البرولاكتين – ما هو؟ وظائفه والفرق بينه وبين الأوكسيتوسين
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
يعدُّ البرولاكتين من الهرمونات المهمَّة في الجسم، ويوجد في دم كل من المرأة والرجل، ومستوياته تدلُّ على عدة أمور مرضية أو طبيعية.
ما هو البرولاكتين؟
البرولاكتين أو اللاكتوتروبين واختصاراً PRL هو هرمون يفرز من الفصّ الأمامي للغدة النخامية الموجودة في قاعدة الدماغ. ويشبه في تركيبه الكيميائي هرمون النمو الذي يُفرز أيضاً من الغدة النخامية، وهو عبارة عن هرمون عديد الببتيد (Polypeptides) يتكون من 199 حمض أميني، ويتشكل بعد انقسام مركب آخر يُدعى (Pre_prolactin)، ويترجم ويتمُّ تعديله بدءاً من الجين المشفّر له، والموجود على الصبغي السادس من الجينوم البشري.
يقوم الوطاء (Hypothalamous) الموجود في الجهاز العصبي بالتحكم بإفراز هرمون البرولاكتين من الغدة النخامية، وذلك باجتماع عدة عوامل، مثل: إفراز الأستروجين من المبيضين والإنجيوتنسين2 الذي يزيد مستواه في حالة انخفاض الضغط، كما يلعب الرحم، وغدد الثدي، والجهاز المناعي دوراً هاماً في إنتاج هذا الهرمون، وذلك عن طريق الخلايا اللمفاوية، والغدة الصعترية، والطحال.
يزيد إفراز هذا الهرمون في حالات طبيعية، مثل: الحمل، والإرضاع عند المرأة وحالات مرضية، مثل: أورام الغدة النخامية، ونقص نشاط الغدة الدرقية. توجد عدة عوامل تلعب دوراً في زيادة أو إنقاص مستوى البرولاكتين، مثل: الناقل العصبي الدوبامين الموجود في الجملة العصبية الذي يعدُّ الأهم في تثبيط إنتاج البرولاكتين، ويعمل الضوء والشمّ والإجهاد دوراً مهماً في رفع مستوى الهرمون في الدم. [1]
وظائف البرولاكتين عند المرأة
يلعب البرولاكتين دوراً هاماً عند المرأة، ويجب أن يكون ضمن المستويات الطبيعية المناسبة لكل حالة: [1] [2]
1- يقوم بتحريض تطور نسيج غدة الثدي، وزيادة نمو العنبات، وهي القسم المسؤول عن إنتاج الحليب في فترة الحمل.
2- يفعّل هذا الهرمون زيادة إنتاج الحليب خلال فترة الحمل تجهيزاً لمرحلة الإرضاع.
3- يُحفّز إنتاج مكونات مهمة معينة في الحليب، مثل: اللاكتوز الذي يعدُّ من أهم الكربوهيدرات، وبروتين الحليب المُسمّى الكازين (Casein)، وأخيراً الليبيدات، مثل: الكولسترول، والحموض الدسمة.
4- يعمل الهرمون على إدرار الحليب في فترة الإرضاع عند إعطاء الطفل وجبته نتيجة زيادة النسبة في الدم، وبعد فترة يبدأ الهرمون بالانخفاض، ويحدث إدرار الحليب بطرق أخرى عصبية، مثل: تنبيه مُنعكس مصّ حلمة الثدي.
5- أوحت نتائج دراسات أخيرة أن البرولاكتين يُفرز عند الأنثى، حتى لو لم تكن متزوجة مما يُحدد دوراً كبيراً للهرمون في نمو خلايا الثدي ليصبح ناضجاً.
6- يُعزز البرولاكتين إفراز هرمون البروجسترون الذي يحافظ على حياة الجسم الأصفر الضروري وقت الحمل.
وظيفة البرولاكتين عند الجنسين
1- أثبتت الدراسات أن لهرمون البرولاكتين دورفي كثير من السلوكيات، والحفاظ على التوازن.
2- يعمل البرولاكتين عند الجنين على زيادة مادة السورفاكتانت في الرئتين لمساعدته على التأقلم مع عملية التنفس بعد الولادة.
3- يلعب دوراً في الإخصاب إذ يعزز القابلية الجنسية حسب التجارب المخبرية.
4- توجد بعض مُستقبلات البرولاكتين في الكلية، لذلك تعمل كمضاد لإدرار البول وزيادة امتصاص الصوديوم، وبالتالي زيادة مستواه في البلازما. [1] [2]
دور البرولاكتين في نمو غدد الثدي وإنتاج الحليب
تتألف غدة الثدي من أقنية وعنبات، وهي المسؤولة عن تصنيع الحليب، وعندما تحمل المرأة يبدأ هرمون البرولاكتين بالارتفاع لتحفيز الخلايا الظهارية الموجودة في هذه العنبات على زيادة الانقسام والتكاثر، وعندما تصبح جاهزةً تبدأ بتصنيع المكونات الأساسية للحليب، مثل: الكربوهيدرات، والبروتينات، والدسم بتأثير البرولاكتين أيضاً.
ويبقى مستوى هذا الهرمون مرتفعاً في الدم حتى بعد الولادة لمدة أسبوعين أو ثلاث أسابيع، وبعدها يحضر الحليب من مُحرِّضات أخرى. [3]
مستويات البرولاكتين الطبيعية في الجسم
لكل شخص مستوى برولاكتين معين حسب حالته الفيزيولوجية والمرضية حيث يبلغ المستوى الطبيعي: [4]
- عند المرأة غير الحامل 25 نانو/مل.
- المرأة الحامل قد يصل لمستويات عالية حوالي 386، 34 نانو/مل.
- عند الرجل من الطبيعي أن يكون المستوى أخفض حوالي 15 نانو/مل.
تدلُّ المستويات العالية من البرولاكتين غالباً على وجود ورم على مستوى الغدة النخامية إذ تقوم الخلايا السرطانية بزيادة إنتاج الهرمون، وقد يدلُّ عليه ترافق ارتفاع البرولاكتين مع بعض الأعراض مثل:
1- الصداع.
2- تشوش الرؤية بسبب ضغط الكتلة على التصالب البصري.
3- أعراض عصبية أخرى.
4- تعب عام وفقدان وزن.
الفرق بين البرولاكتين والأوكسيتوسين
إن عمل الأوكسيتوسين يختلف عن عمل البرولاكتين إذ أنه يساعد على تقلص العضلات الملساء الموجودة في غدة الثدي ليتحقق إفراغ الحليب أثناء الرضاعة، أما البرولاكتين فإن عمله ينحصر في تكوين وإنتاج الحليب داخل عنبات غدة الثدي.
كما يختلف الهرمونان عن بعضهما بأن الأوكسيتوسين يتمُّ إنتاجه في الجهاز العصبي من خلال الوطاء، ويُخزّن في الفصّ الخلفي للغدة النخامية حتى يتمّ تنبيهه من خلال النهايات العصبية الموجودة في حلمة الثدي عن طريق فم الطفل أثناء الرضاعة، وعندها يُحرّر الأوكسيتوسين إلى الدم، ويبقى لفترة إلى أن تنتهي عملية الرضاعة، وهناك مُحرّضات أخرى تساعد على زيادة إفرازه، مثل: تفكير الأم بطفلها، واللعب معه، وشمّ رائحته، ويُدعى هذا بمُنعكس الأوكسيتوسين.
أما البرولاكتين يتمُّ إنتاجه من الفصّ الأمامي للغدة النخامية عبر مُحرّضات عدة ذُكرت مسبقاً، كمستوى الهرمونات الجنسية الأنثوية. توافر الأوكسيتوسين على شكل أدوية تُحقن في نهاية فترة الحمل وما حول الولادة لأنه يعمل على زيادة التقلصات الرحمية، وبذلك يتمُّ تسهيل عملية الولادة. [5]
المراجع البحثية
1- Al-Chalabi, M. (2022, July 25). Physiology, Prolactin. StatPearls – NCBI Bookshelf.
2- Freeman, M. E., Kanyicska, B., Lerant, A. N. N. A., & Nagy, G. (2000, January 10). Development of intestinal transport function in mammals. Retrieved May 5, 2023
3- Loomba-Albrecht, L. A., & Styne, D. M. (2018). Hormonal Control of Puberty. In Elsevier eBooks (pp. 137–143). Elsevier BV.
4- Testing.com. (2022, January 14). Prolactin Blood Test (PRL) – Testing.com.
5- Dr. Samanthi. (2021, December 19). What is the Difference Between Prolactin and Oxytocin Hormone. Compare the Difference Between Similar Terms.
Comments are closed.