التنظير الهضمي السفلي – الاستطبابات، المضادات والشكايات
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
إن التنظير الهضمي السفلي أو تنظير القولونات (Colonoscopy) يعدُّ من الاستقصاءات التشخيصية الهامة في ميدان الأمراض الهضمية، لذلك تنصح الجمعية الأميركية بإجرائه بشكلٍ دوري بعد عمر الخمسة وأربعين سنوياً أو كل سنتين حسب معدل الخطورة، ويتطلب الاستقصاء التحضير المسبق، وموافقة المريض بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى طبيبٍ متمرس، وغرفة مجهزة بالكامل، له استطبابات واسعة ومضادات استطباب سنذكرها في هذا المقال.
يدرس التنظير الهضمي السفلي آفات القناة الشرجية، والمستقيم، والقولونات، والقسم القاصي من الأمعاء الدقيقة عبر منظار مزود بكاميرا دقيقة، وشاشة تظهر الآفات المرضية والنسيج الطبيعي، وهو إجراء مؤلم ومزعج، لذلك يستعمل الطبيب المواد المخدرة وأنبوب المنظار المرن لتخفيف وطأة الشكايات. [1]
لمن يجب إجراء التنظير الهضمي السفلي؟
توجد فئة محددة من الأشخاص الذين يجب عليهم إجراء الاستقصاء، وذلك لزيادة خطورة حدوث أمراض القولونات والمستقيم لدى هذه الفئة، وتشمل المسنين أو بعد عمر الخمسة وأربعين بشكلٍ دوري، والخاضعين لإزالة بعض الآفات عبر التنظير القولوني، بالإضافة للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مرضي بسرطان القولون، ولاسيما الأقارب من الدرجة الأولى والمصابين بعمر مبكر، كما ينصح بإجراء التنظير القولوني لدى المصابين بالأمراض الوراثية التي ترفع نسبة خطر سرطان القولون والمستقيم، مثل: داء البوليبات العائلي ((FAP) Familial adenomatous polyposis)، وهو داء يتعلق بالعامل الوراثي بشدة، ويتمثل بظهور بوليباتٍ صغيرة بأعداد ضخمة في أكثر من عضو بالجسم. [1] [2]
ما هي استطبابات التنظير الهضمي السفلي؟
يستخدم التنظير الهضمي السفلي كاستقصاءٍ تشخيصي وعلاجي في بعض الحالات، وتعدُّ الأمراض التالية من أشيع الاستطبابات في حقل التشخيص: [1] [5]
1- البوليبات القولونية المستقيمية (Colorectal Polyps)
هي انتفاخات تظهر في لمعة القولونات أو المستقيم، قد تكون متعددةً أو وحيدة، وتسبّب أعراضاً، مثل: النزف السفلي، والانسداد إذا وصلت لأحجام كبيرة، ولها أهبة للتحول إلى سرطان.
2- سرطان القولون والمستقيم (Colorectal cancer)
هي من أهمّ الاستطبابات المشخصة بالتنظير الهضمي السفلي ،تتجلى بالنزف الهضمي السفلي، ونقص وزن المريض المسن.
3- الداء المعوي الالتهابي (Inflammatory Bowel disease)
وذلك للتفريق بين النوعين من الأمراض المعوية الالتهابية (داء كرون Crohn’s disease والتهاب القولون التقرحي Ulcerative colitis) عبر التظاهرات المرضية المبينة بالتنظير الهضمي السفلي.
4- داء الرتوج (Diverticulosis)
هي عكس البوليبات من حيث البروز والجهة (الرتوج بروز للخارج والبوليبات للداخل) ،تظهر في المستقيم والقولون الأيسر والسيني، ولها خطر النزف والإنتان.
أما الاستطبابات العلاجية تتضمن تخثير الآفات النازفة في مخاطية القولون والمستقيم، وتوسيع التضيقات الحاصلة في المنطقة المطبقة نتيجة مرض ما، كما تستخدم بشكل أندر لإزالة الأجسام الغريبة لا سيما لدى الأطفال.
ما هي مضادات استطباب التنظير الهضمي السفلي؟
إن مضاد الاستطباب الرئيسي هو رفض المريض باستثناء حالة الأطفال أو المرضى غير القادرين على اتخاذ قرار، حينها يتمُّ أخذ موافقة الأهل بدلاً عن المريض، ويمنع إجراؤه أيضاً لدى المرضى الذين يعانون من احتشاء العضلة القلبية، وعدم الاستقرار الهيموديناميكي الناتج عن أمراض القلب والأوعية، بالإضافة إلى المرضى الخاضعين لعملياتٍ جراحية في فتحة الشرج والقولون أو المستقيم، وينبغي في هذه الحالة الانتظار مدة من شهر إلى شهرين حتى اندمال مكان العملية. كما تعدُّ النواسير في القناة الشرجية، والبواسير الداخلية أو الخارجية في المستقيم والقناة الشرجية، والشق الشرجي من مضادات الاستطباب النسبية لإجراء التنظير الهضمي السفلي. [2] [6]
كيف يتمّ تحضير المريض للقيام بالتنظير الهضمي السفلي؟
من المهمّ أن يحضر المريض لهذا الاستقصاء باستثناء بعض الحالات الإسعافية، ويعدّ تفريغ القولونات من أهمّ وأول الخطوات، وذلك باتباع الحمية المناسبة، وشرب السوائل بكمياتٍ كبيرة، وخاصةً لدى مرضى الإمساك المزمن أو بأخذ المواد المسهلة (Laxative) في اليوم السابق للتنظير أو عبر تطبيق الرحضة الشرجية، بعد الإفراغ القولوني يجب وضع الطبيب بصورة الأدوية التي يتناولها المريض باستمرار.
مثل: الأدوية الخافضة للسكر، والمميعات، مثل: الأسبرين، والوارفارين، وأدوية القلب، وخافضات الضغط، والأمراض المزمنة التي تعاني منها، مثل: ارتفاع التوتر الشرياني، والداء السكري، والأمراض العقلية والنفسية لتجنب المشاكل الخاصة بكل حالة أثناء إجراء التنظير الهضمي السفلي.
بعد التحضير الجيد يرتدي المريض لباساً خاصاً بالاستقصاء، ويقوم الطبيب بالتخدير، وبالمشاركة مع مسكنات الألم التي تعطى بالطريق الوريدي، بعدها يتمّ إدخال المنظار عبر فتحة الشرج بروية مع قيام المريض بوضعية خاصة مساعدة للطبيب الفاحص الذي يبدأ بضخ الماء المقطر أو غاز ثنائي أكسيد الكربون في القولونات لتوسيعها، وتوضيح ساحة الرؤية على الشاشة الموصولة بكاميرا الفحص، ويمكن أن يأخذ الطبيب في هذه الخطوة بعض العينات للفحص المجهري والتشريح لنفي الخباثة باستخدام أدوات خاصة بإجراء الخزعات.
بعد إنهاء التنظير يخرج الطبيب المنظار، ويعقمه جيداً، ويرتدي المريض ثيابه بمساعدة مرافق ريثما يزول مفعول الدواء المخدر الذي يستغرق حوالي الساعة، ويرسل التقرير الخاص بالتنظير الهضمي السفلي للطبيب المشرف على الحالة للتقييم، وقد يعاني المريض من بعض الأعراض بعد الانتهاء لعدة أيام. [3] [4] [6]
ما هي الشكايات الشائعة بعد إجراء التنظير؟
قد يشكو المريض من بعض الأعراض المتعلقة بالتخدير، مثل: الصداع، والغثيان، والإقياء، والتعب أو المتعلقة بالإجراء نفسه، مثل: تطبل البطن، ومرور الغازات بشكلٍ مزعج حتى إفراغ القولونات من الغاز الموجود فيه نتيجة التنظير، وقد يلاحظ خروج دمٍ بكميةٍ قليلة مع عملية التبرز للمرة الأولى، وهي حالة عابرة لا تستدعي الخوف، أما عند تكرر الحالة بالنزف، وخروج خثرات مع البراز، واستمرار الأعراض بعد أسبوعين من الإجراء يفضل استشارة الطبيب المشرف. [3]
المراجع البحثية
1- Colonoscopy. (2022، November 11). Cleveland Clinic. Retrieved July 26، 2024
2- Stauffer، C. M.، & Pfeifer، C. (2023، July 24). Colonoscopy. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved July 26، 2024
3- Colonoscopy. (2024، February 15). Johns Hopkins Medicine. Retrieved July 26، 2024
4- Colonoscopy. Mayo Clinic. (2024، February 28). Retrieved July 26، 2024
5- American Cancer Society. (2024، February 16). Colonoscopy. Retrieved July 26، 2024
6- Dooley، B. (2022، May 26). Colonoscopy: an Ultimate Guide. Gastroenterology Consultants of San Antonio. Retrieved July 26، 2024