Published in: طب الأطفال

التغذية عند الأطفال المصابين بالتليُّف الكيسي

Author د. نور شرابه

Published on: 17 أغسطس، 2023

د. نور شرابه

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعتبر التليُّف الكيسي عند الأطفال اضطراباً وراثياً جسمياً مقهوراً مزمناً، ويؤثر على وظيفة الغدد العرقية والمخاطية مما يؤدي إلى إنتاج وتراكم مخاطٍ سميكٍ ولزجٍ يؤثر على أجهزة الجسم المختلفة، ولا سيما الجهاز التنفسي والهضمي، ويُعتبر سوء التغذية هو أحد الاضطرابات الأساسية التي ترافق الإصابة بالتليُّف الكيسي.

وهو ينتج عن مجموعةٍ متنوعةٍ من العوامل، مثل: زيادة المُتطلبات الغذائية، والإنتانات المُتكررة، وانخفاض الشهية، وقصور المُعَثْكلة خارجية الإفراز، وإصابة جزر لانغرهانس مما يؤدي إلى نقص الأنزيمات الهاضمة والأنسولين، ويجعل من الصعب هضم العناصر الغذائية وامتصاصها، ويؤدي إلى اضطراب تنظيم مستوى سكر الدم.

ويعدُّ تلقي التغذية السليمة أمراً ضرورياً لعيش حياةٍ صحية، ومُهمّاً بقدر العلاجات الأخرى من صادّاتٍ حيويةٍ، وعلاجٍ فيزيائي، وموسعاتٍ قصبية، ولتحقيق ذلك يحتاج الطفل المصاب بالتليُّف الكيسي إلى كمياتٍ عاليةٍ من السعرات الحرارية إضافةً إلى العديد من العناصر الغذائية، والمعادن، والفيتامينات، وأنزيمات البنكرياس. ^{[1] [2]}

ما هي العناصر الغذائية التي يجب إعطاؤها للأطفال المصابين بالتليُّف الكيسي؟

1- البروتين

يجب أن تشكل البروتينات 15 إلى 20 بالمئة من السعرات الحرارية التي يتناولها الطفل المصاب بالتليُّف الكيسي، ومن الأطعمة الغنية بها اللحوم، البيض، فول الصويا، الأسماك، المكسرات، الفاصولياء.

2- الحديد

 يُعتبر مهمّاً للوقاية من حدوث الإنتانات، كما يساعد على نقل الأوكسجين من الرئتين إلى كل خليةٍ في الجسم، ومصادره هي: الحبوب المُدعّمة، اللحوم، الفواكه المجففة، الخضراوات الخضراء.

3- الملح

يفقد الأطفال المصابون بالتليُّف الكيسي الكثير من الملح أثناء التعرُّق، وخاصةً في الطقس الحار، وعند ارتفاع درجة حرارة الطفل، وممارسة التمارين الرياضية لذلك يُنصح بإضافة الملح إلى الطعام، وتناول وجباتٍ خفيفةٍ (سناك) مالحة.

4- الزنك

عنصرٌ غذائيٌّ مهمٌّ للنمو، والشفاء، والوقاية من الإنتانات، ويتواجد في اللحوم، الكبد، البيض، المأكولات البحرية.

5- الكالسيوم

الأطفال المصابين بالتليُّف الكيسي مُعرضون بشدةٍ للإصابة بهشاشة العظام، لذلك من المهمّ دعمهم بالكالسيوم من خلال: الحليب كامل الدسم، منتجات الألبان، الأجبان، البيض. ^[2]

كيف يمكن زيادة الوارد الحروري للأطفال المصابين بالتليُّف الكيسي؟

يجب أن يصل الوارد الحروري للطفل المصاب بالتليُّف الكيسي إلى نسبة حوالي (110 إلى 200) بالمئة مقارنةً بالوارد عند الطفل الطبيعي من نفس العمر، والجنس، والنشاط، ويمكن أن تفيد النصائح التالية في تلبية المتطلبات الغذائية: ^[3]

1- إضافة الزبدة أو الكريمة للبطاطا المهروسة والمعكرونة.

2- وضع جبنٍ مبشورٍ فوق الوجبات.

3- إضافة زيت الزيتون مع السلطات وأطباق المعكرونة والأرز، وغمس الخبز بزيت الزيتون.

4- وضع كميةٍ كبيرةٍ من الزبدة على التوست، والانتظار حتى تذوب ثم إضافة طبقة أخرى.

5- استخدام منتجات الألبان والأجبان كاملة الدسم.

6- تناول وجباتٍ خفيفةٍ بين الوجبات الرئيسية، وقبل النوم مثل: زبدة الفول، السوداني مع الخبز المُحمّص، ورقائق البطاطس.

7- تناول المعجنات، الكراميل، الحلويات، الآيس كريم.

8- يمكن صنع كوكتيل عالي السعرات الحرارية، مثل: (خمس حبات من الفراولة مع نصف موزة، وملعقة قشطة مع بعض العسل، و250 مل من الحليب كامل الدسم).

ما هي الفيتامينات التي يجب إعطاؤها للأطفال المصابين بالتليُّف الكيسي؟

يجب إعطاء المُكمّلات الغذائية الحاوية على الفيتامينات المُنحلّة في الدسم، وفق الجرعات التالية: ^[2]

1- فيتامين A (500 إلى 1000) وحدة دولية في اليوم.

2- فيتامين E (400 إلى 800) وحدة دولية في اليوم.

3- فيتامين D (400 إلى 800) وحدة دولية في اليوم مع التعرض الكافي لأشعة الشمس.

4- فيتامين K (2.5 إلى 5) ملغ في الأسبوع.

ما هي أنزيمات البنكرياس التي تُعطى للأطفال المصابين بالتليُّف الكيسي؟

لا يستطيع معظم الأطفال المصابين بالتليُّف الكيسي هضم وامتصاص العناصر الغذائية، وذلك لأن أقنية البنكرياس التي تمرُّ من خلالها الأنزيمات الهاضمة تكون مسدودةً بالمفرزات المخاطية اللزجة، لذلك لا يتمُّ امتصاص العناصر الغذائية بشكلٍ جيد، ويحدث لديهم إسهالٌ دهنيٌّ مع ألمٍ وتمدّدٍ في البطن. ولتعويضها يتمُّ إعطاء كبسولاتٍ دوائيةٍ حاويةٍ على عدد من الأنزيمات، وهي: الليباز (Lipase) لهضم الدهون، والأميلاز (Amylase) لهضم الكربوهيدرات، والبروتياز (Proteases) لهضم البروتين.

وتكون هذه الأنزيمات مغلفةً بطبقةٍ واقيةٍ بحيث تبدو مثل حباتٍ صغيرة، وذلك لسهولة البلع، وكي تصل للأمعاء دون أن تتخرب بحمض المعدة، ويمكن أن تُعطى مع ملعقةٍ صغيرةٍ من الزبادي أو التفاح المهروس (خاصةً عند الرضع)، وذلك حتى يصبح الطفل قادراً على ابتلاعها، وتعتمد الجرعة على عمر الطفل، والأعراض، وكمية الدهون الموجودة في الطعام، ويوجد بعض الأطعمة والمشروبات التي لا تحوي على الدهون، ويمكن تناولها من دون الأنزيمات، مثل: الماء، والعصائر، والفواكه، والخضار (عدا الزيتون والأفوكادو)، والعسل، والمربى. ^[3]

كيف يمكن تشجيع الأطفال المصابين بالتليُّف الكيسي على تناول الطعام الصحي؟

1- تحديد أوقاتٍ منتظمةٍ للوجبات الرئيسية والخفيفة، وذلك حتى يعرف الطفل متى يأكل، ويعتاد على روتينٍ معين.

2- أن يكون الوالدان مثالين جيدين للطفل، ويقوما بالجلوس، وتناول الطعام معه.

3- اعتماد نظام المكافأة، مثل: مخطط النجوم عند إنهاء الوجبة، وتناول أطعمةٍ معينة.

4- ترك الطفل يساعد في تحضير الوجبة، مثلاً: المساعدة في تحضير المائدة أو غسل الفاكهة.

5- جعل شكل طبق الطفل جذاباً قدر الإمكان، مثلاً: صنع وجوهٍ على الفطائر، أو جعل قطع السندويشات بأشكالٍ مميزة، أو استخدام الخضار لرسم أشكالٍ على البطاطا المهروسة.

6- عندما يصبح الطفل أكبر سناً يمكن أن يطلب منه تقديم اقتراحاتٍ لتناول وجبة العشاء.

7- عند الخروج في نزهةٍ، أو رحلةٍ طويلة بالسيارة، أو سفرٍ بالطائرة قد يكون من المفيد إحضار كيسٍ من الوجبات الخفيفة، مثل: البسكويت مع زبدة الفول السوداني، أو الكعك، أو السندويشات. ^[4]

ما هي أعراض سوء التغذية عند الأطفال المصابين بالتليُّف الكيسي؟

1- الوزن الشديد.

2- انخفاض مؤشر كتلة الجسم (Body Mass Index)، وهو حاصل قسمة الوزن على مربع الطول.

3- نقص الكتلة العضلية.

4- الوذمات وخاصةً في القدمين.

5- نقص سكر الدم مما يُسبّب غثياناً وتعرقاً، ودواراً. ^[5]

متى يتمُّ إعطاء التغذية الهضمية الصناعية للطفل المصاب بالتليُّف الكيسي؟

 تستخدم في حال عدم كفاية الطعام المأخوذ عن طريق الفم في تأمين واردٍ غذائيٍّ مناسبٍ للطفل، أو عند نقص وزنه بشكلٍ كبير، أو عند وجود علامات سوء التغذية لديه، ويتمُّ إعطاؤها إما عن طريق أنبوبٍ يمرُّ من الأنف، ويصل إلى المعدة (أنبوب أنفي معدي)، أو من خلال أنبوب يصل من الجلد إلى المعدة مباشرةً (تفميم المعدة)، وباستخدامها يمكن إعطاء العناصر والمُكمّلات الغذائية، والسوائل عالية السعرات الحرارية مباشرةً إلى المعدة متجاوزةً بذلك أجزاءً عديدةً من الجهاز الهضمي. ^[5]