Skip links
الصيغة الكيميائية لمركب التريكلابندازول

دواء التريكلابندازول – استخدامه وآثاره الجانبية

الرئيسية » المقالات » منتجات » الأدوية الزراعية » دواء التريكلابندازول – استخدامه وآثاره الجانبية

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدُّ المتورقة الكبدية من أكثر الديدان تأثيراً على صحة الثدييات من المُجْترات والإنسان كونها من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، حيث تمّ تصنيفها حسب منظمة الصحة العالمية بأنها من الأمراض المهملة، والتي يجب العمل على القضاء عليها.

وأهمُّ طرق انتقالها تناول الخضار النيئة غير المطبوخة، وعلى رأسها الجرجير، والنعناع، وغيرها الكثير، حيث يسبّب تكاثرها ضمن النسيج الكبدي والقنوات الصفراوية إمراضية حادةً أو مزمنة، ويعدُّ الكبد من الأعضاء المهمة الحيوية، مسبّبةً التهاب كبدٍ طفيلي ينتج عنه اضطرابٌ في عمل وظائف الكبد الكثيرة.

ومنها: إنتاج كريات الدم الحمراء، وتخثُّر الدم، وإنتاج العصارة الصفراوية، وإفراز البيلوربين (Bilirubin)، وله دورٌ في استقلاب الدهون، والسكريات، والبروتينات، وتكسيرها. أما بالنسبة للكربوهيدات، فيقوم بتخزينها للحفاظ على مستوى الغلوكوز بالدم، كما يعمل على تخزين مجموعةٍ واسعةٍ من المعادن والفيتامينات، وهي (فيتامين A، فيتامين D، فيتامين E، فيتامين K، فيتامين 12 B).

أما المعادن الحديد والنحاس، كما يعمل على تعزيز مناعة الجسم، وله دورٌ في استقلاب وإطراح الأدوية والسُّموم، وإنتاج الألبومين الذي يعدُّ بروتيناً أساسياً ضمن مكونات الدم، كما يعمل على تصنيع هرمون الأنجيوتنسينوجين (Angiotensinogen)، والذي يعمل على تضيُّق الأوعية الدموية لرفع الضغط الدموي.

لذلك تتأثر صحة الثدييات بشكلٍ كبير عند إصابة الكبد بالمتورقة الكبدية، كما نلاحظ عند المُجْترات بشكلٍ كبير فشل البرامج اللقاحية للأمراض الفيروسية بسبب ضعف أداء الكبد المصاب، وضعفٍ في التحويل الغذائي للحلوم، والحليب، وكافة أشكال البروتين مع رداء الصوف.

لذلك تمّت الموافقة على عقار التريكلابندازول في العديد من الدول عام 1986، وفي أواخر التسعينيات أصبح دواءً متوفراً في الأسواق لما له من دور كبير في القضاء على المتورقة الكبدية بشكلٍ فعال، خاصةً عند الإنسان. أما عند المُجْترات في عام 2009 تمّت مؤازرته مع الإيفرمكتين على شكل صيدلاني حقناً تحت الجلد بنسبة 36 بالمئة تريكلابندازول والإيفرمكتين بنسبة 0،6 بالمئة.

أما شكله الصيدلاني الثاني الفموي عبر التجريع يعطى بتركيز حتى 15 بالمئة، حيث تمّ إدراجه في قائمة منظمة الصحة العالمية للأدوية الأساسية في القضاء على المتورقة الكبدية، وهو من أهمّ الأدوية الأساسية في الأنظمة الصحية العالمية. [1] [2]

تعريف التريكلابندازول

هو مضادٌّ حيويٌّ طاردٌ للطفيليات الكبدية المتورقة العملاقة والمتورقة الكبدية، ينتمي إلى الأدوية من مركبات البنزيميدازول، والتي ترتبط ببروتين الدم بعد امتصاصها، وتطرح عبر الصفراء والبول، حيث يتمُّ إنتاجها عبر تكثيف أورثو-فينيلين ثنائي الأمين مع حمض النمل، لينتج عنها مجموعة واسعة من الأدوية المضادة للطفيليات.

مثل: البندازول، ميبيندازول، تريكلابندازول، وغيرها الكثير مشتق من بنزيميدازول المكلور، ووزنها الجزيئي 118،14 غرام/ مول، ودرجة انصهارها 170,5 درجة مئوية تذوب في الماء الساخن بشكلٍ أكبر من البارد، كما تعدُّ سريعة الذوبان في الكحول، وضعيفة الانحلال بالمذيبات، مثل: الإيثر Ether، والبنزين. [3]

الآثار الجانبية للتريكلابندازول

عند تناول التريكلابندازول ضمن الجرعات المحددة لا يسبُّب أعراضاً جانبية، فهو آمن، لكنه قد يسبّب بعض الأعراض غير المرغوب بها عند بعض الأشخاص، وأكثرها شيوعاً هي: الدوار، والإسهال، آلام في الرأس، وحساسية تتمثل بطفحٍ جلدي. أما الأقل شيوعاً آلام في العضلات، وضيق في التنفس مع سعال وألم صدري، ارتفاع درجة حرارة الجسم، والإقياء مع ألم في المنطقة العلوية اليمنى من البطن مع اصفرار لون الجلد والعيون. [4]

علاج تريكلابندازول عند الإنسان والمُجْترات

تمّ استعمال العديد من الأدوية التي تساهم في القضاء على المتورقة الكبدية لدى البشر، وهي: تريكلابندازول، ألبيندازول، بيثييونول، برازيكوانتيل، إيميتين، ديهيدروميتين، وتمّ استعمال ميبندازول بالمؤازرة مع ميترونيدازول ونيتازوكسيد.

يعدُّ الدواء الوحيد الفعال لدى الإنسان حالياً هو التريكلابندازول، وذلك لما يعطيه من نتائج جيدة في علاج الحالات المزمنة لالتهاب الكبد الطفيلي عند كشف البيوض عبر البراز أو بواسطة الاختبار المصلي ELISA، ليتمّ إعطاء جرعةٍ واحدة عبر الفم بتركيز 10 /ميليغرام، وتوجد توصيات في مراكز المكافحة العالمية توصي بتكرار الجرعة بعد 12 ساعة، حيث لا توجد بدائل للعلاج بالإصابة عند الإنسان، ويفضل إعطاؤه مع الطعام لتحسين توافره بشكلٍ كبيرٍ ضمن الجهاز الهضمي.

أما المُجْترات تتواجد عدة أنواع فعالة في القضاء على المتورقة الكبدية، مثل: الرافوكسانيد، حيث أبدت الدراسات أن الاستعمال المفرط للتريكلابندازول للمُجْترات يساهم في زيادة مقاومة الديدان الكبدية اتجاهه، ليساهم في خفض نسب الإصابة بنسبةٍ تتراوح من 1,2 إلى 7 بالمئة بمعدل 2,5 ميلي غرام لكل كيلوغرام وزن حي.

وعند زيادة الجرعة حتى 15 ميلي غرام لكل كيلوغرام وزن حي، يتمّ القضاء على المتورقة الكبدية بكفاءةٍ عالية بنسبة 98 بالمئة، ويمكن إعطاؤه عبر الفم أو حقناً تحت الجلد، وتمّ تحديد الجرعة القصوى المسموح بها 200 ميلي غرام لكل كيلوغرام وزن حي، لذلك فإن ظهور مقاومة للمتورقة الكبدية عند المُجْترات ضدّ التريكلابندازول يشكل خطراً على الإنسان.

حيث تمّ استخدام ديهيدروميتين (Dehydroemetine) بجرعة 1 ميلي غرام لمدة 10 أيام متواصلة، كما تمّ استخدام البيثيونول (Bithionol) بجرعة 30-50 ميلي غرام لكل كيلو غرام وزن حي كل يوم لمدة 10-15 يوم. تعدُّ جميع العلاجات السابقة مكلفة، حيث أبدت الدراسات بفعالية أرتيسونات (Artesunate)، والأرتيميثير (Artemether) بخصائص قاتلة للمتورقة الكبدية، حيث تعدُّ من الأدوية التي سيكون لها دور فعال في المستقبل القريب إذا تشكلت مقاومة للمتورقة الكبدية ضدّ التريكلابندازول.

على الرغم من ذلك، مازال التريكلابندازول هو الدواء المفضل حالياً ذو الفعالية المناسبة، إلا أنه توجد مخاوف من تشكل مقاومةٍ تدريجيةٍ له، لذلك يجب اتخاذ العديد من التدابير الوقائية المتكاملة، كاستراتيجياتٍ إداريةٍ قوية تساهم في كبح انتشار المتورقات حول العالم. [5] [6] [7] [8]

العوامل التي ترفع معدل العلاج بعقار التريكلابندازول

يرتفع معدل العلاج بعقار التريكلابندازول بارتفاع نسبة انتشار داء المتورقات بشكلٍ كبير، خاصةً في القطاع البيطري والثروة الحيوانية، حيث تشير التقديرات بإصابة الحيوانات المنتجة للألبان بنسبةٍ تتراوح بين 10 إلى 80 بالمئة، أكثر من الحيوانات المنتجة للحوم لانتشارها في جميع البلدان في العالم باستثناء القارتين القطبيتين.

حيث تزداد نسبة انتشارها في الدول التي تهطل فيها الأمطار بنسبةٍ أكبر، والبلدان التي تعتمد على المزروعات بنظام ري الغمر أو التي تعتمد على زراعة الرز، والبلدان الاستوائية ذات الرطوبة العالية لتوفر الشروط الملائمة لنمو العائل الوسيط الحلزون.

وجميع العوامل السابقة تؤثر بشكلٍ إيجابي على زيادة انتشارها عند الإنسان والحيوان على حدٍّ سواء، كما يلعب تصدير المواشي المصابة دوراً في انتشار المرض، حيث أبدت الدراسات بأن البلدان النامية هي الأكثر عرضةً للإصابة وانتشار المرض.

وينتشر بشكلٍ أكبر في المجتمعات التي تفتقر لمياه الشرب الصحية (مياه ملوثة)، حيث قد تحتوي على العوامل المرضية المسبّبة للمرض، مثل: بوليفيا، والإكوادور، والبيرو، وتشمل الدول الموبوءة الهامة الأخرى مصر، تركيا، إيران، الصين، فيتنام، كما تتواجد في دول الشرق الأوسط والدول الأوربية، مثل: إسبانيا، وفرنسا. [9]

المراجع البحثية

1- Kalra, A., Yetiskul, E., Wehrle, C. J., & Tuma, F. (2023). Physiology, Liver. StatPearls Publishing. Retrieved April 8, 2024

2- Triclabendazole CAS 68786-66-3. (n.d.). Hsppharma.com. Retrieved April 8, 2024

3- Hennessy, D. R., Lacey, E., Steel, J. W., & Prichard, R. K. (1987). The kinetics of triclabendazole disposition in sheep. Journal of Veterinary Pharmacology and Therapeutics, 10(1), 64–72. Retrieved April 8, 2024

4- Triclabendazole. (n.d.). Drugs.com. Retrieved April 8, 2024

5- Triclabendazole. (N.d.). Sciencedirect.com. Retrieved April 8, 2024

6- Lecaillon, J. B., Godbillon, J., Campestrini, J., Naquira, C., Miranda, L., Pacheco, R., Mull, R., & Poltera, A. A. (1998). Effect of food on the bioavailability of triclabendazole in patients with fascioliasis. British Journal of Clinical Pharmacology, 45(6), 601–604. Retrieved April 8, 2024

7- Marcos, L., Maco, V., & Terashima, A. (2021). Triclabendazole for the treatment of human fascioliasis and the threat of treatment failures. Expert Review of Anti-Infective Therapy, 19(7), 817–823. Retrieved April 8, 2024

8- Garedaghi, Y., Firouzivand, Y., Khanmiri, H. H., & Asl, A. S. (n.d.). A review of the most important antiparasitic compounds effective on human fascioliasis from the past until now. Current Drug Therapy, 18(5), 365–376. Retrieved April 8, 2024

9- Caravedo, M. A., & Cabada, M. (2020). Human fascioliasis: Current epidemiological status and strategies for diagnosis, treatment, and control. Research and Reports in Tropical Medicine, 11, 149–158. Retrieved April 8, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.