Skip links
امرأة بالغة تجلس أمام طاولة مليئة بالمأكولات المتنوعة وتمسك بيد قطعة من اللحم وباليد الأخرى تمسك قطعة من الهمبرغر

اضطرابات الأكل – أسبابه وعلاجه

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » اضطرابات الأكل – أسبابه وعلاجه

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعدُّ الطعام سلوكاً اجتماعياً، حيث إنه من النادر حدوث أي نشاط أو فعالية دون وجود الطعام، وتؤثر ثقافة المجتمع على الطريقة التي يجب أن يظهر بها الأشخاص، وخصوصاً الإناث فمعايير الجمال التي يجب أن تتحلى بها الأنثى من جسمٍ رشيق وخصرٍ نحيل لعبا دوراً هاماً في ظهور اضطرابات الأكل.

وتُصنّف اضطرابات الأكل إلى فئة اضطرابات الصحة النفسية، وهي مجموعةٌ من الأمراض التي تضم أفكاراً وتصرفات غير طبيعية وغريبة حول تناول الطعام، وبالتالي الخوف من زيادة وزن الجسم أو تغير شكله، فيستخدم الإنسان الأكل كطريقة للتعامل مع المواقف والمشاعر، فالبعض يمتنعون عن الطعام أو يلجؤون إلى الأكل بشراهة عندما يحزنون لإفراغ غضبهم بالأكل، وتناول كميات مفرطة من الطعام في كلا الأمرين يُسبب اضطراباً، وبالتالي يُشكل خطراً على الصحة والجسم.

لذلك من المهم مراجعة طبيبٍ مختص، كما أن العوامل النفسية والظروف البيئية تلعب دوراً في ظهور اضطرابات الأكل، حيث يكون الطعام وسيلةً للتعبير عن المشاعر سواءً أكانت حزناً أم فرحاً أو لتعويض نقصٍ ما. [1]

أنواع اضطرابات الأكل

يمكن أن يصيب اضطراب الأكل جميع المراحل العمرية، وهي أكثر انتشاراً بين الإناث عن الذكور، والمراهقين ما بين عمر 13 حتى 17 سنة ومنها:

1- القهم العصابي وفقدان الشهية العصبي

يُعتبر اضطراباً نفسياً يتميز بالخوف الشديد من زيادة الوزن والسّمنة، حتى لو كان قليل الوزن، واضطرابٌ في صورة الجسم للشخص لا داعٍ له، ويؤثر وزن أو شكل الجسم على التقييم الذاتي، فيرفض المحافظة على وزن الجسم في حدوده الطبيعية، مما يؤدي إلى التقليل الشديد في الطعام.

2- الشره العصبي

يُعتبر الشره العصابي أكثر انتشاراً من القهم العصابي، ويبدأ الاضطراب في بداية المراهقة مع متوسط العمر 18، ويتميز مُصابو هذا الاضطراب بتناول كمياتٍ كثيرة من الطعام في وقتٍ قصير على شكل نوبات متكررة مع فقدان السيطرة على هذا السلوك، وبعد تناول هذه الكميات الكبيرة يُقيء المريض نفسه أو يستعمل أدوية الإسهال أو يضع نظاماً صارماً لصيام أو ريجيم قاسٍ أو يمارس رياضةً عنيفةً لمنع زيادة الوزن مع الانشغال بشكل الجسم ووزنه بشكل دائم.

3- اضطراب نهم الطعام

يُطلق عليه أيضاً اضطراب الأكل القهري أو شراهة الأكل، وفيه يتناول المريض كمياتٍ كبيرة من الطعام بشكل متكرر وبشراهة إلى حدّ الشبع دون محاولة التخلص منه.

أنواع اضطرابات الطعام الأقل انتشاراً

1- اضطراب الاجترار

وهو اضطراب يتصف بأنه إرجاع الطعام غير المهضوم من المعدة ثم إعادة مضغه وبلعه أو إخراجه وبصقه من الفم نهائياً.

2- اضطراب تناول الطعام الاجتنابي

وهنا يمتنع المريض عن تناول الطعام بشكل نهائي ويتجنبه، إما بسبب انعدام الرغبة في تناوله أو بسبب النفور والقرف من طعمه ورائحته.

3- اضطراب الطعام بيكا أو شهوة الغرائب

وهو تناولٌ لأشياء ضارة وغريبة، مثل: الثلج أو الطين أو قطع معدن، مثل: الحديد، وغالباً ما يُصاب به مريض التوحد أو الفِصام، ومريض الإعاقات الذهنية.

أسباب اضطرابات الأكل

1- عوامل حيوية

وتضم العوامل الحيوية المؤدية لحدوث اضطرابات الأكل ما يأتي: [1]

– عوامل أسرية: مثل الأسر التي تهتم بالمظهر الخارجي والجسم المُتناسق الجميل والرشيق.  

– عوامل وراثية وجينية: مرحلة المراهقة والتغيرات المرتبطة بها من حيث تغير في هرمونات الجسم.

– مستوى التفكير والأمراض العقلية.

2- عوامل نفسية

تضم عدة عوامل ومن أهمها:

– انعدام الثقة بالنفس وعدم تقبل شكل الجسم.  

– الإحباط وصعوبة الإفصاح عن الرغبات والمشاعر.

– التفكير الوسواسي الدائم: مثلاً: مظهر جسمي غير لائق، أبدو سمينةً للغاية، الجسم لدي غير متناسقٍ وجميل.

– العزلة والقلق.

-السلوك المُتسرع والمتهور وعدم التفكير في نتائجه.

3- عوامل اجتماعية

– مشكلات العلاقة الأسرية، كالعيش ضمن أسرة غير مستقرة أو مشاكل انفصال الوالدين.

– التعرض للتنمر والمعاملة بقسوة والإهمال.

– الضغوط من قبل العائلة حول الحصول على جسمٍ مثالي جذاب.

– المهن والأعمال التي تشترط الحصول على جسم مثالي، مثل: عارضات الأزياء، والرقص، والباليه.

– التعرض لحوادث وصدمات.

أعراض اضطرابات الأكل

تختلف هذه الأعراض وتتمايز حسب نوع كل اضطراب، ولكنها تُركز على الأمور المتعلقة بالوزن والطعام:

1- زيادة الوزن.

2- تناول كمياتٍ قليلة جداً من الطعام أو تخطيها وعدم تناولها.

3- مضغ الطعام ببطءٍ شديد.

4- استعمال أدوية للإسهال والتقيؤ بعد تناول وجبات الطعام.

5- المبالغة في ممارسة التمارين الرياضية.

6- ارتداء ملابس واسعة جداً لإخفاء فقدان الوزن.

7- تغيرات في الحالة المزاجية، مثل: القلق حيناً، والاكتئاب حيناً آخر، ومن ثم الخوف.

8- الابتعاد عن الأحاديث المتعلقة بوجبات الطعام ومشاكل الوزن، فبعض الأشخاص من الممكن أن تظهر لديهم هذه الأعراض.

9- خسارة الوزن بسرعة أو زيادته وعدم ثباته.

10- بعض الأشخاص وزنهم لا يتناسب مع عمرهم بالمعدل الطبيعي.

11- الشعور بالبرودة والدوخة بشكلٍ مستمر والتعب المفاجئ.  

12- تأخر علامات البلوغ عند الإناث، مثل: تأخر علامات الطمث أو انقطاع الدورة الشهرية عند الإناث.

13- صعوبةٌ في الهضم والإسهال أو إمساك المعدة والتشنج.

14- تسارع ضربات القلب وارتفاع الضغط والشعور بالإعياء.

15- الشعور بآلام في العضلات أو تنميل في اليد أو الساق.

تشخيص اضطرابات الأكل

حتى الآن لم يتم الوصول لاختبار محدد يُشخص اضطرابات الأكل، لكن قد يعمل الطبيب على إجراء بعض التقييمات للحالة النفسية للمريض، وكذلك الفحوصات العلمية والعملية، مثل:

1- فحص حمض البول.

2- فحوصات على الغدد في الجسم.

3- تخطيط كهربائي للقلب.

4- الأشعة السينية.

5- تحليل دم.

6- فحوصات الكبد والكلية.

علاج اضطرابات الأكل

يتضمن علاج نماذج اضطرابات الأكل ما يأتي:

1- العلاج النفسي

العلاج النفسي مهمٌّ جداً، حيث يُستخدم كداعم يساعد المريض على التعبير عن مشاعره وغضبه وخوفه من عدم المثالية، والوصول إلى الكمال أو خوفه من الحمل والجنس أو من فقد السيطرة، كما أنه يساعد الفرد على التفاعل مع المجتمع من خلال إعادة بناء العلاقات وتحسين صحته وحالته النفسية وإعادة بناء الثقة بنفسه. وتتضمن أساليب العلاج النفسي لمعالجة اضطرابات الأكل ما يأتي:

العلاج المعرفي السلوكي

حيث يساعد هذا النوع من العلاج على تغيير تفكير الشخص وآرائه السلبية حول نفسه، وكذلك معتقداته حول الكمال والجمال والوصول لأفضل نموذج جسدي، وأيضاً الأفكار حول الطعام وسلوك الأفراد خلال ذلك.

العلاج الأسري

يعتمد هذا العلاج على تثقيف الأسرة حول هذه الاضطرابات عند الأطفال والمراهقين، وكيفية رعاية المريض والتعامل معه، ويفيد العلاج الأسري بأن المريض وأسرته يدركون أن اضطراب الأكل هو اضطراب في الأسرة ككل، ويلزم كل فرد أن يصبح واعياً بطبيعة هذه التفاعلات مع أفراد الأسرة الآخرين، ومدى إسهامه في اضطراب الأسرة.

2- التثقيف الغذائي

يساعد أخصائي التغذية الشخص المريض في المحافظة على صحته، واعتماد عاداتٍ صحية في الأكل لضبط الوزن والحفاظ على جسدٍ رشيق سليم، وإرشاده إلى نظام غذائي صحي متوازن، يحقق له الفائدة من جميع العناصر الغذائية.

3- العلاج الدوائي

ليس هنالك دواء يُعالج اضطرابات الأكل، ولكن من الممكن أن يصف الطبيب مضادات قلق واكتئاب، للمساعدة قي تقليل وتخفيف الأعراض.

4- العلاج المُكثّف

من الممكن أن تستدعي بعض الحالات البقاء في المستشفى لتلقي العلاج الجزئي.

التعايش مع اضطرابات الأكل

1- الاهتمام بالصحة الجسدية والبدنية.

2- الذهاب لنادٍ رياضي، واتباع تعليمات مدربٍ مختص في اللياقة.

3- ممارسة الهوايات المختلفة، مثل: الرسم، والغناء، والتقاط الصور.

4- ممارسة الرقص والباليه، بالإضافة إلى اليوغا.

5- ممارسة تمارين التخيل والاسترخاء أو التأمل.

مضاعفات اضطرابات الأكل

إن تجاهل علاج اضطرابات الأكل يؤدي لحدوث مشكلات وأمراض أخرى خطيرة من المحتمل أن يصاب بها مريض اضطرابات الأكل ومنها:

1- نقصٌ في الحديد.

2- ترققٌ في العظام.

3- الإدمان.

4- انقطاع الحيض عند الإناث.

5- الخوف والقلق بشكل دائم.

6- الوهن والضعف العام الذي يستلزم دخول المريض المستشفى.

7- تقل الرغبة الجنسية لدى المتزوجين.

8- مشاكل في الكلية والقلب.

الوقاية من الإصابة باضطرابات الأكل

1- معرفة أنواع اضطرابات الأكل والتثقيف حولها لتجنب الإصابة بها.

2- عدم إبداء الرأي والتعليق على أجسام الآخرين.

3- التأكد من مشاركة المراهقين المُعرّضين للإصابة باضطرابات الأكل إلى برامج وقائية بهدف الحصول على الوعي والشعور بالرضا حول شكل الجسم، والابتعاد عن الأفكار السلبية، وعدم الكمال المتعلقة بالأفكار حول الجسم.

المراجع البحثية

1- محمد/الدليل-الطبي/حنان-احمد-محمد-96962 حنان أحمد . (2022, December 3) اضطرابات الأكل: الأسباب، والأعراض، وطرق العلاج .الطبي

This website uses cookies to improve your web experience.