Skip links
طفل رضيع مبتسم يجلس على السرير وينظر لوجه والدته

تنمية مهارات التخاطب لدى الطفل – أهميتها وكيف يمكن تنميتها لديهم؟

الرئيسية » علم النفس » تنمية مهارات التخاطب لدى الطفل – أهميتها وكيف يمكن تنميتها لديهم؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

التخاطب لدى الأطفال هو عملية تطوير واكتساب مهارات اللغة والتواصل، ويشمل ذلك القدرة على التعبير عن الاحتياجات، والرغبات، والأفكار، والمشاعر باستخدام الكلام واللغة غير اللفظية، مثل: لغة الجسد، وتعابير الوجه، والإشارات، كما تختلف مراحل التخاطب لدى الأطفال حسب العمر.

المراحل الرئيسية لتطور التخاطب عند الأطفال

رسم توضيحي لطفل رضيع يمسك لعبة في يده ويقوم بتحريكها ورضيع آخر يقوم بالبكاء، وصبي صغير يقوم بمخاطبة والده بكلمة بابا ويمشي نحوه بالإضافة لبنت صغيرة تخاطب أمها قائلة أنا أريد حلوى

1- التواصل غير اللفظي

في المراحل المبكرة من الحياة، يستخدم الرضع التواصل غير اللفظي للتواصل مع الآخرين، وهذا يشمل الابتسام، ومحاولة الإمساك بالأشياء، والإشارة بالإصبع، والنظر المباشر.

2- الأصوات البدائية

عندما يكبر الطفل قليلاً، يبدأ بإصدار أصوات بدائية، مثل: البكاء، والضحك، وهذه الأصوات تعتبر خطوةً أولى نحو استخدام الصوت للتواصل.

3- الكلمات الأولى

عندما يصل الطفل إلى سن حوالي 1 إلى 2 عاماً، يبدأ في استخدام كلماتٍ للتعبير عن الأشياء، والأشخاص، والرغبات، وقد يكون التخاطب في هذه المرحلة غير واضحٍ ومحدود، ولكنه يمثل تطوراً هاماً في الاتصال اللفظي.

4- الجمل المركبة

مع مرور الوقت، يبدأ الطفل في تكوين جملٍ مركبة، واستخدام المفردات بشكلٍ أكثر تعقيداً، حيث يتعلم تركيب الجمل، واستخدام الضمائر، والأفعال، والصفات للتعبير عن أفكاره واحتياجاته.

5- التواصل الاجتماعي والمفاهيم الأكثر تعقيداً

مع تطور اللغة والتخاطب يتمكن الطفل من استخدامها للتواصل الاجتماعي، وتبادل الأفكار والمشاعر بشكلٍ أكثر تعقيداً، فيتعلم قواعد التحدث في المجموعات، والمشاركة في المحادثات، وفهم العبارات الاستدلالية والصريحة.

ما هي أهمية التخاطب في حياة الطفل؟

التخاطب له أهمية كبيرة في حياة الطفل من عدة جوانب، وفيما يلي بعض الأسباب التي تجعل التخاطب أمراً هاماً لتطور الطفل: [1]

1- التواصل الاجتماعي

يساعد التخاطب الطفل على التفاعل مع الآخرين، وبناء علاقاتٍ اجتماعية صحية، فمن خلال تعلم كيفية التواصل، والتعبير عن نفسه، يمكن أن يشارك في اللعب، والأنشطة الاجتماعية، ويطور مهاراته في بناء العلاقات.

2- تلبية الاحتياجات الأساسية

عندما يتمكن الطفل من التعبير عن احتياجاته، ورغباته، ومشاعره، يصبح من الأسهل على الكبار تلبية احتياجاته بشكلٍ فعال، على سبيل المثال: إذا كان الطفل يشعر بالجوع أو العطش، فإن القدرة على التواصل، وطلب الطعام أو الشراب تسهل على الكبار تلبية احتياجاته بسرعة.

3- التعلم والتطور اللغوي

يعدُّ جزءاً أساسياً من عملية التعلم، والتطور اللغوي، فعندما يتعلم الطفل التعبير عن أفكاره، ومشاعره، واحتياجاته يتمكن من استيعاب المفردات، وتكوين الجمل، وتطوير مهارات الاستماع، والتحدث، والقراءة، والكتابة.

4- التحصيل الدراسي

إن القدرة على التواصل بشكلٍ فعال يسهم في تحقيق نجاحٍ أكبر في الحياة الأكاديمية، لأن الطلاب يستخدمون التخاطب للتعبير عن أفكارهم، ومشاركة المعرفة، والتفاعل مع الزملاء والمعلمين، فإذا كان لدى الطفل مهارات تخاطب قوية، فإنه سيتمكن من التعبير عن نفسه بوضوح، ويفهم المفاهيم بسهولة أكبر.

5- تعزيز الثقة والمشاركة الاجتماعية

عندما يتمكن الطفل من التواصل بثقة، سيشعر بالراحة في التعامل مع الأشخاص، والمواقف الاجتماعية المختلفة، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة مستوى الثقة في النفس، وتعزيز المشاركة الاجتماعية، والاندماج في المجتمع. على الرغم من أن التخاطب يعتبر عمليةً طبيعيةً لدى معظم الأطفال إلا أن بعض الأطفال قد يواجهون صعوباتٍ في التخاطب، والتعبير عن أنفسهم.

كيف يمكن تنمية مهارات التخاطب لديهم؟

يمكن تنمية هذه المهارات من خلال اتباع بعض الإرشادات والاستراتيجيات التالية: [2]

رسم توضيحي لامرأة تقوم بإظهار ورقة مرسوم عليها وردة لابنتها، وأم تقوم بالتحدث مع ابنها وأم أخرى تقوم بتعليم ابنها القراءة بالإضافة لأم أخرى تقوم بالتسوق مع ابنها الصغير الجالس على عربة المشتريات

1- التواصل اليومي

عن طريق القيام بتوفير وقتٍ للتواصل المباشر مع الطفل يومياً، واستخدام اللغة البسيطة، والجمل المفهومة للتحدث معه وتوجيهه، كما يمكن الحديث عن الأشياء المحيطة به، وتسميتها وطرح الأسئلة البسيطة لتشجيعه على الردّ والمشاركة.

2- الاستماع الفعّال

أن يكون الأهل مستمعين فعّالين للطفل، فهذا من شأنه تعزيز ثقته في التحدث، والتعبير عن نفسه، كما عليهم إظهار اهتمامٍ حقيقي، والاستجابة لما يقوله، ومحاولة عدم مقاطعته أثناء حديثه، وتجنُّب التشويش المحتمل.

3- استخدام لغةٍ بسيطةٍ وواضحة

على الأهل أن يضعوا في اعتبارهم أن الأطفال لا يمتلكون مفرداتٍ غنية مثل البالغين، لذا يجب استخدام جمل بسيطة وواضحة عند التحدث معهم، وتقديم المعلومات بشكلٍ مبسط ومفهوم.

4- تعزيز التعبير غير اللفظي

التخاطب ليس فقط عن طريق الكلام، بل يشمل أيضاً التعبير غير اللفظي، مثل: التعبيرات الوجهية، وحركات الجسم، والإشارات، لذا على الأهل القيام بتعزيز وتطوير هذه المهارات، وذلك من خلال تعلم لغة الإشارة البسيطة، وتوجيه الطفل لاستخدام التعبيرات الوجهية والإيماءات.

5- اللعب التخاطبي

أي استخدام اللعب كوسيلةٍ لتعزيز مهارات التخاطب لدى الأطفال، وذلك باختيار ألعابٍ تشجع على التواصل، والتعاون، والتفاعل الاجتماعي، كما يمكن استخدام الحوار بين الدمى لتمثيل المواقف، وتعزيز المهارات اللغوية.

6- قراءة القصص والحكايات

إن قراءة القصص والحكايات للطفل تساعده على زيادة مفرداته، وتوسيع مداركه اللغوية، كما يمكن جعل القراءة تفاعليةً عن طريق طرح الأسئلة، وتشجيع الطفل على التعبير عن آرائه وتوقعاته.

7- نموذج التخاطب الجيد

على الآباء أن يكونوا نموذجاً جيداً للتخاطب، فذلك يؤثر إيجابياً على الأطفال، ويمكن تحقيق ذلك باستخدام لغةٍ منمقة عند التحدث معهم.

8- تقديم الدعم الإيجابي

القيام بتشجيع الطفل، والإشادة به عندما يحاول التواصل والتعبير عن نفسه بأي طريقة، بالإضافة إلى تقديم المكافآت البسيطة عندما يحقق تقدماً في التخاطب.

9- توفير بيئةٍ غنيةٍ باللغة

أي محاولة توفير بيئةٍ مفعمةٍ بالحوار والكلام، وجعل الكتب والألعاب والمواد التعليمية المناسبة متاحةً للطفل، كما يمكن أيضاً تعزيز التخاطب من خلال الاستماع إلى الموسيقى، والأغاني، والأناشيد.

10- الاستفادة من الخبرات اليومية

عن طريق استغلال فرص التعلم المتاحة في الحياة اليومية لتعزيز مهارات التخاطب، على سبيل المثال: إشراك الطفل في الاختيارات أثناء التسوق في المتاجر أو البقالة، ومساعدة والديه بتوجيههم إلى الأشياء المختلفة.

11- الاهتمام بصحة الطفل

التأكد من أن صحة الطفل جيدة، فقد تؤثر الأمراض أو الصعوبات الصحية على قدرته على التخاطب بوضوح، فمن الضروري استشارة طبيب الأطفال إذا كان الأبوان يشعران بأن هناك قضايا صحية تؤثر على تطور التخاطب لدى طفلهما.

12- طلب المساعدة الاحترافية

إذا لاحظ الأهل وجود صعوباتٍ مستمرةٍ في تنمية مهارات التخاطب لدى الطفل، فمن المفيد طلب المساعدة الاحترافية من أخصائي النطق والتخاطب لتقديم التوجيه، والتدخل المناسب لتعزيز التخاطب، وتطوير المهارات اللغوية لدى الطفل.

في النهاية، يجب أن يتمّ التعامل مع تطوير مهارات التخاطب لدى الأطفال بشكلٍ جدّي ودؤوب مع مراعاة احتياجات وقدرات الطفل، وتكرار التدريب، والممارسة المستمرة، وتوفير بيئةٍ داعمة تساعد في تعزيز التخاطب، وتحقيق تقدمٍ ملحوظ لدى الطفل في المستقبل.

المراجع البحثية

1- Weitzman, E. (2017). It Takes Two to Talk: A practical guide for parents of children with language delays (Fifth edition). Hanen Centre. Retrieved April 10, 2024

2- Baker, J. (2001). The autism social skills picture book: Teaching communication, play and emotion (Illustrated edition). Future Horizons. Retrieved April 10, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.