تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدّ التربة بكافة عناصرها وأنواعها الأساس لإنتاج القطاع الزراعي، حيث تتنوع التربة في العالم، ولكل نوعٍ ميزات وعيوب، لذلك نجد المزارعين يهتمون بنوعية التربة قبل البدء بالزراعة، والكثير منهم يتوقف عن زراعتها في حال تمّت زراعتها لسنتين متتاليتين بالمحاصيل التي تنتج الحبوب، مثل: القمح.

ويفضلون التربة التي تتمّ زراعتها بمحصولٍ بقولي، وفي العام التالي محصول القمح أو غيره من محاصيل الحبوب، كما للمناخ دور في حيوية التربة، حيث قد تزول التربة عند حدوث انجرافٍ لها بسبب الأمطار، أو الفيضانات، أو الرياح الشديدة، أو بسبب حدوث ظاهرة التصحر، وملوحة التربة، وجميعها تغيرات يلعب المناخ دوراً في تغيير طبيعة التربة الزراعية.

تعريف التربة الزراعية

هي جزء من الطبقة السطحية للقشرة الأرضية، وتتشكل من الحبيبات، والمعادن، والمواد العضوية، حيث تتكون الحبيبات من الصخور التي تفتّت، وتحولت لحبيباتٍ صغيرة على مر السنين متأثرةً بالعديد من العوامل الجوية، كالرطوبة، والحرارة، ثم يدخل المكون الثاني، وهو المواد العضوية المتكون نتيجة تحلل الكائنات الحية المتواجدة ضمن التربة، لتساهم في توفير مجموعةٍ من العناصر المعدنية الضرورية لجعل التربة صالحةً للزراعة، ومنبتاً مناسباً لنمو المزروعات التي تزرع بها.

أنواع الترب الزراعية؟

تتعدد أنواع الترب الزراعية حول العالم، ولكل نوع ميزات وعيوب، مثل: التربة الصحراوية، التربة الحمراء، التربة السمراء، تربة القوز، التربة المدارية الحمراء التربة البركانية، تربة الحشائش المدارية، التربة الفيضية، تربة المرتفعات، تربة الأستبس، تربة المستنقعات، وأهمها:

1- التربة الرملية

تتميز بانها تربة ذات لونٍ بني فاتح حبيباتها كبيرة الحجم 2- 0،55 ميلي متر، وغير مترابطة، مما يميزها بأنها ذات تهويةٍ جيدة، ولكن من مساوئها أنها لا تستطيع الاحتفاظ بالماء، كما تفتقر الى العديد من العناصر المعدنية، ولا تحتفظ بالعناصر التي يتمّ تقديمها لها عند تسميدها بالأسمدة الكيميائية، كما أنها أكثر عرضةً للانجراف بواسطة الرياح، كما أنها غير عملية أثناء الزراعية لأنها تنهدم بسهولة عند الري.

فلا يتمّ الاستفادة من تقطيعها وتسويتها، ويمكن استصلاحها عبر إضافة الأسمدة العضوية، مثل: الكمبوست، أو السماد العضوي، أو الطين، وأكثر المحاصيل التي تناسبها هي اللفت، الطماطم، البطيخ، القرع، الشمندر السكري، الفراولة، الخس، البطاطا، الجزر، الذرة، الشعير، الدخن، الزعتر، إكليل الجبل، الخزامى.

2- التربة الطينية

وهي تربة لونها بني غامق تمتلك حبيباتٍ متناهية الصغر ومتماسكة، لذلك فهي قادرة على الاحتفاظ بالماء، كما تمتلك عناصر معدنية تغذي النبات ومساماتٍ ما بين طبقات التربة تسمح بتواجد كل من الماء والهواء لضمان بقاء النبات على قيد الحياة، وأكثر المحاصيل التي تناسبها هي البروكلي، القرنبيط، البازلاء، البطاطا، المحاصيل الورقية، أشجار الفاكهة، النباتات المعمرة، نباتات الزينة، وأشجار السفرجل، وزهرة الهيلين.

3- التربة الطينية الرملية

وهي تربة تتميز بامتلاكها حبيبات متوسطة الحجم ذات لونٍ أصفر، وتتميز بتهويةٍ جيدة، كما تستطيع الاحتفاظ بالماء، وتعدُّ غنيةً بالعناصر المعدنية المغذية للنبات، وهي الأقل عرضةً للتعرض لظاهرة التشقُّق عند جفافها، كما أنها تحتفظ بالأسمدة الكيميائية التي تضاف إليها.

وتعدُّ من أفضل الترب للزراعة، حيث تتوسط صفاتها وخصائصها النسب المطلوبة لنمو النبات، والحصول على محاصيل وفيرة، وأكثر المحاصيل التي تناسبها هي جميع أنواع المحاصيل الزراعية عدا التي تكون ثمارها تحت الأرض، كالجزر، والبطاطا، النباتات المتسلقة، النباتات المعمرة، الأعشاب، الشجيرات. ^[1]

المواد العضوية في التربة

هي عبارة عن بقايا نباتية، أو حيوانات ميتة، أو روث الحيوانات، وقد تكون حديثة، مثل: الأوراق، والأغصان المتساقطة، وتساهم في تشكل دبال التربة، حيث تلعب المواد العضوية دوراً أساسياً في خصوبة التربة، وتحسين صفاتها الفيزيائية والكيميائية حسب مواصفات التربة، حيث تساهم في مساعدة التربة الرملية على الاحتفاظ بالماء، وتماسك حبيباتها.

أما التربة الطينية، فتؤدي إلى تهويتها، وزيادة نفوذيتها للجذور، والماء، والهواء، وتأتي أهمية المواد العضوية لأمرين: الأول كونه مخزناً متجدداً للعناصر الغذائية التي تحتاجها المزروعات. أما الثاني، فهي تعدُّ عاملاً مهماً يعمل على تحسين بنية التربة، ويحافظ على خصوبتها، ويحدُّ من تآكلها، لذلك فإن جميع أنواع الترب بحاجة إلى إضافة المواد العضوية بشكلٍ مستمر، ويتم إغناء التربة عبر إضافة السماد العضوي أو الورقي (كمبوست، بيتموس). ^[2]

خصوبة التربة

وهي قدرة التربة على الإنتاج العالي ضمن ما تحتويه من عناصر، لدعم نمو المحاصيل الزراعية ضمن الخطط الإنتاجية. 

العوامل التي تحدّد خصوبة التربة الزراعية

1- عمق التربة

وهي علاقة طردية، فكلما كانت التربة ذات سماكةٍ عالية احتوت على عناصر معدنية وعضوية أكثر، مما يسمح للجذور بالنمو، والحصول على العناصر المطلوبة على عكس التربة التي تمتلك عمقاً بسيطاً أو قد تكون رقيقة، فهي لا تساعد الأشجار على تثبتها بالأرض.

2- بنية التربة

والمقصود بها انتظام التربة بما تحتويه من عناصر أساسية (حبيبات، مواد عضوية، ماء، هواء)، حيث تتميز التربة الزراعية الجيدة باحتوائها على مسام لتمكن الجذور، والماء، والهواء من التغلغل ضمنها، وانتشارها للحصول على العناصر المعدنية والعضوية، حيث يلعب بناء التربة دوراً هاماً في تحسين نفاذيتها وتهويتها.

3- قدرة التربة على تصريف الماء

وهي صفةٌ ملازمة لنفوذية التربة وتهويتها، حيث تتميز التربة الخصبة بقدرتها على نقل الماء من سطح التربة بسهولة إلى الطبقات السفلية وصولاً إلى الجذور وتصريف الفائض عن حاجتها.

4- مقدرة التربة في الحفاظ على الماء

النبات يحتاج إلى الماء بشدة، ولكن بقدرٍ معين، حيث يحتاجه لأمرين: الأول لضمان نمو النبات، والثاني بسبب قيامها بعملية النتح، لذلك يجب أن تكون التربة كالإسفنجة تشرب الماء، وتغذي به النبات حسب حاجته.

5- حرارة التربة

تلعب حرارة التربة دوراً في قدرتها على الاحتفاظ بالماء، حيث تأخذ التربة الرطبة وقتاً أطول من غيرها لتسخن في فصل الربيع.

6- كمية المواد العضوية التي تحتويها التربة

وهي نوعان: عناصر كبرى، مثل: (نيتروجين، فسفور، بوتاسيوم)، والعناصر الصغرى، وهي 15 عنصراً، وسمّيت بالصغرى بسبب حاجة النبات إليها، لكن بكمياتٍ قليلة، ويتوفر كلا النوعين الكبرى والصغرى في التربة بصورةٍ غير سائلة، وقد تذوب في التربة لتصبح في الشكل المتاح أو الميسر الامتصاص.

7- درجة حموضة التربة ph

تعدُّ من أهمّ العوامل التي تحدد خصوبة التربة بسبب تأثر العناصر الموجودة في التربة بدرجة حموضتها، فعندما تتواجد العناصر في التربة القلوية يصعب على النبات الحصول عليه أكثر من تواجد العناصر في التربة الحامضية، وتقدر درجات الحموضة بـ 14 درجة، (من 0 وحتى 7 وسط حامضي)، ومن 8 وحتى 14 وسط قلوي، وأكثر النباتات تفضل العيش ضمن وسط حامضي يتراوح بين 5,5 و7.

8- استقرار التربة

يقصد به قدرة التربة على ثباتها ضمن منطقةٍ جغرافيةٍ محددة، ولا تزول مع الأمطار، وتكون مقاومةً للانجراف، كما تساعد على اختزان الماء ضمنها. ^[3]