Skip links
مجموعة من الأولاد يلعبون كرة القدم في الحديقة

الأنشطة الخارجية للأطفال – أهميتها وما أثرها على صحتهم النفسية؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

أهمية الأنشطة الخارجية في بناء المرونة لدى الأطفال

تُعتبر الأنشطة الخارجية من الأدوات المميزة والفعالة في تعزيز المرونة والتقبُّل عند الأطفال لأنها تؤدي دوراً هاماً في تطوير قدراتهم، ومساعدتهم على التكيُّف مع المواقف والتحديات الجديدة، وتتجلى أهمية هذه الأنشطة فيما يلي: [1]

1- تشجيع الاستكشاف والمعرفة

تتيح هذه النشاطات فرصاً لتجربة أشياء جديدة في مكانٍ آمنٍ ومناسب، حيث إنها تساعد على تعلم كيفية تجاوز الفشل، والتعامل مع النجاح الأمر الذي يحفّز الإمكانية على التأقلم مع مختلف الظروف.

2- تعلم مهاراتٍ حياتيةٍ جديدة

وذلك من خلال المشاركة في البرامج الترفيهية التفاعلية مع الأصدقاء، وممارسة مهاراتٍ جماعيةٍ وأنشطة مفيدة يستطيع الأطفال من خلالها اكتشاف مفاهيم جديدة، وتطوير استراتيجيات حلّ المشكلات بما يُتيح لهم تعلم مهارة التفكير خارج الصندوق بحريةٍ تامة بما يعزّز من مرونتهم في مواجهة مختلف النزاعات.

3- تعزيز الثقة بالنفس

الأنشطة الخارجية تنمي شعور الأطفال بالإنجاز لأنها تجعلهم يتغلبون على الصعوبات أثناء اللعب من خلال ممارستهم أنشطة معينة، مثل: التسلُّق، أو القفز على الحبل وكرة القدم، أو السلة، وغيرها من الألعاب التي تجعل الطفل يثق بنفسه وقدراته.

4- تنمية القدرة على التحمُّل

تساعد الأنشطة الجسمية على تحسين قدرات التحمُّل البدني والعقلي، فالأطفال وعن طريق ممارستهم لهذه الهوايات يتعلمون كيفية الاستمرار والعمل بجد رغم تعرضهم للصعوبات، مما يعزّز من قدرتهم على الصمود ومقاومة الأحداث الصعبة.

5- تعزيز التفكير الإبداعي

تقدم الأنشطة الخارجية مساحاتٍ واسعةً جداً للإبداع، والاختراع، والاكتشاف، لأن الأطفال الذين يمارسون نشاطات اللعب في الخارج لديهم بيئات مفتوحة يستطيعون فيها التفكير بحرية، واكتشاف أفكار جديدة تعزّز من قدرتهم على الابتكار في إيجاد حلول.

ما هي استراتيجيات تعزيز المرونة المُستخدمة في الأنشطة الخارجية؟

تعتبر الأنشطة الخارجية طريقةً جيدةً لبناء نظامٍ متوازنٍ من الرغبات والاحتياجات بشكل أكثر إيجابيةً يتعرف من خلالها الطفل على دوره وواجباته، وأبرز هذه الاستراتيجيات: [2]

1- التعرُّف على الأخطاء لتجنُّب تكرارها

يعزّز هذا المفهوم أن الفشل جزءٌ طبيعيٌّ من عملية التعلم، فالطفل عندما يعاني من صعوباتٍ معينةٍ أثناء اللعب يلجأ وبشكلٍ عفوي للكبار لكي يسألهم ماذا يفعل أو يستعين بهم في حال تعرضه للفشل، وهنا يمكن للبالغين دعمه في تجاوز هذه الأمور الأمر الذي يكسبه الدافع، ويعلمه أهمية الإصرار والمثابرة.

2- تشجيع الاستقلالية

من المهمّ إعطاء الأطفال مجالاً لكي يتخذوا قراراتهم الخاصة أثناء قيامهم بالنشاطات وممارسة الهوايات سواءً أكان ذلك عن طريق اختيارهم للعبةٍ معينة أو وضع قواعد وشروط محددة تساعدهم في تطوير الثقة بالنفس، وقدرتهم على التحمُّل الأمر الذي يسهم في بناء مرونتهم.

3- تطوير مهارة حل المشكلات

يمكن للألعاب التي تتطلب التفكير النقدي، كالألغاز أن تُعزّز من مهارات الاستجابة، وحل المشكلات لدى الأطفال لأنها تشجعهم على التفكير، وإيجاد الحلول بدلاً من الاعتماد على الآخرين.

4- توفير بيئاتٍ متنوعة

التعرُّض لمواقف جديدة، كممارسة نشاطات اللعب في الحدائق أو التخييم، كذلك ممارسة الرياضات المتنوعة يساعد في توسيع آفاق الأطفال، وزيادة مرونتهم التي تعزّز من قدرتهم على التعامل مع مختلف الأشياء بمرونة.

5- تعزيز العلاقات الاجتماعية

إن تشجيع الطفل على اللعب مع أصدقائه يطور من مستويات التعاون والتواصل لديه، الأمر الذي يزيد من مستويات التقبُّل والمرونة، فيصبح أكثر قدرةً على التأقلم مع مختلف التغييرات النفسية والعاطفية التي قد تحدث في شخصية الطفل.

أهم الأنشطة الخارجية التي تُفيد في بناء المرونة

1- الرياضات الجماعية

ممارسة أنشطة رياضية، كاللعب بكرة القدم أو السلة تعلم الأطفال كيفية تحمُّل المسؤولية والعمل بروح الفريق الواحدة، وتزرع بداخلهم شعور التقبُّل سواءً أكانت النتيجة فوزاً أو خسارة، إضافةً إلى أن هذه الأنشطة تعزّز من قدرات المنافسة والتخطيط بشكلٍ صحيح.

2- المغامرة في الطبيعة

النشاطات المتنوعة، كالتخييم أو المشي في الجبال والوديان له دور في اكتشاف بيئات جديدة، وبالتالي التأقلم مع ظروفٍ كثيرة قد تمر على الطفل من تغيُّرٍ في أجواء الطقس إلى الطرق الوعرة الأمر الذي يعزّز لديهم مهارة الصمود والتكيُّف.

3- الحرف التقليدية والفنون التشكيلية المتنوعة في الطبيعة

حيث يمكن للأطفال التعبير عن أنفسهم من خلال الرسم أو الأعمال اليدوية لما له من دورٍ في الكشف أيضاً عن الشخصيات والأمور المكبوتة داخل الطفل، وكيفية ترجمتها عن طريق الحواس والرسم، وهذا النوع من الأنشطة يزيد من فرص الإبداع، ويمنحهم قدراتٍ على التفاعل مع المحيط بطريقةٍ جديدةٍ الأمر الذي يطور من مرونتهم النفسية.

4- الألعاب التفاعلية والتعاونية

كألعاب بناء الفرق أو تلك التي تتطلب استراتيجيةً جماعيةً منظمةً بشكلٍ يساعد الطفل على تطوير مهارات التفكير الإبداعي، وتعلمه كيفية التواصل بجديةٍ أكثر، والعمل التعاوني مع الآخرين لتجاوز الصعوبات.

5- الأنشطة الصيفية وبرامج المعسكرات

حيث تقدم هذه البرامج مجموعةً متعدّدةً من الأنشطة الخارجية، على سبيل المثال: ركوب الدراجات أو السباحة، وتسلق الجبال، وسباق الجري أو الأحصنة، حيث تحفّز هذه الأنشطة من التفاعل الاجتماعي، وتسمح للأطفال بالتعلم من خلال التجربة لما له من دور في بناء مهاراتٍ حياتيةٍ مهمةٍ وقيّمة. [3]

ما هو أثر الأنشطة الخارجية على الصحة النفسية؟

1- التخفيف من القلق والتوتر

الأنشطة الخارجية تساعد في التقليل من الضغوط النفسية للطفل، وتساهم في تحسين المزاج، وتحفيز الشعور بالراحة.

2- تحسين المهارات اليومية

لأن النشاطات الخارجية توفر فرصاً للأطفال للتفاعل مع المحيط وفهمه بشكلٍ أفضل، مما يساعد في تطوير مهارات التواصل والتعاون، فهذه الأشياء ضرورية جداً لبناء علاقاتٍ صحيّةٍ سليمة.

3- تعزيز استراتيجية التأقلم بشكلٍ صحيح

التعرُّض لمواقف مختلفة يساعد الطفل على التكيف مع مختلف التغيرات والتحديات، مما يوفر إمكانية التحسن للأفضل، ويُعزّز من أساليب التفكير البنّاء.

4- الوقاية من الأمراض النفسية الخطيرة كالاكتئاب

للأنشطة الخارجية دورٌ في التفريغ عن النفس، ونسيان الهموم والمشكلات التي قد يتعرض لها الطفل، على سبيل المثال: إن فوز الطفل في مباراة كرة قدم قد ينسيه أوقات التعب والسهر التي كان يمر بها خلال فترات الدراسة. [4]

ما هو دور المربين والمعلمين في تعزيز سلوكيات الأنشطة الخارجية؟

تتضح تأثيراتهم فيما يلي: [5]

1- خلق مشاعر الحماس وتشجيع الطفل على المشاركة

يجب على الأسرة أن تُحفّز أطفالها على الانخراط ضمن أنشطةٍ مفيدةٍ وقيّمة، وذلك بهدف تحسين قدراتهم، وتطوير أفكارهم نحو الإبداع والابتكار.

2- تنظيم النشاطات الفكرية مع الأنشطة الخارجية

حيث يمكن للوالدين طرح أفكار وأنشطة تتناسب مع عقل الطفل واهتماماته، الأمر الذي يساعد على توظيف مهاراتٍ جديدة، والتعزيز من روح المبادرة، وتجاوز المشكلات بطرقٍ عمليةٍ أكثر.

3- المثل والقدوة الأعلى

يمكن للبالغين أن يكونوا قدوةً في كثيرٍ من الاهتمامات التي تخصُّ الطفل وعالمه من قيمٍ ومفاهيم حسنة من شأنها أن تترك أثراً إيجابياً بداخل الطفل.

4- التوجيه والمراقبة

يقوم المعلمون بملاحظة سلوكيات الأطفال، وتوجيههم نحو الأمور الصحيحة في حال وقعوا بالخطأ، مما ينعكس إيجاباً عليهم، ويزيل عنهم الخجل من طلب الاستشارة عند الحاجة، فتصبح مرونتهم أكثر قوةً في مواجهة التحديات والمشاكل.

المراجع البحثية

1- Fletcher, C. (n.d.). 4 Ways Outdoor play helps develop resilience in children. PACEsConnection. Retrieved October 18, 2024

2- Stretching: Focus on flexibility. (2023, November 18). Mayo Clinic. Retrieved October 18, 2024

3- LP, K. D. P. (2024, July 29). 23 Resilience Building activities & Exercises for adults. PositivePsychology.com. Retrieved October 18, 2024

4- 3 ways getting outside into nature helps improve your health. (2024b, October 1). cultivating-health. Retrieved October 18, 2024

5- 10 Qualities of a good teacher. (2024, October 2). SNHU. Retrieved October 18, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.