![صبي وبنت يمسكون طرف الحبل بمواجهة فتاة تمسك الطرف الأخر من الحبل](https://www.cappasande.de/wp-content/uploads/2024/10/التجارب-الإيجابية-عند-الأطفال.jpg)
التجارب الإيجابية في حياة الطفل – أهميتها ودورها في تكوين شخصيته
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
ما هو دور التجارب الإيجابية في تكوين شخصية الطفل؟
التجارب الإيجابية تلعب دوراً أساسياً في تشكيل قدرات ومواهب الطفل وتطويرها، فعندما يتعرض الطفل لتجارب عملية يملؤها الحب والدعم والمثابرة والتشجيع، فإنه يبدأ على أثرها بإعداد نموذجٍ عن نفسه وعن العالم من حوله، وهذه التجارب تُكسبه الإحساس بالقبول، وتُشعره بأهميته في المجتمع.
الأمر الذي يساعد على تطوير صفات الشخصية الإيجابية، كالثقة بالنفس، والصبر، والتعاون، والتعاطف، فعندما يعيش الطفل في بيئةٍ توفر له جميع مقومات الحياة للنجاح والتفاعل مع الآخرين، فإنه سيتعلم كيفية مواجهة التحديات والتعامل معها بشكلٍ منطقي.
وبالتالي سيكتسب مهارة حل المشكلات بشكلٍ فعّال، وهذه التجارب ستعمل على تبنّي نظرة متفائلة للمستقبل البعيد، وستجعله أكثر مرونةً وقدرةً على التعامل مع المواقف الصعبة، وأكثر تقبُّلاً لها، فالرضا إحساسٌ إيجابيٌّ جداً يحفّز على توازن شخصية الطفل.
إضافةً إلى أن التجارب الإيجابية تساهم في غرس العادات والقيم الأخلاقية، كالمسؤولية، والالتزام، والعدل، والمساواة، ويتعلم الطفل من خلالها كيفية التصرف بوسائل وأساليب تعزّز من مفاهيم الاتصال الاجتماعي، ومهارة المفاوضة، والتفاهم مع الآخرين.
وكل ما ذُكر له دورٌ في إنشاء شخصيةٍ مستقرةٍ ومتوازنة تساعده على النمو ليصبح شخصاً ناجحاً وناضجاً قادراً على التكيف مع مختلف ظروف الحياة. [1]
ما هو أثر التجارب الإيجابية على التّطورات العاطفية للطفل؟
المواقف الإيجابية لها تأثيرٌ واضحٌ كبيرٌ على الجانب العاطفي للطفل لأنها تساعده في بناء استقرارٍ صحي وعاطفي قوي، فالطفل الذي يعيش في بيئةٍ متوازنةٍ عاطفياً من ناحية الأسرة والمحيط الخاص به تكون لديه مشاعر الإشباع والعطاء عالية جداً، لأنه مستقر نفسياً، ولا يعاني من عقد.
الأمر الذي يعزّز قدرته على التعبير عن مشاعره ومشاعر من حوله أيضاً، إذ إن هذه التجارب تتيح للطفل وبشكلٍ سليمٍ وجيد التعامل مع تجاربه السلبية، كالحزن أو الغضب والخوف، مما يعلمه كيف يضبط نفسه، ويسيطر على أحاسيسه بطريقةٍ صحيحةٍ مليئةٍ بالثقة، والتوافق، والتوازن.
على سبيل المثال: تعرّض الطفل لموقفٍ إيجابي، كأن يتلقى الدعم من العائلة والمعلمين، ويتعلم تقنيات، كإدارة العواطف، والتحكم بالإحباط، والقلق، وتقدير مواضيع النجاح والإنجاز، وما تمّ ذكره من مهارات ستساعد الطفل على تكوين استجابة عاطفية صحية تجاه أي ضغط أو تحدّي يواجهه في المستقبل. [2]
ما هو دور التجارب الإيجابية في تعزيز قوة الإبداع والفضول لدى الطفل؟
الإبداع والتقدُّم هما العنصران الأساسيان لتطوير قدرات الطفل، وتعزيز مهاراته وأفكاره الأمر الذي يكسب الطفل مشاعر الراحة، وبالأخص إذا كانت البيئة من حوله داعمة له، وتحفّزه باستمرار لتجربة أشياء جديدة، فهذه الحرية في الاستكشاف والتقدم تعزّز نواحي الإدراك والفضول لدى الطفل، وتدفعه لطرح أسئلة حقيقية، والتفكير بطريقة مبدعة.
على سبيل المثال: تشجيع الأطفال على اللعب التفاعلي، كممارسة الرسم والابتكار، والقدرة على المشاركة في اتخاذ القرار، ومعرفة الصح من الغلط يوفر ذلك لهم مساحةً لإطلاق العنان لدماغهم، وتطوير أفكارهم الجديدة، فعندما يتمُّ دعم هذه النشاطات سيشعرون بالمزيد من الحماس والشجاعة.
مما سيؤدي لتوسيع مداركهم وزيادة قدراتهم الإبداعية، فالفشل يعلمهم أن الخطأ أمر طبيعيُّ في عملية الاكتشاف والتعلم، ولا داعي لأن تسيطر عليهم مشاعر الإحباط والحزن لأن المرور بمثل هذه التجارب يعدُّ خطأ، ولكن بطريقةٍ إيجابية لأنه يعُلمهم طرائق وأساليب تطور من مستواهم، وترفع من تحصيلهم العلمي، وتحسّن سلوكياتهم. [3]
ما هو دور التجارب الإيجابية في تنمية وتحسين العلاقات الاجتماعية؟
التجارب الإيجابية لها أهمية كبيرة جداً في تطوير وتنمية العلاقات الاجتماعية للطفل لأنها تساعده على تعلم كيفية التفاعل مع المحيط بطريقةٍ بنّاءةٍ وهادفة، فعندما يخضع الطفل لتجارب تعليمية إيجابية، كاللعب الجماعي أو التعاون مع الأصدقاء، وتعلم مهارات أساسية، كالتواصل، والتعاطف مع الأشخاص، فإن ذلك يعزز لدى الطفل مصطلحات، كالفهم، والتفكير، والتحليل المنطقي، والاستنتاج.
وعلى أثر ذلك تنتج لديه قدراتٌ فعّالة جداً في تفهُّم احتياجات الغير، وتكوين صداقاتٍ وعلاقاتٍ مستدامة، وتطوير منهجية وطرق حل المشكلات بشكلٍ جماعي، والتّوصل لحلولٍ مرضية تكسبه مهارة النقاش بمنطقية، والتعامل مع الصراعات بشكلٍ سلمي وفعّال، والتعبير عن الرأي بكل شفافيةٍ واحترام للغير، فكل ما تناولناه يساهم في تطوير المهارات، ويخلق تفاعلاً ناجحاً مع الجميع سواءً في المنزل، أو المدرسة، أو المجتمع بشكلٍ عام. [4]
ما دور التجارب الإيجابية في زيادة التقبُّل والمرونة النفسية للطفل؟
عندما يتعرّض أي طفلٍ لموقف، ويشعر بكمياتٍ كبيرة من التشجيع والوعي والتقدير ممن حوله، فإنه سيكتسب ثقةً أكبر بنفسه، ويحقّق نتائج أفضل، مما سبق وإلى جانب ذلك، فإن التجارب الجيدة تعزّز مرونة الطفل، وقدرته على التكيف والتأقلم مع الظروف النّفسية الصّعبة والمتغيرة، والأطفال الذين يمرّون بمثل هذه التجارب يميلون إلى تطوير هذه المرونة بالشكل الذي يساعدهم على مواجهة الصعوبات بشكلٍ أكثر هدوءً وفعاليّةً لأن ذلك يعلمهم كيفية تنظيم أحاسيسهم، والتعامل مع الضغوطات بشكلٍ صحي. [5]
ما هو تأثير اللعب والتفاعل الاجتماعي على الطفل؟
اللعب والتفاعل الاجتماعي عنصران حيويان في حياة الطّفل، ولهما أدوار مهمة جداً على نمو وتطور دماغه، لأنهما وسيلة طبيعية لتعلم الأطفال، واستكشاف بيئتهم والعالم من حولهم بطريقةٍ آمنةٍ وممتعة، بالتالي يميلون لتطوير تلك الأساليب الاجتماعية والمهارات والمختلفة بواسطة عدة وسائل، ومنها ما يلي: [6]
1- تنمية القدرة على التعبير وإبداء الرأي
فاللعب يمنح الطفل فرصةً للكلام، والتحدث عن جميع ما بداخله بطرقٍ جميلةٍ وإبداعية، وذلك من خلال التفاعل مع الأقران الأمر الذي يعزّز موهبة التواصل الصريح والواضح والمريح.
2- تعزيز المهارات الاجتماعية ومفهوم المبادرة والتعاون
من خلال أنشطة اللعب يتعلم الأطفال طرائق للتفاعل مع الآخرين، ومشاركتهم للأدوات والموارد وحل الخلافات، وتساعدهم في تجنُّب حدوث مشكلات لأن اللعب يتيح التواصل وبفاعلية، وبالتالي فهم واضح لأفعال الآخرين وانعكاساتها، والمبادرة بالصلح إن لزم الأمر ليسهم ذلك في بناء علاقات ملؤها التوازن، وحفظ الحقوق والمودة.
3- التشجيع على التعلم من خلال التعرّض للفشل
من الطبيعي جداً أن يقع الطفل في أخطاء كثيرة ويتعلم منها مع مرور الزمن ليصبح أقوى وأنضج فكرياً، ويخضع من خلال مهارة اللعب الاجتماعي لمواقف جديدة، وبالتالي يكتسب معرفةً أوسع تكشف له الصواب من الخطأ، وهذه الاستراتيجية تعزّز التعلم النشط الذي لا يتوقف عند سنٍّ معين، بل يستمر طوال الحياة.
4- تطوير الأفكار الإبداعية والانفتاح على ما كل هو جديد
اللعب الجماعي يحفّز الإبداع المستمر، حيث يتعين على الطفل استخدام مهارة التفكير خارج الصندوق لخلق وتطوير كل الأفكار الجديدة أثناء ممارسة الهوايات، واللعب، والتفاعل مع الآخرين، والذي يعدُّ جزءاً أساسياً لهذه العملية لأنه يفتح آفاقاً جديدةً للتخيُّل.
المراجع البحثية
1- Parents: role models and positive influences for pre-teens and teenagers. (2024, August 2). Raising Children. Retrieved September 23, 2024
2- MSEd, K. C. (2024a, January 4). Social and emotional development in early childhood. Verywell Mind. Retrieved September 23, 2024
3- Creativity for Kids: Benefits & Tips for Nurturing an Innovative Mind. (2023, October 17). Maryville University Online. Retrieved September 23, 2024
4- Department of Health & Human Services. (n.d). Strong relationships, strong health. Better Health Channel. Retrieved September 23, 2024
5- Harvard Health. (n.d.). Positive Psychology. Retrieved September 23, 2024
6- Rauf, A. L. A., & Bakar, K. A. (2019). Effects of play on the social development of preschool children. Creative Education, 10(12), 2640–2648. Retrieved September 23, 2024