Skip links
فتاة تصرخ بقوة ورجل بجانبها يضع أصابع يديه داخل أذنيه

اضطراب التحدي المعارض

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » اضطراب التحدي المعارض

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو اضطراب التحدّي المُعارض؟

هو اضطرابٌ يصيب الأطفال في أوائل مراحل النمو، ويؤثر بشكلٍ كبيرٍ على النضج والثبات الانفعالي، وغالباً ما يعاني الطفل المصاب من سلوكٍ عدواني، وطبعٍ عنيد، كما أنه لا يصغي لأحد، ويعاني جموداً في التفكير، وانخفاضاً في معدلات الذكاء، وهو أكثر انتشاراً بين الإناث والأولاد المصابين بأمراضٍ عقلية، ومنها: [1]

1- اضطراباتٌ في السلوك.

2- اضطرابات القلق.

3- اضطراب نقص الانتباه، وفرط الحركة والنشاط.

ما هي أعراض اضطراب التحدي المعارض؟

تبدأ آثار الاضطراب بالظهور عند الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة أو في مراحل متقدمةٍ من سن المراهقة، حيث تستمر سلوكيات وأفعال المعارضة، والرفض، والتحدي عند الطفل، وبشكلٍ متكررٍ وعدواني، وغير مُحبَّبٍ من طرف الأهل والآخرين، ويُسبّب ذلك مشكلاتٍ تزداد خطورتها عندما تصل لصعوباتٍ في الفهم، والدراسة، والحفظ، وإدارة الأنشطة، والعلاقات الاجتماعية، وتستمر لمدة ستة شهور على الأقل، وتشمل: [2]

– التقلُّب المزاجي السريع ما بين العصبية والغضب إلى الهدوء.

– فقدان السيطرة على الأعصاب والنفس.

– الاستياء من الواقع، والاكتئاب في أغلب الأوقات.

– مشاعر يغلبها الحساسية المفرطة من أبسط المواقف، والكلمات، والانزعاج منها.

– الشجار والجدل مع الكثير من الأصدقاء، والبالغين أيضاً.

– مضايقة الآخرين، والعبث بممتلكاتهم عن قصد.

– تحدي الوالدين، وعدم تنفيذ طلباتهم أو الإصغاء إليهم.

– إلقاء اللوم على الأهل دائماً على أنهم السبب في الأخطاء التي يقوم بها، وسوء السلوك الذي يمارسه.

– قول كلماتٍ نابية وغير لائقة بحق الآخرين تعبيراً عن الكراهية، والبغض عند الغضب.

– إيذاء مشاعر الآخرين، والسعي للانتقام منهم.

– التصرف بسلوكياتٍ شريرة انتقامية على الأقل مرتين في الشهر خلال السنة.

ويمكن أن يكون اضطراب التحدي خفيفاً، أو متوسطاً، أو شديداً، حيث إن:

الخفيف: تظهر أعراضه في مكانٍ واحدٍ فقط سواءً في المدرسة، أو المنزل، أو في النادي الرياضي، أو العمل.

المتوسط: تظهر آثاره في مكانين على الأقل.

الشديد: تظهر الأعراض في ثلاثة أماكن أو أكثر، حيث تسيطر هذه الشخصية على نواحي الفرد جميعها في كل الأوقات.

ما هي أسباب اضطراب التحدي المعارض؟

1- المواد الكيميائية في الدماغ

يتمُّ ارتباط العدوان والعناد بأنواعٍ معينةٍ من النواقل الكيميائية في الدماغ أو في الناقلات العصبية، حيث تساعد هذه النواقل على التواصل مع بعضها البعض إذا كانت تعمل بالشكل الصحيح، وقد لا تصل هذه الرسائل بالطريقة الصحيحة، مما يؤدي إلى اضطراب العناد المتعارض، والأمراض العقلية الأخرى.

2- المزاج

حيث يعاني الأطفال من صعوبةٍ في التحكم، والسيطرة على العواطف والانفعالات.

3- اختلافات في الدماغ

تشير بعض الأبحاث أنه من الممكن وجود إصاباتٍ أو عيوبٍ في مناطق معينةٍ من المخ، ويمكن لذلك أن يؤدي لاضطراباتٍ ومشاكل سلوكيةٍ خطيرةٍ لدى الأطفال.

4- التاريخ العائلي

جميع الأطفال والمراهقين المصابين بالاضطراب لديهم أفراد من العائلة والأقارب يعانون من أمراض عقلية، ويشمل ذلك اضطرابات في التفكير، أو المزاج، أو القلق الاجتماعي، والرهاب، واضطرابات في الشخصية، مما يدلُّ أن الإصابة به قد تنتقل وراثياً.

5- القضايا والخلافات العائلية

هنالك حالات، مثل: الحياة الأسرية المُختلّة، وتعاطي المخدرات والكحول، والطلاق، أو تمتع الوالدين بسلطةٍ قوية سواءً الأب أو الأم، مما يؤدي إلى تطور السلوك الشاذ لدى الطفل.

6- المحيط والأقران

قد ينتج الاهتمام الزائد بالطفل من الوالدين أو الأقارب إلى تعزيز سلوكياتٍ وأفعالٍ غير سوية من المعاندة، والكلام البذيء، والردّ، والتكلم بصوت عالٍ أمام العائلة، وهذا ما يخالف تعاليم التربية السليمة. [3]

ما هو الفرق بين اضطراب التحدي المعارض ونقص الانتباه وفرط النشاط؟

إن اضطراب التحدي والمعارضة مرتبطٌ بسلوكيات الطفل، وكيفية تفاعله، واحترامه لذاته ووالديه، وطريقة تعامله مع أصدقائه ومعلميه، أما اضطراب فرط النشاط، ونقص الانتباه، فهو خللٌ في النمو العصبي يتسبّب في توتر وتشتيت انتباه الشخص بسهولة، وعدم التناسق والتنظيم، والقلق الكبير الذي يمنعه من معرفة رغباته، وإدارة وقته بشكلٍ صحيح. [4]

ما هي عوامل الخطر التي إن وجدت سيكون الطفل أكثر عرضةً للإصابة بالاضطراب؟

– امتلاك الطفل تاريخاً من المعاملة السيئة والإهمال.

– التعرُّض للعنف.

– المشاكل الأسرية والمادية في العائلة.

– الآباء الذين عانوا من أمراضٍ عقلية أو اضطراباتٍ في السلوك والشخصية.

– عدم وجود جوٍّ من الأمان والاستقرار في الأسرة.

– الفقر وسوء التغذية.

– ضعف جزءٍ من الدماغ المسؤول عن التفكير والانفعالات، والتحكُّم بها. [4]

ما هي أنواع اضطراب التحدي المعارض؟

1- اضطراب العناد في مرحلة الطفولة

يبدأ بالظهور في عمر ثماني سنوات، ويتطلب التدخل السريع والمبكر للعلاج، وذلك لمنع تطوره لاضطرابٍ سلوكيّ خطير.

2- اضطراب العناد الشارد في مرحلة المراهقة

يبدأ بشكلٍ مفاجئٍ في سنوات الدراسة المتوسطة أو الثانوية، مما يؤدي لحدوث صراعٍ في المدرسة، ومع الأصدقاء، والعائلة في المنزل. [2]

ما هي خصائص اضطراب التحدي المعارض؟

يمكن للطفل الذي يعاني منه أن: [6]

1- يصبح غاضباً ومتوتراً يشكلٍ مفاجئٍ دون وجود سبب.

2- المعاناة من نوبات غضبٍ واكتئابٍ متكررة.

3- رفض الخضوع للقواعد والقوانين.

4- لديهم تدنٍ في احترام الذات، وقلة الثقة بالنفس.

5- التدخين في سنٍّ مبكرةٍ جداً.

6- إهمال الواجبات المدرسية، ويصبح الطفل اتكالياً على الغير بشكلٍ مبالغٍ فيه وغير مبالي.

ما هو تشخيص الاضطراب؟

يتمُّ التشخيص الدقيق والاحترافي من قبل طبيبٍ نفسي مختص في الاضطرابات السلوكية للأطفال من خلال إجراء مقابلاتٍ مفصّلةٍ مع الطفل في حال كان بالغاً بما يكفي للحصول على إجاباتٍ واضحة، والاطلاع على كل ما ذكر من أعراضٍ وأسباب، وإجراء الفحوصات اللازمة لتقييم الوضع. [6]

ما هو العلاج المناسب؟

تشمل عملية المعالجة ما يلي: [5] [7]

1- العلاج العائلي

من خلال دعوة والدي الطفل لحضور ندوةٍ تثقيفيةٍ حول كيفية بناء علاقةٍ سليمةٍ مع الأولاد، وتعريفهم بأسس وطرائق التعامل معهم لضمان بقائهم تحت جناح الأسرة.

2- تدريب الوالدين

هذا الدور يقوم به مقدم الرعاية، حيث تقع عليه مسؤولية تعليمهم استراتيجيات وتقنيات إدارة السلوك، للحدّ من الأفعال والتصرفات الخاطئة، والسيئة مع الأولاد في المنزل.

3- العلاج النفسي

حيث يساعد العلاج الفردي الطفل على تعلم مهاراتٍ وأنشطةٍ جديدة، مثل: إدارة الأزمات، والغضب، والتحكم في الانفعالات.

4- التدريب على المهارات الاجتماعية

من الممكن أن يكون هذا التدريب فعالاً لجعل الطفل المصاب أكثر قدرةً على التعامل والتفاعل مع الأهل والأقارب المحيطين، ومع الأصدقاء في المدرسة.

5- وضع برنامجٍ لتعديل السلوك

هو العلاج الأفضل الذي يقوم على دراسة هيكلية الطفل، ومعرفة مشاكله، وتعزيز السلوكيات الصحيحة لديه بالمكافآت والهدايا، لجعله يتشجع لممارستها أكثر، وتعليمه السلوكيات الملائمة للمجتمع من احترام، وصدق، وعدم مخالفة المعايير، والاستمرار بتحفيزه بالحلوى والألعاب التي يحبها عندما يمارس الأفعال الصحيحة.

6- استخدام الأدوية

في بعض الأحيان يتمُّ وصف واستخدام بعض الأنواع من العقاقير لعلاج اضطرابات القلق أو الاكتئاب الناجمة عن اضطراب التحدي المعارض.

المراجع البحثية

1- Oppositional defiant Disorder (ODD) in children. (2023, May 31). Johns Hopkins Medicine. Retrieved January 8, 2024

2- Ehmke, R., & Anderson, D., PhD. (2023, October 9). What is Oppositional defiant Disorder (ODD)? Child Mind Institute. Retrieved January 8, 2024

3- Oppositional Defiant Disorder (ODD) | Boston Children’s Hospital. (n.d.). Retrieved January 8, 2024

4- Professional, C. C. M. (n.d.-v). Oppositional Defiant Disorder (ODD). Cleveland Clinic. Retrieved January 8, 2024

5- Logsdon, A. (2023, May 23). Oppositional Defiant Disorder: Definition, Symptoms, Traits, causes, treatment. Verywell Mind. Retrieved January 8, 2024

6- Department of Health & Human Services. (n.d.-c). Oppositional defiant disorder (ODD). Better Health Channel. Retrieved January 8, 2024

7- Elia, J. (2023, December 8). Oppositional Defiant Disorder (ODD). MSD Manual Professional Edition. Retrieved January 8, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.