Published in: الصحة النفسية

التعلق العاطفي المرضي بالأشخاص – مراحله، أعراضه وعلاجه

Author أ. بتول ندة

Published on: 12 أبريل، 2023

أ. بتول ندة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

مراحل تعلق الأشخاص في الحياة

تبدأ أول مراحل التعلق منذ ولادة الطفل، وتكون بمثابة تعلق الطفل بأمه، فهو ملتصق بها بشكل دائم، لا يرى غيرها في عملية الغذاء والاعتناء بنظافته الشخصية. في هذه المرحلة قد يتعلق الطفل بأشخاص يمثلون دور الأم مثل الخالة أو العمة أو الجدّة.

وعندما يكبر الطفل يبدأ بالتعلق عاطفياً بأبيه الذي يعطيه الحماية والرعاية، ثم ينتقل الطفل إلى مؤسسة اجتماعية وهي المدرسة فيتعلق بأصدقائه ومعلميه. ثم يكبر أكثر وينضج ليصل إلى مرحلة المراهقة، فيقارن بينه وبين زملائه ويحاول أن يتعلق بهم، دون وجود غاية أو وعي وفهم لهذه العلاقة، وفي بعض هذه الحالات تتحول هذه العلاقة إلى تعلق عاطفي مرضي. ^[1]

التعلق العاطفي الطبيعي

هو حالة طبيعية من الحب والتعلق، مثل: حب الأم وتعلقها بطفلها، هذا التعلق طبيعي نتيجة لدوره الغريزي المهم، وصلة الربط بينها وبين وطفلها بالغريزة، أيضا شعور المحبة والتعلق الطبيعي بين الأخ وأخته.

التعلق العاطفي المرضي

هي حالة عاطفية وسلوكيات، تتمثل بعدم تقدير الذات وحبها، ويكون الشخص غير قادر على تحمل الوحدة، ولديه خوف من الانفصال فيحاول كسب رضا الطرف الآخر، وهو مخلصٌ للآخرين، متسامحٌ ومسالمٌ كثيراً معهم، خوفاً من خسارتهم. مثال على ذلك: التعلق عاطفياً بأحد الأصدقاء أو التعلق بالأشخاص على صعيد الحب والجانب العاطفي. يكون التعلق في هذه الحالة علاقة صعبة، لأنه يكون خاضعاً لظروف نفسية سيئة، تحدث لفترة معينة وينتج عنها أفعال تسبب ضغوط نفسية للشخص المتعلق. ^[2]

معاناة التعلق العاطفي المرضي

المصابون بالتعلق العاطفي المرضي يجدون صعوبة في حب ذاتهم، ويخافون من الوحدة والعزلة ويفقدون الثقة بأنفسهم، لدرجة أن هؤلاء الأشخاص بحاجة إلى من يمنحهم الرعاية والحب والحنان، فهم يسعون لكسب رضا الطرف الآخر ويخلصون له بغض النظر عن إخلاص الآخرين لهم.

هم أيضاً أشخاص متسامحون مسالمون من الدرجة الأولى، فهم يحسّون دائماً بالحاجة للآخرين وعدم القدرة على الاستغناء عنهم. من أحد أنواع التعلق المرضي أيضاً هو أن يلجأ البعض إلى تعاطي المخدرات أو شرب الكحول كنوع من الإدمان والتعلق المرضي. ^[2]

أعراض التعلق العاطفي المرضي

بعض الناس يتعلقون بالأشخاص، ولكن ليس لدرجة أنه لا يمكن العيش من دونهم، في حين أن بعض الأشخاص تظهر عليهم علامات التعلق العاطفي المرضي بشكل واضح، كالضعف والخوف من ابتعاد الآخرين عنهم، وتظهر عليهم أيضاً بعض من الأعراض التالية:

1- الشعور بأن الحبيب هو الوحيد الذي يهتم بك ويعطيك الأمان ومشاعر الحب، ولا يمكنك تخيل حياتك بدونه.

2- إهمال النفس وعدم الاهتمام بها في مقابل الآخرين.

3- وضع اللوم بشكل دائم على النفس في أي مشكلة.

4- الخوف من الابتعاد عن الآخرين رغم المشاعر السلبية والإحباط التي يعطونها له.

5- بذل مجهود كبير في سبيل إبقاء العلاقة مستمرة مع الآخرين.

6- العلاقة مع صديق أو حبيب تمثل لديه أهمية كبيرة أكثر من نفسه.

7- الشعور بأن المجهود المبذول في سبيل الحفاظ على العلاقات ممكن أن يتوقف في حال عدم استمرارية تقديمه. ^[3]

ما هي أسباب التعلق العاطفي المرضي؟

1- المشكلات الأسرية والإهانات التي يتلقاها الأبناء من الآباء، تجعلهم لا يشعرون بالحب، لذلك هم يلجؤون لأول شخص يقدم لهم مشاعر الاهتمام والحب.

2- كتم المشاعر والعواطف وعدم إفراغها خاصة مع الوالدين.

3- الحرمان من إحساس الأهمية الاجتماعية ودورهم في البناء الاجتماعي سواء من ناحية الأسرة أو مع الأصدقاء.

4- الاضطرابات الشخصية، مثل: اضطراب الشخصية النرجسية، أي المبالغة في حب الذات وتقديرها، ويكون بمثابة شخص متعالي على الآخرين، ويحتاج إلى الشعور بأنهم بحاجة لوجوده، والتعبير عن رغباتهم فيه.

تأثير التعلق العاطفي المرضي على الحياة الشخصية

1-إن كنت تقرأ وتدرس، سوف تلاحظ تأثرك نفسياً، وقلة معدل فهمك، ومتابعتك للدراسة.

2-إن كنت تعمل سوف تلاحظ تدني قدرتك على التركيز.

3-توقّع أفعال وأشياء من الآخرين قد تكون خطيرة، مثل: أنا خائف من هذه العلاقة ومن هذا الشخص وأتوقع أن يؤذيني وجوده.

4- في حال الزواج قد تشعر بالحرمان وفقدان لشيء ما، لذلك ممكن أن تمارس سلوكيات خاطئة، مثل: الخيانة الزوجية، وأغلب الأوقات يكون فشل العلاقة الزوجية هو التعلق المرضي بأحد الأشخاص قبل الزواج. ^[4]

علاج التعلق المرضي

1- تحديد الدرجة التي وصلت إليها في العلاقة، من حيث أهميتها لك ومدى إدمانك للطرف الآخر.

2- التعرف على ما ينقصك والأسباب التي أدت إلى وصول العلاقة لهذه المرحلة.

3- التفكير بحلول أو بدائل منطقية تعوض من خلالها وجود هذا الشخص في حياتك، مثال: أنا لدي الكثير من المال، وأنعم بالرفاهية وعملي جيد.

التفكير فيما تملك، وأن السعادة مقوماتها عديدة تغنيك عن وجود بعض الأشخاص وتساعدك على تخطي هذه المرحلة.

4- تعلم مهارات وخطط تساعدك على حب ذاتك وتقديرها، ولا تقبل بأقل مما تستحق.

5- تعرف على طبيعة المرحلة والاضطرابات التي حدثت لك خلال هذه الفترة.

6- الحزم واتخاذ القرارات الصحيحة تجاه العلاقة.

7- عدم الذهاب إلى الأماكن التي كنتم تلتقون فيها.

8- يفضل قطع صلة التواصل بأي شيء يقودك لتذكر هذا الشخص.

9- استشارة مرشد نفسي في حال كانت المشكلة عاطفية، والأخذ بتعليماته حتى يتم العلاج النهائي. 

10- ابحث عن سبب المشكلة لديك، فقد تشعر بأنك في حاجة إلى محبة والديك.

11- حاول أن تمارس نشاطات وهوايات تحبها وتشعرك بتقدير الذات، كالألعاب الرياضية مثلاً.

12- ضع حدوداً لنفسك لا تسمح لأحد أن يتجاوزها معك.

13- اضحك مع الآخرين، وابحث عن أصدقاء جدد لديهم نفس ميولك ورغباتك. ^[5]