Published in: الطب

التصوير المقطعي المحوسب

Author د. هالة وتار

Published on: 5 أكتوبر، 2023

د. هالة وتار

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي الأشعة السينية؟

تُسمى أيضًا أشعة إكس، وقد اكتشفها العالم الفيزيائي الألماني ويلهلم رونتجن في عام 1895م، ولأنه لم يكن يعرف ماهيتها في البداية، فقد أطلق رونتجن على هذه الأشعة اسم أشعة X. الأشعة السينية عبارةٌ عن موجاتٍ كهرطيسيةٍ قصيرةٍ جداً ذات ترددٍ عالٍ بالمقارنة مع أمواج الضوء المرئي، وتنتج هذه الأشعة نتيجة عملية الانكباح (الفرملة) للإلكترونات في جوار النواة، أو نتيجة نزع إلكترونات الطبقات الداخلية لذراتٍ ذات عدد ذريٍّ كبير، فتنتج الأشعة السينية المميزة. 

تاريخ التصوير المقطعي المحوسب CT

1- في عام 1967 صمّم سير جودفري أول ماسحٍ مقطعيٍّ في مخابر الأبحاث المركزية EMI باستخدام تقنية الأشعة السينية.

2- في عام 1971 أجري أول تصويرٍ مقطعيٍّ محوسب لدماغ مريض في بريطانيا.

3- في عام 1980 تطور واتَّسع استخدام التصوير المقطعي المحوسب.

4- في عام 2005 تمَّ دمج تقنية التصوير المقطعي المحوسب CT مع تقنية التصوير بالإصدار البوزيتروني PET.

5- توالت الأبحاث في تطوير أجهزة التصوير المقطعي المحوسب، حيث تمكن من التقاط صور للقلب والشرايين التاجية في فترةٍ زمنيةٍ قصيرة لا تتجاوز الثانية الواحدة، كما تمَّ تطوير أجهزة التصوير المقطعي المحوسب لتحسين جودة الصورة مع تقليل جرعة الإشعاع المقطعية التي يتعرض لها المريض أثناء التصوير المقطعي. ^[1]   

ما هي آلية التصوير المقطعي المحوسب؟

في تقنية التصوير المقطعي المحوسب يتمُّ تسليط حزمةٍ ضيقةٍ من الأشعة السينية نحو المريض، حيث يدور مصدر حزمة الأشعة السينية بشكلٍ دائري حول الجزء المراد تصويره من المريض. يستلقي المريض على سرير يتحرك ببطء وبشكل مستقيم، ويتمُّ وضع الجزء المراد تصويره من المريض في القنطرة التي لها شكلٌ شبيهٌ بكعكة الدونات، ويتمُّ تدوير أنبوبة الأشعة السينية حول المريض.

عادةً يتعرض المريض لكميةٍ من الأشعة السينية وفقاً لعمره، ووزنه، وحسب جنس المريض، وتمتصُّ أجزاء الجسم الأشعة السينية بكمياتٍ مختلفة، فينتج عن هذا الاختلاف تباينٌ بين أجزاء الجسم في الصورة الناتجة. في كل مرةٍ يكمل فيها مصدر الأشعة السينية دورةً كاملة، يعمل الحاسوب المرفق بجهاز التصوير المقطعي على إنشاء شريحة صورةٍ ثنائية الأبعاد للمريض.

وقد يتراوح سمك الأنسجة الممثلة في كل شريحة بين (1 إلى 10) ميلي متر، ويتمُّ تكرار عملية المسح بالأشعة السينية لإنتاج شريحة صورٍ أخرى. بعد اكتمال عدد الشرائح المطلوبة، يعمل جهاز الحاسوب على معالجة الصور، وإنتاج صورٍ مقطعيةٍ ثلاثية الأبعاد، حيث تزود الصور الطبيب بمعلوماتٍ أكثر تفصيلاً ودقةً من التي تعطيها الأشعة السينية التقليدية. تُظهر الصور الهيكل العظمي والأعضاء والأنسجة، كما تظهر الصور أي تشوُّهاتٍ في الأعضاء. ^[2]

ما هي أنواع أجهزة التصوير المقطعي المحوسب؟

هناك عدة أنواع لأجهزة التصوير المقطعي المحوسب، وذلك حسب عدد الشرائح: ^[3]

1- أجهزة التصوير ذات الشريحة الواحدة

يمكن فيها الحصول على صورةٍ واحدةٍ لكل دورة.

2- أجهزة التصوير متعددة الشرائح

هنالك أجهزة تصوير بتكويناتٍ مختلفة قد تحتوي 4، 6، 8، 16، 32 شريحة، وقد يصل عدد الشرائح في بعض أجهزة التصوير المقطعي إلى 64 شريحة. تسمح أجهزة التصوير متعددة الشرائح بالحصول على معلوماتٍ أسرع، حيث لا يستغرق التصوير فترةً طويلة.

تُستخدم هذه التقنية في تصوير المرضى المُسنّين أو الأطفال الذين لا يستطيعون البقاء في حالة استلقاءٍ لفترةٍ طويلة. أجهزة التصوير المقطعي المحتوية على 64 شريحة تتيح تصوير الأوعية الدموية، وملاحظة انقباض القلب، ومراقبة الشرايين.

ما هي مادة التباين المقطعي المحوسب؟

1- تُستخدم الأشعة السينية التقليدية (البسيطة) لتصوير العظام والقفص الصدري، أي لتصوير الهياكل التي تتصف بكثافةٍ عالية، بينما لا تستطيع هذه الأشعة تصوير الأنسجة الرخوة لنظراً لكثافتها المنخفضة مقارنةً مع كثافة العظام، فالأنسجة الرخوة لا تمتصُّ الأشعة السينية بشكلٍ جيد، فتنتج صورة باهته غير واضحة.

2- في حالة التصوير المقطعي يستخدم ما يُعرف بمادة التباين التي تُتيح امتصاص الأشعة السينية بشكلٍ جيد مما يُنتج صورة واضحة. تعطى مواد التباين للمرضى إما عن طريق الفم أو الوريد حسب العضو المرغوب تصويره.

3- في حال فحص الدورة الدموية يحقن المريض عامل تباين (IV) في الوريد، حيث يعمل اليود على إضاءة الأوعية الدموية، بما في ذلك الشرايين التاجية، مما يساعد في الكشف عن التضيُّق أو الانسداد في الشرايين، والكشف عن الأوعية الدموية غير الطبيعية التي تحمل الدم إلى مواضع الأورام السرطانية.

4- في حالة تصوير الجهاز الهضمي والمري تُعطى مادة التباين عن طريق الفم، وهي أحد مركبات الباريوم. ^{[2] [4]}

ما هي الإجراءات المُفْترضة قبل إجراء التصوير المقطعي؟

1- في حال التصوير باستخدام مادة التباين، يُسأل المريض إذا كان لديه حساسية من مواد التباين المستخدمة في التصوير المقطعي.

2- في حالة استخدام مواد تباين يمكن أن يطلب من المريض عدم تناول الطعام أو الشراب قبل إجراء التصوير.

3- على المرأة الحامل إعلام الطبيب.

4- إذا كان المريض يعاني من أي مشاكل صحية عليه إعلام طبيبه بذلك.

5- إجراء اختبار الكرياتين (وظائف الكلية) قبل التصوير بثلاثين يوماً للمرضى الذين يعانون من فشلٍ كلوي، كبار السن، مرضى السكري.

 6- عدم ارتداء المجوهرات، سماعات الأذن، النظارات، الملابس بأزرار معدنية، أو أي أدوات معدنية تعمل على حجب الأشعة السينية مما يؤثر على جودة الصورة. ^[5]

ما هي الإجراءات المُفْترضة أثناء إجراء التصوير المقطعي؟

1- يُعطى المريض مادة التباين عن طريق الفم أو الوريد إذا كان التصوير يتطلب ذلك.

2- يطلب من المريض الاستلقاء على ظهره على السرير الذي ينزلق ضمن الفتحة الدائرية، وعلى المريض أن يبقى ساكناً أثناء التصوير.

3- يطلب من المريض حبس الأنفاس أثناء التصوير لضمان جودة الصورة.

4- قد يسمع المريض أثناء التصوير صوت طنين، ولكنه غير مزعج. ^[6]

ما هي أخطار التصوير بالأشعة المقطعية؟

التصوير بالأشعة المقطعية هو فحصٌ غير مؤلم وغير جراحي، يساعد في الكشف وتشخيص حالات قد تهدّد حياة الإنسان، مثل، جلطات الدم، والأورام السرطانية، وغيرها، ولكن كما ذكرنا أن التصوير المقطعي يعتمد على استخدام الأشعة السينية، وهي إشعاع مُؤين، وللإشعاع المؤين أخطارٌ صحية، فهو يؤدي إلى إحداث تأثيراتٍ بيولوجية في أنسجة الكائن الحي، والتعرُّض المتكرر لها قد يؤدي إلى خطر الإصابة بالسرطان. كما أنه في حالة استخدام مواد تباين أثناء إجراء التصوير، فقد يحدث تحسُّس (طفح جلدي أو حكة) من هذه المواد، ومشاكل كلوية، ولكن تبقى الفائدة المُتوقعة من إجراء الفحص بالأشعة المقطعية تفوق المخاطر المُحتملة للتعرّض الإشعاعي. ^[2]