Skip links
طبيبة متخصصة في الجراحة تستخدم شاشة عرض تشريح جسم الإنسان بمساعدة الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي في الطب – أهميته، تطبيقاته السلبيات والتحديات

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزّأ في العديد من نواحي الحياة التي نعيشها، حيث حقّق تطوراً ملحوظاً في السنوات الماضية في العديد من المجالات والاختصاصات مستخدماً خوارزميات المعرفة الآلية، والتي من المتوقّع أن تلعب دوراً مهماً في مجال الرعاية الصحية، ومجالات العلاج، والوقاية، وغيرها، وعلى الرغم من أنَّ الذكاء الاصطناعي لا يزال في مراحله الأولى، إلّا أنَّه يستعدّ لأن يُحدث نقلةً كبيرةً في مجال الطب، وتقديم الرعاية الصحية.

ما هو الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي؟

هو استخدام التكنولوجيا والتقنيات الذكية ضمن مجال الرعاية الطبية والصحية، وذلك عن طريق استخدام البرامج الذكية لتحليل البيانات والمعلومات التي يتمّ الحصول عليها من المرضى ومرافقيهم، ووضع النصائح العلاجية المناسبة والتوصيات الوقائية اللازمة، ودعم البحوث الطبيّة في العديد من المجالات، وهذا يساعد على زيادة دقة تشخيص الأمراض، وتحديد العلاج المناسب، وزيادة مستوى الرعاية الصحية وكفاءتها.

فوائد الذكاء الاصطناعي في تحسين واقع الرعاية الطبية

يقدم الذكاء الاصطناعي العديد من الفوائد التي تُحدث تحسيناتٍ وتغيراتٍ لا يمكن إهمالها في مجال الرعاية الصحية أهمّها:

1- توفير الوقت والمردود

 إن تقنيات الذكاء الاصطناعي وأنظمة تحليل البيانات الذكية تساعد الأطباء والعاملين في المجال الطبي على مراجعة الحالات المرضية الموجودة لديهم وتصنيفها، وفرزها بسرعةٍ وكفاءةٍ أكبر، مما يتيح توفير المزيد من الوقت للاستفادة منه في تطوير الموارد والقدرات العلميّة، كما أنَّ هذه التقنيات عملت على تقليل الأخطاء العلاجية والدوائية الموصوفة بشكلٍ ملحوظ، ومنعت أساليب الاحتيال والغش في هذا المجال، كما أنَّها عملت على تحسين كفاءة العمل من الناحية الإدارية والسريرية.

2- أتمتة المهام الروتينية

ساعد الذكاء الاصطناعي على أتمتة كل المهام الروتينية واليومية التي يقوم بها الأطباء والعاملون في المجال الصحي، مثل: إدخال بيانات المرضى، وتوثيق الجداول والمواعيد، ونتائج التحاليل، والاختبارات المرضية، وهذا ما ساعد على توفير الوقت للأطباء للتركيز على الإجراءات المُعقّدة، مثل: العمليات الجراحية، وغيرها، لأدائها بكفاءةٍ ودقةٍ عالية.

3- المساعدة في اتخاذ القرارات

لا شكّ في أنَّ تقنيات الذكاء الاصطناعي لها قدرة عجيبة على تحليل كمياتٍ كبيرةٍ وهائلةٍ من البيانات للمرضى بما في ذلك التحاليل والنتائج التصويرية وغيرها، ويساعد هذه الأدوات، ويمنحها القدرة على تحديد الخيار العلاجي المناسب في العديد من الحالات المرضية، كما يساعد أيضاً في تشخيص الحالات المرضية، وتحديد الأدوية المناسبة لكلّ حالة منها.

4- التحليلات والتشخيصات التنبُّؤية  

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحدّد مقدار احتمالية الإصابة بأمراض معينة بناءً على قاعدة بياناتٍ موجودةٍ لديه، وهذا ما يلفت نظر الأطباء إلى أمراض معينة، ويساعد في الكشف المبكر عنها، مما يساهم في علاجها، ويزيد نسبة الشفاء منها.

5- تحسين سير العمل في المجال الطبي

من خلال استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن تحديد نقاط الضعف في النظام الطبي، ومحاولة البحث عن الأسباب لهذه المشاكل، مما يساهم في حلها، وهذا ما يساعد في تحسين إنتاجية الأنظمة الطبية، ويزيد من كفاءتها في التصدي للأمراض المنتشرة. [1]

بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي

1- تشخيص الأمراض

لأدوات الذكاء الاصطناعي ونماذجه وأدوات تحليل البيانات دورٌ كبيرٌ ومهمٌّ في تحسين عملية تشخيص الأمراض، وتحسين دقتها، وجعلها أكثر سهولةً وكفاءة، حيث بإمكان هذه الأدوات تحليل البيانات التي يتمُّ الحصول عليها من المرضى، مثل: الأعراض التي لاحظها المريض، والأمور التي شعر بها.

حيث تقوم هذه الأنظمة بتجميع هذه المعلومات، وتحليلها، ودراستها بكفاءةٍ كبيرة، واستنتاج المرض المتوقّع، ويتمّ في الوقت الحالي استخدام هذه الأدوات لتشخيص العديد من الأمراض، مثل: سرطان الرئة، والأمراض التي تصيب القلب، والأمراض الجلدية، وغيرها.

2- تخصيص وتحديد العلاج

يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تخصصّ العلاج اللازم للمريض، وذلك من خلال النظر والتدقيق في الملف الجيني للمريض، ونمط الحياة التي يعيشها، والنظر في فعالية الأدوية وكفاءتها، ومدى استجابة جسم الإنسان عليها من خلال مراجعة حالاتٍ مرضيةٍ مشابهةٍ سابقة، حيث تقوم هذه الأدوات بتقديم توصياتٍ علاجية، وتحديد الأدوية اللازمة، وكمياتها، ومواعيدها أيضاً، كما وتُعطي تحذيراتٍ بشأن الآثار الجانبية للأدوية.

3- تطوير الأدوية

تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي في زيادة سرعة تطوير الأدوية وتحسينها، مما يقلّل من زمن شفاء المريض وتكلفة هذه الأدوية، ويتمُّ استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من مراحل تطوير الأدوية، منها: مرحلة تحديد الأهداف المرجوّة من الدواء، وتسريع التجارب السريرية، وتحديد المرضى الذين من الممكن أن توصف لهم هذه الأدوية.

4- التصوير الشعاعي

تتميز تقنيات الذكاء الاصطناعي بقدرتها الكبيرة على قراءة الصور الشعاعية وتحليلها وفهمها، مثل: صور الرنين المغناطيسي، وصور الأشعة السينيّة، وغيرها، مما يسمح لها باكتشاف الأورام والتشوُّهات الموجودة بدقةٍ كبيرة، وهذا ما يساعد الأطباء في اختيار قرار العلاج المناسب.

5- العمليات الجراحية

مع التطور الكبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتدخُّل الربوتات في جميع نواحي الحياة، لا بدّ أن يتأثر المجال الطبي بهذا الأمر، حيث تساهم هذه التقنيات في تغيير منحى التدخُّلات الجراحية من خلال تعزيز التخطيط الجراحي في المراحل التي تسبق العملية، وتقديم النصائح والتحذيرات أثناء العملية الجراحية بناءً على المعطيات الحيوية التي يقوم بدراستها. [2] [3]

سلبيات الذكاء الاصطناعي والتحدّيات التي تواجهه في المجال الطبي

1- قلة الدقة في بعض الحالات

تتعلق قرارات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي في البيانات التي يتمّ تقديمها له، ففي الحالات التي تكون فيها البيانات غير دقيقة أو ترتبط في مجموعةٍ معينةٍ من الناس، أو أصناف محدّدة من الأمراض، أو عوامل بيئية معينة، يمكن أن يسبّب هذا الأمر أخطاء في عمليّة تشخيص الأمراض، وتحديد الأدوية اللازمة لها، وهذا يتطلب من المختصين في المجال الطبي أن يراجعوا القرارات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، ويتعرفوا على الثغرات الموجودة.

2- مشاكل في الأمان وخصوصية المرضى

مع التطور الكبير والمعقّد في تقنيات الذكاء الاصطناعي بدأت مشاكل الأمان والخصوصيّة تنتشر في هذه التقنيات بسبب حاجة هذه التقنيات إلى قواعد بياناتٍ ضخمة لتحليلها والتدقيق فيها، واتخاذ القرارات على أساسها، حيث إنَّ تناقل هذه البيانات بين الأنظمة والتقنيات يُعرّض المؤسسات الصحية وبياناتها إلى أخطار الاختراق والسرقة.

3- الأخطاء الطبية والمخاطر السريرية

على الرغم من النجاحات الكبيرة التي حققها الذكاء الاصطناعي، وساهم فيها بتحسين عملية الرعاية الصحية إلّا أنَّه من الممكن أن يتسبّب في أخطاء كبيرة متعلقة بخصوصية البيانات ودقتها، حيث إن التوازن بين الإيجابيات الكثيرة والسلبيات لهذه التقنيات يتطلب جهوداً كبيرةً من مصممي ومخترعي هذه الأنظمة ومستخدميها، مثل: الأطباء، والعاملين في المجال الطبي، ومن قبل المستهلكين لهذه الأنظمة، والمستفيدين منها.

4- عدم قدرة الذكاء الاصطناعي على تحسين المُتغيّرات الاجتماعية المحيطة

لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤثر على المُتغيّرات الاجتماعية الموجودة في البيئة المحيطة للمريض، مما يستلزم أن يقوم الأطباء بمراجعة التوصيات التي يقدمها وتحسينها، والإضافة عليها للحصول على أفضل نتيجةٍ للعلاج والرعاية. [4]

ما هو مستقبل الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي؟

مع التطور الهائل للذكاء الاصطناعي لا ريب في أن يُحدث نقلةً نوعيةً في المجال الطبي بشكلٍ يفوق ما نشهده الآن من روبوتات الدردشة مع المريض، واتخاذ القرارات الطبية، وتشخيص الأمراض، وغيرها، فمن المتوقَّع أن:

1- تتطور قدرة الذكاء الاصطناعي على تشخيص الأمراض بشكلٍ أكثر سرعةً ودقةً وكفاءةً من خلال التحليل العميق للبيانات المتوفرة.

2- تصبح هذه الأدوات قادرةً على تحليل الصور الشعاعية بدقةٍ أكثر.

3- تصبح أدوات الذكاء الاصطناعي قادرةً على تقديم الرعاية الكاملة للمرضى خصوصاً ذوي الهمم، حيث سيكون بإمكان الربوتات أن تساعد الذين يعانون من عدم القدرة على الحركة على المشي والتحرك، ومراقبة كل العلامات الحيوية لاستباق أي موقفٍ خطيرٍ يمكن أن يحدث لهم.

4- تبسيط التواصل بين المرضى والعاملين في المجال الصحي، مما يُسهّل عملية تقديم الرعاية الصحيحة، ووصف الأدوية اللازمة.

في الختام نرى أنَّ استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية يزداد بشكلٍ كبيرٍ وملحوظ على الرغم من كلّ التحديات والسلبيات المتوقّعة، ولا يمكن إنكار أهميّته الكبيرة، والفوائد العظيمة التي يعود بها في مجال الرعاية الصحية.

المراجع البحثية

1- The Transformative Impact Of Artificial Intelligence In Medical Tech. (27 juin 2023). Forbes. Retrieved October 24, 2024

2- AI in Radiology: 10 Use Cases, Benefits and Examples. (n.d.). Retrieved October 24, 2024

3- Application of artificial intelligence (AI) in surgery. (2020, July 27). Imperial News. Retrieved October 24, 2024

4- Editorial Staff. (2023, December 26). Arguing the pros and cons of artificial intelligence in healthcare. Healthtech Analytics. Retrieved October 24, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.