Published in: العلاقات

أهمّية الصداقة

Author أ. سعاد شوا

Published on: 3 ديسمبر، 2023

أ. سعاد شوا

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو تعريف الصداقة؟

الصداقة هي علاقةٌ إنسانيةٌ واجتماعية تربط بين شخصين أو أكثر، وهذه العلاقة مبنيةٌ على مجموعةٍ من الأسس المتينة، كالصدق، والمحبة، والمودة، والثقة، والتعاون، والإخلاص، والتفاهم.

ما هي أهمية الصداقة؟

الصداقة تجعل الحياة أمتع وأغنى، فهي مهمّة لأنها تساعدنا على بناء علاقاتٍ مع أشخاص يشاركوننا قيمنا واهتماماتنا، ويشجعون شغفنا، ويقدمون لنا الدعم والمشورة في الأوقات الصعبة. تربطنا الصداقة بقيمنا الأساسية في العمل، وعند مواجهة التحدّيات في حياتنا اليومية، وتدعمنا اجتماعياً طوال المراحل المختلفة من حياتنا، فهي السبب الأول للتوازن النفسي، والسعادة بشكلٍ عام.

نحن نبني روابط إنسانيةً في حياتنا المهنية وحياتنا الشخصية، ومع مرور الوقت قد تنمو تلك الروابط، وقد تنتهي، وهناك صداقاتٌ تدوم مدى الحياة. الأصدقاء الحقيقيون يقفون إلى جانبنا لنتأقلم مع أيّ تغييرٍ جديد، ويذكروننا بإمكانياتنا، ويمنحوننا الشعور بالراحة.

ما هي فوائد الصداقة؟

للصداقة العديد من الفوائد الصحية، والعاطفية، والعقلية، فالأشخاص الذين يتمتعون بعلاقاتٍ اجتماعيةٍ ناجحة، ويتمتعون بمستوى من الرضى عن الحياة أعلى، ويشعرون بمعنى وهدف أكبر في عملهم لأن الصداقة: ^[1]

1- تمنح الشعور بالانتماء.

2- تبني ثقتنا واحترامنا لذاتنا.

3- تساعد على الوقاية من المشاكل الصحية، مثل: ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب من خلال مشاركة الهموم والتناصح.

4- تحارب العزلة الاجتماعية، والشعور بالوحدة.

5- تعلمنا أشياء جديدة، وتنمي وجهات نظرنا.

6- تقدّم لنا الدعم النفسي عند فقد عزيزٍ من أفراد الأسرة أو من الأحباب.

7- تقدّم لنا الدعم العاطفي عند فشل العلاقات الرومانسية.

8- تُحفّزنا للوصول إلى أهدافنا، ولتجربة أشياء جديدة.

9- تضيف الأوقات الممتعة، والفكاهة إلى حياتنا.

10- تساعدنا على التخلص من العادات غير الصحية.

عقباتٌ شائعة في نجاح تكوين الأصدقاء وطرق التغلب عليها

إن تكوين الصداقات القائمة على أسسٍ مشتركة ليس بالأمر السهل، والأصعب من ذلك هو الحفاظ عليها، وفي غضون مشاغل حياتنا اليومية تقف عدة عقبات دون تكوينها، وأهمّها:

1- نسيان المواعيد

يمكن ضبط هذا الموضوع بكتابة مواعيد اجتماع الأصدقاء ومناسباتهم في مفكرة الهاتف الجوال، للتذكير أو على ورقة في متناول اليد، ووضعها في درج المكتب دائماً.

2- كثرة المشاغل وزحمة المواعيد

إذا كان لدى الشخص مهامٌّ يريد إنجازها أو أشياء يجب القيام بها، فيمكنه الاتصال بصديقه، ودعوته للذهاب معه إلى صالة الألعاب الرياضية، أو التسوق، أو العمل في المنزل، لأن قضاء الأوقات مع الأصدقاء سيكون أمراً ممتعاً.

3- الخوف من تكوين علاقاتٍ جديدة

إن التعرُّض للخيانة أو الإساءة في الماضي يمكن أن يمنع الفرد من بناء روابط اجتماعية مرةً أخرى خوفاً من الفشل، والنتائج المؤذية مجدداً، وهنا لابدَّ من التفكير في فوائد الدعم الاجتماعي للصداقة الحقيقية، ولابدَّ من استشارة مُعالجٍ لإيجاد طرق بناء سلوكٍ صحيّ لتكوين العلاقات.

وسائل التواصل الاجتماعي والصداقة

تقدم لنا وسائل التواصل الاجتماعي عالماً هائلاً يساعدنا على البقاء على تواصلٍ مع الأشخاص الذين لا يمكننا رؤيتهم شخصياً لأسبابٍ مختلفة، كما تسمح لنا بتكوين صداقاتٍ جديدةٍ عبر الأنترنت، وتوسيع شبكتنا الاجتماعية، ولكن هناك بعض السلبيات لوسائل التواصل الاجتماعي بالنسبة للعلاقات بين الأصدقاء، لأن قضاء الكثير من الوقت عبر تلك الوسائل قد يصرفنا عن الأصدقاء الذين يعيشون بالقرب منا، والأشخاص الذين يمكن أن يكون لدينا معهم علاقاتٍ أعمق، وذلك بحدِّ ذاته يؤثر على احترامنا لذاتنا. ^[2]

نصائح لتقوية الصداقات

1- الاستماع الجيد عندما يتحدث الأصدقاء والآخرين، خاصةً إذا لم تتمّ رؤيتهم منذ فترة.

2- غضُّ الطرف عن الأخطاء العابرة، وبذل الجهد للحفاظ على موقفٍ إيجابي.

3- يجب الحفاظ على التواصل، وخاصةً إذا كان هناك مسافة بين الأصدقاء.

4- التواضع والانفتاح في التعامل مع الأصدقاء.

5- المحافظة على الظهور كإنسانٍ موثوقٍ وجديرٍ بالثقة، حتى رغم الانشغال لأن الأصدقاء يستحقون الأولوية.

متى تعرف أنه حان الوقت لترك الصديق؟

إن فهم الصداقة على أنها أكثر من مجرد اتصالٍ عابرٍ يساعدنا على رؤية قيمة ما يمكن أن يفعله أصدقاؤنا من أجلنا، فهي تساعد صحتنا العقلية، وتحافظ على صحتنا الجسدية، وتجعل الحياة أكثر متعةً، لكن في بعض الأحيان يجب أن ندرك أن بعض الصداقات ليست صحيةً، ولابدَّ من التخلي عنها، والمضي قدماً لمقابلة أشخاصٍ جدد، وذلك يكون عندما:

1- يتجاوز صديقك الحدود التي حددتها له.

2- يحاول تغييرك، والتأثير عليك لتصبح شخصاً أسوأ.

3- عندما يكون هناك استهتار، وقلة اهتمام، ونقص في الجهد المبذول لاستمرار هذه الصداقة.

4- الكذب وعدم احترام الخصوصية، ونشر أسرارك دون علمك أو إذنك.

5- التكبر وعدم الاعتذار عند الخطأ أو التسبُّب بالأذى.