Skip links
جملة التوابع في اللغة العربية مكتوبة باللغة العربية

التوابع في اللغة العربية (العطف)

الرئيسية » المقالات » اللغة العربية » التوابع في اللغة العربية (العطف)

يُعتبر العطف من التوابع في اللغة العربية، وله نوعان: عطف النّسق، وعطف البيان.

عطف النّسق

يُقصَد به اتباعُ لفظٍ لآخر بواسطة حرف العطف في الحركة الإعرابية، ويتألف من الاسم المعطوف عليه الذي يُعرب بحسب موقعه من الجملة، والاسم المعطوف الذي يَتبع المعطوف عليه في علامة الإعراب، وحروف العطف، وهي: (الواو، الفاء، ثم، حتى، أم، أو، بل، لكن، لا).

ما هي معاني حروف العطف؟

1- الواو:

تُفيد الاشتراك في الحكم بين المعطوف والمعطوف عليه في الحكم دون ترتيب، مثال: جاء أحمدُ ومحمدُ، فأحمدُ ومحمدُ مُشتركان في حكم المجيء دون ترتيب أي دون معرفة من الذي جاء أولاً.

2- الفاء:

تُفيد الترتيب مع التعقيب، مثال: جاء أحمدُ فَمحمّدُ، أفادت الفاء اشتراك المعطوف (محمّدُ) في الحكم مع المعطوف عليه (أحمدُ) مع الترتيب أي أن أحمد جاء قبل محمّد دون مُهلةٍ زمنيةٍ بينهما.

3- ثمّ:

تُفيد الترتيب مع المُهلة في الزمن: مثال: قال تعالى: “من نُطْفةٍ خلقَهُ فَقدَّره، ثمّ السَّبيلَ يسّره، ثمّ أماتهُ فأقْبَره” {عبس 22،19}، فإن حرف العطف (ثمّ) أفاد إعطاء مُهلةٍ زمنيةٍ بين الولادة وحياة الإنسان التي يسير فيها، وقد جاء بعدها حرف العطف (الفاء) لأنه لا يوجد مُهلة بين الموت والقبر.

4- حتى:

تُفيد المشاركة في الحكم وأن المعطوف غاية، ويُشترَط أن يكون المعطوف اسماً ظاهراً، وبعْضاً من المعطوف عليه، مثال: يموتُ الناسُ حتى الأنبياءُ، فالاسم المعطوف (الأنبياءُ) بعضٌ من الناس، وهم غاية.

5- أم:

تُفيد تعيين أحد المتعاطفين أو التسوية بينهما، ولا تكون حرف عطفٍ إلا إذا جاءت بعد همزة الاستفهام ظاهرةً أو مُقدَّرةً، مثال: أ فاطمةُ حضرتْ أم سعادُ؟ أفاد حرف العطف (أم) تعيين أحد المُتعاطفين في حكم الحضور، وقال تعالى: “سَواءٌ علينا أجَزعْنا أم صَبرنا مالنا من مَحيص” {إبراهيم 21}، أفاد حرف العطف (أم) التسوية في حكم الجَزَع (أي الخوف) والصّبر ودلّ عليه كلمة (سَواء).

6- لكن:

حرف استدراك، وإذا سُبقت بالواو تُصبح حرف استدراك وابتداء، مثال: ما عاد المسافرُ، ولكن عاد ابنهُ.

7- لا:

تُفيد نفي الحكم عن المعطوف بعد ثبوته للمعطوف عليه، مثال: يفوزُ المجدُّ لا الكسولُ.

8- أو:

تُفيدُ عدّة معانٍ، وهي:

أ- التخيير: من الصعب الجمع بين المُتعاطفين، مثال: كنْ طبيباً أو مهندساً.

ب -الإباحة: يُباح للمخاطب الاكتفاء بأحد المُتعاطفين أو كلَيْهما، مثال: أسهمَ في العملِ بالجهدِ أو المالِ.

ت- التقسيم: أي تقسيم الكلام، مثال: الكلمة: اسمٌ، أو فعلٌ، أو حرفٌ.

9- بل:

تُفيد معنى الإضراب، وهي مختصةٌ بعطف المفردات، مثال: سأكرمُ الأبطالَ، بلِ الشهداءَ، فقد أضربتَ عن إكرام الأبطال وأثبتَّه للشهداء، مثال: لا تؤيّدِ الكسلَ، بل النشاطَ، فهي نفَت الكسل وأيَّدت النشاط. [1] [2]

المُطابقة بين المعطوف والمعطوف عليه

1- عطف الاسم على الاسم:

يُطابق الاسم المعطوف الاسم المعطوف عليه في علامة الإعراب، مثال: سندافع عن الحريةِ والعدالةِ، فكلمة (العدالة): اسم معطوفٌ على (الحرية)، فهي مثلها مجرورة بالكسرة.

2- عطف الفعل على الفعل:

يجب أن يكون الفعلان بصيغةٍ زمنيةٍ واحدة، وإن كان أحدهما بصيغة الماضي والآخر بصيغة المضارع، فالفعلان المُتعاطفان زمنهُما المستقبل، قال تعالى: “وإن تُؤمنوا وتتَّقوا يؤتِكمْ أجورَكُم” {محمد36}، وتكون جملة المعطوف لها نفس المحلّ الإعرابي لجملة المعطوف عليه، فجملة (تتَّقوا): لا محلَّ لها من الإعراب لأنها معطوفةٌ على جملة (تؤمنوا) التي لا محلَّ لها من الإعراب.

3- عطف الفعل على الاسم، والاسم على الفعل:

يجوز ذلك إذا كان الاسم من المُشتقَّات، لأن الاسم المُشتقّ فيه دلالةٌ على الفعل والزمن، قال تعالى: “فالمُغيرات صبْحاً، فأثرنَ بهِ نقْعاً” {العاديات 3،4}، فقد عُطف الفعل (أثرنَ) على اسم الفاعل (المُغيرات)، أما عطف الاسم على الفعل فهو قليلٌ، مثال: قرأتُ الكتابَ وسعيداً، فقد عُطفَ الاسم (سعيداً) على الفعل (قرأتُ).

4- عطف المصدر المؤوّل على المصدر الصريح:

يجوز عطف المصدر المؤوّل على المصدر الصريح، قال تعالى: “اذكروا نعمتي التي أنعمتُ عليكم وأنّي فضَّلتكمْ على العالَمين” {البقرة 122}، فقد عُطِف المصدر المؤوّل (أنّ واسمها وخبرها) على المصدر الصريح (نعمتي). [1] [4]

5- العطف على الضمير: وله ثلاث حالاتٍ:

أ-العطف على الضمير المرفوع: إذا كان المعطوف عليه من ضمائر الرفع المتصلة أو المُستترة، فيجب الفصل بينهما بضميرٍ رفعٍ منفصل، قال تعالى: “لقد كنتُم أنتم وآباؤكم في ضلالٍ مبين” {الأنبياء 54}، فقد عُطف الاسم (آباؤكم) على الضمير المتَّصل (التاء) وفَصل بينهما الضمير المُنفصل (أنتم).

ب- العطف على الضمير المنصوب، يجوز العطف على الضمير المنصوب بلا شروط، يُقال: “رأيتهُ وإيّاك”.

ت- العطف على الضمير المجرور: يجب إعادة الجار والمجرور سواءً أكان حرف جرّ أو مضافاً، قال تعالى: “فقالَ لها وللأرضِ ائتيا طَوْعاً أوكَرْهاً” {فصِّلت 11}، فقد أُعيد حرف الجرّ (اللام) لأن العطف على الاسم المجرور، وقال تعالى: “قالوا نعبدُ إلهكَ وإلهَ آبائك” {البقرة 133}، فقد أُعيد المضاف إليه (آبائك) لأن العطف على الضمير المجرور. [3]

حذف حرف العطف والمعطوف والمعطوف عليه

يجوز حذف حرف العطف، أو المعطوف، أو المعطوف عليه إذا فُهِم المعنى.

1- حذف المعطوف:

قال تعالى: “سرابيلَ تقيكم الحرّ” {النمل 81}، التقدير: الحرَّ والبردَ، فقد حُذف المعطوف لأن المعنى مفهوم.

2- حذف المعطوف عليه:

قال تعالى: “فأوحَينا إلى موسى أنِ اضربْ بعصاكَ البحرَ فانْفلق” {الشعراء 63}، التقدير: فضربَ فانْفلقَ، فقد حُذِف المعطوف عليه لأن المعنى مفهوم.

3- حذف حرف العطف:

مثال: كيفَ أصبحتَ كيفَ أمسيتَ ممّنْ يعملُ الخيرَ، فالتقدير: كيفَ أصبحتَ وكيفَ أمسيتَ، وقد حُذف حرف العطف (الواو) لأن المعنى مفهوم. [4]

عطف البيان

اسمٌ جامدٌ تابعٌ يوضِّح الاسم المَتْبوعَ قبله، ويبيّن ما يقصدهُ المتكلّم، مثال: رحمَ اللهُ أبا الحسين علياً، فالاسم (علي) عطفُ بيانٍ على الاسم (أبا الحسين).

ما هي المعاني التي يُفيدها عطف البيان؟

1- تخصيص النكرة: قال تعالى: “يوقَدُ من شجرةٍ مباركة زيتونةٍ لا شرقيةٍ ولا غربية” {النور 35}، كلمة (زيتونة) عطفُ بيانٍ على شجرةٍ، وأفادت تخصيص النكرة، ولكن بعض النُّحاة لم يجيزوا العطف على النكرة واعتبروها بدلاً.

2- توضيح المعرفة: مثال: أكرمتُ الصديقَ محمَّداً، فكلمة (محمَّد) هي عطفُ بيانٍ على كلمة (الصديق)، فقد أفادت توضيح المعرفة.

ما هي العلاقة بين عطف البيان والصّفة؟

يتبع عطف البيان مَتْبوعه في علامة الإعراب، أو الإفراد، أو التثنية، أو الجمع، وفي التذكير والتأنيث، والتعريف والتنكير لذلك فهو يشبه الصّفة.

ما هي العلاقة بين عطف البيان والبدل؟

يقول النُّحاة أن عطف البيان يصحُّ أن يُعرب بدل كلٍّ من كلّ (مُطابق)، لكن يمتنع أن يُعرب بدلاً في حالتين:

1- إذا امتنع إحلال الثاني محلَّ الأول، فيكون عطفَ بيانٍ، وليس بدلاً، مثال: يا أخانا زيدٌ أقبلْ، فإن (زيد) عطفُ بيانٍ على (أخانا) لأنه لا يصحّ أن يحلَّ محلّها فلا تُعرب بدلاً.

2- لا يجوز حذف المُبدَل منه: يقول النحويون: “البدل على حذف المُبدَل منه”، فإن ذلك لا يصحّ في عطف البيان، من ذلك قول الشاعر:

يا أخوينا عبدَ شمسٍ ونوفلاً    أعيذُكما بالله أن تُحدِثا حرباً

فإن (عبدَ شمس) عطفُ بيانٍ على (أخوينا)، ولا يصحّ أن يكون بدلاً، لأنه إذا ترك المُبدَل منه صار الكلام: يا عبدَ شمسٍ ونوفلاً، وهذا غير جائز أن نعطف المفرد العلم منصوباً على المنادى المضاف، بل يكون (الواو) حرف استئناف، وليس حرف عطف. [5]

المراجع البحثية

1- جطل، م. (2004a). العطف. In النحو والصرف 2 (pp. 189–193). essay, مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية.

2- محسن، ع. إ. (2014). العطف. In دروس في اللغة العربية (شرح مبسط لأساسيات اللغة وتطبيقاتها)  (p. 84). essay, المنهل. Retrieved May 19, 2023

3- الجيش، ن. (1428). العطف على الضمير. In ع. م. فاخر (Ed.), تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد p). جزء 7، 97-98. essay, (دار السلام مصر. Retrieved May 19, 2023

4- ابن عصفور، مؤمن، ع. ب.، شعار، زجاجي، & إسحق، ع. ا. ب. (2998). باب العطف. In شرح جمل الزجاجي (pp. 211–215). essay, دار الكتب العلمية. Retrieved May 19, 2023

5- عوض الله، م. م. (2019). عطف البيان. In اللمع البهية في قواعد اللغة العربية (pp. 613–614). essay, دار الكتب العلمية. Retrieved May 20, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.