Published in: الصحة النفسية

السيكو دراما

Author أ. بتول ندة

Published on: 3 أكتوبر، 2023

أ. بتول ندة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

الدراما النفسية

هي تمثيلٌ وتفريغٌ نفسي للمشاعر حيث يقوم به الشخص للتعبير عن مشكلة، أو تصوير مشهدٍ انفعالي، أو صراعٍ شخصي أمام مجموعةٍ من الأشخاص المهتمين بهذا النوع من العلاج، وقد يكون التمثيل النفسي المسرحي جزءاً من برنامجٍ علاجيٍّ يهتمُّ بإظهار الانفعالات في جوٍّ من التّفهم والراحة، وأهدافها:

1- إظهار التّعاطف والانسجام.

2- مساعدة الفرد على فهم نفسه، وانعكاس ذلك على الآخرين مما يُعزّز الثقة في نفسه.

3- يساعد الفرد على حلّ صراعاته النفسية، ومشكلاته الناتجة عن القيود المختلفة، والصراعات، والكبت، والخوف من الفقدان، وخصوصاً في العلاقات. ^[1]

كيف تساعدنا السيكو دراما؟

يبدو أن الاستكشاف العلمي والوصول للحقائق أخذ طرقاً مختلفةً في المجال النفسي، ووضحها في الطريقة الدّرامية والتمثيلية عن طريق الإبداع، وتوفر هذه الطريقة فرصةً للأفراد لاستكشاف واستدعاء ماضيهم والحاضر، ومعرفة الأخطاء، وتجاوزها في المستقبل.

ومع دخول الأفراد في نطاق التمثيل لمشهدٍ قد يكون نفسياً ومؤثراً في عقول المتلقين، فإنهم سوف يتمتعون بالحرية، والتّوسع في استكشاف حلولٍ جديدةٍ للصعوبات التي من الممكن أن تعترض طريقهم، وخلال جلسة التمثيل سيكون المخرج مع الممثلين، والمسرح، والإضاءة، والمدير الواضع للمشهد سوف يقوم بتيسير الجلسة، والتعرُّف على وجهات نظر المشاركين في الجلسة. ^[2]

ما هي تقنيات الدراما النفسية؟

توجد ثلاث مكوناتٍ أساسيةٍ لجلسة السيكو دراما: ^[3]

1- مرحلة الإحماء

يتمُّ في هذه المرحلة تعريف عضوٍ من أعضاء المجموعة على معنى السيكو دراما، والموضوع الذي سوف يتمُّ تناوله، وأيضاً خلق شعورٍ بتماسك الفريق الممثل من خلال رفع المعنويات، والتّشويق، والتحفيز لبدء العمل.

2- مرحلة العمل

وتستخدم هنا تقنياتٌ مختلفة، ومنها:

المضاعفة

قيام أحد أفراد المجموعة بتمثيل دور بطل الرواية، وسلوكياته، وتقمُّص دوره بالكامل، وهذا النشاط يخلق واقعاً بين الواقع الخارجي والواقع الداخلي للبطل.

النسخ المماثل

حيث يراقب المشاهد الممثلون، وهم يؤدون أدوارهم، ويمكن أن تكون هذه التقنية مفيدةً لاكتساب ووضع وجهة نظرٍ معينة أو حتى النقد، ولو كان سلبياً أو إيجابياً نحو الممثلين، أو من الممكن أن يكون أحدٌ من أصدقاء المشاهد قد مرّ بموقفٍ مشابهٍ مما يجعله يتعاطف معه، ويتفهم المتلقي أن بعض الأشخاص بحاجة لمسافة عاطفية من أجل فهم احتياجاته ومشاعره بشكلٍ أفضل.

لعب الأدوار

قيام الفرد بتمثيل وتقمُّص دور شخصٍ معين، أو كائن قد يكون مصدر قلق، أو صراعٍ، وخوفٍ في حياته.

عكس الأدوار

أي التبديل في أدوار الممثلين حيث يأخذ بطل الرواية بتمثيل دور شخصٍ آخر، ويتقمص فردٌ آخر دور البطل، وهذا يمكن أن يحسن المرونة، وسرعة البديهة لدى الممثلين، وأيضاً يحسن من فهم وجهات نظر الآخرين.

مناجاة للنفس

الهدف منها إحساس الفرد بقيمة أفكاره، ومشاعره الداخلية، وقدرته على عكسها لجمهور بصورة التمثيل النفسي، والإحساس بالآخر.

3- مرحلة التشارك

يتطلب من الجمهور هنا مساعدتهم في الحصول على آرائهم بالمشهد، وفهم أكثر لتجارب البطل الخاصة، وتعميق الرؤيا للإبداع أكثر.

ما الفرق بين الدراما النفسية والعلاج التمثيلي الدرامي؟

كلاهما يستخدم فنيات الدراما والمسرح، وتحتاج لنص سيناريو، ومخرج، وآلات تصوير، وإضاءة. ^[4]

1- الاختلاف

الدراما النفسية تحدّد بطل القصة بقضيةٍ معينة، والمُعالج يعمل بشكلٍ مباشر مع البطل، والسيناريو يختصُّ بتقديم مشكلاتٍ نفسية، وتفريغٍ انفعالي، بالإضافة للاستفادة من طاقات الفريق والإبداع.

أما بالنسبة للعلاج الدرامي: فهو يعمل بطريقةٍ مباشرة ومفيدة عندما يستوفي مصالح العميل وراحته في التمثيل، وذلك بألا يفرض عليه دوراً لا يحبه أو يتقمص شخصيةً لا تليق بإبداعه، ولكنه فن حيث يضمن تفهم العميل لمخاوفه من ناحيةٍ مختلفة.

2- تقنية

بحيث تعمل الدراما النفسية على تقنية التباعد، وهي مباشرةٌ مع رواية بطل القصة، وأحياناً ما تستخدم العلاج بالدراما تقنيات التباعد لكي تحدد موضوعاً عالمياً مما يساعد العميل على أن يكون أكثر فرحاً واستكشافاً لنفسه بعيداً عن الخجل.

3- محصلة

هدف الدراما النفسية هو التوصل لحلٍّ يمكن أن يكون حلاً مؤقتاً أو محتملاً في نهاية الجلسة. وفي بعض الأوقات يترك العلاج التمثيلي أفكاراً جديدةً، ووجهات نظرٍ مختلفة للمشكلة، والتي يمكنه التركيز عليها، والاستمرار في أخذها بعين الاعتبار بشكلٍ أكثر أهمية.

4- نظام

الدراما النفسية متعارفٌ عليها أنها نوعٌ من أنواع العلاج النفسي بالرغم من أنها غير محميةٍ قانونياً، والعلاج بالدراما محميٌّ بالقانون لدى مجلس المهن، والمسجَّلين باسم مُعالج الدراما.

ما هي جلسات العلاج بالدراما النفسية؟

بشكلٍ تقليدي تتمُّ ممارستها بشكلٍ جماعي، ولكن في الحقيقة من الممكن أن تمارس بين المُعالج والفرد، وتكون هذه الجلسات مرةً واحدةً في الأسبوع، ويحضرها بين 8 إلى12 فرداً، وتستمر الجلسات الفردية ما بين الساعة إلى ساعتين، وكل جلسةٍ تركز على فرد واحد، والباقي يشترك كأدوار داعمة للعمل بشكل رئيسي من خلال الصدمات الماضية.

وتقنية لعب الأدوار أحد الفنيات الرئيسية في مثل هذا النوع من العلاج، والهدف العام هو أن يكتسب كل فرد مفهوماً ورؤية أفضل لتجاربهم السابقة، وكيف تؤثر تلك الأحداث على القرارات في الماضي، وعلى القادم، وما سوف يجري في المستقبل. ^[5]