Published in: الطب

الأشعة السينية العلاجية

Author د. هالة وتار

Published on: 4 فبراير، 2024

د. هالة وتار

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو العلاج الإشعاعي؟

هو أحد أنواع طرق علاج الأورام السرطانية، حيث يتمُّ تسليط الإشعاع من بعد على جسم المريض أو إدخال مادةٍ مشعّة إلى جسم المريض. يقصد بالإشعاع انبعاث الطاقة، وانتشارها خلال الفضاء أو الوسط المادي، وهذه الطاقة يمكن أن تُطلق من النّوى المُشعّة أو من أجهزةٍ خاصة، كما أن هذه الطاقة تحملها الجسيمات، كجسيمات ألفا، وبيتا، والنيوترونات، والبروتونات، أو الموجات، كالأشعة السينية، وإشعاعات غاما.

لاستخدام هذه الإشعاعات الحاملة للطاقة في المعالجة، يجب استخدام أجهزةٍ خاصة تعمل على إنتاج أحد أنواع الإشعاع، وتوجيه هذا الإشعاع إلى جسم المريض، وإن استخدام جرعاتٍ عاليةٍ من الإشعاع لمعالجة المرضى يُسمّى بالعلاج الإشعاعي. ^[1]

ما هي أهداف العلاج الإشعاعي؟

المصابون بالسرطان عادةً ما يخضعون لأنواعٍ متعددةٍ من العلاج منها: العلاج الكيميائي، وأحياناً العلاج الهرموني، وفي أغلب حالات الإصابة بالسرطان يخضعون للمعالجة الإشعاعية، بالإضافة إلى العمل الجراحي لاستئصال الورم، ويطبق العلاج الإشعاعي على المرضى المصابين بالأورام السرطانية لعدة أهداف أهمّها: ^[1]

1- المحافظة على العضو المصاب، واستئصال مكان الورم فقط في حالة الأورام الصغيرة الحجم، مثل: سرطان البروستات، وسرطان عنق الرحم، ويعطى المريض خلال فترة المعالجة جرعةً إشعاعيةً تتراوح بين (70-60) غري.

2- علاج أورامٍ يصعب استئصالها جراحياً، كما في حالة سرطان البلعوم.

3- المعالجة الإشعاعية قبل إجراء العمل الجراحي لتقليص حجم الورم، وتسهيل استئصاله، كما في حالة سرطان الثدي، وعنق الرحم، والمستقيم، والجرعة المقدمة للمريض خلال العلاج الإشعاعي حوالي 45 غري.

4- المعالجة الإشعاعية بعد العمل الجراحي للقضاء على الخلايا السرطانية إذا لم يتمّ إزالتها نهائياً بالجراحة، ولتقليل خطر عودة السرطان.

5- معالجة إشعاعية أثناء الجراحة، حيث تسلط الأشعة على مكان الورم أثناء العمل الجراحي، ويطبق هذا الإجراء في حالة سرطان المعدة بجرعةٍ إشعاعية تتراوح بين (25-15) غري.

6- العلاج الإشعاعي التلطيفي في حالات انتشار الورم بشكلٍ كبير، وعدم إمكانية الشفاء منه، فيعطى المريض جرعاتٍ تلطيفية لتخفيف الألم الناجم عن الانتقالات العظمية والدماغية.  

ما هي الأجهزة المستخدمة في العلاج الإشعاعي؟

 هناك العديد من الأجهزة المستخدمة في العلاج الإشعاعي من الأورام، وأهمّها: ^[2]

1- العلاج الإشعاعي بالبروتونات

يتمُّ توجيه حزمةٍ من البروتونات ذات الطاقة العالية إلى مكان الورم، بشكلٍ تتوافق حزمة البروتون مع شكل الورم وعمقه، حتى نتمكن من الحفاظ على الأنسجة والأعضاء السليمة.

2- المعالجة الكثيبية

أو المعالجة عن قرب، وتعتمد على حقن المريض بدواءٍ مُشع، يسمح بارتباط النظير المُشع في الخلايا المستهدفة (أماكن توضُّع السرطان أو في الأنسجة المجاورة)، فيعمل الإشعاع على إيقاف نمو الخلايا أو يُسبّب موتها.

3- وحدة الكوبالت 60 العلاجية

يتمُّ توجيه حزمة أشعة غاما إلى مكان الورم، وتستخدم لعلاج أورام سرطان الثدي والأطراف، والجرعة الإشعاعية التي تعطى للمريض تختلف حسب حجم الورم ومكانه، وتستخدم هذه التقنية بعد استئصال الورم جراحياً أو قبل الاستئصال. 

4- المُسرّعات الخطية العلاجية

يتمُّ توجيه الأشعة السينية عالية الطاقة أو الإلكترونات إلى مكان الورم السرطاني، بشكلٍ يتناسب مع شكل الورم، فيعمل على تدمير الخلايا السرطانية مع تجنُّب المناطق السليمة المحيطة بالورم، وتستخدم الإلكترونات عالية الطاقة لعلاج الأورام السرطانية السطحية، بينما تستخدم الأشعة السينية عالية الطاقة لعلاج الأورام العميقة.

كيف تنتج الأشعة السينية في المُسرّعات الخطية العلاجية؟

إن الإلكترونات المنتجة في المُسرّع الخطي، تُسرَّع إلى طاقاتٍ حوالي مليون إلكترون فولت، فتصطدم بمادة الهدف، والتي تكون غالباً من التنغستين، متخليةً عن طاقتها إلى بروتونات وإلكترونات مادة الهدف، وإن الطاقة التي تعطيها لإلكترونات مادة الهدف تظهر على شكل أشعةٍ سينية.

ما هي آلية علاج السرطان بالأشعة السينية؟

إن الأشعة السينية الناتجة عن المُسرّعات الخطية العلاجية التي يتعرض لها المريض تحمل طاقةً عالية، فتسبّب ضرراً للحمض النووي في الخلايا الطبيعية والسرطانية، يؤدي إلى موت الخلية فوراً أو تصلح نفسها، وتبقى قادرةً على الانقسام، وإنتاج خلايا جديدة، والهدف من العلاج الإشعاعي هو قتل الخلايا السرطانية، وحماية الخلايا الطبيعية، فهل تميز الأشعة السينية بين هذين النوعين من الخلايا؟

المعروف أن السرطان هو انقسامٌ غير مضبوطٍ للخلايا، أي تنقسم الخلايا السرطانية بسرعةٍ أكبر من سرعة انقسام الخلايا الطبيعية، وإذا ما تمّ التعرُّض للأشعة السينية أثناء عملية انقسام الخلايا يكون الضرر في الخلية أكبر، وفي أغلب الأحيان تموت الخلية، وبهذا يمكن للأشعة السينية القضاء على الخلايا السرطانية، وإيقاف نمو السرطان، وحالياً التقنيات الحديثة تتبع تقنية توجيه حزمة الإشعاع بشكلٍ دقيقٍ إلى مكان الورم بحيث نحمي الأعضاء السليمة المجاورة لمكان الورم. ^[3]

ما هي مراحل العلاج بالأشعة السينية؟

 يمرُّ العلاج بالأشعة السينية بعدة مراحل: ^[3]

1- جلسة المحاكاة

يتمُّ خلالها تصوير المريض بالأشعة المقطعية CT أو الرنين المغناطيسي النووي MRT، ووفق هذه الصور يقوم فريق العلاج الإشعاعي بتحديد مكان الورم وشكله، ويوشم على جسم المريض المنطقة المُفترض تعرُّضها للأشعة السينية.

2- جلسة التخطيط للعلاج

بناءً على معطيات جلسة المحاكاة، يقوم الطبيب بوضع خطةٍ علاجيةٍ يتمُّ من خلالها تحديد عدد جلسات المعالجة، ومقدار الجرعة الإشعاعية المفترض إعطاؤها للمريض في كل جلسة، والفترة الزمنية لكل جلسة، ويتحدد عدد جلسات العلاج حسب نوع السرطان، والهدف من العلاج، وعدد الجلسات حوالي ثلاثين جلسة على فترة خمسةٍ إلى سبعة أسابيع.

3- جلسة العلاج

يستلقي المريض على طاولة العلاج، ويتمُّ توجيه حزمة الأشعة السينية إلى المنطقة التي تمّ تخطيطها.

4- المراقبة

تتمُّ مراقبة المريض خلال فترة المعالجة الإشعاعية لرصد أي آثارٍ جانبيةٍ للأشعة، مثل: تحسُّس الجلد واحمراره في مكان التعرُّض للأشعة السينية، أو انخفاض عدد كريات الدم الحمر، وفي هذه الحالة قد يتمُّ إيقاف المعالجة لفترةٍ زمنيةٍ حتى تزول الأعراض الجانبية.  

ما هي الآثار الجانبية للعلاج بالأشعة السينية؟

قد تظهر بعض الآثار الجانبية على المرضى الذين يتلقون العلاج الإشعاعي، ومنها: ^{[2] [4]}

● الشعور بالتعب.

● حكة جلدية.

● تساقط الشعر في المنطقة المعرضة للإشعاع، ويتوقف عودة الشعر للنمو على كمية التعرض الإشعاعي.

● غثيان وإقياء وإسهال.

● جفاف الفم والحلق بسبب تأثر الغدة النكفية الشديدة التأثر بالإشعاع.

● قد تحدث مشاكل في الإنجاب لفترةٍ مؤقتة.

● يمكن أن يؤدي في فتراتٍ لاحقة إلى الإصابة بنوعٍ آخر من السرطان، ولكن تبقى دائماً الفوائد من العلاج الإشعاعي تفوق المخاطر.