التنظير الهضمي العلوي – الاستطبابات، المضادات والاختلاطات
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
يعدُّ التنظير الهضمي العلوي (Esophagogastroduodenoscopy) أو (Upper Endoscopy) من الاستقصاءات المهمّة في اختصاص الداخلية الهضمية في التشخيص والعلاج، ويدرس البُنى بدايةً من الفم، فالبلعوم، والمريء، والمعدة إلى العفج (القسم الأول من المعي الدقيق)، حتى رباط ترايتز (Treitz ligament) بفضل وجود كاميرا صغيرة موصولةٍ بأنبوبٍ مرنٍ تكون متصلةً بشاشةٍ تظهر لمعة الأنبوب الهضمي، وتفرق بين التظاهرات الطبيعية والمرضية.
للتنظير الهضمي العلوي استطبابات عديدة، ويتطلب إجراؤه أيدٍ خبيرةٍ ومريض مجهز، وغرفة كاملة المعدات موجودة في جناحٍ مستقل من المشفى، أو يمكن إجراؤه في غرفة العناية المركزة، أو قسم الطوارئ بالحالات الإسعافية. [1]
ما الأدوات المستعملة في إجراء التنظير الهضمي العلوي، وكيف يتحضر المريض؟
يتطلب الإجراء معداتٍ خاصة يتصدرها المنظار الهضمي (Gastroscopes) المرن وسهل الحركة الذي يساعد الطبيب على الميلان والانحراف أثناء العملية، ويبلغ قطر المنظار حوالي عشرة ميلي متر مزودة بقناة قياس قطرها حوالي ثلاثة ميلي مترات، وتختلف القياسات بين الأطفال، والبالغين، والأطوال، والأوزان، ومن المهمّ الأخذ بهذه الاعتبارات لتجنُّب الاختلاطات والمشاكل التقنية.
ويحوي المنظار على زرّ لضخّ الماء في بعض عمليات الغسيل وزرّ آخر لشفط محتويات المعدة، ولكل من هذه الأزرار استطباباتها، وتتضمن المعدات أيضاً ملقطاً لأخذ الخزعات (Biopsy Forceps)، إضافةً إلى الملقط المزود بأسنان ووعاءٍ محمي لوضع الأجسام الغريبة التي يتمُّ استئصالها من الطريق الهضمي، وقبضة حرارة للتخثير، ومحاقن، وبالون لتوسيع تضيُّقات المريء لدى المرضى المحتاجين.
يتمُّ تحضير المريض لإجراء استقصاء التنظير الهضمي العلوي أولاً بتطبيق الحمية، وهي الامتناع عن الطعام لمدة ست ساعات، والشراب لمدة ساعتين قبل موعد التنظير، كما يطلب الطبيب تحديد الأدوية التي يجب إيقافها قبل الإجراء، مثل: الأدوية المميعة، كالوارفارين، ومضادات التخثر، ومضادات التصاق الصفيحات، كالأسبرين لتجنب النزف خلال التنظير.
وحتى ينصح بإيقاف الأدوية الخافضة للسكر لدى مرضى السكري، بعد أخذ تدابير الصيام، والأدوية، وتبديل ثياب المريض، ونزع الحلي والمجوهرات، ويتمُّ تخديره تخديراً عاماً للتخفيف من التشنجات، وتجنباً لحدوث ذات الرئة الاستنشاقية، وتقليل انزعاج المريض بإشراف اختصاصي تخدير الذي يزود المريض بأدوية وريدية، مثل: البروبوفول (Propofol) مع مراقبة العلامات الحيوية، وخاصةً حالة القلب والضغط خلال التنظير الهضمي العلوي. [1] [5]
ما هي استطبابات إجراء التنظير الهضمي العلوي؟
تتنوع استطبابات التنظير الهضمي العلوي بين الحاجات التشخيصية أو العلاجية، وأشيع استطباب هو الألم البطني المستمر وغير المفسر أو ذلك الألم المترافق مع أعراض خطيرة، كنقص الوزن والشهية، وغيرها من المشاكل المتعلقة بالطعام، كما يجرى الاستقصاء هذا لدى الأشخاص المصابين بداء الجزر المعدي المريئي المعروف بالجيرد (GERD) ومري باريت (Barrett Esophagus) الذي يعدُّ حالةً ما قبل سرطانية، وعسرة البلع (Dysphagia)، والألم الصدري غير قلبي المنشأ، وكشف البوليبات المريئية.
يجرى التنظير الهضمي العلوي بنسبةٍ كبيرة للأشخاص الذين يعانون من نزفٍ هضمي علوي أو الإقياء الدموي غير معروف المنشأ، ومن الضروري التفريق بين النفث الدموي الذي يتطلب استقصاءاتٍ صدرية، مثل: تنظير القصبات، والإقياء الدموي ذو اللون الأحمر القانئ الذي يشخص بالتنظير الهضمي العلوي، وغيرها من الاستطبابات التشخيصية، وكملخصٍ نذكر منها:
– النزف الهضمي العلوي.
– الإقياء المستمر.
– ألم البطن المستمر والناكس.
– الرضوض والحوادث على منطقة البطن
– اضطرابات الطعام.
– فقر الدم بعوز الحديد غير المفسر.
– الإسهال المستمر، وأعراض سوء الامتصاص.
– قرحات السبيل الهضمي، كقرحة المعدة أو العفج.
– خزعات على طول الأنبوب الهضمي وصولاً للعفج للتحري عن الخباثات.
أما الاستقصاءات العلاجية، فهي الحالات التي يمكن معالجتها عبر التنظير الهضمي العلوي، مثل: تدبير وربط دوالي المريء والمعدة، وإزالة الأجسام الأجنبية المنحشرة في المريء، ولاسيما عند الأطفال، كما يستخدم التنظير لمعالجة اللاارتخائية في المريء بالتوسيع، ووضع الدعامة Stent المطلوبة لمعالجة بعض أمراض المريء. [2] [4]
ما هي مضادات استطباب التنظير الهضمي العلوي؟
بالنسبة لمضادات الاستطباب الخاصة بإجراء التنظير الهضمي العلوي تقسم إلى مضادات استطباب مطلقة أو نسبية، وتتجلى تلك المطلقة بحالات التهاب البريتوان (Peritonitis) المعمم بكافة أنواعه الجرثومي أو السلّي، واعتلال القولون التوسعي السمّي (Toxic megacolon). أما مضادات الاستطباب النسبية، تكون لدى المرضى غير المتعاونين، مثل: المرضى النفسيين والمختلين عقلياً أو في حال عدم رغبة المريض القيام بالإجراء نتيجة الخوف والرهبة.
ويعدُّ مرضى اضطرابات التخثر (نقص أحد عوامل التخثر) والنزف، كالناعور، ونقص الصفيحات والكريات البيض، وخاصةً العدلات (Neutropenia) من مضادات الاستطباب النسبية للتنظير الهضمي العلوي، وذلك خوفاً من اختلاط النزف أثناء التنظير أو بعده، ويمنع إجراء التنظير لدى الأشخاص الخاضعين لجراحةٍ حديثةٍ على البطن أو الرأس والعنق، والذين يعانون من أمراض النسيج الضام وأمهات دم الأبهر البطني. [5]
ما هي اختلاطات التنظير الهضمي العلوي؟
بالحديث عن مضادات استطباب التنظير يجب ذكر الاختلاطات التي يسبّبها التنظير الهضمي العلوي بعد الإجراء أو أثناءه، وأهمّها: النزف الذي يشغل ثلاثة بالمئة من باقي الاختلاطات، والإنتان الذي يشغل المركز الثاني بعد النزف، وتنتج أغلب حالات الإنتان عن المعدات غير المعقمة المتمثلة بالمنظار (الأنبوب والكاميرا).
أما المشاكل التي تحدث نتيجة قيام الأطباء غير المدربين بهذا الإجراء هي انثقاب العفج، وتخريش المخاطية على طول المريء والأعضاء الهضمية التالية، مما ينتج عنها تشكيل أمهات الدم في الطبقة تحت المخاطية في العفج، وتعدُّ من أندر الاختلاطات الناتجة عن التنظير الهضمي العلوي.
كما شوهدت بعض الاختلاطات القلبية الرئوية الناتجة عن طريقة التخدير، كالتعرض لنقص الأكسجة والضغط، أو نقص التهوية، أو اضطرابات النظم القلبية، تقل هذه الاختلاطات بوجود كادرٍ طبي مختص، ومراكز صحية معتمدة ومحققة لشروط جودة الصحة والسلامة. [3]
إن التنظير الهضمي العلوي إجراء آمن، ولا يبعث على الخوف، وفائدته ضخمة بالمقارنة مع مساوئه، وعلى المريض ألا يتردد بإجرائه في حال طلب الطبيب ذلك.
المراجع البحثية
1- Yusuf, T. E., MD. (n.d.). Esophagogastroduodenoscopy (EGD) Periprocedural care: patient education and consent, preprocedural planning, equipment. Retrieved July 28, 2024
2- Ahlawat, R., Hoilat, G. J., & Ross, A. B. (2023, August 8). Esophagogastroduodenoscopy. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved July 28, 2024
3- Underwood, C. (2021, December 15). EGD Test (Esophagogastroduodenoscopy). Healthline. Retrieved July 28, 2024
4- Iavarone, K. (2023, December 19). What does an esophagogastroduodenoscopy (EGD) procedure involve?. Retrieved July 28, 2024
Yusuf, T. E., MD. (n.d.). Esophagogastroduodenoscopy (EGD): Background, indications, contraindications. Retrieved July 28, 2024 -5