التهاب الجيوب الأنفية المزمن – الأسباب، الأعراض وكيف يتمُّ العلاج؟
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
ما هي الجيوب الأنفية؟
الجيوب هي أقنيةٌ مجوَّفة تتوضَّع في أماكن مختلفة من الرأس، والوجه، وتتضمن كلاً من الجيوب السهمية، والجيب السيني، والجيب المستقيم، والتي تسمح بمرور الدم ضمن أجزاء الدماغ، إضافةً إلى ذلك توجد أيضاً الجيوب الأنفية، وهي عبارةٌ عن تجاويف ضمن الوجه مجاورةٌ للأنف مملوءةٌ بالهواء بصورةٍ طبيعيةٍ ترتبط فيما بينها بأقنيةٍ صغيرة.
كما وترتبط بتجويف الأنف أيضاً، عدد هذه الجيوب الأنفية هو أربعة، ووظيفتها الأساسية غير معروفة تماماً، وتبطّنها طبقةٌ رقيقةٌ من الغشاء المخاطي التنفسي الذي يحتوي على أهداب تنقّي الهواء، وتعمل كحاجزٍ مناعي. وتشمل الجيوب الأنفية: [1]
– الجيوب الغربالية: وتنفتح على القناة الأنفية ضمن صماخ الأنف العلوي، وقد يصل عددها إلى 18.
– الجيوب الجبهية: تتوضع في العظم الجبهي، ولها شكلٌ مثلثي ثنائية الجانب أيضاً، وتنفتح على الصماخ المتوسط للأنف.
– الجيب الفكي: يتوضّع بصورةٍ مزدوجة على جانبي الأنف، وهو أكبر الجيوب الأنفية، ويفتح على صماخ الأنف المتوسط، ويقلّل حجم هذا الجيب من الكثافة العظمية للوجه.
– الجيوب الأنفية الوتدية.
ما هي وظيفة الجيوب الأنفية؟
1- تشكل حاجزاً مناعياً لتخفيف انتشار أي إصابةٍ إنتانية.
2- ترطيب الهواء داخل تجاويف الوجه.
3- تخفيف وزن وكثافة الوجه، وبالتالي الحفاظ على التوازن.
4- امتصاص الصدمات في حال وجود رضّ.
5- تصفية الهواء.
في الحالة الطبيعية تكون هذه الجيوب مملوءةً بالهواء كما أسلفنا، ولكن عند تكرُّر الإصابة، وبوجود عوامل خطورة، كالتدخين، والتدخين السلبي، وكذلك الاستعداد التحسسي تمتلئ هذه الأماكن بالسوائل، وتصبح مُتسمّكة الجدران وشبه مسدودة، ويمكن تقسيم نمط الإصابات في الجيوب الأنفية ضمن نطاق الحساسية والالتهاب، وكذلك الأورام إلى:
– التهاب الجيوب الأنفية الحاد.
– التهاب الجيوب الأنفية المزمن.
– الإصابة بالإنفلونزا.
– الأورام الحميدة.
– التسرطُن. [2]
وسنتحدث عن التهاب الجيوب المزمن بشيءٍ من التفصيل.
التهاب الجيوب الأنفية المزمن
هو التهابٌ مزمنٌ يصيب الجيوب الأنفية، يستمر لأكثر من 12 أسبوعاً، ويتكرر أكثر من 4 مرات في العام، ويكون ذا أسباب متعددة قد تكون تحسُّسية، أو إنتانية، أو ورمية، وتؤدي غالباً إلى الألم، والإفرازات الأنفية، والشعور بانسداد الأنف، ويمكن تقسيمه إلى: [3]
● التهاب جيوبٍ أنفيةٍ مع بوليباتٍ أنفية.
● التهاب جيوبٍ أنفيةٍ دون بوليباتٍ أنفية.
● التهاب الجيوب المزمن الفطري التحسُّسي.
ويُعتبر التهاب الجيوب المزمن من أكثر الإصابات المزمنة انتشاراً، ويصيب كافة الأعمار، ويعتبر سبباً أساسياً لوصف المضادات الحيوية في العيادات.
أسباب التهاب الجيوب الأنفية المزمن
1- التهاب الجيوب المزمن الجرثومي: أهمها المكورات العقدية، المكورات الرئوية، المُستدْمية النزفية.
2- التهاب الجيوب المزمن الفيروسي.
3- التهاب الجيوب التنفسي المزمن التحسُّسي بأسباب متنوعة، مثل: الغبار، وبر الحيوانات، كالقطط، العطور، التدخين.
4- أسباب جهازية، كانحراف وتيرة الأنف.
5- التهاب الجيوب المزمن الفطري.
6- أمراض جهازية، كداء التليُّف الكيسي، الربو، وكذلك نقص المناعة المُكتسب (الإيدز). [4]
أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن
تشمل الأعراض الأساسية لالتهاب الجيوب الأنفية: [5]
1- مفرزاتٍ أنفية متوسطة الكمية إلى غزيرة ذات لونٍ أصفر أو اخضر.
2- الألم: ألم يتوضّع في الوجه وجوار الأنف يشبه الشعور بالثقل والضغط.
3- صعوبة التنفس الناجم عن انسداد الأنف.
4- التنفس عن طريق الفم.
5- الشخير.
6- رائحة النفس الكريهة.
7- تراجع حاسة الشم.
8- السُّعال الرطب المصحوب بالبلغم.
تشخيص التهاب الجيوب الأنفية المزمن
يعتمد التشخيص بصورةٍ أساسيةٍ على الأعراض السريرية السابقة من وجود إفرازاتٍ ذات لونٍ أصفر أو أخضر، بالإضافة إلى الآلام، والصداع، والإيلام عند الضغط على الوجه والجبهة، واستمرار هذه الأعراض لفترةٍ زمنيةٍ أكثر من ثلاثة أشهر، وتكرارها لأكثر من أربع مراتٍ خلال العام الواحد.
كما يجب نفي وجود مشاكل أخرى قد تسبّب الأعراض المشابهة، كالقلس المعدي المريئي، الربو، الناميات، وجود سببٍ تشريحي، مثل: انحراف الوتيرة الأنفية. بعد الفحص السريري يجب البدء بالاستقصاءات المساعدة، كالأشعة البسيطة، واستخدام التصوير الطبقي المحوري، كما أن هناك تنظير الأنف الأمامي. تُظهر الأشعة بالمجمل تسمُّكاً في الغشاء المخاطي للجيوب الأنفية، بالإضافة لإظهار أي سببٍ تشريحي مرافق. [6]
مضاعفات التهاب الجيوب الأنفية المزمن
يُعتبر التهاب الجيوب المزمن مشكلةً متوسطة الخطورة، إلا أنها قد تؤدي إلى بعض المضاعفات المختلفة الشدة أهمّها: التهاب الحنجرة، خرّاجات الجيوب الأنفية، خثرة الجيوب الكهفية، التهاب السحايا والدماغ، ذات عظمٍ ونقي.
علاج التهاب الجيوب الأنفية المُزمن
يعتمد العلاج بصورةٍ أساسيةٍ على علاج السبب بصورةٍ كافية، ومن أهمّ هذه النقاط إجراء اختبار الحساسية لتحديد العامل المُسبّب تماماً في حالة التهاب الجيوب المزمن التحسُّسي المنشأ، وتتضمن علاجات التهاب الجيوب الأنفية المزمن ما يلي: [7]
1- تعتبر الستروئيدات الموضعية بشكل بخاخٍ من أهمّ طرق العلاج، ويجب الاستمرار به لفترةٍ تصل إلى شهرين.
2- استخدام بخاخات المحلول الملحي للترطيب والتعقيم.
3- استخدام مضادات الاحتقان ومضادات الهيستامين.
4- استخدام المضاد الحيوي الجهازي لفترةٍ تصل إلى ثلاثة أسابيع في حال كان السبب جرثومياً.
5- في حال وجود بوليبات، أو ناميات، أو سببٍ تشريحي يجب إجراء تدخلٍّ جراحيٍّ مناسب.
6- علاج السبب المرافق، كالربو، أو القلس المعدي المريئي.
هل يمكن أن أعالج التهاب الجيوب الأنفية المزمن في المنزل؟
هناك بعض النصائح والتوصيات البسيطة التي يمكن أن تتبعها في المنزل، وتخفّف من حدّة الأعراض: [8]
– الإكثار من السوائل، وإبقاء الجسم في حالة إماهة.
– تناول بعض الأغذية ذات الأثر الفعّال في تخفيف الالتهاب، كالزنجبيل، والثوم، والعسل.
– غسل الأنف منزلياً باستخدام الماء الدافئ وبهدوء.
– استخدام الكمادات الدافئة على الوجه والجبهة.
طبعاً يجب استشارة الطبيب في حال استمرار المشكلة أو تفاقمها.
المراجع البحثية
1- Fahrioglu, S. L., VanKampen, N., & Andaloro, C. (2023, January 30). Anatomy, head and neck, sinus function and development. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved September 3, 2024
2- Paranasal sinuses. (2023, October 30). Kenhub. Retrieved September 3, 2024
3- Kwon, E., & O’Rourke, M. C. (2023, August 8). Chronic sinusitis. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved September 3, 2024
4- Chronic sinusitis. (2024, August 20). Cleveland Clinic. Retrieved September 3, 2024
5- Chronic sinusitis – Symptoms and causes. (2023, September 19). Mayo Clinic. Retrieved September 3, 2024
6- Bergmark, R. W., & Pynnonen, M. (2017). Diagnosis and First-Line Treatment of Chronic sinusitis. JAMA, 318(23), 2344. Retrieved September 3, 2024
7- Jewell, T. (2018, August 29). Chronic sinusitis. Healthline. Retrieved September 3, 2024
8- Chronic sinusitis. (2024, June 21). Retrieved September 3, 2024