بذور الكتان – طريقة استعمالها مع الحيوانات ومحاذيرها
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
تلعب الأدوية العشبية ومستخلصاتها دوراً مهماً في علاج الحالات المرضية لدى المُجْترات لما أبدته من نتائج جيدة، وآثار جانبية أقل من الأدوية ذات المنشأ الكيميائي، ويتمّ استعمال مغلي بذر الكتان في علاج مجموعةٍ واسعةٍ من الأمراض الاستقلابية التي تصيب المُجْترات.
مثل: حالات عسر الهضم البسيط، والنفاخ، والإمساك، وتلبك الورقية، ومتلازمة هوفلند عند غليه ضمن شروطٍ معينة معطياً قواماً هلامياً متفوقاً بذلك على مجموعةٍ واسعةٍ من الزيوت من حيث الكفاءة في فوائده، ويفضل إعطاء المغلي مع البذور، وذلك ليتمّ تقييم كفاءة الجهاز عند ملاحظة خروج البذور مع الروث، والتأكد من الفائدة المرجوة، كما يتمّ تقديمه مع الخلطات العلفية للمُجْترات لرفع نسبة تحويل اللحوم.
ما هي بذور الكتان؟
هي بذورٌ ملساء ذات لونٍ بني لامع عرفت منذ 6000 عام غنية بمجموعةٍ من الأحماض الدهنية، مثل: الأوميغا 3 التي تعدُّ بديلاً عن زيت السمك، وتحتوي أيضاً على حمض الإيكوسبنتاينويك (EPA, C20:5)، وحمض الدوكوساهيكسانويك (DHA, C22:6)، وحمض الألفا لينوليك الذي يعدُّ من أهمّ مكوناتها وأغزرها في بذر الكتان، لذلك فهو غنيٌّ بالأحماض الأمينية ذات القيمة الغذائية العالية، حيث تلعب دوراً فعالاً في الوقاية من أمراض القلب والدورة الدموية، كما تحتوي البذور أيضاً على الفيتامينات، المعادن، البروتين، الأستروجين النباتي، الببتيدات الحلقية، الليسيثين، الشمع، اللجنين، البكتين، الصمغ، كما تعلب دوراً هاماً كمضاد للأكسدة والالتهابات، ويزرع في دولٍ كثيرة حول العالم. [1]
طريقة استعمال بذر الكتان ومحاذيره
يستعمل بثلاثة أشكال، الأول مستخلص مائي لبذور الكتان على شكل سائلٍ هلامي كثيف القوام (طبياً)، وأما الشكل الثاني، فيتمُّ استعماله عند الحيوانات الأليفة المنزلية، والدواجن، والخيول، والعجول على شكل كبسولاتٍ زيتية (طبياً) لعلاج الاضطرابات الهضمية، ورفع الكفاءة الإنتاجية، وتحسين المناعة بشكلٍ آمن.
والشكل الثالث مسحوق بذر الكتان الناعم (علفياً)، ويستعمل بكثرةٍ في مجال الطب البيطري، الشكل الأول والثاني يستعملان في حالات الأمراض الاستقلابية الهضمية، والشكل الثالث يستعمل بشكلٍ أقل وبحذر ضمن الخلطات العلفية، وذلك على الشكل التالي:
1- مغلي بذر الكتان
يتمُّ تحضيره لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي عند المُجْترات من نفاخ، وإمساك، وتلبُّك الورقية عبر إضافة 25 غرام من بذور الكتان لكل 1 لتر ماء، وعند وصول الماء إلى درجة الغليان تتمُّ إضافة البذور، ويرفع عن النار مباشرةً تفادياً لخروج المواد السامة، ويترك حتى يبرد، وترتفع كثافة قوام الماء، ويصبح السائل هلامياً لزجاً.
ويتمُّ علاج المُجْترات المصابة بمعدل لترين كل ساعة حتى تتحسن الحالة الصحية، وعادةً ما يتمّ إعطاء المُجْترات بذور الكتان المغلي، وعند ملاحظة وجود البذور مع البراز، فإن ذلك يعدُّ دليلاً على تعافي الحيوان، وتحسن عمل اضطراب الجهاز الهضمي لديه.
2- زيت بذر الكتان
يحتوي زيت بذر الكتان على الحمض الأميني الأوميجا 3 عبر استخلاصه من حمض الألفا لينولنييك، حيث يلعب دوراً في معالجة الالتهابات، والحساسية، والتهاب المفاصل، وأمراض الكلى، والقلب، والسرطان، لكن بجرعاتٍ أعلى من زيت السمك.
كما تحتوي على نسبةٍ من الألياف التي لها دورٌ في تحسين صحة الأمعاء، وتقليل حالات الإمساك خصوصاً عند الكلاب، والقطط، ونلاحظ نتائج أفضل عند الكلاب في معالجة حالات الإمساك، ويتمّ إعطاؤه للكلاب والقطط على شكل كبسولاتٍ سائلة عند حدوث اضطراباتٍ هضمية حتى تتحسن الحالة الصحية.
ويعدُّ من الزيوت الآمنة جداً، وقد تحدث أعراض جانبية للجرعة الزائدة، مثل: الإسهال، والقيئ، وتأخر التئام الجروح، وتقشر الجلد، وظهور طبقةٍ دهنية على الجلد، ويحذر استعماله مع مضادات تخثر الدم، وأدوية ضغط الدم، والأنسولين، ويستمر إعطاء الدواء بشكلٍ يومي حتى تحسن الحالة.
أما عند الأبقار الحلوب، فقد أفادت دراسة بحقن زيت بذور الكتان في الضرع للأبقار لتقضي بشكلٍ كبيرٍ على بكتيريا المكورات العقدية التي تشكل نسبةً كبيرةً من حالات التهاب الضرع، وقللت من حدوث وتطور الحالة الالتهابية بشكلٍ فعالٍ لمدة 7 أيام مستمرة.
أما عند الديوك، فيلعب زيت بذر الكتان دوراً مهماً في الأداء الإنجابي عند الديوك المسنّة، حيث تفوق زيت بذر الكتان على فعالية فيتامين E مع السيلينيوم رافعاً بارامترات السائل المنوي، وملامح الهرمونية، وتحليل الأحماض الأمينية للحيوانات المنوية. أما عند العجول الرضيعة من نوع الفريزيان، فيعطى بنسبة 0,2 ميلي غرام لكل كيلو غرام وزنٍ حي خلال فترة الرضاعة مؤدياً إلى تحسن النمو، والكفاءة الاقتصادية في التحويل الغذائي، والاستجابة المناعية دون ظهور الأعراض المرضية.
حيث تلعب هذه النقطة دوراً فعالاً في بداية تسمين العجول رافعةً مستويات العوامل الدموية، والكيميائية الحيوية، والمناعية لأفضل مستوياتها، مما يقلل الحالات المرضية، مثل: الإسهال عند العجول، والالتهابات الرئوية، ومقاومة الجسم لانتشار الأمراض بمختلف مسبباتها وصولاً إلى النتائج المرجوة خلال فترة التسمين، والتي تدوم بين 3 وحتى 6 شهور. [2] [3] [4]
3- مسحوق بذر الكتان
تحتوي بذور الكتان على بروتين بنسبة 30 بالمئة، لكنها تحتوي على الجليكوسيدات والسيانوجين، مما يجعلها محدودة الاستعمال في صناعة الأعلاف عند المُجْترات، والدواجن، والكلاب، والقطط، وحتى الإنسان، حيث يحتوي كل 1كيلو غرام من بذور الكتان على 200 ميلي غرام من جليكوسيد السيانوجين.
تعدُّ الجرعة سامةً عند الإنسان عندما يصل تركيز الجليكوسيد بين 20-40 ميكرو مول لكل 1 لتر دم، وتقدر بكمية حتى 120 غرام من بذور الكتان المطحونة. أما عند الكلاب، فترتفع نسبة السُّمّية حتى 4 أضعاف بالنسبة للإنسان. أما الخيول، فيتمُّ إعطاؤها بذور الكتان المطحون بجرعة 0,8-2 غرام لكل كيلو غرام وزنٍ حي تفادياً لحدوث حالات تسمُّمٍ بالسيانيد، وذلك نظراً لعدم وجود عتبةٍ سمّيةٍ محددة لدى الخيول والقطط قد تؤدي إلى نفوقها بسبب التسمُّم المزمن مؤدياً لتضخم الغدة الدرقية، وأعراض عصبية أخرى.
حيث أبدت التجارب العلمية أن الطرق الفيزيائية (الغلي، والتحميص، والمذيبات)، والبيولوجية (التخمير الإنزيمي والمكروبي) تقلل من نسبة المواد السامة، وتقلل أيضاً من قيمة البروتين، حيث تتمُّ إضافته إلى دجاج البياض بنسبة 15 بالمئة مؤدياً إلى تزايد نسبة الأحماض الدهنية في صفار البيض بنسبة 6,83 بالمئة دون ظهور أعراض مرضية.
أما عند المُجْترات، يتمُّ إضافته إلى الخلطات العلفية للأبقار الحلوب بنسبة 5 بالمئة، مما يزيد من نسبة الأحماض الدهنية في الحليب، وينشط عمل الكبد، ويحرضه على إنتاج الجليكوجين، وتحسين مواصفات اللحم الفيزيائية من حيث النعومة، والرائحة، والطراوة، ونسبة الدهون القليلة. [5]
المراجع البحثية
1- Katoch, M., & Bhatia, N. S. (2021). Linseed and Its Basic Composition. International Journal of Advances in Agricultural Science and Technology, 8(6), 10–26. Retrieved April 20, 2024
2- Zanussi, H. P., Shariatmadari, F., Sharafi, M., & Ahmadi, H. (2019). Dietary supplementation with flaxseed oil as source of Omega-3 fatty acids improves seminal quality and reproductive performance in aged broiler breeder roosters. Theriogenology, 130, 41–48. Retrieved April 20, 2024
3- Kaithwas, G., Mukerjee, A., Kumar, P., & Majumdar, D. K. (2011). Linum usitatissimum (linseed/flaxseed) fixed oil: antimicrobial activity and efficacy in bovine mastitis. Inflammopharmacology, 19(1), 45–52. Retrieved April 20, 2024
4- El-Hamd, M. a. A., El-Diahy, Y. M., El-Maghraby, M. M., & El-Shora, M. A. (2015). EFFECT OF FLAXSEED OIL ON DIGESTIBILITY, BLOOD PARAMETERS, IMMUNO-RESPONSE AND PRODUCTIVE PERFORMANCE OF SUCKLING FRIESIAN CALVES. Journal of Animal and Poultry Production, 6(12), 755–765. Retrieved April 20, 2024
5- Ground Flaxseed – How Safe is it for Companion Animals and for Us?. (N.d.-b). Researchgate.net. Retrieved April 20, 2024