Skip links
فتاة شقراء تظهر بشكلين أحدهما مستغرب والآخر يضحك

اضطراب التحويل

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » اضطراب التحويل

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

كثيراً ما نسمع عن حالاتٍ مرضيةٍ غير مفسرة، كما تنتشر أعراضٌ مبهمة يعاني منها المريض، ولا يستطيع وصفها، إلا أن التحدي الطبي الأكبر يكمن عند ملاحظة أعراضٍ سريريةٍ واضحةٍ عند بعض المرضى دون وجود أي سببٍ عضويٍّ يُفسّر هذه الأعراض، حتى أنه تُلاحظ سلامة جميع الأعضاء التي قد تكون السبب في ظهور الأعراض، وقد تكون الحالة النفسية للمريض سليمةً تماماً، وهذه الحالات النادرة عادةً ما يطلق عليها اسم اضطراب التحويل (Conversion disorder).

ما هو اضطراب التحويل؟

هو حالةٌ مرضيةٌ يشكو فيها المريض من أعراضٍ أو اضطراباتٍ تتعلق بالحركات الإرادية أو الوظائف الحسية، والتي قد توجه إلى وجود اعتلالٍ عصبي أو حالةٍ مرضيةٍ أخرى، إلا أن الفحوص العصبية المفصلة والشاملة لدى المريض، بالإضافة إلى جميع الفحوصات المخبرية تظهر عادةً عدم وجود أي اضطرابٍ عصبي يفسر الأعراض المشاهدة.

أو أن نتائج الفحوص لا تكون متناسبةً مع شكاية المريض، أي أن اضطراب التحويل هو علاماتٌ أو أعراضٌ توجه إلى وجود إصاباتٍ عصبيةٍ دون وجود إصاباتٍ عصبيةٍ فعلية، وعلى عكس بعض الحالات النفسية المعروفة، كالتمارض (Malingering)، فإن الأعراض التي يعاني منها المريض تكون غير مقصودة من قبل المريض، أي أن هذه الأعراض يعاني منها المريض بالفعل، إلا أنه لا تفسير منطقي لهذه الأعراض.

من الواضح أن الآلية المرضية لا تزال مجهولةً وغير مفسرة، إلا أن من أحد الميزات الأساسية لاضطراب التحويل هو سلامة الجسم والأعضاء بشكلٍ غير متناسبٍ مع الأعراض المشاهدة، إلا أنه حديثاً ظهر تفسيرٌ ما يشير إلى إمكانية ظهور اضطراب التحويل عند المرضى الذين لديهم سوابق إصاباتٍ عصبيةٍ في الجهاز العصبي المركزي. [1]

ما هي أعراض اضطراب التحويل؟

قد يعاني مرضى اضطراب التحويل من أعراضٍ عصبية، مثل: الشلل النصفي، أو الخزل الأحادي، أو تغير الوعي، أو فقدان البصر، أو حركاتٍ شبيهةٍ بالنوبات (نوباتٍ نفسيةٍ غير صرعية)، أو الورم الكاذب، أو اضطراب المشي غير الطبيعي، أو فقدان الصوت، أو خلل النطق، أو عدم التنسيق، أو اضطراب الحركة الغريب.

المرضى الذين هم أكثر سذاجةً من الناحية الطبية عادةً ما يكون لديهم أعراض غير قابلةٍ للتصديق، والعكس صحيح، وتعتمد الأعراض الحالية على البيئة الثقافية، ودرجة التطور الطبي، والمشكلة النفسية الأساسية. تُعتبر النوبات النفسية غير الصرعية من أكثر الأعراض التي تُسبّب قلقاً عند أهل المريض، والمريض بحدّ ذاته، وهي من الأعراض التي يجب دراستها بشكلٍ خاص لنفي إصابة المريض بأمراضٍ أخرى خطيرة.

تكون الأعراض متنوعةً ومختلفةً بشكلٍ واسعٍ بين مريضٍ وآخر، إلا أنه يجب نفي جميع الاحتمالات لأمراضٍ عصبيةٍ أخرى قبل اعتبار ما يعاني من الأمراض على أنها أعراض اضطراب تحويل، وعادةً ما يكون التحدي الأكبر في نفي جميع الأمراض الأخرى، وقد يرتبط تظاهر اضطراب التحويل بالإجهاد أو الصدمة، سواءً أكانت صدمةً نفسيةً أو جسديةً بطبيعتها، وقد يعاني هؤلاء المرضى من أعراضٍ تتعلق عادةً بالصدمة، على سبيل المثال: الانفصال عن الواقع، فقدان الذاكرة الانفصالي.

قد ينكر المرضى الذين يعانون من اضطراب التحويل أي مشاكل عاطفية، وعادةً ما يقاومون استشارة الطب النفسي، ولذلك تقع المسؤولية على عاتق العاملين الطبيين الآخرين لإجراء التقييم الأولي قبل نقل التشخيص، وإن إدراك حالة المريض، ومعرفة طبيعة الأعراض، والبيئة المحيطة بالمريض مهمٌّ جداً لتأكيد الإصابة، ونفي احتمال وجود إصاباتٍ عصبيةٍ فعلية غير مُشخّصة. [2]

كيف يُشخّص اضطراب التحويل؟

في كثيرٍ من الحالات يتطلب التشخيص النهائي لاضطراب التحويل استشارة أطباءٍ أخصائيين في التشريح العصبي، والطب النفسي، والأمراض العصبية بأنواعها، بالإضافة إلى استشارة الأطباء في الأمراض الاستقلابية، والوعائية، وغيرها من الاستشارات من مختلف الاختصاصات الطبية.

بالإضافة إلى إجراء العديد من الصور الشعاعية، والفحوص الطبية لنفي جميع الاحتمالات الممكنة التي قد تُسبّب الأعراض التي يعاني منها مريض اضطراب التحويل، مما يجعل هذه الحالة الطبية من أكثر الحالات الطبية المكلفة لوضع التشخيص النهائي لها، وبعض الإجراءات التشخيصية اللازمة تكون: [3]

1- للتحقق من سلامة نصف الكرة المخيّة

● التصوير بالرنين المغناطيسي الموزّن بمعامل الانتشار (MRI of brain with diffusion-weighted imaging).

التصوير بالرنين المغناطيسي للمنطقة الرقبية.

2- لنفي الأسباب الممكنة للنوبات النفيسة غير الصرعية

● الصورة بالرنين المغناطيسي للدماغ.

● التخطيط الكهربائي للدماغ.

● التصوير الصدوي للقلب (Echocardiogram).

● معايرة كمية حمض اللاكتات في المصل.

● معايرة مستوى البرولاكتين بعد 30 دقيقة من النوبة، ويمكن أن يحدث الارتفاع فوق القيم الطبيعية مع نوباتٍ جزئية، أو نوباتٍ مُعمّمة، أو إغماء، ولكن ليس مع النوبات النفسية غير الصرعية.

3- لنفي أسباب الحركات النفسية المنشأ

● صورة بالرنين المغناطيسي للدماغ.

● دراسات بول لمدة أربع وعشرين ساعة للتحقُّق من مستوى النحاس والسيرولوبلازمين في الدم، وفحص المصباح الشقي للتحري عن وجود حلقات كايسر فليشر، والتحقُّق من احتمال الإصابة بمرض ويلسون.

●الهرمون المنبه للغدة الدرقية، الأجسام المضادة لبيروكسيداز الغدة الدرقية، الأجسام المضادة لثايروجلوبولين.

● تعداد الكريات الحمراء مع تحري وجود الخلايا الشائكة في اللطاخة الدموية.

● الأجسام المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية HIV، الأجسام المضادة لفيروس داء لايم، الأجسام المضادة للستربتوليزين O.

● تحري السُّموم في البول والمصل، للبحث عن التعاطي غير المناسب للأدوية أو المخدرات.

● معايرة مستويات الأدوية، مثل: معايرة مستويات الدوجكسين، والأدوية المضادة للاختلاج.

من الأساليب القديمة، والتي أصبحت محدودة الاستخدام حديثاً إجراء ما يعرف بمقابلة أميتال (Amytal interview)، حيث إن هذا الإجراء يعتمد على إجراء مقابلةٍ مع المريض بعد منحه أدوية معينة تساعد على تخفيف الأعراض العصبية التي يعاني منها لفترةٍ قصيرةٍ من الزمن، ومن هذه الأدوية (Sodium Amytal)، وهو صنفٌ من أصناف الباربيتورات (Barbiturate) ثم يقوم الطبيب النفسي بإجراء مقابلةٍ مع المريض.

وهو تحت تأثير هذه الأدوية لفهم ما يعاني منه المريض من أعراضٍ أو صدماتٍ نفسيةٍ سابقة، إلا أن الأدوية المستخدمة كانت تحمل عدداً من المخاطر، كانقطاع التنفُّس، بالإضافة إلى الخلاف الأخلاقي حول استخدام هذه الأدوية، مما جعل هذا النمط العلاجي غير مرغوبٍ به في تشخيص اضطراب التحويل.

ما هو علاج اضطراب التحويل؟

لا يوجد علاجٌ دوائيٌّ محدّدٌ متاح لاضطراب التحويل؛ ومع ذلك، يمكن الاعتماد على أدوية معدلات المزاج، والأدوية المضادة للقلق، وينبغي توخي الحذر لتجنُّب المؤثرات العقلية المنتجة للاعتماد، كما أن دور الأهل، والوسط المحيط بالمريض مهمٌّ جداً في مساعدته على تقبُّل الأعراض، والتوجه إلى العيادة الطبية المناسبة، للتخفيف من حدة الأعراض التي يعاني منها. [4]

المراجع البحثية

1- Marshall, S. A., MD. (n.d.). Conversion Disorders: Background, Pathophysiology, Epidemiology. Retrieved January 17, 2024

2- Marshall, S. A., MD. (n.d.-b). Conversion Disorders Clinical Presentation: History, physical, Causes. Retrieved January 17, 2024

3- Marshall, S. A., MD. (n.d.-c). Conversion Disorders WorkUp: Laboratory studies, procedures. Retrieved January 17, 2024

4- Marshall, S. A., MD. (n.d.-c). Conversion Disorders Treatment & Management: medical care, consultations. Retrieved January 17, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.