Skip links
رسم توضيحي لتوزع كتل غريبة الشكل على الجهاز التناسلي للمرأة

الأورام الليفية الرحمية – أنواعها، هل يمكن أن تتحول إلى سرطان؟

الرئيسية » المقالات » الطب » طب التوليد وأمراض النساء » الأورام الليفية الرحمية – أنواعها، هل يمكن أن تتحول إلى سرطان؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تُعرف الأورام الليفية الرحمية (Uterine Fibroids) أيضاً بالأورام العضلية الملساء (Leiomyomas) أو الأورام العضلية (Myomas)، وهي أورامٌ حميدة تنشأ على حساب الطبقة العضلية من الرحم، وتتكون من نسيجٍ عضليّ أملس، ونسيجٍ ليفي. تحدث الأورام العضلية الملساء عند النساء في سنّ النشاط التناسلي بنسبةٍ تصل إلى 70 بالمئة حيث تُعتبر أشيع الأورام الرحمية.

ما هي أنواع الأورام الليفية الرحمية؟

1- الأورام الليفية تحت المَصْلية (Subserosal Fibroids)

تنشأ من الخلايا العضلية الملساء القريبة من الطبقة الخارجية للرحم (مَصْلية الرحم)، وتنمو باتجاه خارج الرحم.

2- الأورام الليفية تحت المخاطية (Submucous Fibroids)

تنشأ من الخلايا العضلية الملساء القريبة من الطبقة الداخلية للرحم (بِطانة الرحم)، وتنمو باتجاه جوف الرحم.

3- الأورام الليفية ضمن العضلية (Intramural Fibroids)

عندما تنمو الأورام بشكلٍ مركزي ضمن عضلة الرحم.

4- قد يكون للأورام الليفية سوَيْقة، وعندها يُدعى الورم الليفي المُعنَّق.

5-الأورام الليفية خارج الرحم

قد تتواجد الأورام الليفية بشكلٍ نادرٍ في عنق الرحم، وبشكلٍ أكثر ندرةً في المبيض، الرباط العريض، البوق، المهبل، الفرج. [1]

ما هي أسباب تشكُّل الورم الرحمي الليفي؟

يعدُّ الورم الرحمي الليفي من الأورام الحسّاسة للهرمونات الجنسية الأنثوية، مثل: البروجسترون والأستروجين حيث إن ارتفاع هذه الهرمونات في جسم المرأة يؤدي إلى زيادة انقسام الخلايا في الألياف العضلية الملساء للرحم مما يؤدي إلى تكاثرٍ عشوائي، وتشكُّل كتلٍ في مناطق مختلفةٍ من الرحم.

بالإضافة إلى زيادة التروية مكان التكاثر، وتزيد هذه الهرمونات بشكلٍ طبيعي في سن النشاط التناسلي، وخاصةً عند الحمل مما يزيد احتمال حدوث هذا الورم عند الحوامل والمرضعات، ولها أسباب أخرى عديدة مثل:

1- البلوغ المبكر، وهذا يعني زيادة الأستروجين والبروجسترون، وزيادة مرات الدورات الإباضية والطمثية.

2- اليأس المُتأخّر، وهو انقطاع الطمث بشكلٍ كاملٍ في عمر أكبر من العمر المتوقَّع (45 سنة) عند النساء مما يؤدي إلى بقاء الهرمونات مرتفعةً لفترةٍ أطول.

3- السُّمنة وزيادة الدهون في الجسم لأن الدسم يتحول إلى نوع من الأستروجين أيضاً.

4- الحمية عالية اللحوم الحمراء والسكريات والكحول تزيد من خطر الإصابة بورم الرحم الليفي.

5- السبب الوراثي بإصابة الأم أو الأخت أو مرتبط بالعرق كزيادة معدَّل الإصابة عند النساء الأمريكيات من أصلٍ أفريقي.

6- هناك علاقة غير مباشرة بين نقص فيتامين D، وتناول حليب الصويا، والإصابة بورم الرحم الليفي. [4] [5]

متى ينخفض خطر الإصابة بالورم الليفي؟

1- تعدُّد الولادات.

2- الاستعمال الطويل الأمد لموانع الحمل.

3- التدخين.

4- بعد سنّ اليأس.

ما هي أعراض الأورام الليفية الرحمية؟

قد يكون الورم الرحمي الليفي غير عرضيّ عندما يكون بأحجام صغيرة جداً، وعند كبر حجم الورم قد تعاني المريضة من إحدى الأعراض التالية:

1- غزارةٌ في النزف أثناء الدورة الطمثية أو زيادة مدَّة الطمث أكثر من الطبيعي.

2- النزف خارج أوقات الدورة الطمثية بشكلٍ غير منتظم.

3- الشعور بتشنُّجاتٍ مؤلمة في منطقة البطن والحوض.

4- ألمٌ في أسفل الظهر والشعور بثقلٍ في البطن، ويمكن جسّ الكتلة في الحوض.

5- الشعور بألم أثناء الجِماع، وصعوبةٌ في إمكانية الحمل واستمراره.

6- الشعور بالتعب، والوهن، وظهور الشحوب على الوجه بسبب احتمال الإصابة بفقر الدم بعوز الحديد نتيجة النزف المتكرر.

7- التبول بشكلٍ متكرر، وأحياناً صعوبةٌ في التبول بسبب ضغط الرحم على جدار المثانة.

8- ألمٌ في المستقيم أو حدوث الإمساك بسبب انضغاط المستقيم. يكون النزف غزيراً مع وجود خثرات في دم النزف، وهذه أشيع الشكايات التي تزور عيادات النسائية، وتختلف هذه الأعراض في الظهور لدى المريضات، ويفضَّل زيارة الطبيب وإجراء الفحوصات المختلفة لمعرفة السبب الأساسي.

ما هي مضاعفات الورم الرحمي الليفي؟

لا يعدُّ الورم الرحمي الليفي خطيراً إلا إذا أدى لمضاعفاتٍ تؤثر على حياة المريضة وصحتها، ومن هذه المضاعفات:

1- فقر الدم خاصةً بعوز الحديد نتيجة النزف المتكرر، وتظهر علاماته على المريضة، مثل: الشحوب، واصفرار المُلتحمة.

2- الإسقاطات أو الولادات المبكرة، وذلك بسبب كبر حجم الورم، وتأثيره على استمرار نموّ الجنين.

3- فشلٌ كلوي بسبب استمرار الضغط على المثانة، وصعوبة التبول مما يُعرقل وظيفة الكلية الأساسية.

4- قد يُسبّب الورم الرحمي الليفي ضغطاً على الشرايين خاصةً التي تُغذّي الأمعاء مما يُسبّب حالةً من الاحتشاء وتنخُّر الأمعاء.

5- لا يسمح الورم الليفي الرحمي أحياناً بوصول النطفة إلى البويضة مما يُسبّب فشلاً في عملية الإلقاح أو يمنع البيضة المُلقّحة من التعشيش داخل الرحم.

6- قد يحدث احتشاءٌ نزفيٌّ داخل العضلة الرحمية، ويصاب بما يُسمّى بالتحوُّل الأحمر (Red Degeneration). لذلك يجب المعالجة قبل ظهور هذه المضاعفات لحماية المريضة والجنين في حال وجود حمل.

كيف يتمُّ تشخيص الأورام الليفية؟

1- الفحص السريري

حيث يتمُّ الشكُّ بوجود ورمٍ ليفيٍّ حين يشعر الطبيب الفاحص بضخامة الرحم أو عدم انتظام حدوده عند سيدة في سنّ النشاط التناسلي.

2- التصوير بالأمواج فوق الصوتية

يُعتبر أول فحصٍ يُجريه الطبيب عند الشكّ بوجود ورمٍ ليفيّ، فيتمُّ ملاحظة مكان وجود الورم الليفي حيث يظهر بشكل كتلةٍ دائريةٍ متجانسة الصدوية حدودها واضحة.

3- المِرنان المغناطيسي MRI

قد يتمُّ إجراؤه عندما يكون الطبيب بحاجة تفاصيل أوضح عن الورم.

4- تنظير باطن الرحم

تصوير الرحم بعد حقن السالين، الصورة الظليلية لباطن الرحم يمكن إجراء هذه الفحوصات في حال كانت الأعراض عقم، أو إسقاطات، أو نزفٍ غير منتظم حيث تُظهر هذه الإجراءات الورم الليفي تحت المخاطي بشكل أدقّ. [3]

كيف يتمُّ علاج الأورام الليفية؟

المراقبة

تتمُّ مراقبة الأورام الليفية غير العَرَضية بشكلٍ دوري مع تغيير نمط الحياة (الالتزام بحميةٍ قليلة اللحوم بالإضافة إلى التمارين الرياضية، وتخفيف الوزن في حال وجود سُمنة)، وغالباً ما يكون نمو الأورام الليفية بطيئاً، وأيّ نموٍ سريعٍ للورم الليفي قد يقترح الخَباثة.

العلاج الدوائي

يستخدم كعلاجٍ مؤقّتٍ لتخفيف الأعراض حيث يمكن للأدوية أن تنقص حجم الرحم، وحجم الورم الليفي، وتخفّف النزف، مثل:

1- مُشابهات الهرمون المُطلق لموجِّهات الغدد التناسلية (GnRH-agonist)

مثل: ليبرولايد أسيتات (Leuprolide acetate) يُعطى حقناً عضلياً بشكلٍ شهري لمدة ستة أشهر.

2 – مضادّات الهرمون المُطلق لموجّهات الغدد التناسلية (GnRH-antagonist)

مثل: سيتروريلكس أسيتات (Cetrorelix acetate) يُعطى حقناً تحت الجلد يومياً لمدة ستة أشهر. هذه الأدوية لا تُعطى لأكثر من ستة أشهر لأنها تحدث حالة نقص أستروجين مع الاستعمال المديد، وتُسبّب اختلاطاتٍ خطيرة، مثل: ترقُّق العظام.

3- مضادات البروجسترون

مثل: ميفيبريستون (Mifepristone) ينقص حجم الورم الليفي بعد ستة أشهر من الاستخدام لكن مع الاستخدام المديد يُسبّب فرط تصنُّع بِطانة الرحم.

4- موانع الحمل الفموية المشتركة (COCs)

حيث تضبط النزف الشاذّ لكن لا تنقص حجم الورم الليفي.

5- مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs)

تُعطى لتخفيف الألم في حالات عسرة الطمث المرافقة للورم الليفي.

6- اللولب الهرموني (LNG-IUS)

يُنقص النزف لكن لا يؤثر على حجم الورم الليفي.

7- تصميم الشريان الرحمي (Uterine Artery Embolization UAE)

حيث يتمُّ التأثير على تروية الورم الليفي ضمن الرحم.

3- العلاج الجراحي:

– استئصال الورم الليفي: يتمُّ عبر تنظير البطن أو فتح البطن الجراحي، ويُفضَّل استئصال الورم الليفي بشكلٍ كامل، وعدم تقطيعه أثناء الاستئصال، وهناك احتمالية لنكس الورم الليفي بعد استئصاله.

استئصال الرحم: يُفضَّل في حال لم تعد ترغب السيدة في الإنجاب. [3]

هل تتحول الأورام الليفية إلى سرطان؟

هناك احتمال ضئيل جداً حيث إن أكثر من 99 بالمئة من الأورام الليفية تكون سليمةً، ولا تزيد خطر حدوث سرطان الرحم.

المراجع البحثية

1- Hoffman, B., Schorge, J., Bradshaw, K., Halvorson, L., Schaffer, J., & Corton, M. (2020). Williams Gynecology, 4e | AccessMedicine | McGraw Hill Medical. (n.d.-c). Retrieved June 2 ,2023

2- Healthdirect Australia. (2022). Uterine fibroids. June 2 ,2023

3- Uterine fibroids. (2022, September 21). Mayoclinic.org. June 2 ,2023

4- Uterine fibroids – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2022, September 21). Mayo Clinic. Retrieved May 25, 2023

5- Constatini, L. (2023). Lieomyoma of Uterus: Causes. Osmosis.

This website uses cookies to improve your web experience.