Skip links
أب وأم وبينهم صبي مبتسمون يجلسون على الأريكة وهم ينظرون لابنهم الذي يقف أمامهم ويستمعون لحديثه

آداب الحديث عند الأطفال – أهميتها وانعكاساتها على الأهل

الرئيسية » المقالات » التعلم » التربية » آداب الحديث عند الأطفال – أهميتها وانعكاساتها على الأهل

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

حديث الأطفال هو أحد أهمّ مراحل النمو اللغوي والمعرفي في حياة الإنسان، إنه الجسر الذي يربط الطفل بالعالم من حوله، ويمكنه من التعبير عن احتياجاته، أفكاره، ومشاعره، حيث يبدأ تطور اللغة منذ الأيام الأولى لحياة الطفل مع الأصوات البسيطة والبكاء، ويتطور تدريجياً إلى كلماتٍ ثم جملٍ كاملة حتى يستطيع الطفل أن يخوض حديثا كاملاً بمفرده، وعند بلوغه هذه المرحلة يتوجب عليه أن يكون على درايةٍ بآداب الحديث.

ما أهمية آداب الحديث عند الأطفال؟

1- تنمية المهارات الاجتماعية

فهي تساعد الأطفال على بناء علاقاتٍ إيجابية مع الآخرين، وتمكنهم من التواصل بفعاليةٍ في مختلف المواقف الاجتماعية.

2- بناء الشخصية

حيث تعزز الثقة بالنفس والاحترام الذاتي، وتساهم في تطوير الذكاء العاطفي والاجتماعي.

3- تحسين فرص النجاح المستقبلية

نظراً لأنها تُعدّ الأطفال للنجاح في المدرسة، والعمل مستقبلاً، فهي تساعدهم على التعامل مع المواقف الرسمية وغير الرسمية بكفاءة.

4- تعزيز التعاطف والتفاهم

إن آداب الحديث تعلم الأطفال كيفية فهم وجهات نظر الآخرين، وتساعدهم على تطوير الحساسية تجاه مشاعرهم.

5- الحدّ من النزاعات

لأنها تقلل من سوء الفهم والصراعات مع الأقران والكبار، وتعلم الأطفال كيفية حل الخلافات بطريقةٍ سليمةٍ وبناءة.

6- تعزيز الاحترام المتبادل

لأنها تغرس قيم الاحترام تجاه الآخرين بغض النظر عن اختلافاتهم، كما تساعد في خلق بيئةٍ إيجابيةٍ في المنزل، والمدرسة، والمجتمع.

7- تحسين مهارات الاستماع

حيث تعلم الأطفال أهمية الإنصات للآخرين، وتساعدهم على فهم وتحليل ما يسمعونه بشكلٍ أفضل.

8- تطوير الوعي الذاتي

من خلال مساعدة الأطفال على فهم تأثير كلماتهم وأفعالهم على الآخرين، وتعزيز القدرة على التحكم في الذات، والتعبير عن المشاعر بطريقةٍ مناسبة.

ما هي آداب الحديث التي يجب أن يتعلمها الطفل؟

هناك العديد من آداب الحديث المهمة التي يجب أن يتعلمها الطفل، وسنقدم قائمةً بأهمّها:

1- استخدام الكلمات المهذبة

مثل: “من فضلك” عند طلب شيءٍ ما، و “شكراً” عند تلقي مساعدة أو هدية، “عفواً” أو “آسف” عند ارتكاب خطأ أو إزعاج شخصٍ ما، وغيرها من الكلمات المهذبة التي يمكن البدء بتعليمها في سن مبكرة.

2- الاستماع الجيد

 أي الإنصات للآخرين دون مقاطعة، وإظهار الاهتمام بما يقولونه.

3- انتظار الدور في الحديث

ويعني ذلك عدم التحدث عندما يتكلم شخص آخر، ورفع اليد أو انتظار الفرصة المناسبة للتحدث في المجموعات.

4- استخدام نبرة صوت مناسبة

التحدث بصوتٍ معتدل لا مرتفع جداً ولا منخفض جداً، بالإضافة لتعديل نبرة الصوت حسب الموقف (مثلاً: الهدوء في المكتبة).

5- احترام آراء الآخرين

من خلال تقبل وجهات النظر المختلفة باحترام، وعدم السخرية من آراء الآخرين.

6- استخدام لغة جسد مناسبة

أي الحفاظ على التواصل البصري مع المتحدث، والابتسام، والإيماء، والتفاعل مع الحديث.

7- تجنب الكلمات البذيئة أو الجارحة

من المهمّ جداً استخدام لغة مهذبة ومحترمة، وتجنب الشتائم والألفاظ النابية.

8- التعبير عن المشاعر بطريقةٍ مناسبة

وذلك بتعلم كيفية التعبير عن الغضب أو الإحباط بطريقةٍ بناءة.

9- احترام الخصوصية

أي عدم التحدث عن أمور شخصية للآخرين دون إذنهم، وفهم متى يكون من غير اللائق طرح أسئلة شخصية.

10- الالتزام بآداب المحادثات الهاتفية

ويعني ذلك الردّ على الهاتف بأدب، وتقديم النفس عند الاتصال بشخصٍ ما، وعدم التحدث بصوتٍ مرتفعٍ على الهاتف في الأماكن العامة.

11- احترام الاختلافات الثقافية

وذلك بتعلم وتقدير طرق التحية والتواصل المختلفة في الثقافات الأخرى، وتجنب التعليقات العنصرية والمسيئة.

12- التعامل مع الخلافات بشكلٍ بنّاء

ويعني هذا التعبير عن عدم الموافقة بأدب، ومحاولة حل النزاعات من خلال الحوار الهادئ.

كيف يمكنني تعليم طفلي آداب الحديث بشكلٍ فعال؟

تعليم الأطفال آداب الحديث بشكلٍ فعال يتطلب الصبر والمتابعة، وهنا بعض الطرق الفعالة لتحقيق ذلك:

رسم توضيحي لرَجُل وامرأة يتحدثان أمام بعضهما البعض، وامرأة معها دُمية الدب تقوم بملاعبة فتاة صغيرة أمامها، وامرأة تقوم بقراءة قصة لفتاة صغيرة تجلس في السرير، بالإضافة لفتاتين تتحدثان مع بعضهما البعض

1- أن يكون الوالدين قدوةً حسنة

وذلك من خلال ممارسة آداب الحديث في تعاملاتهم اليومية، وإظهار الاحترام في حديثهم مع الآخرين ومع طفلهم.

2- التعلم من خلال اللعب

باستخدام مسرحيات الدمى، ولعب الأدوار لممارسة مواقف اجتماعية مختلفة تتضمن المحادثة والاستماع، وتطبيق آداب الحديث.

3- استخدم القصص والكتب

وذلك من خلال قراءة القصص التي تركز على آداب الحديث والسلوكيات الاجتماعية الإيجابية، ومناقشة سلوكيات الشخصيات في القصص.

4- الاهتمام بالنقاشات العائلية

عن طريق تخصيص وقت للحوار العائلي، حيث يمكن لكل فرد التحدث، والاستماع للآخرين، فمن خلال هذا نستطيع تعليم الطفل كيفية انتظار دوره في الحديث، بالإضافة إلى الاهتمام بحديث الطفل، والإطراء عليه إذا التزم بآداب الحديث، وتصحيح أخطائه بطريقةٍ لطيفةٍ وهادئة.

5- تعليم الطفل التعاطف في الحديث

حيث يجب مساعدة الطفل على فهم مشاعر الآخرين، وتشجيعه على التفكير في تأثير كلماته على الآخرين أيضاً.

ما انعكاسات تعلم الطفل آداب الحديث على الأهل؟

1- تحسين التواصل الأسري

عن طريق زيادة فعالية الحوار بين الأهل والأطفال، وتقليل سوء الفهم بينهم، وحل النزاعات بشكلٍ أسرع، بالتالي خلق بيئةٍ منزلية أكثر هدوء وإيجابية.

2- تخفيف الضغط النفسي على الأهل

بسبب تقليل الحاجة للتدخل في النزاعات بين الأطفال، وعدم الشعور بالقلق بشأن السلوك الاجتماعي للطفل خارج المنزل، مما يؤدي إلى زيادة الشعور بالرضا عن أداء دورهم كآباء وأمهات بشكلٍ فعال.

3- تحسين صورة الأسرة في المجتمع

أي زيادة التقدير من قبل المعلمين وأولياء أمور الأطفال الآخرين، وتحسين سمعة الأسرة من خلال سلوك الطفل المهذب في الأماكن العامة.

4- توفير الوقت والجهد

ويعني هذا تقليل الحاجة لتكرار التعليمات والتوجيهات نظرا لزيادة استقلالية الطفل في التعامل مع المواقف الاجتماعية المختلفة.

5- زيادة الثقة في قدرات الطفل

أي الشعور بالاطمئنان عند ترك الطفل يتعرض لمواقف اجتماعية جديدة، وزيادة الثقة في قدرة الطفل على التعامل مع التحديات المستقبلية الجديدة، مثل:  تكيفه مع مدرسة جديدة وغيرها.

ختاماً، إن تعليم الأطفال آداب الحديث هو أشبه بمنحهم مفتاحاً ذهبياً يفتح لهم أبواب الحياة على مصراعيها، فمن خلال هذه المهارات الثمينة نحن لا نعدهم فقط للنجاح في المدرسة أو العمل، بل نمنحهم القدرة على بناء جسور التواصل مع العالم بأسره.

المراجع البحثية

1- Faber, A., & Mazlish, E. (2002). How to talk so kids will listen…And listen so kids will talk (Abridged edition). Simon & Schuster Audio/Nightingale-Conant. Retrieved August 26, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.