Skip links
امرأة تضع يديها أسفل ظهرها

التهاب العصب الوركي (عرق النسا) – الأعراض، التشخيص والعلاج

الرئيسية » الطب » أمراض » التهاب العصب الوركي (عرق النسا) – الأعراض، التشخيص والعلاج

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

هو حالة مرضية ناتجة عن ضغط العصب الوركي، يسبّب الألم والخدر المنتشرين، يصاب به من عشرة إلى أربعين بالمئة من السكان حول العالم، وهو شائعٌ لدى الإناث بعد عمر الأربعين أكثر من الذكور، وللإصابة بهذا المرض علاقة وطيدة بالحياة المهنية، إذ يصاب به غالباً سائقو الشاحنات، ومصلحو العربات والمهن الأخرى التي تتطلب البقاء بوضعيات وحركات فيزيائية صعبة تؤثر على منطقة أسفل الظهر، وتستطب المعالجة الفيزيائية والدوائية أو الجراحية في الحالات الأشد. [1]

ما هو العصب الوركي (تشريح ووظيفة)

العصب الوركي (Sciatic nerve) هو أطول وأكبر عصب في الجسم (نصف قطره حوالي 2 سنتيمتر) يمتدُّ من أسفل العمود الفقري باجتماع جذرين من أعصاب المنطقة القطنية (Lumbar Spine)، وهما L4،5 وثلاث جذور من المنطقة العجزية (Sacrum)، وهي S1،2،3 إلى الأطراف السفلية مروراً بالألية والحوض.

ويمتاز هذا العصب بأنه عصبٌ مختلط، أي يحوي ألياف عصبية حسية (Sensory)، وألياف عصبية حركية (Motor) أي يلعب دوراً مهماً في المشي، والركض، والإحساسات التي تتعرض لها المناطق المعصبة من العصب نفسه أو أحد فروعه، وهذه الفروع هي: [2]

1- العصب الظنبوبي المشترك (Common Peroneal nerve): وهو الفرع الأهمّ الذي ينشأ بعد مرور العصب الوركي بمفصل الركبة، ويمتدّ بدوره حتى ظهر القدم.

2- العصب الشظوي (Tibial nerve): الذي يمتدُّ نحو المنطقة الخلفية من الساق إلى كعب القدم.

3- فروع صغيرة للألية، وعضلات الفخذ الدانية، والقدم.

كيف يحدث التهاب العصب الوركي أو عرق النسا؟

يحدث نتيجة انضغاطه في أي مكانٍ على طول العصب نتيجة الإصابة بالديسك أو انفتاق النواة اللبية (Herniated disk) أو الانزلاق الفقري (Spondylolisthesis) على مستوى الفقرات القريبة من منشأ العصب الوركي أو أي سبب يمكن له أن يشغل حيزاً، ويسبّب ضغطاً على العصب الوركي، مثل: الأورام أو النقائل الورمية كبيرة الحجم، والتضيقات الحاصلة على مستوى النخاع الشوكي، وغيرها من الرضوض النافذة أو الكليلة على الحوض، والفخذ، والظهر. [1]

ما الأعراض التي يعاني منها مريض التهاب العصب الوركي؟

إن العرض الرئيسي الغالب لدى مرضى التهاب العصب الوركي أو عرق النسا هو الألم المنتشر من الظهر إلى ظهر القدم مروراً بالألية والفخذ، وتختلف شدة الألم من شخصٍ لآخر حسب مقدار الانضغاط. أما العرض الآخر الأقل شيوعاً هو الخدر والتنميل على طول العصب، مما يعرقل المشي لدى المريض، ويؤثر بذلك على جودة حياته. أما ضعف العضلات، وانعدام القدرة على المشي تأتي في المرحلة الأخيرة والشديدة من المرض، وبالتالي يواجه صعوبةً في القيام بالأعمال الروتينية.

كالذهاب إلى المرحاض والاستحمام، مما ينعكس سلباً على حالة المريض النفسية والاجتماعية، وتؤدي كل هذه الأعراض إلى تخرب العصب، وفقدانه لوظيفته، ومن الممكن أن يفقد المريض القدرة على تحكمه بالمصرة البولية، فيحدث السلس البولي. [3]

كيف يتمُّ تشخيصه؟

يعتمد التشخيص في الدرجة الأولى على القصة المرضية والفحص السريري، إذ يقوم الطبيب ببعض الحركات المنفعلة للمريض لتحديد شدة الألم ومستوى الانضغاط، كما يطلب منه بعض الحركات الفاعلة (أي يقوم بها المريض بنفسه)، وقد يطلب الطبيب في الأحيان التي يشك فيها بالتشخيص صورةً بسيطةً للعمود الفقري بتقنية (X-Ray)، وهي تظهر بعض الآفات دونها الآخر، وهو قليل الفائدة بالمقارنة مع صورة الرنين المغناطيسي (MRI) التي تعمل بتقنية الأمواج الراديوية والمغناطيسية، وتظهر النواة الفقرية المنفتقة، والأعصاب المتأثرة. أما التصوير الطبقي المحوري المرفق مع مادةٍ ظليلة استعمالاتها نادرة بالمقارنة مع سابقتيها في تشخيص التهاب العصب الوركي. [3] [4]

كيف يعالج التهاب العصب الوركي؟

يبدأ طبيب العصبية أو العظمية بوصف الأدوية لمريض التهاب العصب الوركي أو عرق النسا، وتعتبر مضادات الالتهاب (Anti-inflammatory) هي الخط الأول للعلاج، وقد يشارك الطبيب مضادات الالتهاب هذه مع الستيروئيدات القشرية (Corticosteroids)، كما يلجأ في بعض الحالات التي لا تستجيب على مسكنات الألم السابقة على الأفيونات (Opioids)، كالمورفين، ومضادات الاكتئاب (Antidepressant).

أما المرحلة الثانية من العلاج هي تحويل المريض لمركز خاص بالعلاج الفيزيائي، وشرط أن يحوي المركز على كوادر مختصة بمجال العلاج الفيزيائي، وعلى درايةٍ كاملةٍ بالحركات الممنوعة والمسموحة لكل مريض على حدة، وتكون الجلسات مقسمة على مدار الأسبوع بشكلٍ منتظم.

أما المرحلة الأخيرة، تتمُّ في حال عدم استجابة المريض للعلاجات الدوائية والفيزيائية السابقة باستخدام حقن الستيروئيد (Steroid Injections)، وهي حقنة مملوءة بالستيروئيدات القشرية التي تحقن حول منطقة العصب المصاب بيد الطبيب الخبير والمتمرس.

إذ أثبتت الدراسات قدرة هذه الحقن على تخفيف ألم العصب الوركي بشرط ألا يتعدى عدد الحقن هذه ثلاثة في السنة الواحدة، وأخيراً يتمُّ أخذ قرار العمل الجراحي بإزالة القطعة الضاغطة على العصب في الحالات المسببة لضعف العضلات المعصبة بالجزء المصاب.

قد يشفى المرضى بشكلٍ تام بعد تطبيق خطوات العلاج المناسب بعد حوالي خمسة أسابيع في المعالجة غير الجراحية، وقد تطول فترة شفاء الحالات الأكثر خطورةً لمدة سنة. [4] [5]

جراحة التهاب العصب الوركي أو عرق النسا

في بعض الحالات يكون الخيار الجراحي هو الأول، ويعتمد بشدةٍ على سبب التهاب العصب الوركي، وهذه الحالات: [6]

1- متلازمة ذيل الفرس (Cauda equina Syndrome)

حالة إسعافية تواجه أطباء العصبية، وهي تعبر عن انضغاط ذيل الفرس الموجود في نهاية النخاع الشوكي، والتي ينجم عنها فقدان الحس والحركة بشكلٍ غير عكوس في الطرفين السفليين.

2- التهاب العصب الوركي ثنائي الجانب (Bilateral Sciatica)

تنجم الإصابة بعرق النسا ثنائي الجانب عن تضيق النخاع الشوكي الشديد في مستوى الفقرات القطنية، أو العجزية، أو فتق النواة اللبية الشديدة، وأخيراً إصابة العصب الوركي بالانضغاط في أكثر من موقع.

3- استمرار الأعراض

يقترح بعض الأطباء القيام بالجراحة في حال استمرار الخدر والألم لمدة أكثر من ثمانية أسابيع رغم اتباع خطوات العلاج المناسب.

في النهاية، إن التهاب العصب الوركي أو عرق النسا حالة تستوجب الاهتمام، لما لها من اختلاطاتٍ مؤثرة على حياة المريض يكون بغنى عنها في حال تلقي الاستشارة، والدعم الطبي المناسب.

المراجع البحثية

1- Hochschuler، S.، MD. (n.d.-b). What you need to know about Sciatica. Spine-health. Retrieved July 17، 2024

2- The Sciatic nerve. (2024، April 26). TeachMeAnatomy. Retrieved July 17، 2024

3- Sciatica – Symptoms and causes. (2024، January 31). Mayo Clinic. Retrieved July 17، 2024

4- Healthdirect Australia. (2023، May 8). Sciatica. Treatment، Symptoms and Causes. Retrieved July 17، 2024

5- Gillott، C. (2023، December 21). What you need to know about sciatica. Retrieved July 17، 2024

6- Hochschuler، S.، MD. (n.d.). Sciatica surgery. Spine-health. Retrieved July 17، 2024

This website uses cookies to improve your web experience.