Skip links
وجه شخص حيث يظهر بأسفل خده تورم بسبب الالتهاب

التهاب الغدد اللعابية البكتيري والفيروسي – الأسباب والعلاج

الرئيسية » الطب » أمراض » التهاب الغدد اللعابية البكتيري والفيروسي – الأسباب والعلاج

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

التهاب الغدد اللعابية يعدُّ من الاضطرابات غير الورمية للغدد اللعابية، وهو حالةٌ مرضيةٌ تتميز بالتهاب وتضخم واحدةٍ أو أكثر من الغدد اللعابية التي تفرز اللعاب في الفم، يمكن أن يظهر هذا المرض بأشكال حادة أو مزمنة. غالبًا ما يرتبط بأعراض، مثل: الألم، والحساسية، والاحمرار، والتورم التدريجي والموضعي في المنطقة المصابة.

السبب الدقيق لالتهاب الغدد اللعابية غير محدد في بعض الحالات، قد تكون هذه الحالة مرتبطة بتكون حصواتٍ في الغدد اللعابية (تحصّي الغدد اللعابية)، وقد تحدث نتيجة الإصابة ببكتيريا أو فيروسات، يمكن أن يؤدي الالتهاب المزمن للغدة اللعابية إلى توقفها عن العمل.

وهو يصيب الذكور والإناث بأعداد متساوية، ولا يُظهر أي تحيُّزٍ عرقي، كما أنه يمكن أن يصيب أي شخص بما في ذلك الرضع، ولكن الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة هم كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة. يمكن أن تكون العدوى اللعابية التي تنتشر إلى الأنسجة العميقة للرأس والرقبة مهددةً للحياة. [1] [2]

التهاب الغدد اللعابية البكتيري

1- أسباب التهاب الغدد اللعابية البكتيري

أكثر الأسباب شيوعًا للالتهاب الحاد في الغدد اللعابية هي البكتيريا، خاصةً (Staphylococcus aureus) (المكورات العنقودية الذهبية)، وتزداد احتمالية حدوث الالتهاب في الحالات التالية: [3]

– حالات جفاف الفم.

– وجود حصاةٍ لعابية، أو وجود انحناء، أو انسدادٍ في قناة الغدة.

– نقص استهلاك السوائل، أو بعض الأمراض، أو الأدوية مثل: المدرات، أو مضادات الهيستامين، أو حاصرات بيتا.

– متلازمة شوغرين.

– سوء نظافة الفم. 

 2- أعراض التهاب الغدد اللعابية البكتيري

– الحساسية، والاحمرار (تغير لون واحدة أو أكثر من الغدد اللعابية).

– الحمّى والقشعريرة (عندما يؤدي الالتهاب إلى إنتان).

– انخفاض في كمية اللعاب (أحد أعراض التهاب الغدد اللعابية الحاد والمزمن).

– ألم أثناء تناول الطعام.

– جفاف الفم.

– تورم في منطقة الخد والرقبة.

– تورم صلب في الغدة اللعابية والأنسجة المحيطة بها.

– تصريف سائل ملوث من الغدة.

هل التهاب الغدد اللعابية معدٍ؟

يعتمد ذلك على السبب، فإذا كان ناتجًا عن عدوى، فيمكنك نقل العدوى إلى الآخرين من خلال السعال، والعطس، أو ملامسة اللعاب الملوث. أما إذا كان ناتجًا عن حصاةٍ لعابية، فلا يوجد خطر من نقل الحالة إلى شخصٍ آخر. [1] [3]

3- تشخيص التهاب الغدد اللعابية البكتيري

يتمُّ التشخيص من خلال: [3]

– الفحص السريري، وتسجيل الأعراض التي يشكو منها المريض.

– فحص الغدد اللعابية باستخدام منظار (كاميرا صغيرة مع ضوءٍ ملحق).

 – عمل مسح للغدد اللعابية للعثور على الانسدادات، باستخدام الأمواج فوق الصوتية أو التصوير المقطعي المحوسب (CT).

– الإحالة إلى طبيب الأنف والأذن والحنجرة (ENT) لتقييمٍ إضافي.

4- التشخيص التفريقي

الاضطرابات ذات الأعراض المشابهة تشمل: [1]

متلازمة ميكوليز

هي حالة غير خبيثة تتسم بارتشاحٍ مزمنٍ للمفاويات، وتضخم اللوزتين والغدد اللعابية القريبة من الأذن (الغدة النكفية)، و(الغدة تحت الفك السفلي)، والغدد الدمعية، وغيرها، وتؤدي هذه الحالة إلى جفافٍ مفرطٍ في الفم والعينين، وغالبًا ما تكون مرتبطةً بمتلازمة شوغرين.

متلازمة شوغرين

هي تدهور في الغدد الدمعية واللعابية قد يكون مرتبطًا بالتهاب المفاصل. يشكو المرضى غالبًا من شعور بالخشونة والحرقان في عيونهم بسبب فقدان الترطيب. عندما يجف الفم يصبح من الصعب مضغ وبلع الطعام، حيث يؤدي نقص اللعاب إلى التصاق جزيئات الطعام بالخدين، واللثة، والحلق، وتشمل الأعراض الأخرى الصوت الضعيف، وتسوس الأسنان، وجفاف الأنف، والجلد، والمهبل.

الورم المختلط للغدة اللعابية (ورم الأدينوم المتعدد الأشكال للغدة اللعابية)

هو ورم غير خبيث ينمو ببطء من أصل غير معروف، وعادةً ما يقع في الغدد اللعابية النكفية، ويبدأ الاضطراب ببطء، ولكن فيما بعد يميل الورم إلى النمو بسرعة. شلل العضلات الوجهية هو مضاعفة نادرة، وأحيانًا يصاحب الورم ألم، ويميل هذا الاضطراب إلى أن يكون عائليًا، وقد يحدث في عدة أفراد من العائلة.

التهاب الغدد اللعابية الدوري

هو اضطرابٌ غير معروف السبب قد يكون من الوراثة السائدة الجسدية، ويتميز بعدم الراحة المفاجئة في منطقة الغدد اللعابية القريبة من الأذن والفك، وتدفق غير طبيعي للعاب، وتكون الأذن الخارجية مشوهة.

 5- تدبير وعلاج التهاب الغدد اللعابية البكتيري

تختلف طرق التدبير والعلاج وفقاً لشدة الالتهاب، وتشمل:

المضادات الحيوية

عادةً ما تكون المضادات الحيوية الخطوة الأولى في علاج التهاب الغدد اللعابية، وتشمل المضادات الحيوية الشائعة لعلاج هذه الحالة ديكلوكساسيلين، سيفالوسبورين، أو كليندامايسين.

العلاجات المنزلية

تهدف إلى تقليل الألم، وزيادة تدفق اللعاب، مثل:

– الحفاظ على الترطيب الجيد.

– شرب عصير الليمون أو مصّ الحلوى الحمضية.

– استخدام الكمادات الدافئة.

– تدليك الغدد اللعابية.

– تحسين الصحة الفموية.

العلاجات غير الجراحية

في بعض الحالات يتمّ إعطاء الأدوية عبر الوريد (IV)، بالإضافة إلى محاليل ملحية أو ديكستروز للحفاظ على الترطيب، وكذلك المضادات الحيوية الوريدية لمحاربة الإنتان. [3] 

العلاج الجراحي

إذا لم يبدأ الالتهاب بالاستجابة للمضادات الحيوية الوريدية بعد 48 ساعة قد يكون من الضروري إجراء شقٍّ جراحي، وتصريف القيح المتشكل ضمن الغدة اللعابية للتحكم في الإنتان. إذا كانت حصوات اللعاب تسدّ الغدد، وتساهم في الإصابة، يجب على الطبيب إزالتها جراحيًا لتفادي تكرار العدوى.

إحدى الطرق القليلة التدخل لإزالة حصوات اللعاب هي السيا-لاندوسكوبي. تُستخدم هذه التقنية لتدبير الحصوات الصغيرة. أما بالنسبة للحصوات الأكبر، قد يحتاج الطبيب إلى استخدام إجراءٍ جراحي أكثر شدة، وفي معظم الحالات يمكن للجراحة الحفاظ على وظيفة الغدة اللعابية. [2]

التهاب الغدد اللعابية الفيروسي

هو مرضٌّ معدٍ ينجم عن فيروسٍ ينتمي إلى مجموعة الفيروسات المعروفة بالفيروسات المخاطية. يبدأ المرض بأعراض خفيفة، مثل: الصداع، والحمى، والتعب، ولكن غالبًا ما يتطور ليؤدي إلى تورمٍ ملحوظٍ في بعض الغدد اللعابية (التهاب الغدة النكفية)، ويعرف بالنكاف، مما يتسبب في تورم الخدين والفك. كان النكاف مرضًا شائعًا جدًا خلال مرحلة الطفولة، وبعد توفر لقاح النكاف في عام 1967، شهدت حالات الإصابة انخفاضًا ملحوظًا.

1- أسباب التهاب الغدد اللعابية الفيروسي

فيروس النكاف هو نوعٌ من فيروسات الباراميكرو، ينتشر الفيروس من شخصٍ لآخر من خلال الاتصال المباشر مع اللعاب الملوث، أو من خلال قطرات الجهاز التنفسي من الأنف، أو الفم، أو حلق الشخص المصاب. يمكن للشخص المصاب أن ينشر فيروس النكاف عن طريق:

● العطس، السعال أو التحدث.

● مشاركة الأشياء التي تحتوي على لعابٍ ملوث، مثل: الألعاب، الأكواب والأدوات.

●الأنشطة التي تتضمن اتصالاً وثيقاً مع الآخرين.

بعض الفئات من الناس يكونون أكثر عرضةً لخطر الإصابة بالنكاف، وتشمل هذه الفئات:

● الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.

● الأشخاص الذين يسافرون دوليًا.

● الأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح ضدّ الفيروس.

2- أعراض التهاب الغدد اللعابية الفيروسي

غالبًا ما تكون أعراض النكاف خفيفةً في البداية بحيث لا يشعر المصاب بأية أعراض، حيث تتراوح فترة الحضانة من سبعة إلى 25 يومًا، وتشمل أعراض النكاف الخفيفة: حمى، صداع، ألم في العضلات، تعب، فقدان الشهية. بعد بضعة أيام، قد يحدث تورم مؤلم في الغدد النكفية يمكن أن يكون أحادي الجانب أو ثنائي الجانب، ويظهر في 70 بالمئة من الحالات، وفي القليل من الحالات يمكن أن يؤثر النكاف على أعضاء الجسم، مثل: الدماغ، البنكرياس، الخصيتين أو المبايض. يحدث ذلك عادةً فقط عند المراهقين والبالغين، ويترافق مع الأعراض الشديدة التالية:

● حمّى مرتفعة. 

● رقبة متصلبة. 

● صداع شديد. 

● ألم في البطن. 

● قيء. 

● نوبات ألمية.

3- تشخيص التهاب الغدد اللعابية الفيروسي

يتمُّ التشخيص من خلال الفحص السريري، وأخذ القصة المرضية، وملاحظة تورم الغدد، بالإضافة لإجراء بعض الاختبارات، مثل:

● اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) لتشخيص النكاف.

● أخذ مسحةٍ من داخل الخد أو الحلق لأخذ عينة من المخاط.

● إجراء اختبار دم للمساعدة في تشخيص النكاف أو لاستبعاد الحالات والفيروسات الأخرى التي يمكن أن تسبّب التهاب الغدة النكفية.

4- علاج التهاب الغدد اللعابية الفيروسي

لا يوجد علاجٌ محدّدٌ للنكاف، يجب أن يأخذ المرض مجراه، وعادةً ما يزول من تلقاء نفسه في غضون أسبوعين، ويركز علاج النكاف على تخفيف الأعراض باتباع الخطوات التالية: [4]

1- شرب الكثير من السوائل.

2- الغرغرة بالماء المالح الدافئ.

3- تناول الأطعمة اللينة سهلة المضغ.

4- تجنب الأطعمة الحمضية.

5- مصّ الثلج لتهدئة التهاب الحلق.

6- وضع كمادات ثلج أو كمادات حرارية على الغدد المتورمة.

تناول الأدوية غير الأسبرين، مثل: الأسيتامينوفين، والإيبوبروفين لتخفيف الحمى، والمساعدة في تخفيف الألم، ولا يعطى الأسبرين للأطفال المصابون بفيروس النكاف، حيث يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة راي، وهو مرض خطير يسبّب فشل الكبد، وتورم الدماغ، وحتى الموت.

5- الاختلاطات والمضاعفات

يمرُّ النكاف عادةً دون التسبّب في أضرار جسيمة لصحة الشخص، وتكون المضاعفات الخطيرة نادرة الحدوث، ولكن يمكن أن يؤدي النكاف إلى التهاب السحايا الفيروسي إذا انتقل الفيروس إلى الطبقة الخارجية من الدماغ. كما تتضمن المضاعفات الأخرى تورم الخصيتين أو المبيضين (إذا كان الشخص المصاب قد بلغ سن البلوغ).

6- الوقاية

تكون عن طريق إعطاء الأطفال اللقاح المشترك (لقاح الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية)، وهو جزء من جدول التطعيمات الروتينية للأطفال، ويعطى بشكل جرعةٍ واحدة عندما يبلغ الطفل من العمر 12 إلى 13 شهرًا تقريبًا، وجرعة معززة ثانية في عمر 3 سنوات و4 أشهر. بمجرد إعطاء الجرعتين، يوفر اللقاح حوالي 88 بالمئة من الحماية ضدّ النكاف، ويمكن لأي شخصٍ لم يحصل على جرعتين من اللقاح في طفولته أن يتصل بالطبيب العام لترتيب تلقي اللقاح. [5]

المراجع البحثية

1- Sialadenitis – Symptoms، causes، treatment | NORD. (n.d.). National Organization for Rare Disorders. Retrieved August 21، 2024

2- Salivary gland infection (Sialadenitis). (2022، December 15). Johns Hopkins Medicine. Retrieved August 21، 2024

3- Sialadenitis. (2024، June 20). Cleveland Clinic. Retrieved August 21، 2024

4- Mumps. (2024، May 1). Cleveland Clinic. Retrieved August 21، 2024

5- Website، N. (2023، November 6). Mumps. nhs.uk. Retrieved August 21، 2024

This website uses cookies to improve your web experience.