Skip links
شخص بالغ ينحني للأمام ويضع يديه على بطنه

اضطراب الاجترار

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » اضطراب الاجترار

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو اضطراب الاجترار؟

هو مشكلةٌ صحيةٌ نادرة الحدوث تؤثر على البالغين والأطفال بشكلٍ سلبي، ويتمثل ذلك في تناول الطفل للطعام بشكلٍ طبيعي، ولكن بعد مضي ساعةٍ أو ساعتين تبدأ الآثار السلبية بالظهور، ويعود الطعام غير المهضوم إلى الفم عن طريق المري، فيقوم الطفل إما بإعادة مضغ الطعام وبلعه أو استفراغه، ومن الممكن أن يحدث ذلك بعد تناول كل وجبة، وقد يكون الاجترار ردّ فعلٍ لاإرادي، وليس عملاً واعياً. [1]

من الذي يتأثر باضطراب الاجترار؟

يتأثر الكثير من الأطفال والرضع بشكلٍ خاص بهذا الاضطراب، وعادةً ما تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 12 سنة، ومن الممكن أن يتغلب الطفل الرضيع عليه، ولكن القسم الآخر من الأطفال الذين يعانون من إعاقاتٍ في النمو، ويحملون في شخصياتهم طباعاً من الغضب الشديد، والاكتئاب، والقلق، يستمر معهم الاضطراب وصولاً لمرحلة البلوغ. [2]

ما هي أعراض وعلامات الإصابة باضطراب الاجترار؟

1- فقدان الكثير من الوزن.

2- تشقُّق الشفاه وجفافها.

3- رائحة فمٍ كريهة، ومشاكل في الأسنان وتسوسها.

4- مشاكل في المعدة، كعسر الهضم أو المعاناة من قولونٍ عصبي.

5- إعادة مضغ الطعام بشكلٍ منتظمٍ عند رجوعه.

6- الابتعاد عن تناول الطعام مع الآخرين.

7- الشعور بالجوع الشديد، والانزعاج من عدد مرات طرح الطعام.

8- اللجوء إلى إخفاء السلوك عن طريق التظاهر بالسعال أو تغطية الفم.

9- عدم وجود مرضٍ جسدي والتقيُّؤ من الطعام الذي تمّ هضمه بشكلٍ جزئي.

10- سوء التغذية. [2] [3]

ما الفرق بين اضطراب الاجترار والشره المرضي؟

لا يمكن الخلط بين هذين المفهومين بالرغم من تصنيفهما ضمن اضطرابات الأكل والغذاء، ولكن الاجترار يختلف عن الشره في عدة جوانب أهمّها: [4]

الأشخاص الذين يعانون من الاجترار يكون التقيؤ لديهم سهلاً، لأنه رغبةٌ من الجسم، وليس إجبارياً. أما الأشخاص المصابون بالشره المرضي، فإنهم يسعون للتوافق مع نمط أجسامهم في الغذاء حتى يتمّ تجنُّب رفض الجسم له خصوصاً أن مرض الشره هو من النوع العصبي، أي تسيطر فيه حالة الفرد المزاجية على التحكم في وجود رغبة تناول الطعام أو انعدامها.  

ما هي النقاط الرئيسية حول متلازمة الاجترار وأسبابها؟

1- متلازمة الاجترار هي اضطرابٌ معويٌّ ينتج عنه إعادة الطعام الذي تمّ تناوله إلى الفم، ويحدث إما عن طريق بصقه أو بلعه مرةً أخرى.

2- ينبغي الانتباه إلى هذه النقطة، وهي أن الفرد يصف الطعام بأنه ذو مذاقٍ طبيعي، وليس حامضياً أي أن الطعام الذي تمّ إرجاعه لا يزال غير مهضومٍ في المعدة.

3- قد صُنّف هذا الاضطراب على أنه نفسي، ولا يجب أن يتمّ الخلط بينه وبين المشاكل الهضمية الأخرى. [5]

ما هي أسباب اضطراب الاجترار؟

لم يتمّ الكشف حتى الآن عن الأسباب الدقيقة حول حدوث الاجترار، ولكن تمّ اعتماد بعض الأمور الرئيسية التي تسبّبه، ومنها:

1- ضعف العضلة العاصرة المحيطة بالمري، والتي من شأنها أن تسمح للطعام بالعودة إلى الفم بكل سهولة.

2- تؤثر العوامل الثقافية، والاجتماعية، والنفسية على الطفل، حيث تلعب الرابطة الأسرية دوراً في الانتشار الكبير للاضطراب، على سبيل المثال: الأم التي تهمل رضيعها، ولا تهتمّ بطعامه وشرابه، ففي هذه الحال قد تكون أمراض الطفل بسيطةً في البداية، لكن يمكن أن تتطور دون الانتباه لها، وقد تؤدي إلى إصاباتٍ خطيرةٍ معه.

3- يوجد أيضاً بعض الأسباب الجسدية التي تساعد في حال تجاهلها على تحفيز الإصابة بالاجترار.

ما هي الأسباب الجسدية للاجترار؟

1- حركات اللسان غير الطبيعية.

2- سوء مضغ الطعام.

3- ابتلاع الهواء، وكتم النفس.

4- فرط أو نقص في نشاط الجهاز الهضمي.

5- المعاناة من الارتجاع المعدي المريئي.

6- الإحساس المستمر بحرقةٍ في المعدة.

7- رائحة الفم الكريهة بالرغم من اهتمام الفرد بنظافته الشخصية. [5]

ما هي المضاعفات الناتجة عن الاضطراب؟

يمكن أن تشمل المضاعفات آثاراً خطيرةً، ومنها: [5]

1- المعاناة من الوحدة والعزلة الاجتماعية.

2- عدم وصول الفائدة إلى الجسم من وجبات الطعام، بالتالي يحدث سوء التغذية، وانعدام الشهية، وضعف الجسم.

3- تآكل الأسنان، وبالتالي ضعفها واصفرارها.

4- قد تؤدي متلازمة الاجترار إلى إلحاق الأذى بالعضو الذي يصل بين الفم والبطن، والذي يدعى بالمري.

5- توقف النمو الكامل للجسم، والبدء بفقدان الوزن.

6- نوبات من الاختناق قد يصاب بها الفرد عند ارتجاع الطعام.

ما هو تشخيص الاضطراب؟

لتشخيص الإصابة بالاجترار يجب على الفرد استيفاء المعايير التالية، وهي: [6]

1- عدم ارتباط حالة الاستفراغ بأي عوامل صحية أخرى.

2- الاستمرار في استفراغ الطعام لمدة شهر إلى شهرين على الأقل.

3- عدم حدوث هذا السلوك بسبب المعاناة من اضطراباتٍ أخرى في الأكل، ومنها القهم العصبي أو الشراهة في تناول الطعام.

ما هي العوامل التي تعرض الأطفال لخطر الإصابة بالاجترار؟

1- المعاناة من التهاب في المعدة والأمعاء أو عدوى الجهاز التنفسي.

2- الإصابة باضطرابٍ في الشخصية أو المعاناة من أمراضٍ عقلية، كوجود خللٍ في النمو، أو التخلف العقلي.

3- التوتر، والاكتئاب الحاد.

4- الاطلاع على التاريخ الطبي للطفل أو في حال خضوعه لعملياتٍ جراحية.

ومما ذكر سابقاً للحالتين، فمن المهمّ أن يقوم الأخصائي أيضاً بإجراء اختباراتٍ للدم، والتأكد من تاريخ الإصابة إن وجدت باضطرابات الأكل، ومن ثم القيام بالإجراءات المناسبة.

ما هو العلاج المناسب للاضطراب؟

1- العلاج السلوكي

إن العلاج المناسب لاضطراب الاجترار هو العلاج السلوكي القائم على التنفس البطني، ويهدف التنفس البطني إلى استرخاء عضلة الحجاب الحاجز الموجودة على شكل قبةٍ تقع في قاعدة الرئتين، ويجب استخدام هذه الطريقة بشكلٍ صحيح حتى تتمّ الإفادة، ولإجراء هذه الطريقة يجب اتباع ما يلي: [7]

● استلقاء الفرد على ظهره بشكلٍ مستوٍ على السرير مع ثني الركبتين، ووضع وسادةٍ تحت الرأس، وأيضاً يمكن وضع وسادةٍ تحت الركبتين لتدعيم الساقين، ووضع أحد اليدين على الجزء الأعلى من الصدر، والأخرى أسفل القفص الصدري، فإن ذلك يسمح بالسيطرة على عملية ارتجاع الطعام، وأيضاً الإحساس بحركة الحجاب الحاجز أثناء عملية التنفس.

● ومن ثم التنفس بعمق وبطء من خلال الأنف، لكي تتحرك المعدة نحو اليد الموجودة تحت القفص الصدري مباشرةً.

● شدُّ عضلات البطن، ومن ثم تركها تتجه نحو الداخل أثناء عملية الزفير مع زمّ الشفاه، وإبقاء اليد على الجزء العلوي من الصدر ثابتةً قدر الإمكان.

العلاج السلوكي عند الرضع والأطفال

أما بالنسبة للرضع والأطفال، فيركز العلاج على بعض الخطوات القائمة على تغيير سلوك الطفل، وهي:

● من المهمّ تغيير وضعية الطفل أثناء تناول الطعام وبعده بشكلٍ مباشر، فليس من الممكن أن نطعم الطفل، وهو مستلقٍ على ظهره، وتركه بعد تناول الطعام هكذا.

● عدم السماح للطفل باللعب والقفز كثيراً بعد تناوله للطعام.

● على الأخصائي النفسي أن يشجع عملية الرضاعة، لأنها تزيد التفاعل مع الأم والطفل، وهي فرصة لتوفير كمٍّ هائلٍ من الاهتمام والأمان له.

4- التخلص من المُشتّتات أثناء تناول الطعام، فلا يجب أن نشغل الطفل باللهو والضحك عن الغذاء، فإن ذلك يسبّب في ارتجاع الطعام واستفراغه.

2- العلاج بالأدوية

حيث إن بعضها يساعد على إرخاء المعدة بعد تناول الطعام، فقد توصف مثبطات مضخات البروتون، مثل:

● إيزوميبرازول (Esomeprazole).

● أوميبرازول (omeprazole).

وقد تحمي تلك الأدوية بطانة المري، ومع اتباع العلاج السلوكي تقلُّ شدة الارتجاع، ومعدلات تكراره إلى أن يزول.

المراجع البحثية

1- Rumination syndrome. (2019b, November 19). Johns Hopkins Medicine. Retrieved February 4, 2024

2- Mental health and rumination disorder. (2006, February 1). WebMD. Retrieved February 4, 2024

3- Professional, C. C. M. (n.d.-ae). Rumination syndrome. Cleveland Clinic. Retrieved February 4, 2024 

4- Bell, B. (2023, August 3). What is rumination disorder?. Verywell Health. Retrieved February 4, 2024

5- Digital, A. (2022b, May 25). Rumination disorder. The Recovery Village Drug and Alcohol Rehab. Retrieved February 4, 2024

6- Rumination syndrome – Symptoms and causes. (2023, October 20). Mayo Clinic. Retrieved February 4, 2024

7- Choosing Therapy. (2023d, November 30). Rumination syndrome: symptoms, causes, & treatments. Retrieved February 4, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.