Skip links
مدخنتين لمفاعل نووي لتوليد الطاة الكهربائية

التلوث الإشعاعي

الرئيسية » المقالات » البيئة » التلوث الإشعاعي

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ التلوث الإشعاعي (Radioactive Contamination) من أخطر أنواع التلوث البيئي، حيث تتسرب المواد المُشعّة إلى الهواء، والماء، والتربة، وبالتالي يمكن أن تسبّب أخطاراً على الكائنات الحية والبيئة.

ما الفرق بين التعرُّض للإشعاع والتلوث الإشعاعي؟

الإشعاع: هو أحد أشكال الطاقة التي تنتقل عبر جسيمات، مثل: جسيمات ألفا، والبروتونات، وجسيمات بيتا السالبة والموجبة (البوزترونات)، والنيوترونات، أو على شكل موجات، مثل: الأشعة السينية، وأشعة غاما.

التعرُّض للإشعاع: ويعني اختراق طاقة الإشعاع (التي تحملها الجسيمات أو الموجات) للمواد والجسم البشري، وتكمن خطورة التعرُّض في عوامل كثيرة منها: الفترة الزمنية، نوع الإشعاع، ومقدار الطاقة التي تمَّ امتصاصها في الجسم، ويختلف التعرُّض الخارجي للإشعاع عن التعرُّض الداخلي.

ففي حالة التعرُّض الخارجي للإشعاع، يمكن الوقاية منه بالبقاء أقلّ فترةٍ زمنيةٍ في مكان التعرُّض، والابتعاد قدر الإمكان عن أماكن الإشعاع، بالتالي ليس بالضرورة أن يكون الشخص ملوثاً إشعاعياً، لكن في حالة دخول المواد المُشعّة لجسم الإنسان عن طريق الطعام، أو الشراب، أو الجروح، والحروق، في هذه الحالة يصبح الإنسان هو المصدر المُشع للإشعاع أي يصبح الشخص ملوثاً إشعاعياً.

التلوث الإشعاعي: المواد المُشعّة المنبعثة في البيئة يمكن أن تلوث الهواء، التربة، والماء، والكائنات الحية، نتيجة ترسب هذه المواد في هذه الأوساط. [1]

ما هي أنواع التلوث الإشعاعي؟

يصنّف التلوث الإشعاعي إلى ثلاثة أنواع وفقاً لعدد مرات حدوثه:

1- التلوث الإشعاعي اللحظي: يتمُّ التعرُّض للإشعاع لفترةٍ زمنيةٍ محدودة.

2- التلوث الإشعاعي العرضي: نتيجة حادثةٍ إشعاعيةٍ ما، كتسرب الإشعاع من محطةٍ نووية أو حصول عطلٍ تقني ما في مفاعلٍ نووي.

3- التلوث الإشعاعي المستمر: كتعرّض العاملين للإشعاع في مناجم اليورانيوم، أو العاملين في منشآت التشعيع، أو العاملين في المنشآت الطبية (وحدات التشخيص والعلاج الإشعاعي).

ما هي مصادر التلوث الإشعاعي؟

مصادر التلوث الإشعاعي نوعان هما: [2]

1- المصادر الطبيعية

الأشعة الكونية

وهو المصدر الرئيسي لهذه الأشعة تنتج عن الحوادث النجمية في الفضاء الكوني البعيد، ومنها ما يصدر عن الشمس خاصةً خلال التوهُّجات الشمسية التي تحدث مرة أو مرتين كل 11 سنة، مولدةً جرعةً إشعاعيةً كبيرة إلى الغلاف الغازي للأرض.

تتكون هذه الأشعة الكونية من 87 بالمئة من البروتونات، و11 بالمئة من جسيمات ألفا، وحوالي 1 بالمئة من النوى ذات العدد الذري ما بين 4 و26، وحوالي 1 بالمئة من الإلكترونات ذات طاقةٍ عاليةٍ جداً، وهذا ما تمتاز به الأشعة الكونية، لذلك فإن لها قدرة كبيرة على الاختراق.

كما أنها تتفاعل مع نوى ذرات الغلاف الجوي مولدةً بذلك إلكتروناتٍ سريعة، وأشعة غاما، ونيوترونات، وميزونات، وتعتمد الجرعة الإشعاعية التي يتعرض لها الإنسان من الأشعة الكونية على المكان، والضغط، والارتفاع عن سطح البحر.

الإشعاعات الصادرة من التربة

تحتوي القشرة الخارجية للكرة الأرضية على كمياتٍ قليلة من (البوتاسيوم -40)، وسلسلتا العناصر المُشعّة المتولدة من تحلل (اليورانيوم -238)، و(الثوريوم -232)، وهناك ما يقارب الأربعين من النظائر المُشعّة، وأعمار النصف للعناصر المُشعّة الأساسية في صخور القشرة الأرضية طويلةٌ جداً، لهذا بقيت في الأرض إلى الآن منذ خلقها.

مثلاً: عمر النصف (للبوتاسيوم -40) يزيد على ألف مليون سنة، وهذه النظائر المُشعّة تبعث أنواعاً مختلفة من الإشعاع الذري، كجسيمات بيتا، وألفا، وأشعة غاما، ولكن معظم جسيمات ألفا وبيتا تٌمتصُّ داخل القشرة الخارجية للتربة.

المواد المُشعّة الموجودة داخل جسم الكائن الحي

يحتوي جسم الكائن الحي على كمياتٍ قليلةٍ من النظائر المُشعّة، كالبوتاسيوم (K-40)، والكربون (C-14)، واليورانيوم (U-235)، والراديوم (Ra-226).

2- المصادر الصنعية

وتمثل الإشعاعات الناتجة عن النشاط البشري، والتي تتضمن:

 مصادر الأشعة التشخيصية

كما في حالة الصور البانورامية للأسنان، وتصوير الصدر بالأشعة السينية، والتصوير الطبقي المحوسب.

مصادر الأشعة العلاجية

كاستخدام المُسرّعات الطبية، ووحدة الكوبالت 60- المصدرة لإشعاع غاما، للعلاج من أورام السرطان.

النظائر المُشعّة

المستخدمة في التشخيص الإشعاعي، كوحدة التصوير الغامي، والتلوث بالنظائر المُشعّة التي تخلفها الانفجارات النووية التي تطال كل النواحي البيئية من الماء، والهواء والتربة، وجميع الكائنات الحية، وغيرها من المصادر الصنعية، مثل: المُسرّعات، والمفاعلات النووية.

ما هي طرق التعرُّض للتلوث الإشعاعي؟

هناك طريقتان للتعرُّض للتلوث الإشعاعي: [3] [4]

1- التلوث الخارجي

يحدث عندما تستقر المواد المُشعّة التي تكون على شكل مسحوق، أو غبار، أو سائل على سطح الجلد، أو الشعر، أو نتيجة التعرُّض للإشعاع من مصادره السابقة الذكر.

2- التلوث الداخلي

يحدث عندما تدخل المواد المُشعّة إلى جسم الإنسان عن طريق الطعام، أو الشراب، أو الاستنشاق، أو عن طريق الحروق والجروح، فتُمتصُّ هذه المواد داخل الجسم، وتسبّب أضراراً بيولوجية.

ما هي المخاطر الصحية للتلوث الإشعاعي؟

التلوث بالإشعاع سواءً كان نتيجة التعرُّض لأحد مصادر الإشعاع الخارجي أو الداخلي، فإنه يسبّب أضراراً على صحة الإنسان، حيث تتحدد حدة هذه الأضرار بنوع الإشعاع، وطاقته، والفترة الزمنية للتعرُّض الإشعاعي، وتعرُّض جزء من الجسم أو كامل الجسم، وكمية الطاقة المُمتصة (الجرعة الإشعاعية).

في حالة التعرُّض لجرعاتٍ منخفضة تظهر بعض الأعراض السريرية، مثل: الإقياء، والغثيان، والإسهال، واحمرار الجلد، وهذه الآثار قد تدوم لعدة أيام، أو أشهر، أو أكثر حسب درجة التلوث الإشعاعي، بينما في حالات التعرُّض لجرعاتٍ عالية من الإشعاع يصاب الإنسان بمتلازمة الإشعاع أو التسمُّم الإشعاعي، وقد يصاب بعض الأشخاص بالأمراض السرطانية. [5]

ما هي المخاطر البيئية للتلوث الإشعاعي؟

إن وصول المواد المُشعّة إلى التربة، والماء، والهواء يسبّب أضراراً كبيرة على البيئة، لذلك يجب إجراء دراسة لهذه الملوثات الإشعاعية، وتحديد نوعها، وطريقة انتشارها، وانتقالها إلى النباتات، والحيوانات، ومصادر المياه. [6]

كيف يمكن الحدّ من التلوث الإشعاعي؟

يمكن الحدُّ من التلوث الإشعاعي باتخاذ الإجراءات التالية:

1- بناء المفاعلات النووية والمُسرّعات في أماكن بعيدة عن التجمعات السكنية، ومصادر المياه، والغذاء.

2- عدم أخذ صورٍ شعاعية إلا في حالة الضرورة القصوى، والمباعدة بين فترات التصوير إذا اضطر الأمر لأخذ أكثر من صورةٍ شعاعية.

3- في حال تلوث التربة بالمواد المُشعّة تستخدم المعالجة الكيميائية لمنع انتقال الملوثات من التربة إلى الحيوانات، مثل: إضافة مادة أزرق بروسيا (Prussian blue) إلى التربة الملوثة بالسيزيوم المُشع، فيمنع اختلاطه في حليب ولحوم الأبقار، ويساعد على طرحه خارج جسم الحيوانات.

4- تقليل تركيز المواد المُشعّة في حالة تلوث المياه الجوفية والسطحية.

ما هي الإجراءات المفترض اتباعها في حالة حدوث تلوثٍ إشعاعي؟

هناك العديد من الإجراءات المفترضة في حالة حدوث تلوثٍ إشعاعي، وأهمّها: [7]

1- أول إجراءٍ يجب اتباعه هو الابتعاد عن المنطقة الملوثة إشعاعياً.

2- خلع الطبقة الخارجية من الملابس، للتقليل من التلوث الخارجي والداخلي.

3- محاولة تغطية الجروح كي لا تتلوث بالإشعاع، فيدخل الإشعاع إلى الجسم.

4- غسل المناطق المكشوفة من الجسم بالماء والصابون، لتطهيرها من الإشعاع.

5- اتباع التعليمات التي توصي بها اللجان المسؤولة عن الوقاية من الإشعاع.

المراجع البحثية

1- Radioactive contamination and radiation exposure. (2023, February 27). Cdc.gov. Retrieved February 21, 2024

2- Laraia, M. (2015). Radioactive contamination and other environmental impacts of waste from nuclear and conventional power plants, medical and other industrial sources. In Elsevier eBooks (pp. 35–56). Retrieved February 21, 2024

3- Baes, F. (n.d.). What Is Radioactive Contamination? Health Physics Society. Retrieved February 21, 2024

4- Hashimoto, S., Komatsu, M., & Miura, S. (2022). Basic knowledge to understand radioactive contamination. In Forest Radioecology in Fukushima (pp. 11–20). Springer Nature Singapore. Retrieved February 21, 2024

5- Balonov, M., Krisyuk, É. M., & Ramel, C. (1999). Environmental radioactivity, population exposure and related health risks in the east Baltic region. Scandinavian Journal of Work, Environment & Health, 25 Suppl 3, 17–32. Retrieved February 21, 2024

6- Hassan, M. (2022). Radioactive Pollution: A Global Concern for Environment. Journal of Pollution Effects & Control, 10(6), Retrieved February 21, 2024

7- Radioactive Pollution | Types, Causes & Effects. (n.d.). Study.com. Retrieved February 21, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.