Skip links
امرأة تعمل بمكتبها وتحمل طفلها بين ذراعيها

كيفية الموازنة بين العمل والتربية لدى الأم العاملة

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » العلاقات » كيفية الموازنة بين العمل والتربية لدى الأم العاملة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تزايدت نسبة النساء العاملات في العقود الأخيرة، وهذا التغير في الديناميكية الاجتماعية يعكس تحولاً في توجهات المجتمع، وقوانين العمل، حيث تُعتبر الأم العاملة مصدراً هاماً للدعم المالي للأسرة، وقد تكون لديها رغبة شخصية في تحقيق طموحاتٍ مهنية، والمساهمة في المجتمع، لكنها تواجه تحدياتٍ متعددةً، وأبرزها تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والأمومة.

هل يعدُّ قرار عمل الأم خاطئاً؟

ليس بالضرورة أن يكون قرار العمل بالنسبة للأم خاطئاً، فاختيار الأم للعمل أمرٌ شخصيٌّ يعتمد على الظروف الفردية، والقيم، والأولويات الشخصية، وقد تكون للأم أسباب مشروعة ومهمة لاتخاذ قرار العمل، مثل: تحقيق الاستقلال المالي، أو تحقيق تحدياتٍ مهنية، أو الرغبة في المساهمة في المجتمع بمهاراتها وقدراتها، لذلك يكون للعمل الذي تقوم به الأم تأثيرات إيجابية على نفسيتها، وثقتها الذاتية، وتحظى بمزايا اجتماعية، ومهارات تطويرية، وبالتالي تشعر بالرضى، والتحقيق الذاتي من خلال تحقيق التوازن بين الدور الأمومي والمهني.

بصفةٍ عامة، ليس هناك قرار صحيح أو خاطئ بشأن العمل بالنسبة للأم، حيث يجب على الأم أن تقيّم ظروفها الفردية، وتحترم احتياجاتها، وأولوياتها، واستعدادها للتعامل مع التحديات المحتملة الناجمة عن هذا القرار، والأهمّ من ذلك هو أن تكون راضيةً عن قرارها، وأن تعمل على إيجاد الاستقرار والسعادة في حياتها العائلية والمهنية. [1]

كيف تنشأ مشكلة الموازنة بين الأمومة والعمل لدى الأم العاملة؟

تنشأ مشكلة الموازنة بين الأمومة والعمل نتيجة التحديات والضغوط التي تواجهها الأم العاملة في محاولتها للتوفيق بين دورها كأمٍ ومسؤولةٍ في العمل، وهنالك بعض العوامل التي يمكن أن تسهم في هذه المشكلة، وهي: [1]

1- قلة الوقت

الأم العاملة تواجه تحدياً في توزيع الوقت بين العمل والأسرة، فيصعب عليها العثور على الوقت الكافي للتفرُّغ لأطفالها، وتلبية احتياجاتهم العاطفية والتعليمية.

2- التوتر العاطفي

قد تشعر الأم العاملة بالتوتر العاطفي نتيجة الشعور بالذنب بسبب قلة الوقت المخصص لأطفالها، فتعاني من الضغوط النفسية لتحقيق التوازن بين الحياة المهنية والأسرة، وتشعر بالقلق بشأن تأثير غيابها المؤقت على تطور أطفالها.

3- الضغط المهني

قد ينشأ الضغط على الأم العاملة من المسؤوليات المهنية، وتوقُّعات العمل أي يمكن أن يكون لديها مشاريع ومواعيد محددة، ومطالب مستمرة في العمل، مما يزيد من الضغط، ويجعل من الصعب التوفيق بين ذلك، وبين الاحتياجات العائلية.

4- نقص الدعم الاجتماعي

في بعض الأحيان قد تواجه الأم العاملة نقصاً في الدعم الاجتماعي من الأسرة، أو الشريك، أو الأصدقاء، وتفتقر إلى شبكة دعمٍ قوية تساعدها في تحقيق التوازن، والتخفيف من الضغوط.

5- الشعور بعدم الكفاءة

قد تشعر بعض الأمهات العاملات بعدم الكفاءة أو الشكوك في قدرتهن على التوفيق بين الأمومة والعمل بشكلٍ جيد، وينشأ هذا الشعور من الضغوط الخارجية، والمقارنة مع الأمهات الأخريات أو الصعوبات التي تواجهها في الحياة اليومية.

ما هو دور الشريك في حياة الأم العاملة؟

دور الشريك في حياة الأم العاملة يمكن أن يكون حاسماً في تحقيق التوازن بين العمل والأمومة، وهنا بعض الأدوار التي يمكن أن يلعبها الشريك: [1]

1- المشاركة في المسؤوليات المنزلية

يمكن للشريك أن يساهم في أعمال المنزل، والمسؤوليات اليومية، مثل: رعاية الأطفال، إعداد الطعام، التنظيف، وغيرها، وذلك من خلال توزيع المهام، ويمكن تخفيف الضغط عن الأم، وإتاحة المزيد من الوقت لها لتركز على العمل والأمومة.

2- الدعم العاطفي

يمكن للشريك أن يكون مصدر دعمٍ عاطفي قوي للأم، حيث يجب عليه أن يبدي التفهُّم، والتقدير للجهود التي تقوم بها الأم في حياتها المهنية والعائلية، وأن يكون مستمعاً للتحديات التي تواجهها الأم لتحقيق النجاح في أدوارها المتعددة، وأن يقدم الدعم والتشجيع.

3- توفير الوقت الخاص

يمكن للشريك أن يساعد في توفير الوقت الخاص للأم، على سبيل المثال: يستطيع أن يأخذ مسؤولية رعاية الأطفال لفترةٍ معينة أثناء الأسبوع، ليمنح الأم وقتاً للاسترخاء، وممارسة النشاطات التي تستمتع بها.

4- التنسيق والتخطيط

إن مساعدة الشريك في التنسيق، والتخطيط للأنشطة العائلية، والمهمات اليومية تمكن من القيام بإنشاء جداول زمنية، وتحديد الأولويات لضمان التنظيم الفعال، وتحقيق التوازن.

5- المشاركة في تربية الأطفال

يجب أن يكون الشريك جزءاً فعالاً في تربية الأطفال من خلال المشاركة في تعليمهم، ومراقبتهم وقت اللعب، وتوفير الرعاية اللازمة لهم، والمساهمة في صنع القرارات المتعلقة بتربية الأطفال، وتحقيق التوازن بين القيم والمبادئ في الأسرة.

كيف يمكن للأم العاملة أن تحقق التوازن بين العمل والأمومة؟

 هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد في تحقيق التوازن بين العمل والأمومة: [1]

1- تنظيم الوقت

أي القيام بتخصيص وقتٍ للعمل، ووقتٍ للأطفال واحتياجاتهم عن طريق إنشاء جدولٍ يوميٍّ أو أسبوعيٍّ يحدد الأوقات المحددة لكل نشاط، فمن الضروري جداً تحديد الأولويات، وتخصيص الوقت للأنشطة الأكثر أهمية، والتفكير بالأولويات الشخصية والمهنية، وتحديد ما يعنيه النجاح بالنسبة للأم العاملة في كلا المجالين.

2- اختيار العمل المناسب للأم

وذلك عن طريق البحث عن وظائف توفر مرونةً في ساعات العمل، مثل: العمل عن بُعد، فقد يسمح هذا بتنظيم الوقت بشكلٍ أفضل، وتخصيص المزيد من الوقت للأمومة، كما يجب التحقُّق من سياسات العمل المتعلقة بإجازات الأمومة، والإجازات الساعية، فإذا كانت الشركة توفر هذه الخيارات، قد يكون لدى الأم المزيد من الوقت الذي يمكن أن تقضيه مع أطفالها لتعتني بهم.

3- الاستفادة من دعم العائلة والأصدقاء

يجب عليها ألا تتردد في طلب المساعدة من الأسرة والأصدقاء في الأوقات التي تحتاج فيها إلى دعمٍ إضافي، فقد يتمكن أحدهم من المساعدة في رعاية الأطفال أو تنظيم المهام المنزلية.

4- العناية بالنفس

على الأم أن تتذكر أهمية الاهتمام بنفسها، وأن تحاول العناية بصحتها العقلية والجسدية من خلال ممارسة الرياضة، الاسترخاء والترفيه، وتناول وجبات صحية، فعندما تكون في حالةٍ جيدة، يكون لديها المزيد من الطاقة، والقدرة على الموازنة بين العمل والأمومة.

5- إنشاء حدودٍ واضحة

ويعني ذلك القيام بتحديد حدودٍ واضحةٍ بين العمل، والحياة الشخصية، ومحاولة أن تكون الأم متواجدةً بشكلٍ كامل في النشاط الذي تقوم به في الوقت الحالي، سواءً كان ذلك العمل أو التواجد مع الأطفال. قد تحتاج الأم العاملة إلى تحديد ساعاتٍ محددةٍ للعمل، وعدم السماح لها بالتسلل إلى وقت الأمومة والعكس بالمثل.

وفي الخاتمة يجب على الأم العاملة أن تحقّق التوازن بين العمل والأمومة من خلال التخطيط والتنظيم، وليس هذا بالأمر المستحيل، ويمكن تحقيقه بالاستفادة من الموارد المتاحة، والمرونة، والدعم المناسب فقط، والتحلي بالشجاعة، والقوة، والتذكر بأنها امرأةٌ عظيمة.

المراجع البحثية

1- Orr, M. (2019). Lean Out: The truth about women, power, and the workplace. HarperCollins Leadership. Retrieved January 19, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.