التهاب المفاصل الشبابي – الأعراض، التشخيص وما هو علاجه؟
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
ما هو التهاب المفاصل الشبابي؟
يشير التهاب المفاصل الشبابي إلى مجموعةٍ متنوعةٍ من التهاباتٍ مفصليةٍ مجهولة السبب تصيب الأشخاص الذين تقلُّ أعمارهم عن 16 عاماً، ويستمر أكثر من 6 أسابيع، وهو عبارة عن مرضٍ مناعيّ ذاتيّ، حيث يشكل الغشاء المفصلي الهدف للإصابة في أي مفصلٍ من مفاصل الجسم، يصيب الفتيات بصورةٍ أكبر من الفتيان، ويؤدي التهاب المفاصل الشبابي إلى ألمٍ مفصلي، وتحدُّدٍ حركي، وتورُّمٍ قد تستمر هذه الأعراض فترةً مؤقتة، وقد تصبح دائمة. [1]
أنماط التهاب المفاصل الشبابي
تترافق أغلب الحالات مع الإصابة العينية، وتشوُّهٍ مفصلي، واضطرابٍ في النمو عند الطفل، ويقسم التهاب المفاصل الشبابي إلى عدة أنماط، وتضمّ: [1]
– التهاب المفاصل الشبابي القليل المفاصل، وهو الأكثر انتشاراً.
– التهاب المفاصل الشبابي عديد المفاصل إيجابي العامل الرثياني.
– التهاب المفاصل الشبابي عديد المفاصل سلبي العامل الرثياني.
– التهاب المفاصل الشبابي الجهازي.
– التهاب المفاصل الشبابي الصدافي.
– التهاب المفاصل الشبابي غير المُتمايز.
– التهاب المفاصل المرتبط بالتهاب الأمعاء، وهو الأقل انتشاراً.
يُعتبر السبب وراء الإصابة بالتهاب المفاصل الشبابي غير معروفٍ تماماً، حيث تلعب الوراثة، وبعض العوامل البيئية المختلفة، وبعض الفيروسات، مثل: فيروس أيبشتاين بار، وكذلك الجراثيم المعوية، بالإضافة إلى النمط الجيني HLA المرافق لبعض الأنواع المفصلية دوراً في الإصابة.
وتُظهر الدراسات الخلوية وجود اضطرابٍ في توازن الخلايا التائية (Th1وTH17)، حيث إن أنترلوكين17 يؤدي إلى تخرُّب الغشاء المفصلي، وكذلك أنترولوكين 23 عامل نخر الورم (TNF)، أي هناك تفعيل مستمر للجهاز المناعي والخلايا البالعة، ولكن تجاه خلايا الجسم.
الأعراض السريرية لالتهاب المفاصل الشبابي
تختلف الأعراض السريرية بين الأطفال المصابين حسب الحالة، والنمط، وعمر بدء الإصابة، وكذلك يختلف الإنذار والمضاعفات، فقد يكون المرض محدّداً لذاته، بينما في حالاتٍ أخرى قد يؤدي المرض إلى تخرُّبٍ مفصلي صريح وعجزٍ حركي. أهمُّ الأعراض تتلخص فيما يلي: [2]
1- الألم المفصلي الالتهابي الطبيعي الذي يتميز بالألم بعد الراحة، وسيطرة ليلية للألم.
2- اليبوسة الصباحية.
3- قد يلاحظ تورُّمٌ مفصليّ في المفاصل المحيطية المصابة.
4- قد يترافق النمط السلبي المصل بآفات الجلدية الصدفية، وكذلك بالأعراض المعوية الالتهابية.
5- يترافق النمط الجهازي بارتفاع الحرارة، والطفح الجلدي، واعتلال عقدٍ لمفاوية.
6- الإصابة العينية شائعة عند الأطفال.
وتشمل المضاعفات الأكثر شيوعاً لالتهاب المفاصل الشبابي:
– العرج الناجم عن فرق طول الساقين بسبب إصابة صفيحة النمو العظمية.
– التنكُّس المفصلي الثانوي.
– تراجع القدرة البصرية.
– هشاشة العظام.
– متلازمة تفعيل البلاعم، وهي حالة خطرة تحدث عند 10 بالمئة من مرضى النمط الجهازي من التهاب المفاصل الشبابي.
– تأخر النمو، وفقدان الوزن.
– التعب العام.
– الداء النشواني.
تشخيص التهاب المفاصل الشبابي
لا يوجد اختبار مخبري أو شعاعي نوعي يثبت التشخيص، ولكن هو حصيلة مجموعةٍ من الفحص السريري والاستقصاءات المساعدة، وتشمل: [3]
1- الفحص المخبري
تضمُّ التحاليل المخبرية العامة، مثل: تعداد كريات الدم، وسرعة التثفُّل، والبروتين التفاعلي C، وأضداد النوى، وعامل الرثياني (RF)، والأجسام المضادة للببتيد السيترولين المضادة للحلقات (anti-CCP)، وHLA-B27، وهذه التحاليل ليست مشخّصةً بصورةٍ أساسية، ولكنها ذات دورٍ أساسي في التنبُّؤ بسير المرض، وشدته، وإنذاره.
2- التصوير الشعاعي
تساعد الصور الشعاعية في تقدير وجود إصابةٍ مفصليةٍ صريحة، بالإضافة إلى وجود أذيةٍ مخرّبةٍ للمفاصل، ويشمل الصور الشعاعية البسيطة، والتصوير الطبقي المحوري، وكذلك استخدام المرنان المغناطيسي الذي يُعتبر المعيار الذهبي في التشخيص الشعاعي المبكر، وذلك من خلال وجود وذمةٍ في نقي العظم ضمن المفصل المصاب، وكذلك استخدام التصوير بالأمواج الفوق الصوتية خاصةً لتقدير وجود انصبابٍ مفصلي، ووذمة أنسجةٍ رخوة مجاورة، كما أنها ذات دورٍ علاجي أثناء حقن المفصل.
العلاج والإنذار
يعتمد العلاج على عدة نقاطٍ أهمّها نوع الالتهاب المصلي، ونمط الإصابة، وشدتها، وعمر الطفل المصاب، وتشمل بشكلٍ أساسي: [4]
1- مضادات الالتهاب غير الستروئيدية: تُعتبر حجر أساسٍ في العلاج، وخاصةً في تسكين الألم، وتقليل التورُّم، ولكنها لا تؤثر على سير المرض، وتشمل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، الإيبوبروفين، والنابروكسين.
2- الستروئيدات: غالباً ما تعطى عن طريق الفم في النمط الجهازي من الإصابة، كما يمكن حقنها بصورةٍ موضعيةٍ في المفاصل المصابة.
3- الأدوية المناعية المُعدّلة لسير المرض التقليدية: أساسية في السيطرة على تقدُّم المرض، وتقلّل من التخرُّب المفصلي والعظمي، وأهمّها: الميتويريكسات.
4- الأدوية البيولوجية: تُعتبر ثورةً في العلاج المفصلي، وهي ذات نتائج رائعة.
5- العلاج الطبيعي: ضروريٌّ جداً للحفاظ على مرونة المفاصل.
6- الجراحة: في حالات التشوُّه المفصلي الشديد.
لقد تحسن إنذار التهاب المفاصل الشبابي مجهول السبب بشكلٍ كبيرٍ في الفترة الأخيرة بفضل توافر الأدوية البيولوجية، ويُعتبر التشخيص والعلاج المبكر ضرورياً جداً لتحسين الإنذار.
كيف يمكن أن أساعد طفلي المصاب بالتهاب المفاصل الشبابي؟
في البداية يجب نشر الوعي تجاه هذه المشكلة، ويجب دراسة أي حالة عرجٍ عند الطفل استمرت لفترة أكثر من أسبوع، ولأن التشخيص الباكر مهمٌّ يجب إجراء فحصٍ مفصلي عند الأطفال الموجودين في عائلاتٍ ذات تاريخٍ مرضي. في حال تمّ التشخيص يجب: [5]
– الاستمرار بالدعم النفسي، وتشجيع الطفل على إجراء النشاطات اليومية، إضافةً إلى إجراء العلاج الفيزيائي والتمارين المناسبة بإشراف الطبيب.
– الالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب.
– تقييم سريري شعاعي متكرّر.
– الغذاء الصحي المناسب.
– الانتباه من الأعراض الجانبية للأدوية المستخدمة سريرياً ومخبرياً.
– الانتباه للأعراض العينية، وخاصةً عند الأطفال الصغار.
المراجع البحثية
1- Thatayatikom, A., Modica, R., & De Leucio, A. (2023, January 16). Juvenile idiopathic arthritis. Retrieved September 19, 2024
2- Juvenile idiopathic arthritis – Symptoms and causes. (2022, October 5). Mayo Clinic. Retrieved September 19, 2024
3- Juvenile idiopathic arthritis. (2024, June 4). Cleveland Clinic. Retrieved September 19, 2024
4- Juvenile idiopathic arthritis – Symptoms, diagnosis and treatment | BMJ Best Practice. (n.d.). Retrieved September 19, 2024
5- Juvenile Idiopathic Arthritis (JIA) | Arthritis Foundation. (n.d.). Retrieved September 19, 2024