قائمة المحتويات
تهدف الجراحة التقويمية للفكين إلى إعادة تموضع الفك العلوي، أو الفك السفلي، أو الذقن عند المرضى الذين تجاوزوا سن تعديل النمو، والمرضى الذين يعانون من حالاتٍ شديدةٍ لتشوُّهات الأسنان والفكين، والتي لا يمكن معالجتها بواسطة التقويم العادي. يشمل العلاج الجراحي الحديث لتشوُّهات الأسنان والفكين إجراءات تقويمية قياسية لتصحيح تشوهات الفك، بالإضافة إلى إجراءاتٍ إضافية لتحسين ملامح الأنسجة الصلبة والرخوة.
يعدُّ التعاون بين أخصائي تقويم الأسنان، وجراح الفم، والوجه، والفكين ضرورياً لوضع وتنفيذ خطة علاجٍ شاملة، وتحقيق النتائج المطلوبة. عادةً ما يلجأ معظم المرضى إلى التقييم الجراحي بناءً على توصية أخصائي تقويم الأسنان. بشكلٍ عام يجب الابتعاد عن الأساليب التقويمية التمويهية التي تهدف إلى تحقيق علاقةٍ إطباقية محددة دون اعتبارٍ لتفاوت الهيكل العظمي، وجمالية الوجه، ودرجة التعويض السني.
تطورت جراحة الفكين بالتوازي مع تطور تدبير الإصابات الرضية للوجه والفكين، وقد تمّ ترجمة أنماط كسور منتصف الوجه التي وصفها ليفورت، والتي تحمل اسمه، إلى إجراء قطع عظمية اختيارية للهيكل العظمي للوجه، ومع التقدم في تقنيات التخدير وظهور التثبيت الصلب في الثمانينيات، أصبحت العمليات أكثر فعالية.
كما ساعدت التطورات في التصوير والتحليل الرقمي على فهم أكبر وأكثر دقةً للحركات ثلاثية الأبعاد للفكين، وإنشاء خططٍ جراحية في بيئةٍ افتراضية مكنت الجراحين من التنقل في التشريح المعقد، وتحسين التدخلات الجراحية. توسع التخطيط الجراحي بمساعدة الكمبيوتر لاحقًا ليشمل التصميم بمساعدة الكمبيوتر (CAD)، والتصنيع بمساعدة الكمبيوتر (CAM) لأدلة القطع، والمصنوعات المخصصة للمرضى.
مما عزز سلامة وفعالية هذه الإجراءات، وسمح بزيادة الكفاءة للتدخلات البسيطة، وزيادة المرونة للتدخلات الأكثر تعقيدًا. الوقت المثالي لجراحة الفكين هو بعد توقف نموّ الفك، وعادةً ما يكون ذلك في أواخر سنوات المراهقة أو أوائل العشرينات. [1] [2]
استطبابات الجراحة التقويمية للفكين
1- ضبط إطباق الفم.
2- تصحيح الحالات التي تؤثر على التناظر الوجهي.
3- تخفيف الألم الناتج عن اضطرابات المفصل الصدغي الفكي (TMJ).
4- إصلاح العيوب الخلقية الوجهية، مثل: شفة الأرنب.
5- منع المزيد من تآكل وتلف الأسنان.
6- تسهيل بعض الأنشطة، مثل: العض، والمضغ، أو البلع.
7- معالجة المشاكل التنفسية، مثل: التنفس الفموي، وانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم. [3]
المبادئ الأساسية للرعاية الجراحية والرعاية العامة للمرضى
1- الإعداد النفسي للمريض.
2- التغذية الجيدة قبل وبعد الجراحة.
3- الحفاظ على إمدادات الدم للأسنان وأجزاء الفك المتحركة.
4- حماية العظام، والهياكل العصبية الوعائية، والأسنان.
5- الإدارة المناسبة للجروح بعد الجراحة.
6- تثبيت الأجزاء العظمية.
7- التحكم الصحيح في الإطباق.
8- إعادة التأهيل لوظيفة الفك الكاملة. [1]
أنواع الجراحات التقويمية للفكين
1- قطع عظم الفك العلوي (Maxillary osteotomy)
يجرى بطريقة ليفورت 1، وهو قطعٌ أفقي يستخدم لتصحيح تشوُّهات منتصف الوجه يسمح بالحركة للأمام ، للخلف، عمودياً أو دورانياً، يستطب هذا الإجراء في الحالات التالية:
1- بروز أو تراجع كبير في الفك العلوي.
2- العضة المفتوحة الشديدة، وهي حالة عدم تماس الأرحاء عندما يكون الفم مغلقًا.
3- العضة المعكوسة، وهي حالة تتواجد فيها بعض الأسنان السفلية أمام الأسنان العلوية عندما يكون الفم مغلقًا.
4- نقص النمو في منتصف الوجه، وهي حالة يكون فيها نمو الجزء الأوسط من الوجه منخفضًا.
5- الانحرافات (عدم التناظر على جانبي الخط المتوسط للوجه).
يجرى هذا الإجراء تحت التخدير العام في وضعية الاستلقاء، ويجب تأمين الأنبوب التنفسي بشكلٍ ثابتٍ وآمن، تحدد المعالم المرجعية قبل العملية لتأمين نقاط مرجعية يمكن الرجوع إليها أثناء الجراحة لتأكيد الحركات المطلوبة للفك العلوي ثم يقوم الجراح بما يلي:
1- عمل شقٍّ جراحي في اللثة فوق الأسنان العلوية، مما يسمح بالوصول إلى عظام الفك العلوي، ويحقن مخدر موضعي يحتوي على الإيبينفرين على طول الشق الجراحي للمساعدة في وقف النزيف.
2- إجراء قطعٍ في عظم الفك العلوي بطريقةٍ تسمح بتحريكه كوحدة واحدة.
3- تحريك هذا الجزء من الفك العلوي إلى الجهة المطلوبة بحيث يتماشى ويتناسب بشكلٍ صحيح مع الأسنان السفلية.
4- وضع صفائح أو مسامير لتثبيت العظم المعدل في موضعه الجديد.
5- إجراء الخياطة لإغلاق الشق في اللثة.
2- قطع الفك السفلي (Mandibular Osteotomy)
تجرى هذه العملية عادةً عندما يكون الفك السفلي بارزًا للأمام أو متراجعاً إلى الوراء بشكلٍ كبير. يقوم الجراح بعمل شقٍّ في اللثة على كل جانب من جوانب الفك السفلي خلف الأرحاء مباشرة، ثم يتمُّ قطع العظم، مما يسمح للجراح بتحريكه بدقة إلى الوضعية الجديدة، ثم يتمُّ تثبيت العظم المعدل في موقعه الجديد بواسطة الصفائح والبراغي، وبعدها تتمُّ خياطة الجرح.
3- القطع الفكي الثنائي (Bimaxillary Osteotomy)
وهو الجراحة التي يتمُّ إجراؤها على كل من الفك العلوي والسفلي في وقتٍ واحد، وتستطب عندما تشمل الحالة المرضية كلا الفكين. تشمل التقنيات المستخدمة في هذه الجراحة نفس الأساليب التي تُستخدم في إجراءات قطع الفك العلوي والسفلي، ونظرًا لأن إجراء عملية جراحية على كلا الفكّين يمكن أن يكون معقدًا، قد يستخدم الجراح برنامج نمذجةٍ ثلاثية الأبعاد للمساعدة في تخطيط الجراحة.
4- جراحة تصنيع الذقن (Genioplasty)
هي عملية جراحية تُجرى على الذقن يمكن أن تساعد في تصحيح الذقن المائل للخلف، وقد تُجرى أحيانًا مع عملية قطع الفك السفلي في حالات الفك السفلي المتراجع، حيث يقوم الجراح بعمل شقٍّ في اللثة حول الشفة السفلى، ويقطع جزء من عظم الذقن، مما يسمح بتحريكه إلى وضعه الجديد، ثم تركب صفائح صغيرة أو براغٍ للمساعدة في تثبيت العظم المعدل في موضعه الجديد، ويخاط الجرح.
5- جراحة المفصل الفك الصدغي (TMJ Surgery)
يستطب إجراء هذا النوع من الجراحة إذا لم تكن العلاجات الأخرى فعّالةً في تخفيف الأعراض، وتشمل أنواع جراحة TMJ:
البزل المفصلي (Arthrocentesis)
هو إجراءٌ بسيطٌ يشمل استخدام إبر صغيرة لحقن سائلٍ في المفصل، يمكن أن يساعد ذلك في تليين المفصل، وإزالة أي بقايا أو منتجات التهاب عالقة.
التنظير المفصلي (Arthroscopy)
وخلاله يتمُّ إدخال أنبوبٍ رفيع إلى المفصل، ويستخدم الجراح بعد ذلك منظارًا رفيعًا (منظار مفصلي) وأدوات صغيرة لإجراء العملية على المفصل.
الجراحة المفتوحة للمفصل (Open Joint Surgery)
وهي أكثر أنواع جراحة TMJ شدة، وفي هذا الإجراء يتمُّ عمل شقٍّ أمام الأذن، ويمكن للطبيب بعد ذلك استبدال أو إزالة المكونات المتضررة من المفصل. [3] [4]
اختلاطات الجراحة التقويمية
1- حدوث النزف الدموي غير المسيطر عليه الذي قد يحتاج إلى نقل دم.
2- الإنتان: وهو نادر الحدوث، ويجب تغطية المريض بالمضادات الحيوية خلال العملية، وخلال فترة الإقامة بالمشفى، وبعد الخروج منها لمنع حدوث الإنتان.
3- الأذية العصبية: قد يحدث تأذٍ للعصب تحت الحجاج أثناء جراحة قطع الفك العلوي ليفورت 1 أو العصب السني السفلي أثناء جراحة الشق السهمي للفك السفلي، وغالباً تكون أذيةً ردودةً قابلةً للشفاء تسبّب شعور المريض بالخدر، ونادراً ما يحدث انقطاع كامل للعصب، تعتمد استعادة الحساسية على نوع الإصابة وشدتها، والتفاوت الفردي في عملية الشفاء بين المرضى.
4- الارتداد الهيكلي وسوء الإطباق بعد العملية: تراجع حدوثه بشكلٍ كبيرٍ بعد ظهور التثبيت الصلب، يعكس سوء الإطباق الحاد وغير المتوقع في الفترة الأولى بعد العملية وجود تثبيت غير صحيح لقطع العظام، والذي قد يتطلب في بعض الأحيان العودة إلى غرفة العمليات، وإعادة تطبيق التثبيت الداخلي الصلب.
5- حدوث الألم في المفصل الفكي الصدغي.
6- حدوث الكسور غير المناسبة في موقع الشق السهمي للفك السفلي يتمُّ التعامل مع الكسر السيئ كما لو كان كسراً منفصلاً وتثبيته داخلياً. [1]
المراجع البحثية
1- Khechoyan، D. (2013). Orthognathic Surgery: General considerations. Seminars in Plastic Surgery، 27(03)، 133–136. Retrieved July 22، 2024
2- Zammit، D.، Ettinger، R. E.، Sanati-Mehrizy، P.، & Susarla، S. M. (2023). Current trends in orthognathic surgery. Medicina، 59(12)، 2100. Retrieved July 22، 2024
3- Seladi-Schulman، J.، PhD. (2020، June 12). Types of jaw surgery and the reasons for each. Healthline. Retrieved July 22، 2024
4- Moorhead، A.، & Serra، M. (2022، October 17). Le Fort osteotomy. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved July 22، 2024