Skip links
فتاة تجلس على كرسي أمام طاولة عليها كتب ودفاتر وتضع يدها على رأسها وبجانبها امرأة

الاكتئاب الدراسي – الأسباب، التأثير وكيفية الوقاية منه؟

الرئيسية » الصحة النفسية » الاكتئاب الدراسي – الأسباب، التأثير وكيفية الوقاية منه؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو الاكتئاب الدراسي؟

هو نوعٌ من أنواع الاكتئاب يصيب الطلبة بشكل ٍأساسي في جميع المراحل، ومهما بلغ من العمر، فهم معرضون لأن يدخلوا في دوامة هذا الاكتئاب، وبالأخص إذا كان أحدهم من أصحاب الشهادات، وتشكل الدراسة لديه مأزقاً كبيراً، وقد يكون ذلك ناتجاً عن عوامل عدة ابتداءً من ضغوطات الأسرة عليه إلى تحكمهم في سلوكياته وصولاً لآراء المعلمين بمستواه وتحصيله العلمي، وملاحظاتهم تجاهه، وانتهاءً عند الطالب الذي قد يصل به التفكير في المعدل والنجاح والعلامات العالية إلى حدّ الجنون، ومن الممكن أن تصيبه مشاعر العجز والكسل والإحباط نتيجة القلق والتوتر الذي يشهده من المحيط، فذلك كله حتماً سيؤدي إلى انخفاض الأداء الأكاديمي. [1]

ما هي أسباب الاكتئاب الدراسي؟

توجد عدة عوامل مساعدة ورئيسية لتشكيل هذا الاكتئاب، ومن أهمها: [2]

1- الضغوط الأكاديمية

تتكون هذه الضغوط نتيجة عاملين، وهما:

التوقعات والدرجات العالية

يشعر الطالب دائماً أنه مراقب من قبل عائلته التي لا توفر فرصةً واحدةً فقط لتذكره بهذا الواجب، وتلخص القول بهذه الجملة: “أريدك أن تدخل الطب، إذا لم تكن درجاتك عالية لا تتوقع أن نكون راضين عنك، عليك أن تتفوق على جميع أصدقائك”، فماذا يكون حال الطالب مع سماعه المتكرر لهذه الجمل، بالتأكيد لن تكون حالته النفسية جيدة، وهذا يزيد من خطورة الإصابة بالاكتئاب.

كثرة الواجبات وانخفاض قدرة الطالب الدراسية

إن التعامل مع كمياتٍ هائلةٍ من الواجبات والمشاريع دون تخطيط وتنظيم للوقت، سيجعل الطالب في حيرةٍ كبيرة، فلا هو قادر على إثبات نفسه، ولا حتى والديه لديهم علم بما يعاني من مشاعر وخيبات أمل.

2- البيئة الدراسية المؤهلة

وتتجلى بـــ:

التنافسية

في البيئات التعليمية الراقية، كالمدارس الخاصة قد يشعر الطلاب دائماً أنهم في سباق مع بعضهم، مما يؤدي إلى الإحساس بانعدام الكفاءة والقلق الدائم.

العلاقات الاجتماعية والسخرية

قد يتعرض الطالب للتنمر، وانعدام الثقة من قبل زملائه، وبالأخص عند حصوله على درجة منخفضة في مذاكراته، وبالتالي قد ينجم عن ذلك صعوبة في التوافق مع البيئة الاجتماعية من حوله، وتزداد احتمالية الاكتئاب لديه عندما يتعرض لمواقف كثيرة محرجة في حقه، ولا يستطيع أبداً أن يرد عليها أو أن يتأقلم معها.

الانعزال الاجتماعي

يواجه بعض الطلاب تحدياً في كيفية تكوين صداقاتٍ عميقة أو الدخول في نشاطاتٍ اجتماعية تستهدف تطوير الذكاء، والشخصية، وطرق التفكير، وبالتالي من الممكن أن يصيب الطالب اكتئاب بدوره سيؤثر على مستواه الدراسي.

الصعوبات المالية

في عصرنا الحالي أصبح المال من أساسيات التعليم، وبدونه لا توجد مستويات عالية، ولا درجات مرتفعة، لأن الطالب لا يجد المتعة في الدراسة، ولا في الحصول على المعلومة إلا في حال تناولها من أستاذه الخاص شرحاً وفهماً، ولا يعطي أي اهتمامٍ للمدرسة، ويعتبرها فقط مكاناً لتفريغ طاقته من مشاغبة إلى اللعب وغير ذلك.

فإذا كان الوضع المالي متدنٍ للعائلة، حيث لا يستطيعون تسجيل ابنهم في مدارس خاصة، أو في معهدٍ خاص، أو ليس بإمكانهم توفير مدرسٍ خاص سيصيب الطالب موجة من الاكتئاب الحاد، وسيتدنى مستواه الأكاديمي، وبالتالي سيضع اللوم جميعه على عائلته.

بيئة دراسية غير مؤهلة أو داعمة

لابدّ أن تكون هذه البيئة غير مرغوبة لا من ناحية الأهل، ولا من المجتمع المحلي، وبالأخص إذا كانت تعاني من نقصٍ أكاديمي وإرشادي وتعليمي، وبالتالي سيؤدي كل ذلك إلى تدهور الحالة النفسية والمزاجية للطالب، وخصوصاً عندما يرى المكان الداعم لأحلامه، ولتحقيق مستقبله فاشل، وهنا لابدّ أن يدخل في اكتئابٍ بسيط.

إن هذه الأسباب متشابكة مع بعضها البعض بالتأكيد ستؤدي إلى زيادة مشاعر القلق والخوف من المجهول، وبالتالي الإصابة بالاكتئاب، لذلك نحن بحاجة ماسة إلى الانتباه المبكر، وإجراء التقييمات بشكلٍ دائم، وتقديم الدعم المعنوي للطلاب في حال وجد أي خلل.

كيف يؤثر الاكتئاب على مستويات الطلاب؟

يؤدي الاكتئاب الدراسي إلى عدد من النتائج السلبية، ومنها: [3]

1- ضعف الانتباه، وانخفاض القدرة على التركيز والفهم، بالتالي عدم القدرة على استيعاب المعلومات.

2- يفقد الطالب الرغبة في أداء المهمات، بالتالي سيصبح مماطلاً، وغير قادرٍ على إنجاز وظائفه بالطريقة المطلوبة، وحتماً سيؤثر ذلك على امتحاناته.

3- إحساس الطالب بعدم وجود حافزٍ تجاه الدراسة أو أي أملٍ مرجو منها، بالتالي فقدان الشغف في التفوق والحصول على درجاتٍ عالية.

4- شعور الطالب باليأس والفشل خصوصاً عند بدء الخضوع للمذاكرات والامتحانات العملية، مما يعزز من مشاعر الإحباط.

5- الغياب المتكرر عن الجلسات الدراسية، مما يزيد من احتمال الرسوب أو قد يتعرض الطالب لخطورة ترك المدرسة، والانسحاب من التعليم.

6- يؤثر الاكتئاب على العلاقات الاجتماعية لأن رسوب أي طالب سيؤثر على سمعته بين أصدقاءه، وسوف يتناقلون عنه صفات، كالكسول مثلاً، مما سينعكس سلباً على نفسيته، ويعزل نفسه عن المحيط.

7- يمكن أن يؤدي تدهور الحالة النفسية بالتزامن مع الاكتئاب إلى حدوث صداع وألم في الرأس، كذلك مشكلات في الجهاز الهضمي، وأمراض أخرى مرتبطة بالخوف والتوتر.

8- من الممكن أن يؤدي الاكتئاب إلى حدوث اضطراباتٍ في النوم، كالأرق مثلاً، أو فقدان الشهية مع زيادة في الوزن.

كيف يمكن الوقاية من حدوث الاكتئاب الدراسي؟

إن الوقاية وحماية النفس من أخطار وعوامل الاكتئاب أمر يتطلب مجهوداً ذاتياً وإيماناً بالقدرات، ورفع سقف التوقعات بالذات، وعدم الوقوف عند مستوى محدد، بل الاستمرار بتطويره للوصول لأفضل نتائج، فالدراسة الأكاديمية تبقى هي المحفز الأول لتحقيق أولى خطوات النجاح، وليس من المستبعد حدوث مشكلاتٍ تؤهل للإصابة بالاكتئاب، وسنذكر فيما يلي ما يجب فعله لتجنب التعرض للاكتئاب: [4]

1- تعلم كيفية التخطيط وإدارة الوقت بشكل منظم وفعّال

وتنظيم المواد الدراسية عن طريق الجدولة، حيث يقوم الطالب بتقسيم الواجبات الكبيرة إلى أجزاء صغيرة، وتخصيص وقتٍ محدّدٍ لكل منها، فهذه الطريقة تخفف من الضغط والإرهاق، على سبيل المثال: يمكن استخدام تقنية البومودورو، والتي تتبع منهجية الدراسة لفتراتٍ قصيرة مع فترات راحة.

2- تحديد الأولويات

يجب على الطالب أن يتعلم كيف يوازن بين الواجبات المهمة والواجبات المؤجلة لتجنب حدوث مماطلة أو تأخير، وبالتالي تراكمات ضرورية وصعبة.

3- الاهتمام بالجانب النفسي

على الطالب أن يعبر عن مشاكله وعن الصعوبات التي يواجهها في الإطار الدراسي، وعلى الموجهين والمشرفين على عملية التعليم، كالمرشدين أن يتولوا مهمة الاستماع لأقوالهم، ومحاولة العثور على الخلل وترميمه.

4- النوم الجيد

مع مواعيد محددة لضمان الحصول على قسط راحة كافٍ لأن النوم يحسن من المزاج والانتباه، ويجعل الطالب في حالةٍ جيدةٍ جداً من النشاط، وينصح بالنوم لمدة 8 ساعات يومياً.

5- اتباع نظامٍ غذائي متوازن

يشمل تناول جميع الأطعمة التي تحتوي على المعادن والفيتامينات، وكل ما من شأنه أن يزيد من الطاقة، ويحافظ على الصحة.

6- ضرورة الموازنة بين الحياة الشخصية والدراسة

لكل محور نمط محدد يجب اتباعه، ففي الوقت المخصص للدراسة يسود نمط الجدية، والقراءة، والتركيز، والحفظ، والانتباه، وفي محور العلاقات تسود الصداقة والتسلية، وتقضية أوقات جميلة، لكن من دون الموازنة سيبدو الأمر أسوء، وستختلط الأمور ببعضها، لذلك يجب على الطالب أن يدرك مصلحته، ويسير نحو تحقيقها.

المراجع البحثية

1- MSEd, K. C. (2023a, September 12). Why are college students so depressed?. Verywell Mind. Retrieved August 20, 2024

2- WebMD Editorial Contributor. (2023b, May 2). What to know about Depression in College Students. WebMD. Retrieved August 20, 2024

3- Supporting Students with Depression in School. (n.d.). Retrieved August 20, 2024

4- Depression. (n.d.). Retrieved August 20, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.