Skip links
فتاة تجلس على الكرسي وترفض تناول الطعام الموجود أمامها على الطاولة

اضطراب تناول الطعام التجنُّبي (المقيّد)

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » اضطراب تناول الطعام التجنُّبي (المقيّد)

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

إذا راودك شعورٌ بأنك أو أحد أفراد عائلتك لديه نمطٌ مقيّدٌ في تناول الطعام، أو إذا كنت تشكّ في إمكانية وجود اضطراب تناول الطعام التجنُّبي (المقيّد)، فإن هذه المقالة ستزودك بالمعلومات الضرورية لفهم هذا الاضطراب، والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، وكيفية تشخيصه، والعلاجات المتاحة، والإجراءات التي يمكن اتخاذها لمساعدة الأفراد المتأثرين بهذا الاضطراب على التعافي، واستعادة علاقتهم الصحية مع الطعام.

ما هو اضطراب تناول الطعام التجنُّبي المقيّد؟

هو اضطرابٌ صحيٌّ يصيب الأطفال والمراهقين، ويحدُّ من قدرتهم على تناول الطعام بكمياتٍ وأنواعٍ مختلفة، ولا يكون ذلك ناتج عن محاولةٍ ذاتية منهم لإنقاص الوزن، ولا بسبب الصورة السلبية عن الذات، وهو أمرٌ منتشرٌ جداً، وشائعٌ بين اضطرابات الأكل المختلفة، ويمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى: [1]

● فقدان الشهية تجاه الطعام.

● الإحساس بالخوف من عواقب تناول الطعام كأن يحدث مع الفرد حالات من الاختناق أو التقيؤ.

● الابتعاد وتجنُّب الأطعمة التي لها لون، أو طعم، أو شكل، أو رائحة غير نظيفة بحجة الاشمئزاز والقرف.

هل اضطراب تناول الطعام المقيّد هو نفسه اضطراب الأكل الانتقائي؟

لا ليس هو نفسه، فاضطراب الأكل الانتقائي قائمٌ على اختيار الفرد لأطعمةٍ معينةٍ يحبها، ولا تؤثر على شهيته أو نمو الجسم وتطوره، ومن الممكن أيضاً أن يختفي مع التقدم في العمر على العكس تماماً من اضطراب تناول الطعام التجنُّبي المقيّد الذي يحصل به امتناع عن الطعام، وتجنُّب تناوله بشكلٍ تام دون وجود سبب. [1]

ما هي أعراض اضطراب تناول الطعام التجنُّبي المقيّد؟

يوجد كثير من أعراض وعلامات اضطراب تناول الطعام التجنُّبي المقيّد، وتنقسم إلى: [2]

1- الأعراض النفسية السلوكية

– حصرٌ وتقييدٌ لوجبات الطعام، حيث لا يتناول الفرد إلا أنواعاً محددة جداً.

– انخفاض الشهية للطعام.

– فقدان الاهتمام بتناول الطعام، حيث من الممكن أن يظل الفرد لساعاتٍ طويلةٍ دون طعام.

– صعوبةٌ في التفكير والتركيز.

– تناول الأطعمة ذات القوام المعين، على سبيل المثال: لا يتناول الفرد الحساء إذا لم يكن قوامه سميكاً.

– يحذف الفرد من ضمن خيارات الطعام وجباتٍ كانت مفضلةً بالنسبة إليه، الأمر الذي يزيد من صعوبة انتقاء أنواع الأكل مع مرور الزمن.

– يتجنّب الفرد الرحلات أو المعسكرات بسبب القلق من الأطعمة التي سوف يُجبر على تناولها.

– العزلة والابتعاد عن الحياة الاجتماعية، والولائم، والدعوات لتناول الطعام لكيلا يتعرض الفرد للإحراج بشأن تناول الطعام مع الآخرين.

2- الأعراض الجسدية

– هبوطٌ في وزن الجسم بشكلٍ خطير.

– عدم وضوح معالم الجسم، حيث يفقد الجسد رونقه، وجماله، ويصبح الوجه شاحباً.

– وجعٌ في البطن نتيجة التقلصات بسبب الجوع.

– الإرهاق والتعب.

– المعاناة من اضطراباتٍ في المعدة، والشعور بالشبع الفوري بعد تناول كمياتٍ قليلةٍ جداً من الطعام.

– الشعور بالبرد.

– التأخر في الدخول بمرحلة البلوغ.

– قد تكون معدل ضربات القلب بطيئة.

– الجلد الجاف الناشف.

– وجود صعوبةٍ في النوم.

– أظافر هشة ومتكسرة.

– ضعف العظام وعضلات الجسم.

3- الأعراض النفسية

– الشعور بالانزعاج الشديد عند تجربة أصنافٍ جديدةٍ من الطعام.

– عدم قدرة الفرد على تحمُّل سماع أصوات الآخرين وهم يأكلون.

– وجود قلقٍ غير طبيعي من المواد الغذائية المغلفة.

– الشعور بالقلق من تجربة تناول الطعام في المطاعم أو أماكن غير مألوفةٍ بالنسبة لديه.

– المعاناة من اكتئاب المراهقين أو قلق الطفولة.

ما هي أسباب اضطراب تناول الطعام التجنُّبي المقيّد؟

1- العوامل الوراثية

حيث تلعب العوامل الجينية دوراً في الإصابة بالاضطراب بنسبة 80 بالمئة، بالإضافة للتاريخ العائلي للمصاب في حال إصابة أحد أفراد الأسرة بأنواعٍ من اضطرابات الأكل.

2- البيئة المحيطة بالفرد

تلعب البيئة دوراً في اكتساب هذا الاضطراب، ولكن ليس بقدر العوامل الجينية التي ولد بها الطفل.

3- تعرض الفرد لصدمةٍ ما

قد يتعرض الفرد لصدمةٍ أثناء تناول الطعام، كالاختناق مثلاً، أو قد يرى شخصاً آخر يختنق أمامه، وأيضاً تلعب أنواعٌ أخرى من الصدمات دوراً في تجنُّب الطعام، كحدوث الطلاق أو الانتقال من بلدٍ لآخر، حيث لا يكون الفرد مهيأً للتعرف على أنواعٍ جديدةٍ من المأكولات أو أن تلك المأكولات لا تتناسب معه.

4- التعرض للاضطرابات

إصابة الفرد بالوسواس القهري أو اضطرابات في النمو، والإعاقة الذهنية. [3]

ما هي عوامل خطر اضطراب تناول الطعام التجنُّبي المقيّد؟

إذا كان الأفراد مصابون باضطراب تناول الطعام المقيّد، فإنهم أكثر عرضةً للإصابة بما يلي: [4]

اضطراب طيف التوحُّد.

● اضطرابات القلق.

● الاكتئاب المزمن.

● الإعاقة الفكرية، وحالاتٍ من فقر الدم.

● اضطراب نقص النشاط، وتراجع القدرة على الانتباه.

ما هو تشخيص اضطراب تناول الطعام التجنُّبي المقيّد؟

يتناول الأفراد المصابون بالاضطراب كمياتٍ قليلةً جداً من الطعام بحيث يلبي احتياجاتهم الغذائية فقط، ولهذا السبب قد يكون لديهم إحدى هذه الأعراض التي يتمُّ من خلالها تشخيص الاضطراب، وهي: [4]

1- تغيّرٌ في أنماط النمو، وعدم القدرة على زيادة الوزن، فالجسم يصبح في حالة نحافةٍ شديدة.

2- سوء تغذيةٍ يؤدي إلى الفشل الكلوي أو اضطراباتٍ في الأمعاء.

3- الاعتماد على تناول مكمّلاتٍ غذائية عن طريق الفم أو التغذية المعوية.

4- ضعفٌ كبيرٌ في الأداء الاجتماعي والوظيفي.

ما هو علاج اضطراب تناول الطعام التجنُّبي المقيّد؟

1- العلاج النفسي

 يتمُّ اتباعه مع الأطفال، ويهدف إلى:

– خلق أجواءٍ عائليةٍ تساعد الطفل على الخروج من وحدته، وتشجعه على تناول الطعام بشهيةٍ معهم.

– الاعتماد على إدخال أطعمةٍ جديدةٍ ضمن نظام الطفل اليومي.

– محاولة الأسرة فهم ما يشعر به الطفل عند الإحساس بالجوع، وإذا تمّ ملاحظة وجود خللٍ في شيء ما، لابدّ من عرضه على أخصائي نفسي.

– تعليم الطفل كيفية التحكم في مشاعره عند تناول الطعام.

2- العلاج المعرفي السلوكي

يركز هذا العلاج على:

– مساعدة الفرد على اكتساب وزنٍ صحي، وتعلم كيفية المحافظة عليه.

– عرض إيجابيات تناول الأنواع المفيدة من الطعام، والفرق بينه وبين النفور الحسي، والمخاوف المتعلقة بالطعام.

– منع حدوث المضاعفات التي تؤثر على الصحة العامة للجسم، لذلك لابدّ من اتباع العلاج المعرفي الذي يعمل على:

● تعرُّف المعالج على المشكلة، وآلية عملها، والسبب في حدوثها.

● تعليم الطفل كيفية تعديل السلوك، وتبديل الإحساس من الخوف، والقلق إلى الراحة، والمتعة أثناء فترات الأكل.

● في بعض حالات العلاج السلوكي، وبعد تجاوز الفرد للصدمات والأحداث السلبية، قد يصف المعالج أدويةً تفتح الشهية، كمضادات الذهان أو الاكتئاب.

– من الممكن أن يقدم الطبيب التغذية في الحالات الطارئة للفرد بواسطة أنبوب تغذيةٍ مؤقت، وهي طريقةٌ للتغذية المعوية، حيث يمرُّ أنبوبٌ مرنٌ عبر الأنف إلى المعدة مباشرةً أو إلى الأمعاء الدقيقة، ويُسمح لذلك الأنبوب بنقل الغذاء وتوابعه إلى الجسم بتجاوز الفم، ويلعب العلاج السلوكي دوراً في تشجيع الفرد على ممارسة هذه الطريقة نظراً لأن نتائجها سريعة، ومفعولها أسرع، وقد يصف الطبيب مكمّلاتٍ غذائيةً إذا كان الطفل مصاباً بنقصٍ في التغذية. [5]

المراجع البحثية

1- Professional, C. C. M. (n.d.-i). Avoidant/Restrictive food intake Disorder (ARFID). Cleveland Clinic. Retrieved February 12, 2024

2- Jones-Patten, A., PhD RN. (2023, September 18). What is avoidant Restrictive food intake Disorder (ARFID)? Health. Retrieved February 12, 2024

3- Morgan, K. K. (2021, February 25). Avoidant Restrictive Food intake Disorder (ARFID). WebMD. Retrieved February 12, 2024

4- Cdces, B. P. M. R. C. (2024, January 17). How to recognize Avoidant Restrictive Food intake Disorder. Verywell Health. Retrieved February 12, 2024

5- Avoidant restrictive food intake disorder (ARFID). (2022, September 12). Raising Children Network. Retrieved February 12, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.