Published in: طب التوليد وأمراض النساء

الخزعة المخروطية لعنق الرحم: الأسباب، الإجراء، ونتائج التشخيص

Author د. لمى زوده

Published on: 4 أبريل، 2024

د. لمى زوده

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يتألف عنق الرحم من بشرةٍ أسطوانية تبطن قناة العنق، وبشرة حرشفية (شائكة) تغطي ظاهر العنق، والبشرة الحؤولية (Metaplastic Epithelium) توجد في المنطقة الانتقالية أو منطقة الوصل الأسطواني الحرشفي SCJ، وتعتبر أكثر تأثراً بالعوامل المسرطنة، حيث تبدأ معظم سرطانات عنق الرحم في هذه المنطقة.

ما هي الخزعة المخروطية؟

تعتبر الخزعة المخروطية (Cone Biopacy) أو (Conization) إجراءً تشخيصياً، وفي المراحل المبكرة من سرطان عنق الرحم تعتبر إجراءً علاجياً، وهي شكل واسع من أشكال خزعة عنق الرحم، حيث يتمُّ فيها استئصال جزءٍ على شكل مخروط من عنق الرحم يكون محيطاً بقناة باطن العنق، وشاملاً لكامل المنطقة الانتقالية، ويتمُّ إرسال كامل العينة إلى مخبر التشريح المرضي لدراستها، حيث تعتبر الخزعة المخروطية مهمةً جداً في تدبير وتشخيص سرطان عنق الرحم. ^[1]

ما هي استطبابات إجراء الخزعة المخروطية لعنق الرحم؟

1- في حال عدم إمكانية رؤية المنطقة الانتقالية SCJ بشكلٍ واضح.

2- في حال تمّ إجراء لطاخة عنق الرحم، وكانت نتائجها تنشُّؤٌ ضمن بشرة عنق الرحم (CIN3 CIN3 أوAIS) أدينوكارسينوما موضعية (Adenocarcinomia in Situ).

3- عدم إمكانية رؤية حدود الإصابة في عنق الرحم بشكلٍ كامل عند إجراء تنظير عنق الرحم مثلاً، في حال امتداد الإصابة في قناة العنق.

4- عدم تطابق النتائج التي تمّ الحصول عليها بإجراء لطاخة، وتنظيرٍ لعنق الرحم.

5- في حال وجود شذوذٍ في الخلايا الحرشفية دون القدرة على نفي وجود سرطان غازي.

6- في حال كانت نتائج تجريف باطن عنق الرحم CIN2.

7- في حال إجراء تنظير عنق رحم وخزعة سابقة بينت وجود خلايا شاذة في هامش الخزعة المأخوذة. ^[2]

ما هي مضادات استطبابات إجراء الخزعة المخروطية؟

– وجود التهابٍ شديدٍ في عنق الرحم.

– داء حوضي التهابي.

– الحمل.

– اضطرابات التخثُّر والأهبة لحدوث النزف.

– في حال كان استئصال كامل الآفة المصابة غير ممكن، مثل: وجود امتدادٍ إلى الأطراف المهبلية أو وجودها بشكلٍ عميقٍ في لحمة العنق. ^[2]

كيف يتمُّ التحضير لإجراء الخزعة المخروطية لعنق الرحم؟

– صيام لمدة 8 ساعات قبل الموعد المحدد للإجراء.

– تجنُّب الجماع خلال 24 ساعة قبل الخزعة.

– تجنُّب استخدام الكريمات، والدوشات المهبلية، والتحاميل خلال 24 ساعة قبل الإجراء.

– يفضل إجراء الخزعة خلال أول أسبوع بعد انتهاء الطمث. ^[3]

ما هي تقنيات إجراء الخزعة المخروطية لعنق الرحم؟

1- الخزعة المخروطية باستخدام المشرط الجراحي (Cold-Knife Excision)

يتمُّ إدخال شفرة المشرط بالاتجاه والعمق المطلوب باتجاه قناة عنق الرحم، ويجب أن تكون الشريحة شاملةً لكامل المنطقة المصابة مع أخذ هامش أمانٍ حولها.

2- الخزعة المخروطية باستخدام الليزر

يحتاج لخبرةٍ أوسع، حيث يتمُّ تحديد قطر حزمة الليزر وقوتها، وتحديد الحواف الخارجية للمخروط باستخدام الليزر بقوة متقطعة، ثم يتمُّ القطع بشكلٍ دائري وعميق بتمرير حزمة الليزر عبر النسيج، وعند الوصول إلى العمق المطلوب يتمُّ قطعها باستخدام الليزر أو المقص الجراحي.

3- الخزعة المخروطية باستخدام عروة كهربائية

تعتبر أكثر الطرق شيوعاً لإجراء الخزعة المخروطية، حيث يتمُّ استخدام عروةٍ كهربائية بعد ضبط قوتها، وتحديد حجم المخروط، حيث يتمُّ تمرير العروة بدقة حول منطقة الإصابة واستئصالها. ^{[1] [2]}

كيف يتمُّ إجراء الخزعة المخروطية لعنق الرحم؟

يعتبر إجراء بسيط يستغرق أقل من ساعة، ويتمُّ تخريج المريضة في اليوم نفس، وتكون المريضة تحت التخدير العام أو الموضعي، حيث تستلقي على ظهرها مع ثني الركبتين، ورفع الساقين على حاملين (الوضعية النسائية)، ويتمُّ تفريغ المثانة باستخدام القثطرة البولية ثم يقوم الطبيب بوضع منظارٍ مهبلي (سبيكلوم).

يجب أن يكون المنظار مغطىً بالبلاستيك عند استخدام العروة الكهربائية، ويجب إجراء تنظير عنقٍ قبل الخزعة مع وضع محلول حمض الخل أو اللوغول للمساعدة في ترسيم الحدود الخارجية لمنطقة التحول، ولتحديد شكل وحجم المخروط، وفي حال عدم وجود مضاد استطباب لاستخدام الفازوبريسين يتمُّ حقنه ضمن لحمة العنق لتقليل خسارة الدم.

ثم يتمُّ استئصال منطقة الآفة مع كامل المنطقة الانتقالية، وترك هامش أمانٍ باستخدام إحدى الطرق السابقة (المشرط الجراحي ،الليزر، العروة الكهربائية)، ويفضل أخذ الشريحة كاملة كقطعة واحدة. ^{[3] [4]}

ما هي التوصيات التي يجب أن تكون المريضة على علمٍ بها بعد الإجراء؟

1- النزوف الخفيفة تعتبر أمراً شائعاً بعد الخزعة، وقد تستمر لعدة أيام يتراوح لون الدم فيها من الأحمر إلى الزهري الفاتح.

2- الشعور بتشنجاتٍ خفيفة تشبه ألام الدورة الطمثية، ويمكن استخدام مسكنات الألم.

3- تجنُّب الجماع، واستخدام الكريمات والدوشات المهبلية لمدة 4 أسابيع بعد الخزعة.

4- تجنُّب السباحة لمدة 4-6 أسابيع.

5- مراجعة الطبيب بعد 6 أسابيع للتأكد من الشفاء.

6- إخبار الطبيب في حال وجود حمى أو مفرزاتٍ كريهة الرائحة بلونٍ أصفر، نزف غزير، ألم شديد.

7- تجنب الأعمال الشاقة ورفع الأوزان الثقيلة. ^[4]

ما هي مضاعفات الخزعة المخروطية؟

– النزف قد يكون غزيراً في حالات نادرة، ويتطلب العودة إلى غرفة العمليات، ووضع قطبٍ جراحية، أو الإرقاء باستخدام محلول (Monsel)، أو نترات الفضة.

– الإنتان أيضاً قليل الحدوث، وقد يوصى بإعطاء صاداتٍ وقائية عند المريضات ذوات الخطورة العالية.

– تضيُّق عنق الرحم يحدث بشكل أكثر شيوعاً عند السيدات بعد سن اليأس.

– قصور عنق الرحم.

– الولادة الباكرة. ^{[2] [3]}

كيف تتمُّ قراءة نتائج الخزعة المخروطية لعنق الرحم؟

يتمُّ إرسال العينة إلى مخبر التشريح المرضي، وتكون النتائج كما يلي: ^{[1] [4]}

● طبيعية: تعني خلايا عنق الرحم ضمن الطبيعي، ولا توجد أدلة على وجود شذوذٍ خلوي.

● غير طبيعية: تعني وجود شذوذٍ خلوي في خلايا عنق الرحم، وغالباً ما يكون التنشُّؤ ضمن بشرة عنق الرحم CIN، وله ثلاث درجات، وهي:

– (CIN1): يعتبر تنشُّؤاً منخفض الدرجة، وغالباً يتراجع دون علاج، لكن يتطلب المتابعة.

– (CIN2): عسر تصنُّع متوسط الشدة، ويعتبر تنشُّؤاً عالي الدرجة، ولا يعتبر سرطان، ولكن قد يتحول إلى سرطان.

– (CIN3): تنشؤٌ عالي الدرجة عسر تصنُّعٍ شديد، ويتطور إلى سرطان.

وإذا ما تمّ استئصال المنطقة المصابة بشكلٍ كامل، فإن النتائج تشمل أيضاً:

–  توصيف حواف الخزعة سلبية أي تمّ استئصال كامل الآفة، ولم يتبق خلايا شاذة سرطانية.

– الحواف إيجابية، أي وجود خلايا سرطانية، وقد يوجد سرطان غازي.

في حال كانت الحواف إيجابية، فقد يتطلب استئصال رحمٍ تامٍّ حسب نتائج الخزعة المخروطية. في حال كانت الحواف سلبيةً يتمّ إجراء لطاخة عنق الرحم مع تحري الفيروس الحليمي البشري HPV بعد 6 أشهر من الخزعة، وحسب النتائج تتمُّ المتابعة حيث تعاد سنوياً في حال كانت طبيعية حتى الحصول على ثلاث اختباراتٍ سلبية على الأقل عندها يمكن إجراؤها كل خمس سنوات.