تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعرف الفتق (Hernia) أو الفتاق بالمصطلح العامي، على أنه الحالة التي يخرج فيها عضوٌ موجودٌ داخل الجسم عبر فتحةٍ طبيعيةٍ أو منطقة ضعفٍ في العضلات أو الأنسجة المحيطة، وله أنواعٌ كثيرة، وتشيع لدى الذكور والإناث.

ما هي أنواع الفتق؟

1- الفتق الإربي

وهو أشيع أنواع الفتوق، ويكثر عند الذكور، ويُعرف بأنه خروج جزء من الأمعاء والنسيج الشحمي المحيط به عبر الفتحة الداخلية للقناة الإربية أعلى الفخذ، وله نوعان: مباشر لا يدخل القناة الإربية بل يخرج من جدار الأمعاء، وهو أشيع عند المسنين، وغير مباشر يدخل القناة الإربية ويكثر لدى الأطفال وهو النوع الأشيع.

2- الفتق الفخذي

وهو أقلُّ شيوعاً من الفتق الإربي، وهو أشيع لدى الإناث ويُعرف أيضاً بأنه خروج الأمعاء، وأحياناً خروج بعض الأعضاء التناسلية الأنثوية مثل المبيض عبر القناة الفخذية، ويكون خطيراً بسبب ضيق القناة، ونقص تروية العضو الخارج.

3- الفتق السري

ويكثر عند الأطفال في عمر السنة والسنتين أو البالغين في حال زيادة ضغط البطن، وهو خروج جزء من الأمعاء عبر السرة، وإما تكون الأمعاء الخارجة محاطة بغشاء البريتوان، ويُدعى كيس الفتق أو تكون الأمعاء ظاهرةً بدون كيس، ويمكن أن يرتدَّ لوضعه الطبيعي عندما تصبح العضلات أقوى في سن الخامسة، وإلا سوف يضطر الطبيب لإجراء العمل الجراحي.

4- فتق الفرجة الحجابية

وهو خروج جزء من المعدة للأعلى، ودخوله لجوف الصدر عبر الحجاب الحاجز الذي يفصل بين منطقة الصدر والبطن، وقد تكون هذه الحالة غير عرضية أو تترافق بإحساسٍ بالحرقة كما في متلازمة GERD، والتي تشير إلى الجزر المعدي المريئي، ويعود سبب حدوثه إلى ضعفٍ في عضلة الحجاب الحاجز.

5- الفتق الجراحي

وهو خروج العضو حسب موقعه عبر فتحة غير طبيعية في الجسم ناتجة عن شقّ جراحي سابق. 

6- الفتق العضلي

يحدث عند الرياضيين، وخاصة في القدمين نتيجة الممارسات الرياضية العنيفة، وهو خروج العضلات من النسيج المحيط بها.

7- فتق شبيغل

حيث يظهر جزءٌ من الأمعاء عبر طرف من العضلات، وغالباً في البطن السفلية. ^[1]

ما هو سبب حدوث الفتق؟

إن السبب الأساسي هو زيادة الضغط داخل الأجواف، كزيادة الضغط داخل البطن، مثل: حالة الحمل أو الحبن أي تجمع السائل داخل البطن، والبدانة، والإمساك الشديد، وحالة رفع الأشياء الثقيلة، والسعال، والعطاس الشديد، فيؤدي ذلك إلى خروج الأعضاء عبر الفتحات الموجودة في الجسم بشكل طبيعي، مثل: فتحة السرة، أو فتحة القناة الإربية، أو ضعف بالعضلات في مناطق معينة عند التقدم بالسن.

أما الفتق الجراحي فيكون احتمال حدوثه أكبر إذا حدث إنتانٌ في الجرح أو أن المريض مصاب بداء السكري، كما يُعتبر المدخنون أكثر عرضةً للإصابة به لأن السيجارة تحوي على مواد تُضعف جدار العضلات بشكل عام.^{[2] [4]}

ما هي أعراض الفتق؟

تختلف الأعراض حسب المكان لكن كل الأنواع تشترك بالأعراض التالية:

1- الإحساس بكتلة أو انتفاخ في المنطقة المصابة، وخاصةً في حالة الوقوف لأن بعض الأنواع ترتدُّ إلى مكانها الطبيعي في حال الاستلقاء.

2- الشعور بالألم أو عدم الارتياح في المنطقة المحيطة بمكانه لأن كيس الفتق يُسبب ضغطاً على البنى المجاورة.

3- يمكن أن يسبب فتق الفرجة الحجابية صعوبةً في البلع وإحساساً بالحرقة نتيجة عودة المفرزات الحامضية للمعدة عبر المريء.

أغلب الحالات تكون غير عرضية، وتُكتشف في سياق الفحص الروتيني للمريض. إذا ظهرت أعراض مرافقة، مثل: الحرارة، أو فقدان الوزن السريع، أو تغير لون الجلد إلى السواد، يجب الاتصال للاستشارة والفحص الطبي سريعاً. ^[3]

كيف تتمُّ معالجة الفتق؟

تتمُّ معالجة الفتق أولاً بالانتظار والمراقبة إلا في حالاتٍ معينة، مثل: الفتق الفخذي إذا مرَّ عليه أكثر من سنتين، فإنه حتماً سيؤدي إلى اختناق العضو الموجود في كيس الفتق بسبب انقطاع التروية عنه، ويمكن ردُّ الفتق بكل سهولة باستخدام يد الطبيب لكنه يعاود الظهور في وقت لاحق لذلك يقوم الطبيب برده إلى مكانه الطبيعي عدة مرات قبل أن يقرر العمل الجراحي.

يُقرر العمل الجراحي حسب النوع، ويكون إما بالجراحة المفتوحة باستخدام الدبابيس والقطب لكنه ذو خطرٍ عالٍ للنزف، وحدوث الندبات في المستقبل أو الجراحة التنظيرية باستخدام المنظار، ويعدُّ الخيار الأفضل لأنه لا يسبب نزفاً أو خطورةً عاليةً على المريض لكنه يُعدُّ أغلى ثمناً وغير متوفر دائماً. ^[4]