Skip links

التهاب الجرح – الأسباب، الأعراض وكيف يتمُّ العلاج؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُطلق مصطلح تعفُّن الجرح على الجرح المصاب بالتهابٍ ينتج عن إهمال الجرح، وعدم تعقيمه بالطريقة الصحيحة، وله مضاعفاتٌ عدة قد تهدّد الحياة.

ما هي آلية التهاب الجروح؟

إن الالتهاب عمليةٌ معقّدة تتشارك فيها العديد من العناصر، مثل: الكريات البيض بأنواعها، والجزيئات المُرسلة للتواصل بين الخلايا، مثل: السيتوكينات، يقوم بها الجسم بشكلٍ طبيعي، وذلك استجابةً لدخول العوامل المُمْرضة الجسم، ولفهم آلية تعفُّن الجرح نقسم العملية إلى العديد من المراحل: [1]

1- الاستجابة المباشرة (Immediate Response)

تتضمن الاستجابة المباشرة التغييرات التي تطرأ على الأوعية الدموية التي تلي الإصابة، وتتمثل التغييرات بتقبُّض الأوعية بسبب تقلص الألياف العضلية الملساء، كما تزيد النفوذية الوعائية، مما يسمح بمرور الخلايا المناعية والبروتينات التي تتوجه لموقع الإصابة.

2- الاستجابة الخلوية (Cellular Response)

تهاجر أنواع من الكريات البيض، مثل: الخلايا المعتدلة أو العدلة (Neutrophils) والبالعات لموقع الحدث لتدمير وتثبيط وبلع العامل المُمْرض، وهضمه وطرح الفضلات وبقايا العوامل المُمْرضة بطرقٍ مختلفة.

3- الإشارات الجزيئية (Molecular Signaling)

تُفرز الخلايا مواد كيميائية، مثل: السيتوكينات، والكيموكينات لجذب المزيد من الخلايا المناعية المشاركة في الحدثية الالتهابية، وتعزّز هذه العوامل من ترميم الأنسجة التالفة بعد الإصابة، كما تنتج بعض الوسائط الالتهابية الأخرى، مثل: البروستاغلاندينات، واللوكوترينات التي تلعب دوراً في ظهور الأعراض المميزة للالتهاب.

4- إيقاف العملية الالتهابية (Resolution of Inflammation)

تتوقف هذه العملية بإنتاج بعض المواد المضادة للالتهاب، ويحدث إصلاحٌ للأنسجة في هذه المرحلة عبر تكاثر الخلايا المولّدة لليف وألياف الكولاجين، وانقسام الخلايا الأخرى.

ما هي أسباب التهاب الجرح؟

تصاب الجروح بالالتهاب بعد الإصابات الرضّية، مثل: استعمال الأدوات الحادة، كالسكاكين، والمناشير أو معدات العمل الأخرى، بالإضافة إلى الإصابة بالعوامل المُمْرضة الجرثومية أو الفيروسية، إذ تسبّب هذه العوامل الداخلة عبر الجروح استجابةً التهابيةً شديدة، ويبقى الجرح مفتوحاً لمدةٍ طويلة، إذ يتأخر اندماله.

ويعمل جهاز المناعة على التصدّي لهذه العوامل الإنتانية، ومنها: جراثيم العنقودية المذهبة، والإيشريشية الكولونية E.coli، والزائفة الزنجارية، وبسيدوموناس، وغيرها من الجراثيم، كما يصاب الجرح بالالتهاب في حال وجود أجسامٍ غريبة، مثل: الزجاج المكسور أو الإبر وقطع الخشب الصغيرة، إذ تبقى هذه المواد الغريبة عالقةً في الجرح، وتسبّب الالتهاب، ويتأخر اندمال الجرح كما في الحالة السابقة. [2] [3]

ما هي أعراض الجروح المُلتهبة؟

تتظاهر الجروح المُلتهبة بمجموعةٍ من الأعراض، منها: الاحمرار والوذمة مع سخونةٍ في الطرف، وخاصةً في الجلد المحيط بالجرح، ويشكو المريض من مفرزاتٍ قيحية يفرزها الجرح، إذ تنتج المفرزات القيحية عن غزو الجراثيم لمنطقة الجرح وتنتج عنها رائحة كريهة حين الاقتراب من الجرح، والأكيد أن المريض يشكو من ألمٍ شديدٍ في الطرف المصاب. أما الأعراض العامة التي تظهر عن التهاب الجروح، فهي: ارتفاع الحرارة، والعروءات، والغثيان، والإقياء، والتعب العام. [1] [2]

كيف أعالج الجروح المُلتهبة؟

يمكن معالجة الجروح الصغيرة المُلتهبة في المنزل، والجروح العميقة والخطيرة في المشفى تحت الرعاية الصحية والمراقبة، ويجب وقاية الجرح من الالتهاب قبل حدوثه، وذلك باتباع بعض الخطوات المهمّة، مثل: [4] [5]

– تنظيف الجرح باستمرار باستعمال الماء الفاتر دون استعمال مواد التنظيف المخرشة، والاكتفاء بصابونٍ طبيّ خفيفٍ عديم الرائحة.

– تغطية الجرح بقطعة شاشٍ نظيفةٍ ومعقمة، وتثبيتها جيداً بالبلاستر أو اللاصق، والحرص على تبديلها يومياً بعد تعقيمها بالكحول.

– يُفضّل عدم إزالة الجلد أو نكش منطقة الجرح بالأيدي الملوثة لوجود العديد من الجراثيم على سطحها.

– لا ينصح بتغطية الجلد أو الجرح الرطب لأن الرطوبة تعزّز من تكاثر الجراثيم فيها.

– يجب ترك الجرح مكشوفاً بعد غسله ليجفّ بهواء الغرفة، بعدها تتمُّ تغطيته بالشاش.

– يمكن وضع كميةٍ قليلةٍ من المرهم أو الجل المضاد للجراثيم شرط عدم الإكثار منه.

أما علاج الجروح الملتهبة، فيكون بالصادات الحيوية الجهازية في حال وجود الأعراض العامة، مثل: الحرارة، والقشعريرة، وغيرها، ويشترط إكمال الكورس العلاجي بشكلٍ كاملٍ في المستشفى أو المنزل، ومراجعة الطبيب في العيادة أو المستشفى لمراقبة اندمال الجرح، ومدى عقامته.

ومن الأخطاء الكبرى التي يقع فيها المرضى هي إيقاف الصادات الحيوية بعد اختفاء الأعراض مباشرة، فيؤدي إلى نكس الالتهاب، وظهور المقاومة الجرثومية ضدّ الصادات الحيوية، وتختلف الصادات الحيوية المستعملة حسب العامل الجرثومي، وذلك باختبار التحسُّس الذي يجريه الطبيب لكشف النوع الجرثومي.

ما الذي يسيء للجروح المُلتهبة؟

تسوء حالة الجرح عندما يكون عميقاً وكبيراً، فهذا يؤدي إلى صعوبة اندماله، وبالتالي إصابته بالالتهاب، ويكون علاجه معقداً وصعباً عندما يحوي على مواد غريبة، مثل: المعادن، والخشب، وعندما يتعرض للتخريش المستمر بمواد التنظيف وحكّ الجرح، فهذا يمنع الاندمال، ويفسد الجلد المحيط بالجرح، كما ذكر سابقاً يسيء الاستعمال غير الكاف للصادات الحيوية من حالة الجرح، ويجعله عرضةً للنكس والغزو الجرثومي، لذلك يجب تحديد مدة تناول الأدوية وجرعتها من قبل الطبيب، والتزام المريض بها.

قد يسوء الجرح عندما يكون المريض مصاباً بالداء السكري أو أمراض نقص المناعة، وسوء التغذية، ولا سيما في المناطق النامية بسبب سهولة دخول الجراثيم إلى هذه الجروح، وإصابتها بالالتهاب، وسوء الاندمال. تؤدي الجروح المُلتهبة في الحالات الحرجة إلى ظهور مضاعفاتٍ خطيرة تشمل كامل أعضاء الجسم، مثل: الإصابة بالتهاب النسيج الخلوي الذي يتظاهر بالوذمة، والجلد اللماع، وحرارة الطرف، وقد تؤدي الحالة إلى انضغاط الأوعية، ونقص التروية، وتأذّي الأعصاب.

كما شوهدت بعض حالات الإصابة بتجرثم الدم، أي دخول الجراثيم للمجرى الدموي الذي يمر بالقلب، ويجعله عرضةً للإصابة بالتهاب شغاف القلب، وذكرت بعض حالات التهاب العظم والنقي، وهي حالاتٌ خطيرة مهددة للحياة في حال إهمالها. [3] [4] [5]

في النهاية يجب الاهتمام بأي جرحٍ موجود على الجلد سواءً أكان جرحاً بليغاً أو بسيطاً بسبب خطورة مضاعفاته، وسهولة الاهتمام به باتباع الخطوات البسيطة التي تمّ ذكرها.

المراجع البحثية

1- Wound Inflammation. (n.d.). Lakecountyin.gov. Retrieved November 27،  2024

2- Infections. (N.d.). Nih.gov. Retrieved November 27،  2024

3- Journal Article. (2023،  March 16). Wound infection. Medscape.com. Retrieved November 27،  2024

4- Wound infection. (n.d.). Seattle Children’s Hospital. Retrieved November 27،  2024

5- Leonard،  J. (2019،  April 25). Infected wound: Recognition،  Causes،  Symptoms،  Treatment. Medicalnewstoday.com. Retrieved November 27، 2024

This website uses cookies to improve your web experience.