Skip links
فتاة بالغة تجلس في مكان مرتفع في مدينة الملاهي وتضع يديها بجانب وجهها وهي تشعر بالخوف والهلع بسبب المرتفعات

اضطرابات الهلع

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » اضطرابات الهلع

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

أكثر المواقف التي نسعى إلى تفاديها هي تلك المواقف التي تُسبّب لدينا حالةً من القلق والخوف، وهذه الحالة من الخوف والقلق تتحرّض لدينا بشكلٍ طبيعي في العديد من المناسبات، كالخوف من المرتفعات، أو القلق عند التحدث لمجموعٍ كبيرٍ من البشر، أو قلق الامتحانات، والخوف من المجهول.

وغيرها من الحالات التي تثير الخوف والقلق عند الإنسان، وخاصةً عند التعرُّض لها لأول مرة، إلا أن التعرُّض المتكرر لحالة الخوف والقلق عند مواقف ليست بمهمة قد توجه إلى وجود اضطرابٍ نفسيٍّ هام، وهو اضطراب الهلع (Panic disorder)، وهو من الحالات الشائعة نسبياً، والتي تمتلك تأثيراً مهماً على حياة الإنسان الاجتماعية والمهنية بشكلٍ خاص.

ما هو اضطراب الهلع؟

هو اضطرابٌ يعاني فيه المصاب من نوبات الهلع بشكلٍ عفوي وغير متوقّع، ويمكن أن يختلف تواتره من عدة نوباتٍ في اليوم إلى بضع نوباتٍ فقط في السنة، وتعرف نوبات الهلع على أنها فترةٌ من الخوف الشديد تتطور فيها 4 من 13 أعراض محددة بشكلٍ مفاجئ، وتصل إلى ذروتها بسرعة أقل من 10 دقائق من ظهور الأعراض.

على الرغم من أن مثل هذه النوبات يمكن أن تحدث في اضطرابات القلق الأخرى، إلا أن هذه النوبات غالبًا ما تحدث دون مسبّبٍ يمكن التنبُّؤ به في اضطراب الهلع. يجب أن تكون نوبات الهلع مرتبطةً بالقلق المستمر لمدةٍ تزيد عن شهرٍ واحدٍ بشأن إما التعرُّض لنوبةٍ أخرى (عواقب الهجوم)، أو تغيّراتٍ سلوكيةٍ كبيرة غير قابلةٍ للتكيف متعلقة بالنوبات.

لتشخيص اضطراب الهلع، لا يمكن أن تنتج نوبات الهلع بشكلٍ مباشر أو فيزيولوجي عن تعاطي المخدرات (التسمُّم أو الانسحاب)، أو الحالات الطبية، أو أي اضطرابٍ نفسي آخر، فقد تشمل الأعراض أو العلامات الأخرى، مثل: الصداع، برودة اليدين، الإسهال، الأرق، التعب، الأفكار المتطفلة، التقيؤ. يمكن أن يؤدي اضطراب الهلع إلى تغيراتٍ مهمةٍ في نمط الحياة، وعوائق مهمة في الحياة العملية والاجتماعية، وقد يواجه الأفراد الذين يعانون من اضطراب الهلع أيضًا اضطراباتٍ نفسية أخرى، مثل: الاكتئاب.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهلع يكونون أكثر عرضةً لخطر تعاطي الكحول أو الاعتماد عليه، والانتحار مقارنةً بعامة السكان. ومع ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن اضطراب الهلع في حدّ ذاته ليس عامل خطرٍ للانتحار في غياب أخطار أخرى، مثل: الاضطرابات العاطفية، واضطرابات تعاطي المخدرات، واضطرابات الأكل، واضطرابات الشخصية. [1]

ما أعراض وعلامات اضطرابات الهلع؟

قد يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الهلع من مجموعةٍ من الأعراض النفسية والجسدية منها: [2]

1- الأعراض النفسية

– نوبات هلعٍ مفاجئة ومتكررة من القلق والخوف الشديدين.

– الشعور بالخروج عن السيطرة، أو الخوف من الموت، أو الهلاك الوشيك أثناء نوبة الهلع.

– قلق شديد بشأن موعد حدوث نوبة الهلع التالية.

– الخوف أو تجنُّب الأماكن التي حدثت فيها نوبات الهلع في الماضي.

2- الأعراض الجسدية

– قصف أو تسارع ضربات القلب.

– التعرُّق.

– القشعريرة.

– الرجفان.

– صعوبةٌ في التنفس.

– الضعف أو الدوخة.

– وخز أو خدر في اليدين.

– ألم صدر.

– آلام في المعدة أو غثيان.

إنذار اضطراب الهلع

على الرغم من آثاره المهمة على حياة المريض إلا أن اضطرب الهلع عادةً ما يكون جيد الإنذار، وغالبية المرضى يتعايشون بشكلٍ جيد مع هذه الحالة النفسية، ويعدُّ اضطراب الهلع مزمناً ذو مسارٍ متغير، ويكون العلاج الدوائي المناسب والعلاج السلوكي المعرفي (CBT)، منفردين أو مجتمعين فعالين في أكثر من 85 بالمئة من الحالات.

المرضى الذين يظهرون علاماتٍ جيدة قبل المرض، ولا تدوم الأعراض لديهم سوى لمدة قصيرة يميلون لأن يتحسنوا بشكلٍ واضحٍ مع إنذارٍ جيد، بينما يبقى حوالي 10-20 بالمئة من المرضى يعانون من أعراضٍ خطيرة. بشكلٍ عام، عادةً ما يكون التشخيص على المدى الطويل جيدًا، حيث إن ما يقارب من 65 بالمئة من المرضى الذين يعانون من اضطراب الهلع يتعافون تلقائياً عادةً في غضون 6 أشهر.

ومع ذلك، يمكن أن تؤدي العوامل المُحفّزة إلى نوبات الهلع، وترتبط العديد من هذه المُحفّزات بنتائج سيئة، بما في ذلك المرض الشديد في وقت التقييم الأولي، والحساسية العالية من التجمُّعات، والطبقة الاجتماعية المنخفضة، والانفصال عن عائلة، وفاة أحد الوالدين في بداية حياته، والطلاق، وحالة عدم الزواج. [1]

تشخيص اضطراب الهلع

إن فهم اضطراب الهلع مهمٌّ بشكلٍ خاص لأطباء الطوارئ، لأن المرضى الذين يعانون من هذه الحالة كثيرًا ما يأتون إلى قسم الطوارئ مع شكاوى جسدية مختلفة، وتتوافق العديد من أعراض نوبة القلق مع الأعراض الموجودة في الاضطرابات الطبية التي تهدد الحياة، مثل: احتشاء عضلة القلب (MI)، والانسداد الرئوي، والتي قد تظهر مع القلق كعرضٍ أساسي.

وٍما يقارب من 25 بالمئة من المرضى الذين يحضرون إلى قسم الطوارئ بسبب آلامٍ في الصدر يعانون من اضطراب قلق الهلع، ويتمُّ إحالة عددٍ قليلٍ من الأفراد الذين يعانون من اضطراب الهلع إلى أخصائي الصحة العقلية. عند إجراء التشخيص، يجب الوضع بعين الاعتبار الأعراض الممكنة للأمراض القلبية والوعائية، والتي قد تشترك بعضها مع أعراض اضطراب الهلع، وتشمل الدراسات المخبرية التي يمكن عبرها استبعاد الاضطرابات الطبية غير اضطراب الهلع ما يلي: [3]

1- شوارد المصل لاستبعاد نقص بوتاسيوم الدم والحماض.

2- الجلوكوز في الدم لاستبعاد نقص السكر في الدم.

3- إنزيمات القلب لدى المرضى المشتبه في إصابتهم بمتلازمات الشريان التاجي الحادة.

4- الهيموجلوبين في الدم لدى المرضى الذين يعانون من الإغماء القريب.

5- هرمون الغدة الدرقية (TSH) في المرضى المشتبه في إصابتهم بفرط نشاط الغدة الدرقية.

6- فحص سموم البول للأمفيتامينات، والقنب، والكوكايين، والفينسيكليدين لدى المرضى المشتبه في إصابتهم بالتسمُّم.

7- مقايسة D-dimer لاستبعاد الانسداد الرئوي.

تدبير اضطراب نوبة الهلع

1- العلاج السلوكي المعرفي

مع أو بدون العلاج الدوائي، هو العلاج المفضل لاضطراب الهلع، ويجب أخذه بعين الاعتبار لجميع المرضى، وتتمتع هذه الطريقة العلاجية بفعاليةٍ أعلى وتكلفةٍ أقل، ومعدلات انتكاسٍ أقل مقارنةً بالعلاجات الدوائية. قد يشمل العلاج السلوكي المعرفي مواجهة معتقدات القلق، والتعرض لإشارات الخوف، وتغيير السلوكيات التي تحرض القلق، ومنع الانتكاس.

2- العلاج الدوائي

إن توفير جرعاتٍ قليلةٍ من البنزوديازيبين حسب الحاجة (prn) يمكن أن يعزز ثقة المريض وامتثاله، ويجب الحدّ من الجرعة الإجمالية لهذا الصنف الدوائي حيث إنه يمثل خيار استخدامٍ مؤقتٍ أو طارئ. تثقيف المريض فيما يتعلق بأهمية الإدارة على المدى الطويل باستخدام أدوية مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRI)، وتقنيات العلاج النفسي، على سبيل المثال: العلاج السلوكي المعرفي. يذكر أنه يجب تجنُّب وصف البنزوديازيبين في المرضى الذين لديهم تاريخٌ معروفٌ من تعاطي المخدرات أو إدمان الكحول. [4]

المراجع البحثية

1- Memon, M. A., MD. (n.d.). Panic Disorder: background, etiology, epidemiology. Retrieved January 26, 2024

2- Panic disorder: when fear overwhelms. (n.d.). National Institute of Mental Health (NIMH). Retrieved January 26, 2024

3- Memon, M. A., MD. (n.d.-b). Panic Disorder WorkUp: approach considerations, diagnostic studies, radiologic studies. Retrieved January 26, 2024

4- Memon, M. A., MD. (n.d.-b). Panic Disorder treatment & management: approach considerations, emergency department management, Cognitive-Behavioral therapy. Retrieved January 26, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.