Skip links
جذر سن مصاب ضمن مجموعة من الأسنان في الفم

إصابات مُفترَق الجذور – الأسباب، التشخيص وطرق العلاج

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُشير مصطلح (Furcation Involvement) إصابات مُفترَق الجذور إلى الحالة المرضية التي تتقدم فيها أمراض اللثة والنُّسج الداعمة، لتصل إلى مناطق التفرُّعات الثنائية والثلاثية للجذور في الأسنان متعدّدة الجذور (الأرحاء والضواحك)، وتتميز هذه الحالة بامتصاص العظم، وفقدان الأنسجة المُرتبطة بمنطقة مُفترَق الجذور.

أسباب إصابات مُفترَق الجذور

1- اللويحة السنّية

يتمُّ تطوُّر هذه الحالة بشكلٍ أساسي من خلال استمرار وجود اللويحة السنّية الذي يثير استجابةً التهابيةً في المنطقة، وعدم علاجها يؤدي إلى فقدان الأنسجة المرتبطة بمنطقة المفترق، ويمكن أن تؤدي العوامل التشريحية الموضعية إلى تراكم اللويحة السنّية بشكلٍ أكبر، وأيضًا تعوق إزالتها، وتشمل العوامل التشريحية الموضعية ما يلي:

طول جذع الجذر

وهو المسافة التي تمتدُّ من عنق السن (منطقة المُلتقى المينائي الملاطي) إلى بداية منطقة مُفترَق الجذور، وله أهمية كبيرة في تشخيص الإصابة، ووضع خطة العلاج. الأسنان ذات الجذوع القصيرة يكون المُفترَق فيها قريباً، وبالتالي هي أسهل للعلاج اللثوي، ويمكن الحفاظ عليها بسهولة بعد العلاج مقارنةً بتلك ذات الجذوع الطويلة التي يكون لها إنذارٌ سيئٌ بسبب صعوبة التنظيف، وإجراء التسوية الجذرية.

التباعد بين الجذور

تُعتبر المسافة بين الجذور مهمّة، حيث إن الأسنان ذات الجذور المتباعدة يمكن تنظيفها بسهولة، وتكون ذات إنذارٍ أفضل.

البروزات المينائية العنقية

تؤدي إلى تراكم اللويحة، وتكوين جيوبٍ لثويةٍ تسبّب حدوث التهاباتٍ لثوية شديدة، وتُعقّد عملية التنظيف.

2- الآفات اللبّية حول الذروية

حيث إن الأرحاء قد تحتوي على قنواتٍ جذريةٍ فرعيةٍ في منطقة المُفترق، يمكن أن يتسرّب الإنتان اللبّي من خلالها إلى منطقة المُفترق، ويؤدي إلى إصابةٍ في مُفترق الجذور.

3- الرضّ الإطباقي

يمكن أن تؤدي القوى الإطباقية الزائدة وغير الطبيعية إلى تسريع تدمير الأنسجة الداعمة بين الجذور في حال وجود أمراضٍ لثوية وحول سنّية.

4- العوامل الناتجة عن التدخُّل الطبي

يمكن أن تؤدي الترميمات والتعويضات ذات الحواف السيئة التي تقترب من منطقة المُفترق إلى تجمُّع اللويحة السنّية، وتطوُّر الإصابة في منطقة المُفترق.

5- الكسور الجذرية التي تشمل مُفترق الجذور

مثل: الكسور العمودية التي تشمل جذع الجذر وتصل للمُفترق، وغالبًا ما يكون لها تشخيصٌ سيئ، ويتمُّ قلع السن المُصاب عادة. [1]

تصنيف إصابات مُفترَق الجذور

تصنيف Glickman

1- الدرجة الأولى (Grade I)

هي الآفة المبكرة أو الأولية، يشمل الجيب فوق العظمي الأنسجة الرخوة فقط، ويكون الفقد العظمي طفيفاً، وبالتالي لا يُبدي تغييراً على الصورة الشعاعية.

2- الدرجة الثانية (Grade II)

يتمُّ تدمير العظم في جانبٍ أو أكثر من المُفترق، لكن يبقى جزءٌ من العظم السنخي والرباط اللثوي سليمًا، مما يسمح باختراقٍ جزئي للمسبر اللثوي. تشكل الآفة جيباً مغلقاً، وقد تظهر الإصابة من الدرجة الثانية على الأشعة السينية أو لا تظهر.

3- الدرجة الثالثة (Grade III)

يكون العظم بين الجذور غائباً تمامًا، لكن المدخل الدهليزي أو اللساني لمنطقة المُفترق مغلقة بالأنسجة اللثوية، لذلك لا يمكن رؤية الإصابة سريريًا، ولكن أثناء السبر يخترق المسبر المنطقة من جهةٍ إلى الجهة الأخرى، حيث تكون بشكل نفق. تظهر الإصابة بشكل منطقةٍ شافة على الأشعة في الأرحاء السفلية. أما في الأرحاء العلوية، فلا تكون الإصابة واضحةً بسبب وجود الجذر الحنكي.

4- الدرجة الرابعة (Grade IV)

يكون العظم بين الجذور مدمراً تمامًا، والأنسجة اللثوية أيضًا متراجعة ذروياً بحيث تكون الإصابة مرئيةً سريريًا، ويكون المظهر الشعاعي لها مشابهٌ للدرجة الثالثة. [2]

تشخيص إصابات مُفترَق الجذور

1- الفحص السريري

– الفحص بالمسبر اللثوي التقليدي أو بالمسبر اللثوي الخاص بمُفترق الجذور (Nabers Probe)، ويساعد السبر في تحديد درجة الإصابة.

– السبر عبر اللثة: من الضروري تخدير الأنسجة موضعيًا قبل إدخال المسبر، يجب أن يتمّ تحريك المسبر على طول الأنسجة والسن بحيث يمكن للطبيب أن يتخيل الشكل التشريحي للمكان، ويمكن أيضًا تمرير المسبار أفقيًا عبر الأنسجة لتوفير معلومات ثلاثية الأبعاد حول ملامح العظم (مثل: السماكة، الارتفاع، وشكل القاعدة الأساسية).

2- الفحص الشعاعي

– الأشعة السينية مفيدة، لكنها لا تُظهر دائماً الإصابات البسيطة، كقاعدةٍ عامة يكون فقدان العظم دائمًا أكبر مما يظهر في الأشعة السينية.

– يجب دائمًا الحصول على الأشعة السينية لتأكيد النتائج التي تمّ الحصول عليها أثناء الفحص السريري، ويشمل الفحص بالأشعة السينية الصور الشعاعية الذروية داخل الفم، والصور الإطباقية والبانورامية. [3]

علاج إصابات مُفترَق الجذور

تُعدُّ منطقة مُفترَق الجذور من الأماكن التي تحدُّ من تطبيق العلاج اللثوي الروتيني، حيث يتطلّب شكل التشريح الخاص بها، مثل: (حجم وشكل السقف، المدخل ومقدار تباعد الجذور) مجموعةً من الإجراءات الخاصة ونهجاً معدّلاً للعلاج. الأهداف الرئيسية للمعالجة تتلخص بما يلي:

1- إزالة اللويحة السنّية، حيث قد تحتوي منطقة مُفترَق الجذور على مناطق مخفية تتراكم فيها اللويحة، ويصعب تنظيفها بالفرشاة، لذلك يجب خلق وضعية تُسهّل الوصول إلى التدابير الصحية.

2- إنشاء شكلٍ تشريحي يُسهّل التحكُّم الذاتي للمريض في اللويحة عن طريق إعادة تشكيل الأسنان أو إعادة تشكيل السطح.

3- الحدُّ من فقدان الارتباط الإضافي من خلال العلاج الجراحي أو إجراءات التجديد النسيجي.

تقسم المعالجة إلى:

1- المعالجة المحافظة غير الجراحية

وتشمل:

 ● التقليح والتسوية الجذرية.

● المحافظة على الصحة الفموية، وإجراءات التنظيف المنزلي من قبل المريض، ومن الأفضل أن تكون اللثة بعيدةً عن منطقة المُفترق لتسهيل التنظيف، واستخدام وسائل تنظيفٍ إضافية، مثل: الفراشي بين السنّية.

● وصف المضادات الحيوية (الموضعية).

2- المعالجة الجراحية

تهدف الجراحة إلى إنشاء شكلٍ تشريحي يجعل منطقة المُفترق واضحةً للرؤية بحيث يسهّل تنظيفها، وتتضمن إعادة تشكيل العظم (Osteoplasty)، إعادة تشكيل الأسنان (Odontoplasty)، وتسوية الجذر (Root planing)، مما يعيد هيكل الأنسجة الرخوة، ويسهّل التنظيف. وتوجد عدة أنواع من جراحات مُفترق الجذور تشمل:

تقنية النفق

تُطبّق في الأرحاء السفلية في حالات الإصابة من الدرجة الثانية والثالثة، يتمُّ فيها وضع اللثة ذروياً، وتوسيع هذه المنطقة، وإعادة تشكيل العظم لتسهيل مرور الفراشي بين السنّية من الجانب الدهليزي إلى الجانب اللساني لتنظيف المُفترق.

من مساوئها أنه إذا أهمل المريض التنظيف اليومي، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث نخرٍ في الجذور، وبشكلٍ عام يجب تطبيق الفلورايد في المنطقة بعد العملية للحدّ من تطوّر النخر في الجذور.

بتر الجذر

يتضمّن إزالة واحدٍ أو أكثر من الجذور من سنٍّ متعدّد الجذور دون إزالة أي جزءٍ من التاج، ويتمُّ إجراء المعالجة اللبّية أولاً يليه استئصال الجذر. يُعدُّ اختيار السن المناسب مهمّاً للنجاح، حيث يجب أن يحتوي السن على جذورٍ طويلةٍ ومتطورّةٍ بشكلٍ جيد، ولها تباعدٌ كافٍ وجذع الجذر قصير.

الجذور المُتبقّية يجب أن يكون لديها دعمٌ عظميٌّ كافٍ، ونسبة (تاج- جذر) مناسبة، ويُستطبُّ في حالة كسر أحد الجذور، أو انثقابه أو تنخُّر الجذر، أو امتصاص الجذر أو عدم إمكانية إجراء المعالجة اللبّية للجذر.

استئصال نصف السن

يتضمن إزالة جذرٍ واحدٍ وجزء التاج المقابل له، غالبًا ما يتمّ ذلك للأرحاء السفلية، ويكون التاج، وأحيانًا الجسر الثابت ضروريين بعد إجراء الاستئصال.

التضحيك

عادةً ما يتمّ إجراؤه في الأرحاء السفلية عند مستوى المُفترق، يتمُّ تقسيم الضرس إلى ضرسين بجذورٍ منفصلة، أي تحويل الرحى إلى ضاحكين، ويُستطبُّ في حال وجود فقدانٍ مُفرطٍ للعظم في منطقة المُفترق.

3- إجراءات تجديد النُّسج حول السنّية

● تجديد الأنسجة الموجهة (GTR): يُظهر نتائج سريريةً أفضل عند مقارنته بالجراحة التقليدية.

● عوامل النمو: مثل: الفيبرين الغني بالصفائح الدموية، والطعم العظمي المجفّف بالتجميد منزوع المعادن مع عامل النمو المُشتق من الصفائح الدموية البشرية قد تكون مفيدة.

● البلازما الغنية بالصفائح الدموية هي تركيزٌ ذاتيّ من الصفائح الدموية غنيةٌ بعوامل النمو، ويمكن الحصول عليها بسهولةٍ من المريض، وتكلفتها منخفضة. يُفترض أنها تحسّن الشفاء، وتساعد في التعامل مع الطعوم العظمية لأنها تنتج كتلةً لزجة.

4- القلع

يمكن أن تؤثر النخور الشديدة، نخور الجذور، الآفات اللبية، امتصاص الجذور، والترميمات السيئة سلبًا على إنذار المعالجات السابقة، وتحدّ من تطبيقها، وبالتالي يكون القلع هو الخيار الأفضل لهذه الحالات. [1] [4]

المراجع البحثية

1- Peeran SW، Ramalingam K، Sethuraman S، Thiruneervannan M. Furcation Involvement in Periodontal Disease: A Narrative Review. Cureus. Retrieved September 16، 2024

2- Pilloni A، Rojas MA. Furcation Involvement Classification: A Comprehensive Review and a New System Proposal. Dent J (Basel). Retrieved September 16، 2024

3- Parihar، A. S.، & Katoch، V. (2015). Furcation Involvement & its Treatment: A review. ResearchGate. Retrieved September 16، 2024

4- Furcation involvement and treatment. Retrieved September 16، 2024

This website uses cookies to improve your web experience.