Skip links

التدريب المهني في ألمانيا – المُميزات والعيوب

يُعد التدريب المهني في ألمانيا أو ما يُسمى بال Ausbildung عنصراً أساسيا في نظام التعليم الألماني، وهو معروف عالميا بنظام التدريب المزدوج لأنه يجمع بين التدريب العملي في الشركة والتعليم النظري في المدرسة المهنية، مما يُتيح التكامل بين المعلومات النظرية والتطبيق العملي، وتزداد بالتالي مهارة وجودة الأيادي العاملة.

هيكلية نظام التدريب المهني في ألمانيا

ينقسم هذا النظام إلى جزئين أساسيين مُكمّلين لبعضهما البعض:

1- التدريب العملي: هنا يتعلم التلاميذ المتدربون أو ما يطلق عليهم بال Azubis المهارات التقنية اللازمة في أماكن العمل الحقيقية أي في الشركة مع الموظفين أو في المعامل على خطوط الإنتاج جنباً إلى جنب مع العاملين. ويتم هذا تحت إشراف مُدربين تم اختيارهم ليقوموا بنقل الخبرة العملية إلى التلاميذ والإشراف على سير العملية التعليمية لديهم.

2- المدرسة المهنية: تتم دراسة مواد الاختصاص النظرية في المدرسة المهنية والتي تعمل على تعميق المعرفة العملية التي يتعلمها المُتدرب في الشركة وتوسيع قاعدة المعرفة النظرية لديه، وإلى جانب مواد الاختصاص يتم تدريس مواد مُكملة مثل اللغة الألمانية، الرياضيات، اللغة الإنكليزية، التاريخ والحاسب ومواد أخرى تعتَمد على الاختصاص. عادة ما تتم زيارة المدرسة المهنية مرة أو مرتين في الأسبوع أما باقي الأيام فيقضيها المتدرب في الحياة العملية ضمن الشركة.

ماهي مدة التدريب المهني في ألمانيا؟

يستغرق التدريب عادة ما بين 2 إلى 3.5 سنة، وذلك حسب المهنة ووظيفة التدريب. مُمكن أن تتم خلال سنتين في حال كنت تمتلك شهادة تدريب مهني ثانية في مجال متقارب. وفي حال كان المتدرب مجتهد وسريع الاستيعاب فيمكن التقديم بطلب استعجال لامتحان التخرج قبل 6 أشهر من انتهاء المدة الفعلية للتدريب أي سيكون مُجمل المدة فقط ثلاث سنوات، ولكن هذا ليس سهلاً في الغالب وسيتم تأكيده فقط من المدرب المسؤول عنك في الشركة في حال تأكده من أنك قادر على اجتياز الامتحان.

ما هي مميزات التدريب المهني في ألمانيا؟

يُقدم التدريب المهني العديد من المزايا التي تجعلُه نقطة دخول جذابة إلى مهنة احترافية. وفيما يلي أهم المزايا للتدريب المهني:

1- الجمع بين الخبرة العملية في الشركة والدراسة النظرية في المدارس المهنية: وهذا يضمن التخريج الأمثل لأشخاص يمتلكون أساس وفهم قوي لوظائفهم المهنية.

2- الاستقلال المالي: حيثُ يتلقى المتدربون أثناء التدريب راتبًا شهرياً يُساعدهم على أن يصبحوا أكثر استقلالية ماليًا، وغالباً ما تقوم الشركات بتغطية تكاليف المواد التعليمية أو الرسوم. وهذا من شأنه أن يخفّف الضغوط الاقتصادية عليهم ويمكّنهم من تحمُل المسؤولية المالية في وقت مُبكر.

3- الدخول المباشر إلى سوق العمل: تقبل العديد من الشركات المتدربين لديها بعد أن يكملوا مدة تدريبهم بنجاح لأنها تعرف بالفعل مهاراتهم وقدراتهم خلال فترة تدربهم لديها. حتى أثناء التدريب سوف تتمكن من تطوير علاقات وبناء اتصالات مع رؤساء الأقسام والخبراء والزملاء والذين يمكنهم تقديم العون وتسهيل دخولك الوظيفي بعد انتهاء فترة التدريب.

4- مجموعة واسعة من عروض التدريب والدعم الفردي: تُقدم ألمانيا أكثر من 300 برنامج تدريب مهني معترف به في مجموعة واسعة من القطّاعات من المهن الماهرة إلى الصناعة وحتى قطاع الخدمات. وهذا يعني أن كل شخص مهتم تقريباً يمكنه أن يجد ما يناسبه ليبدأ التعلم والتدرّب فيه.

5- نظام معترف به دولياً: يُعتبر نظام التدريب المهني في ألمانيا نموذجيًا في جميع أنحاء العالم ويمتلك سُمعة عالية في الجودة. إن الجمع بين النظرية والتطبيق العملي، فضلاً عن التعاون الوثيق بين المؤسسات التعليمية والشركات، يحظى بتقدير كبير على المستوى الدولي. بالتالي ستكون فرص حصولك على عمل في خارج ألمانيا أيضاً مُرتفعة بالاعتماد على شهادة التدريب المهني التي تمتلكها.

ما هي عيوب التدريب المهني في ألمانيا؟

بالإضافة للمزايا التي يقدمها التدريب المهني، ولكن هناك أيضًا بعض العيوب المُحتملة التي يجب أخذها في الاعتبار، وفيما يلي نظرة عامة:

1- المرونة المهنية المحدودة: أثناء التدريب، سيتم إعدادك خصيصًا لمهنة مُعينة. قد يجعل هذا التخصص من الصعب الانتقال إلى مجالات أخرى لاحقًا. كما أنه بدون تدريب أو مؤهلات إضافية بعد الانتهاء من فترة التدريب المهني غالبًا ما ستبقى مُقيدًا بمنصب لا يتجاوز مستوى المُبتدئين.

2- عبء العمل المُرتفع: يتطلب التدريب أن يكون المُتدربون نَشطين في الشركة وفي المدرسة المهنية. قد يستغرق هذا الأمر وقتًا طويلاً ويكون مرهقًا، خاصةً إذا كان عليك الاستعداد لامتحانات إضافية وفي النفس الوقت تعود مرهقاً من التدريب العملي في الشركة، كما أن الجمع بين العمل والدراسة والتحضير للامتحانات لا يترك مجالاً كبيراً للأنشطة الترفيهية، وغالباً ما ستشعُر بالعزلة في مرحلة معينة.

3- دخل منخفض نسبياً: على الرغم من أن المُتدربين يحصلون على أجر، إلا أن هذا الأجر غالباً ما يكون منخفضاً مقارنةً برواتب الأشخاص العاملين. في المناطق الأكثر تكلفة معيشياً، قد يكون الدخل لا يكفي وقد يتطلب الأمر البدء بعمل إضافي في نهاية الأسبوع لزيادة الدخل المادي وهذا يترتب عليه ضغط جسدي ونفسي إضافي.

4- جودة التدريب تَتعلق بالشركة: قد تعتمد جودة التدريب العملي بشكل كبير على الشركة نفسها. ففي بعض الشركات، يتم التركيز على الأنشطة الإنتاجية أكثر من التدريب أي يتم استغلال المُتدرب للقيام بالعمل والمساعدة أكثر من تقديم التدريب العملي له.

5- تفاوت الأعمار: من الأمور التي لا يُصرح عنها كثيراً هي الأعمار المُتفاوتة للمُتدربين ضمن المجموعة الواحدة، فقد يتواجد في الصف الواحد في المدرسة المهنية أشخاص تبدأ أعمارهم من 16 سنة وحتى ال 35 سنة وهذا ما يخلِق ضغط نفسي إضافي خاصة على الأشخاص الأكبر سناً.

6- فترة تدريب طويلة: مقارنة بالبرامج أو الدورات الأكاديمية، يمكن أن يستغرق التدريب فترة طويلة تصل حتى الثلاث سنوات ونصف وهذه الفترة الطويلة قد تكون مُرهقة للبعض.

7- المواصلات: في المناطق الريفية، غالباً ما يتعين على المُتدربين السفر لمسافات طويلة للوصول إلى المدرسة المهنية المنتشرة غالباً في المدن الكبرى، مما يتطلب المزيد من الوقت والتكاليف.

8- خطر الفصل: إذا أغلقت الشركة أو لم يعد منصب التدريب متاحًا لأي سبب من الأسباب، فقد يؤثر ذلك بشكل خطير على مستقبلك المهني.

رُغم العيوب المتعددة للتدريب المهني في ألمانيا إلا أنه يظل الخيار الأسهل والأفضل للأشخاص الراغبين بالدخول لسوق العمل من بوابة مهنية احترافية تضمن لهم التطور والحصول على فرص عمل أكبر، ودون الحصول على هذه الشهادة ستتضاءل فرص الحصول على فرصة عمل بشكل جداً كبير.

كم تبلغ الرواتب الشهرية بعد الانتهاء من التدريب المهني؟

بعد الانتهاء من التدريب المهني، قد تختلف الرواتب الأولية في ألمانيا بشكل كبير اعتمادًا على المهنة والمنطقة وحجم الشركة. في حين أنه لا يوجد رقم قياسي ثابت، فمن الممكن تقديم إرشادات تقريبية:

على سبيل المثال، في حين أن المهن المرتبطة بالتكنولوجيا والتقنية غالباً ما تتراوح رواتبها الأولية بين 2800 و3500 يورو، فإن المتخصصين في التمريض أو المهن الاجتماعية كمُساعد في دار العجزة عادة ما تكون رواتبهم أقل إلى حد ما أو بشكل تقريبي أقل من 2000 يورو في الشهر. ولكن في جميع الأحوال، ومع زيادة الخبرة والتخصص، توجد فرص جيدة للترقية وتحسين الراتب. كما أن العمل في بعض الاختصاصات يتم فيه دفع مبالغ إضافية عندما يكون وسط العمل يؤثر على الصحة الجسدية مثلاً العمل في ورشة دهان السيارات أو العمل بجانب ماكينات ذات صوت مرتفع أو العمل في بيئة سامة وحتى الورديات المسائية والليلية يتم فيها دفع مبالغ إضافية.

إذا كُنت تَشعر بعدم اليقين فيما لو كان التدريب المهني مناسب لك في ألمانيا، فيُمكنك البدء بالبحث عن المجالات المهنية التي تهمُّك، استعلم عنها من خلال الفيديوهات التوضيحية أو عن طريق الدخول لمواقع الشركات التي تُقدم التدريب وتحدث إلى الأشخاص الذين أكملوا هذه المرحلة بالفعل واسألهم عن آرائهم الشخصية بهذا المجال.

This website uses cookies to improve your web experience.