اكتئاب عدم الزواج – الأسباب، الآثار وأفضل الخطوات للوقاية منه
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
ما هو اكتئاب عدم الزواج؟
هو نوعٌ من الاكتئاب النفسي الذي يصيب الفرد نتيجة التأخر في الزواج أو عدم الزواج بشكلٍ قاطع، وبالتالي المعاناة المستمرة من ضغوطاتٍ متراكمة ومزاجية تدفع للوحدة والانعزال الاجتماعي، لاسيما أن هذا النوع من الاكتئاب يظهر نتيجة العادات المجتمعية التي تفرض على الفرد الزواج بغرض الاستقرار، وتحقيق السعادة.
لكن في الوقت الراهن بدأت نسب الزواج تنخفض بسبب متطلباته وشروطه الكبيرة، وما يحتاجه من تأمين مبالغ لشراء منزل، وتأمين حياةٍ جميلةٍ مستقرة، ولكن هذا لا يعني أن الرجل والأنثى لا يتمنيان الارتباط رغم كل هذه الظروف، على العكس تماماً، فهذا الموضوع يشكل هاجساً كبيراً لهما، وخصوصاً إذا لم يجدا الشريك المناسب.
فالكثير من الناس تتزوج بدافع إنقاذ نفسها من العنوسة فقط، وتهمل كل نواحي الحب والاهتمام، وذلك هو الخطأ الأكبر، فالبقاء دون زواج ولو في حال الإحساس قليلاً بالحزن والضعف أفضل من زواج مبني على الهروب فقط من الواقع لأنه مدمر للنفس ومتعب لها. [1]
ما هي أسباب اكتئاب عدم الزواج؟
تتعدد الأسباب التي تؤدي للاكتئاب وتتنوع، وسنقوم بذكرها الآن: [2]
1- ضغوط العادات والتقاليد
يلعب المجتمع دوراً كبيراً في التأثير على أفكار أفراده، حيث يتأثرون به، ويؤثر بهم بعملية متبادلة، والذي يلعب دوراً في ظهور الاكتئاب تلك الضغوط، والتقييد الذي يحصل من خلاله، بالتالي إذا كان الشخص غير مؤهل للزواج لا مادياً ولا معنوياً سيصاب بهذا الاكتئاب، وخصوصاً بعد تجاوزه سن معين، فإنه سيشعر بأنه لا ينتمي للمكان الذي نشأ وكبر فيه.
2- مشاعر من اليأس والكبر
عندما يكبر الإنسان في العمر، ويبقى بلا شريك أو بلا زواج وحب سيشعر بنقصٍ في جانبٍ مهمٍّ من حياته، ومع الوقت الذي سيدرك به أنه لن يستطع ترميمه ستزيد أوجاعه، وخصوصاً عندما يبدأ الكثير من حوله بتأسيس عائلة، وهذا سيؤدي إلى الحزن والاكتئاب.
3- الفشل في بناء علاقة عاطفية
هنالك الكثير من الأشخاص لا يمتلكون معرفةً كافيةً حول مواضيع الارتباط والزواج، وكذلك كيفية التعامل مع الشريك، فكل طرفٍ يرى أنه يستحق الأفضل، وأنه يريد من يتقبله بكل عيوبه، وأن يضحي ويتنازل من أجله، لكن ذلك غير صحيح لأنه يسبّب انعداماً في التوازن، وبعد مرور الوقت سيدرك أنه كان على خطأ.
4- التأثر بالمحيط
في العديد من المجتمعات قد تمارس العائلة ضغوطاتها وقوانينها على الفرد الأعزب، ودائماً تشعره بالتقصير، وأنه إنسان غير مسؤول وغير ملتزم، وعلى سبيل المثال: كأن يقولوا له: “كل أصدقائك تزوجوا وأنت ما زلت كما أنت، ستبقى طوال حياتك هكذا إنسان فاشل لا طموح ولا غاية من حياتك”، وهذا الأمر سيزيد من معدلات الاكتئاب لديه.
ما هي الآثار النفسية والاجتماعية لاكتئاب عدم الزواج؟
يمكن أن يؤدي هذا الاكتئاب إلى أخطار نفسية واجتماعية، وفيما يلي أهمّ التأثيرات: [3]
1- مشاعر من التوتر والقلق الدائم
يبرز وبدرجاتٍ عالية جداً أحاسيس متناقضة لديهم، وتساهم عدة عوامل في تشكيل ذلك، كالخوف من المجهول، وفشل التوقعات المادية إلى جانب السؤال الدائم والمستمر في ذهن الفرد، والذي هو ماذا سيحصل إذا لم أتزوج، وكل ما ذُكر سيؤثر على غايات الفرد وطموحاته، وسيعيقه في إكمال ما تبقى من حياته بشكلٍ طبيعي بعيداً عن هذا الكلام المؤذي.
2- انعدام الثقة بالنفس وتدني احترام الذات
في حال لم يتزوج الفرد، فإنه ومن دون شك سيلقي باللوم على نفسه، وسيبقى في حيرةٍ وتعجبٍ دائمٍ من هذا الموضوع، وستراوده أسئلة كثيرة، على سبيل المثال: “يا ترى أيعقل ألا تعجب بي حتى الآن أي فتاة، هل أعاني من صفاتٍ لم ألاحظها، وأدت بي إلى هذه الحالة، أم أنني لا أصلح للزواج”، والذي سيحصل هنا أنه سيفقد ثقته بنفسه.
3- التأثير على نمط الحياة والعلاقات الشخصية
من المحتمل أن تؤثر العزوبية على العلاقات الاجتماعية مع أصدقاء العمل وغيرهم، حيث من الممكن أن يصبح الشخص أكثر انطوائية، وأقل تواصل، ويفضل العلاقات السطحية فقط، بالتالي قد يشعر أعماقه بأنه محطّ شفقة الآخرين، مما سيزيد من الاكتئاب أكثر.
4- اضطرابات في نواحي الحياة الصحية
كحدوث اضطراباتٍ في النوم، وأرق، وعدم اتباع نمطٍ غذائي متوازن، وتراجع في الأداء الوظيفي، مما سيؤثر على الإنجاز، ويؤدي لتعبٍ جسدي ومهني.
5- عدم القدرة على اتخاذ القرار
قد يصبح الشخص غير المتزوج معقداً وصعباً وحذراً جداً في أي خطوةٍ يحاول أن يُقدم عليها، والسبب أنه ليس لديه من يسانده ويدعمه في قراراته، فيعتقد أن هذا الغموض هو الأنسب له، وقد يصل به الأمر إلى الانقطاع الاجتماعي التام، بالتالي يسيطر عليه الاكتئاب.
ما هي الاستراتيجيات التي تستخدم للوقاية من اكتئاب عدم الزواج؟
الوقاية ليست بالأمر السهل، ولكن لا شيء مستحيل، وفي ظل وجود بعض الاستراتيجيات الفعالة ستكون النتائج أفضل، ونذكر منها ما يلي: [4]
1- تطوير دعم الأطر الاجتماعية
أي العمل على سياسة الدمج في دوائر اجتماعية مسلية وهادفة مع فئةٍ من الأصدقاء وزملاء العمل، يمكن لذلك أن يعزز من ثقافة الانتماء، والإحساس بالأمان، حيث إن المشاركة في حملات الأنشطة الاجتماعية ستقوي العلاقات أكثر بين الجنسين، مما سيخلق نوعاً من الاحتكاك الجديد، وعلاقات صداقة جميلة تخفف من وطأة الحال.
2- تحسين الثقة بالذات
من خلال التركيز على الإنجازات الشخصية والنمو المهني الجيد، مما سيحفز الإحساس بالقيمة الشخصية، ولكن وجب على الفرد أن يبتعد عن المقارنات حول مواضيع المكانة الاجتماعية، وما يتعلق أيضاً بالعلاقة العاطفية.
3- إدارة التوتر والقلق
من خلال الذهاب إلى أخصائي نفسي يدير جلسات التفريغ الناتج عن الكبت والوحدة، إضافةً إلى أنه يساعد المتعالج على ممارسة تقنيات الاسترخاء الذاتي والتأمل، ومن الممكن أن يتمّ تشجيعه على ممارسة الرياضة، وتعتبر هذه نقلةً نوعيةً جميلةً في حياته، وبالأخص إذا لم يكن هنالك فراغ، فالانشغال جميل جداً.
4- الإيمان بأن الحياة متعددة المحاور
فالحياة ليست محصورة بجانب الزواج فقط، فالكثير من الناس لم ينجحوا بأن يكوّنوا أسرة، ويديروا علاقاتٍ سليمة، ولكن في المقابل لديهم حياة مهنية عالية المستوى ورفاهية لا محدودة، لذلك على الفرد أن يدرك بألا شيء كامل في هذه الحياة، وإن وجد سيكون هنالك تنازلات لا محالة.
المراجع البحثية
1- less marriage, Worse Mental health: The “Marriage Advantage” in Mental Well-Being. (n.d.-b). Institute for Family Studies. Retrieved August 21, 2024
2- Bruce, D. F., PhD. (2024b, April 22). What causes depression?. WebMD. Retrieved August 21, 2024
3- Charlie Health Editorial Team. (2023, November 10). 7 Psychological effects of being single for a long time. Charlie Health. Retrieved August 21, 2024
4- Major Depression. (2024, April 15). Johns Hopkins Medicine. Retrieved August 21, 2024