Published in: الصحة النفسية

اضطراب الشخصية الاعتمادية

Author أ. بتول ندة

Published on: 9 أكتوبر، 2023

أ. بتول ندة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعرف باضطراب الشخصية القلقة أو غير المُتوازنة، ويشعر المصابون به بصعوبة الاعتماد على أنفسهم، والاعتناء بذاتهم بشكلٍ جيد، إضافةً لمشاعر الاتكالية على الأشخاص، والضّعف، والعجز، والشعور بالفرح عند شفقة الآخرين عليهم، وتقديم المساعدة لهم، ولكن ليس من الصّعب تعلم أصحاب الشخصية الاعتمادية الثقة بالنفس، والاعتماد على أنفسهم، ومحبة العمل، والسّعي للوصول لأهدافهم بدلاً من وصول كل شيءٍ جاهزٍ لهم. ^[1]

ما هي أعراض الشخصية الاعتمادية؟

1- عدم القدرة على اتخاذ قراراتٍ دون سماع آراء الآخرين فيها، ولو كانت مجرد قراراتٍ روتينية ويومية مُعتادة، فهم بحاجة لثناء الآخرين عليها وتشجيعهم.
2- الابتعاد عن تحمُّل المسؤوليات، وتجنُّبها قدر الإمكان حيث يلقون العبء على الأشخاص المقربين منهم سواءً أكانوا إخوةً، أو أصدقاء، أو أزواجاً، أو أفراد العائلة أيضاً.

3- الخوف من النهايات، وخاصةً العلاقات سواءً حب، أو صداقة، والشعور بالضيق والقلق من السفر، والابتعاد عن الأهل، وغالباً ما يُفضّلون البقاء في أماكن لا تريحهم لمجرد أنهم أشخاصٌ لا يستطيعون البقاء لوحدهم، ولديهم خوفٌ من العزلة كثيراً.

4- الحساسية الزائدة من النقد سواء أكان إيجابياً أو سلبياً.
5- تسيطر عليهم مشاعر اليأس والتشاؤم الناتج عن إحساسهم الدائم بعدم قدرتهم على رعاية أنفسهم.
6- الابتعاد عن المشكلات قدر الإمكان، وتجنبها لخوفهم من فقدان المحبة أو الدعم من المحيطين.
7- ميولهم المفرطة نحو العناد والتّعصب.
8- عدم قدرتهم على التخطيط لمشاريع عمل أو لبداياتٍ جديدة بسبب انعدام الثقة بالنفس.
9- استعدادهم لتحمُّل المعاملة السيئة من الآخرين. ^[2]

ما هي أسباب اضطراب الشخصية الاعتمادية؟

حتى اليوم لم تتمّ معرفة السبب في هذا الاضطراب، ولكن غالباً ما يظهر في مرحلة البلوغ، ويكون نتيجة حرص الأهل الكبير على أطفالهم، وعدم السماح لهم بتجربة شيء أو أن يعتمدوا على أنفسهم، ويُلاحظ أيضاً على الأطفال من ضعف شخصيتهم، وعدم قدرتهم على الابتعاد عن والديهم، والذهاب للمدرسة.

ونشاهد مقدار عناية الأهل باصطحاب أطفالهم للمدارس، وملاقاتهم للعودة للبيت، ويستمر ذلك حتى الكبر، وأيضاً يظهر على الطفل مشاعر الخجل، ولا يستطيع التعبير عن رأيه إلا بوجود أحد والديه، وإن لم يكونا موجودين نرى الطفل غارقاً في البكاء، لذلك مرحلة الطفولة مهمة، وواجبٌ على الأهل بناء شخصيةٍ قويةٍ لأبنائهم منذ الصّغر، وهذا الاضطراب منتشرٌ بين الإناث أكثر من الذكور. ^[3]

ما هو العلاج النفسي للشخصية الاعتمادية؟

لم يتوصل الدليل التشخيصي لعلاجٍ واضحٍ لاضطراب الشخصية الاعتمادية، ولكن لابدَّ من استخدام العلاج النفسي، ويشمل العلاج المعرفي السلوكي إعادة بناء الذات، وتغيير المعتقدات، وأفكار الشخص التي زُرعت في عقله، ووضع برنامجٍ إرشادي قائمٍ على مجموعةٍ من الأعمال والمسؤوليات.

وطلب المُعالج من المريض الالتزام بالبرنامج، والتواصل الجيد مع الآخرين، وتعليمه مبادئ الاحترام والالتزام، وأن محبة الآخرين له تنبع من التصرفات والأعمال التي يقوم بها الشخص تجاههم، وليس من الخضوع والسيطرة، إضافةً لتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وإحساسهم بذاتهم، وأنهم بحاجة لمشاعر التقدير والانتماء، أولاً من المجتمع، وثانياً من البيئة التي يعيشون فيها.

ما هي الأدوية المُستخدمة لعلاج الشخصية الاعتمادية؟

في بعض الأوقات يتمُّ اقتراح الأدوية لعلاج هؤلاء الأشخاص، وهي :

1- مضادات الاكتئاب

من الجيد تناول هذا النوع من الدواء لأن المصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية يعاني من الاكتئاب، ومن أنواعها: زولوفت، وسيليكسا، فهي قادرةٌ على تغيير تفكير الفرد، ومشاعره نحو الأفضل، وبشكلٍ أكثر إيجابية، إضافةً أنها تُقلّل من الطاقة السلبية.

2- المهدئات

في حال كان الفرد يعاني من القلق بشكلٍ متزامنٍ مع الاضطراب، فمن الممكن أن يقترح عليه المُعالج مسكناتٍ لتهدئة جهازه العصبي، مثل: البنزوديازيبينات، والباربيتورات، حيث تعمل على تثبيط الدماغ، والجهاز العصبي، مما يؤدي للاسترخاء والراحة من الضغوط، إضافةً إلى أنه يمكن استخدام المهدئات للمصابين باضطرابات النوم أيضاً. ^{[4] [5]}