفردية. [1]

ما هي الخطوات التي يمكن للأهل اتباعها لرفع قدرات طفلهم ومستوى ذكائه؟

هناك عدة طرقٍ يمكن للأهل اتباعها لتعزيز وتطوير مستوى ذكاء الطفل، ومن الاستراتيجيات التي يمكن تنفيذها: [2]

1- توفير بيئةٍ تعليميةٍ غنية

وذلك بتوفير بيئةٍ مناسبةٍ ومُحفّزة في المنزل، على سبيل المثال: تقديم الفرص للطفل للمشاركة في الأنشطة العملية، كالطهي، والأعمال المنزلية، حيث يمكن أن تكون هذه الأنشطة فرصاً للتعلم، والتفاعل العملي، وتحفيز المهارات العقلية.

2- تحفيز الفضول والاستكشاف

عن طريق تشجيع الطفل على استكشاف العالم من حوله، والاهتمام بالتفاصيل، وتقديم الفرص له للتجربة والتعلم من خلال الأنشطة العملية، والألعاب التفاعلية.

3- تشجيع القراءة

وذلك بقراءة القصص والكتب للطفل منذ صغره، وتوفير مجموعةٍ متنوعةٍ من الكتب المناسبة لعمره، وتشجيعه على القراءة بنفسه عندما يكون جاهزاً، ومناقشة القصص والمعلومات التي تعلمها معه.

4- تحفيز التفكير النقدي

أي تشجيع الطفل على الاستنتاج المنطقي، وحلّ المشكلات، وطرح الأسئلة المفتوحة التي تساعد على تحفيزه للتفكير بشكلٍ منهجي، واختيار القرارات المناسبة.

5- التحفيز الحركي

على الأهل دفع الطفل لممارسة النشاطات الحركية، مثل: اللعب في الهواء الطلق، وممارسة الرياضة، فالنشاط البدني يُعزّز تطور الدماغ، ويساهم في تعزيز الذكاء.

6- توفير تحدّياتٍ ملائمة

يعني ذلك تقديم تحدّياتٍ ملائمةٍ لمستوى الطفل العقلي والعمري، مثل: الألعاب والأنشطة التي تتطلب تفكيراً وتركيزاً، وتُحفّز على تطوير المهارات الذهنية، كالألغاز مثلاً.

7- التفاعل الاجتماعي

إن التفاعل مع الآخرين يساعد في تنمية مهارات التواصل، والتفكير، وتعزيز الذكاء اللغوي، والذكاء الاجتماعي. وبالتالي تطوير مستوى ذكاء الطفل

في الختام لا بدَّ من تطبيق هذه الاستراتيجيات بطريقةٍ متوازنة، ومناسبة لعمر واحتياجات الطفل، كما يجب أن يتمَّ توفير المُحفّزات، والتوجيه الإيجابي من قبل الأهل، لتعزيز رغبة الطفل في التعلم والاستكشاف، وعدم نسيان أن كل طفلٍ فريد، ولديه قدراتٌ واحتياجاتٌ مختلفة، لذا يجب أن تكون الاستراتيجيات متنوعةً، وملائمةً للطفل.

المراجع البحثية

1- Bronson, P., & Merryman, A. (2011). Nurtureshock: New thinking about children (Reprint edition). Warner Books. Retrieved November 24, 2023

2- Siegel, D. J., & Bryson, T. P. (2012). The whole-brain child: 12 Revolutionary strategies to nuture your child’s developing mind (Illustrated edition). Random House. Retrieved November 24, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.