Skip links
رسم توضيحي لالتهاب البنكرياس المزمن

التهاب البنكرياس المزمن – الأسباب، الأعراض وكيف يتمُّ علاجه؟

الرئيسية » المقالات » الطب » التهاب البنكرياس المزمن – الأسباب، الأعراض وكيف يتمُّ علاجه؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يشكل البنكرياس جزءاً أساسياً من الجهاز الهضمي، ويقوم بإفراز الإنزيمات المختلفة المشاركة في عملية الهضم، أهمها: الأميلاز، والليبازو، التربسين المسؤولة عن هضم الكربوهيدرات والدسم، بالإضافة لذلك يعتبر البنكرياس غدةً صماويةً مسؤولةً عن تنظيم مستوى السكر الدم من خلال إفراز هرموني الأنسولين، والغلوكاكون.

يقع البنكرياس داخل التجويف البطني بطول حوالي 15 سنتيمتر، ويتألف من ثلاثة أقسامٍ أساسية هي: الرأس، والجسم، والذيل، ويتصل الرأس مع الأمعاء الدقيقة، ويقوم بضخ العصارات الهاضمة (الإنزيمات) نحوها. يملك البنكرياس قناةً رئيسيةً ممتدةً على طول البنكرياس، وأخرى ملحقة مع أنماط مختلفة من الخلايا الداخلية والخارجية الإفراز، وقد يصاب البنكرياس بالكثير من الأمراض، أهمّها: التهاب البنكرياس الحاد، والتهاب البنكرياس المزمن، والتليف الكيسي، وسرطان البنكرياس، بالإضافة إلى السكري. [1]

ما هو التهاب البنكرياس المزمن؟

يعتبر التهاب البنكرياس المزمن مرضاً التهابياً ذا سيرٍ متدرجٍ بطيء يصيب الذكور أكثر من النساء، خاصةً في العقد الثالث والرابع من العمر، ويؤثر على وظيفتي البنكرياس الهضمية والصماوية، مما يؤدي إلى اضطراباتٍ هضميةٍ واضحة، كالإسهال الدهني، ونقص الوزن، بالإضافة إلى اضطرابٍ في إفراز الأنسولين، والإصابة بالسكري.

قد يستمر التهاب البنكرياس المزمن بالترقي ليشمل 90 بالمئة من النسيج البنكرياسي مسبباً التليف، والتخرب، والارتشاح بالخلايا البالعة وحيدة النوى، وتضيُّق القنوات وتليفها، مما يؤدي إلى قصورٍ كاملٍ في وظيفته. يكون التهاب البنكرياس المزمن في أغلب الأحيان غير عرضي لوقتٍ طويلٍ قبل التشخيص، وقد يتظاهر بآلام بطنية مبهمة، فبذلك يختلف عن النمط الحاد من التهاب البنكرياس ذي السير الألمي الصاعق. [2]

أسباب التهاب البنكرياس المزمن

هناك العديد من المسبّبات المؤدية للإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن، وأهمها: [3]

1- الكحول: يعتبر السبب الأكثر شيوعاً للإصابة، حيث يصاب حوالي 10 بالمئة من مستخدمي الكحول بالتهاب البنكرياس المزمن.

2- حصيات المرارة وحصيات القناة الجامعة.

3- الأورام.

4- الأمراض الوراثية، كداء التليُّف الكيسي.

5- التهاب البنكرياس المناعي الذاتي.

6- ارتفاع كالسيوم الدم.

7- ارتفاع الشحوم الشديد، وخاصةً النمط الوراثي.

8- التشوهات الخلقية في تركيب البنكرياس.

9- بعض الأدوية والعلاج الشعاعي لأورام البطن.

أعراض التهاب البنكرياس المزمن

كما ورد سابقاً قد يبقى التهاب البنكرياس المزمن غير عرضي ذي سيرٍ مخاتلٍ لفترةٍ طويلةٍ قبل التشخيص، وتتراوح الأعراض من شعورٍ مزعجٍ في البطن يتخلله نوبات ألمية شديدة تتوضع أعلى البطن، وإلى اليسار قليلاً، هذه الآلام تبدأ بصورةٍ متقطعة، تصبح مستمرةً مع الشعور بالثقل والنفخة، بالإضافة إلى إسهالٍ دهني كريه الرائحة مع فقدان الشهية، ونقص وزنٍ واضح، بالإضافة إلى الغثيان والإقياء.

تترافق الأعراض السابقة بظهور داء السكري في المراحل المتقدمة، وكذلك اليرقان، والتعب العام، والوهن، وفي بعض الأحيان قد تتظاهر بالشعور بوجود كتلةٍ في البطن، وذلك في حال تشكل الكيسات الكاذبة، كمضاعفةٍ لالتهاب البنكرياس المزمن. [4]

مضاعفات التهاب البنكرياس المزمن

1- سوء التغذية ونقص الوزن: قد يعجز المريض عن تناول الطعام بسبب قصور الإنزيمات الهاضمة، بالإضافة إلى الأعراض المرافقة من الغثيان، والإقياء، والإسهال.

2- الداء السكري: حوالي 45 بالمئة من المصابين يتطور لديهم داء سكري بسبب خلل إفراز الأنسولين.

3- تشكل الكيسات الكاذبة.

4- القصور التام في البنكرياس.

5- خثرة الوريد الطحالي.

6- سرطان البنكرياس، حيث تزداد نسبة حدوث سرطان البنكرياس عند هؤلاء المرضى.

7- قصور الأعضاء المتعدد. [5]

تشخيص التهاب البنكرياس المزمن

يعتمد التشخيص على القصة المرضية، والبحث عن سوابق استخدام الكحول، أو سوابق للإصابة بالحصيات المرارية، أو التهاب بنكرياس حاد سابق، بالإضافة إلى الاستفسار عن وجود قصةٍ عائلية لارتفاع الشحوم الثلاثية، وبعد الفحص السريري سيبدأ الفحص المخبري والشعاعي الذي يشمل كلاً مما يلي: [6]

1- الفحوص الدموية العامة (صورة الدم، الخمائر الكبدية، والشحوم الثلاثية)، والخمائر البنكرياسية التي تشمل الأميلاز والليباز، ولكنها ذات حساسيةٍ منخفضةٍ بعد الإصابة بأيام قليلة.

2- يجب إجراء اختبارٍ جيني، وذلك عند إصابة الأطفال بالتهاب البنكرياس المزمن لنفي وجود داء التليف الكيسي.

3- تحليل البراز، وتحري وجود الدهون الناجم عن القصور البنكرياسي، ويعتبر نقطةً مشخصةً أساسية عندما تتجاوز كمية الدهون 7 غرامات في براز 72 ساعة، ويمكن الاستعاضة عنه بإجراء مستوى الإيلاستاز البرازي -1 في عينة برازٍ عشوائية.

4- إجراء تحليل سكر الدم بطبيعة الحال.

5- الاستقصاءات الشعاعية: يعتمد التشخيص بصورةٍ أساسية على الفحوص الشعاعية، وتضمُّ:

– التصوير بالأشعة البسيطة.

– التصوير بالأشعة فوق الصوتية.

– التصوير الطبقي المحوري.

– استخدام الرنين المغناطيسي.

– تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالرنين المغناطيسي MRCP: يتمتع MRCP بحساسيةٍ وخصوصيةٍ أعلى لالتهاب البنكرياس المزمن من الموجات فوق الصوتية عبر البطن.

– تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع ERCP، هو الاختبار الأساسي في تشخيص التهاب البنكرياس المزمن، ويتمُّ استخدامه عندما لا يكشف الإسهال الدهني أو الأشعة البسيطة عن تكلسات. ومع ذلك، فإن العديد من الدراسات توصي باستخدام MRCPs بدلاً من ذلك، والاعتماد على ERCPs فقط عند الحاجة إلى التدخل العلاجي.

علاج التهاب البنكرياس المزمن

أهداف العلاج تتضمن: [7]

1- تسكين الألم بصورةٍ أساسية.

2- تحسين الوظيفة الهضمية.

3- علاج الإنتانات الثانوية.

4- إزالة انسداد القنيات أو الحصيات في حال وجودها.

5- علاج المضاعفات.

6- ضبط السكر.

لتحقيق ذلك يوصي بما يلي:

– تناول وجباتٍ صغيرةٍ ومتكررة قليلة الدسم، واستخدام بدائل إنزيمات البنكرياس.

– استخدام المسكنات، مثل: مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، وبريجابالين، وقد نضطر لاستخدام المواد الأفيونية في حالاتٍ معندة.

– تعديل نمط الحياة: يجب على المرضى التوقف عن الكحول، وكذلك التدخين.

– استخدام الأنسولين وفق الحاجة لضبط سكر الدم.

– تستطب الجراحة في الحالات التالية:

● وجود خراج البنكرياس أو الناسور.

● تشكل الكيسات الكاذبة.

● حدوث استسقاء البنكرياس.

● انسداد للقناة الصفراوية المشتركة.

● تضيُّق الاثني عشر (جزء من الأمعاء الدقيقة)، مما يؤدي إلى انسداد مخرج المعدة.

 ● خثرة الأوردة الطحالية.

المراجع البحثية

1- Professional, C. C. M. (n.d.). Exocrine pancreatic insufficiency (EPI). Cleveland Clinic. Retrieved May 26, 2024

2- Benjamin, O., & Lappin, S. L. (2022, June 21). Chronic pancreatitis. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved May 26, 2024

3- Pancreatitis – Symptoms and causes. (2023, September 23). Mayo Clinic. Retrieved May 26, 2024

4- Colledge, H. (2018, September 29). Chronic pancreatitis. Healthline. Retrieved May 26, 2024

5- Ramsey, M. L., Conwell, D. L., & Hart, P. A. (2017). Complications of chronic pancreatitis. Digestive Diseases and Sciences, 62(7), 1745–1750. Retrieved May 26, 2024

6- Chronic pancreatitis. (2021, August 30). Johns Hopkins Medicine. Retrieved May 26, 2024

7- Website, N. (2022, June 10). Treatment. nhs.uk. Retrieved May 26, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.