Published in: الصحة النفسية

اضطراب نتفِ الجلد

Author أ. بتول ندة

Published on: 28 نوفمبر، 2023

أ. بتول ندة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو اضطراب نتفِ الجلد؟

هو وضعٌ صحيٌّ مرضيّ يقوم فيه المصاب بخدش الجلد سواءً بالأظافر أو بأداةٍ حادة، ويتسبّب ذلك في التهاباتٍ، وتشقُّقاتٍ على سطح الجلد، مما يؤدي للقلق، والإحساس بالألم، ويُعتبر هذا الاضطراب من علامات جلد الذات أو معاقبة الشّخص نفسه، وغالباً هو مرتبطٌ جداً بالحالة النّفسية، ويؤثر على الصّحة العقليّة للفرد، وعلى أدائه ومهاراته، ورفاهيته في المجتمع. ^[1]

ما هي علامات اضطراب نتفِ الجلد؟

من الصّعب معرفة ما إذا كانت هذه العادة عصبية نفسية أم طبيعية صحيّة، وقد نحتاج لبعض الأسئلة حول ذلك، ومنها: ^[2]

1- هل توجد ندوبٌ ومساماتٌ واسعةٌ على الجسم نتيجة هذا الاضطراب؟

2- هل توجد التهاباتٌ داخليةٌ واسعة على الجلد، وترميمها صعبٌ للغاية؟

3- هل لدى الفرد مشاعر من الانزعاج والقلق تجاه عدم قدرته التّخلي عن نزع جلده، مثل: تشقُّق الشفاه نتيجة نزع الجلد بالأسنان، وهل هو موضوعٌ حسّاسٌ بالنسبة له؟

4- هل يعوق هذا الاضطراب حياة الفرد الاجتماعية اليومية؟ على سبيل المثال: هل يشعر المصاب بالخجل عند الذهاب في رحلةٍ إلى الشاطئ مع أصدقائه نتيجة النّدوب التي على جسده، وهل يقضي وقتاً في التّفكير بهذا الأمر، وكيف يغطي هذه التّقرحات والجروح حتى لا تظهر على الجسد، فيكون الأمر صعباً ومحرجاً للشخص.

كيف يتطور اضطراب نتفِ الجلد؟

من الممكن أن يحدث هذا الاضطراب لدى كل من الأطفال الصغار والبالغين، ويتطور بطريقتين، وهما: ^[2]

1- عندما يصاب الطفل بعدوى جلدية مؤذية أو يحدث لديه طفحٌ جلدي، مثل: الحساسية أو ما شابه، مما يؤدي لحكةٍ شديدة، ويزيد ذلك الأذى للجلد، ويمنع من الشفاء بسرعة، حيث إن ازدياد الحكة تنتج عنه زيادة التقاط الجراثيم، وبالتالي زيادة المرض.

2- خلال مرحلة التّوتر قد تلامس الأصابع مكان الجلد، ويحدث خدشٌ بسيطٌ بالأظافر، وتستمر العملية، حيث يشعر الفرد بأن ذلك يخفّف التّوتر ثم يصبح أمراً روتينياً وعادة.

يُعتبر اضطراب نزع الجلد نوعاً من سلوك استمالة النّفس، وبالتالي السلوك المتكرر، وتمَّ تصنيفه على أنه سلوكٌ مرتبطٌ باضطراب الوسواس القهري.

ما هي أسباب اضطراب نتفِ الجلد؟

هناك العديد من الأسباب التي لا يستطيع الشّخص أن يتمالك نفسه عن القيام بها، ومنها: ^[3]

1- الملل، والفراغ.

2- المشاعر السلبية السيئة، مثل: الكذب، والحزن، أو الشعور بالعار، والإحساس بالذنب.

3- الأمراض الجلدية، مثل: الأكزيما، والحكة الدائمة، أو حب الشباب الذي يظهر في فترة المراهقة.

4- بعض العيوب التي يريد الفرد إزالتها، والتّخلص منها، وهي قد لا تكون مُلاحظةً لدى الأفراد الآخرين.

5- الخوف والتّوتر الشديدين، حيث يقوم بعض الأشخاص نتيجة هذا بقضم الجلد حول أظافرهم، وهي غالباً ما تتبع لحالةٍ نفسيةٍ معينة، مثل: الفشل، أو المشاعر العدوانية.

ما هو تشخيص اضطراب نتفِ الجلد؟

قد يكون تحديد هذا الاضطراب أمراً صعباً بالنسبة للمبتدئين، حيث يشعر أغلب المراهقين بالخجل الشّديد تجاه النتائج المترتبة من هذا السلوك، لدرجة أنهم يحاولون إخفاءها عن طريق وضع الضمادات، أو اللباس الطّويل، أو وضع بعض مستحضرات التجميل، والكريمات التي تغطي الجروح.

في بعض الأوقات يكون اللجوء لطبيبٍ أمراً جيداً للتخلص من هذا الإحساس الذي يدفع الفرد لنزع جلده، وغالباً لا يرى المراهقون نزع الجلد مشكلةً كبيرة، حيث يراودهم إحساس أنها مجرد وسيلةٍ للتكيف، ويعتمدون عليها بشدة لدرجة أنها تصبح روتينيةً، ولا تلفت انتباههم أبداً. ^[4]

كيف يُعالج اضطراب نتفِ الجلد؟

1- العلاج المعرفي السلوكي عن طريق تعلم فنيّة ضبط الذات، وفنيّة استبدال السلوك الضار بسلوكٍ مفيد.

2- استخدام بعض الأدوية باستشارة طبيبٍ نفسي، مثل: مثبطات السيروتونين الانتقائيةSelective serotonin) inhibitors)، أو أسيتيل سيستئين (Acetylcysteine)، أو ميمانتين (Memantine).

3- العلاج السلوكي الذي يعتمد على التّدريب، وعكس العادة هو السّلوك الأفضل من بين الطرق العلاجية، ويقوم على التدريب على التّوعية، فعلى سبيل المثال: اتباع سياسة المراقبة الذاتية، وتحديد مُحفّزاتٍ للسلوك، إضافةً إلى التّحكم في التّحفيز من خلال تعديل المواقف بمواقف أخرى، ومثال ذلك:

الابتعاد وتجنُّب المثيرات المغرية التي تقود سلوكٍ خاطئ، وأيضاً التدريب على الاستجابة التنافسية السّريعة، ويحصل ذلك عن طريق تعليم المرضى استبدال عاداتهم السيئة بسلوكياتٍ صحيّة، وتناول طعامٍ صحي، أو تجربة ألعاب الذكاء، مثل: البذل، وممارسة الرّياضة. ^[5]